ملصق لخامنئي في طهران
إرم نيوز:بينما تقول حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، إن الهدف هو وقف الطموح النووي لدى طهران، فإن محللين وخبراء يعتقدون أن تل أبيب ماضية نحو أبعد من ذلك، أي إسقاط النظام الإيراني بقيادة المرشد علي خامنئي .
في مايو/ أيار الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن نتنياهو جادل طويلاً في لقائه مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في البيت الأبيض، بأن إيران تمر بحالة ضعف وأن هذه هي "اللحظة المثالية" لتوجيه ضربة تُنهي المشروع النووي بالكامل وقد تؤدي إلى "سقوط النظام".
ويعتقد المحلل الإسرائيلي، رون بن يشاي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه يُفهم من ضربة نتنياهو الأخيرة، أن نية العملية لا تقتصر على تدمير المنشآت النووية فحسب، بل تشمل أيضاً الإضرار بالنظام الإيراني وصولًا إلى إسقاطه.
كذلك رأى محللون في القناة 14 وموقع "واللا" في الاستهداف الإسرائيلي المباشر لإسقاط النظام الإيراني ارتباطاً بتدمير البرنامجين النووي والصاروخي، متوقعين أن يكون هناك دور للداخل الإيراني الرافض للنظام، الذي قد يتحرّك من الداخل فيما يشبه "الثورة الشعبية".
ويذهب المحلل العسكري لصحيفة معاريف، آڤي إشكنازي، لتشبيه النشاط السري المؤثر للموساد لسنوات في إيران، والذي كان له دور كبير في نجاح الهجوم الحالي، بعملية البيچر التى صدمت ميليشيا حزب الله، وكانت التمهيد للتخلص من حسن نصر الله، في إشارة لقرب التخلص من المرشد.
لكن يختلف رأي راز زيميت، رئيس دائرة إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، مع التصورات التي تتعامل مع النظام الإيراني بشكل يعظم ضعفه، رغم أن هذا ليس واقعيا بصورة ما، حسب تقديره.
ووفق زيميت في تحليله لقناة 12 العبرية، تبشّر الضربة الاستباقية الإسرائيلية على إيران بنقطة تحول في الصراع، وبداية مرحلة مهمة وخطيرة وغير مسبوقة "من الممكن أن تكون بذرة التغيير، وكانت في المواجهة الاستراتيجية بين الدولتين خلال العقد الماضي في سوريا".
كما يرى الخبير الإسرائيلي أن تل أبيب أظهرت "قدرة مبهرة "في الضربة الافتتاحية الأولى، مع التركيز على ما أسماه "ذبح" بعض أفراد النخبة الأمنية الإيرانية. ويمكن التقدير بحذر أن البنية التحتية النووية، بما في ذلك مواقع التخصيب وكبار العلماء النوويين، قد تضررت بشدة أيضاً، مما يضعف أساسات النظام الإيراني.
ووفق تقدير زيميت، قد يُصعّب الضرر الذي لحق بقدرات القيادة والتحكم على إيران الردّ، ومع ذلك، يجب تذكر أن إيران ليست حزب الله، وبالتأكيد ليست حماس.
ويقول "إيران البعيدة جداً عن إسرائيل، والتي تزيد مساحتها عن مساحة لبنان بأكثر من 150 ضعفاً، تتميز بدرجة عالية من الازدواج المؤسسي، فالجيش مقابل الحرس الثوري، وزارة الاستخبارات مقابل جهاز استخبارات الحرس الثوري، ميليشيا الباسيج مقابل قوى الأمن الداخلي".
ويوضح أن هذا يتبلور بالفعل في تعيين خلفاء بسرعة لكلٍ من رئيس الأركان العامة باقري وقائد الحرس الثوري سلامي بعد التخلص منهما.
ويلخص الخبير الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية طموح تل أبيب لإسقاط النظام الإيراني عبر إلحاق الأذى ببعض النخبة الأمنية والعسكرية بأنه "أمر غير واقعي".
أما عن رد فعل الجمهور الإيراني، الذي لا يدعم معظمه النظام، فهو أقل قابلية للتنبؤ، ولكن لإسقاط النظام من خلال الضغط الشعبي، فالأمر يتطلب تغييراً جذرياً في ميزان القوى بين النظام ومؤيديه ومعارضيه، والذين لم تُبدِ سوى أقلية منهم حتى الآن استعداداً لاتخاذ خطوات فعّالة لإسقاطه، وفق زيميت.
1084 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع