قيامة الشرق الاوسط

اللواء الملاح الركن المتقاعد
فيصل حمادي غضبان

MIDDLE EAST DOOMS DAY قيامة الشرق الاوسط

يجب ندرك عميقاً لما وراء الاخبار وكما تعلمنا من تجارب مضت ومنها العراق يتضح لنا ان قرارات الوكالات الدولية عندما تتزامن مع أضطراب أمني ونوايا عمل عسكري قطعاً لن تكون بريئة بل ورائها هدف ما ..ولذلك من حق الشعوب أن تتسأل ….هل نحن على أبواب يوم القيامة الإقليمي وما نسبة منعه …الجواب لا يعلمه الا الله والراسخون بفن الدسائس وتدمير الامم . دعونا نتسلسل بالحقائق والاحداث ربما نصل ظالتنا التي نحن أصلاً لا ندرك وجهتها؟
١. قرار وكالة الطاقة الذرية ضد إيران لم يكن صدفة • ربما البعض يقول ذلك والاخر يقول مسيس بدقة ...لانه جاء بعد فشل محاولات واشنطن لإعادة طهران إلى الطاولة بشروط غربية. و تزامنه مع معلومات استخباراتية غربية تقول بأن إيران تقترب من العتبة النووية والقدرة على إنتاج قنبلة خلال أسابيع إن أرادت.
٢.إسرائيل كانت تضغط بشدة على الوكالة الدولية منذ شهور والمجتمع الدولي تجاهل الملف مؤقتاً بانتظار نتائج المفاوضات الأميركية - الايرانية ..ربما أسرائيل قد لا تنتظر.
٣ . يمكن القول ان القرار ليس قانونياً فقط، بل إشارة سياسية خضراء لإسرائيل أو لأي طرف من المتنازعين قد يُقدِم على عمل يشعل المنطقة بالكامل.
٤. لقد تشائمنا كثيراً وعلينا أن نتساءل هل الهجوم سيحصل بلا تردد لان المعطيات تقول: نعم، الضربة ليست مجرد احتمال نظري، بل خيار فعلي عندما إسرائيل قد كثّفت من مناوراتها وتحركاتها.وأمريكا تسحب بعض موظفيها وتعيد تموضع قواتها في الخليج.أما إيران بدأت التصعيد مع وضع حساباتها لمن يساندها في العراق ولبنان وكأنها تجهّز لخيارات و لردود فعل متعددة. كما يدور الحديث داخل مراكز القرار الغربي والإسرائيلي عن متى يتم التنفيذ وليس هل نقدم على ذلك .
٥. التداعيات المترتبة أذا حدثت الضربة، بلا شك فلن تكون بسيطة بل ستُشعل جبهات غزة ولبنان والعراق.أما ارتدادتها سيتأثر بها الخليج العربي خاصة الإمارات وقطر والبحرين.. و الأسواق العالمية ستضطرب والنفط سيقفز الى غير المتوقع وهنالك من يقول. تشهد المنطقة أسوأ أيامها منذ 2003 أو حتى 1973.أذن هذا هو “يوم القيامة الإقليمي” إذا اندلعت الحرب.البعض يبقى متشبث بعدم الانزلاق ولو نسبة احتمال ضئيلة..أما الواقع يقول الدعاء لن يصمد بوجهه المدافع وازيز الطائرات .
٦. لقد رفعت الوكاله يدها ولتبين حسن نيتها عندما قالت لقد فعلنا ما بوسعنا أن نقدر عليه …الحقيقة تقول هو ضوء أخضر لاسرائيل التي وضعت أصبعها على الزناد لتفعل ما تشاء..البعض يتحجج بأن مهلة المفاوضات أوشكت على نهايتها وهي إصلا بلا نتيجة ومضيعة للوقت.
٧. الخلاصة :المنطقة تمر في لحظة ما قبل التحوّل الكبير…القرار الأممي ليس إلا الختم القانوني لحرب سياسية وعسكرية تطهى على نار هادئة.عندما يسقط أول صاروخ على نطنز أو أراك أو فوردو… فإن الشرق الأوسط سيدخل مرحلة اللاعودة …أما ماتم اتخاذه في فيينا، كان قراراً جافًا كأوراق الخريف، يحمل توقيع الوكالة الدولية للطاقة الذرية… لكنه لم يكن عابرًا.فكل سطر فيه لم يكن عتابًا على ملف تقني، بل تفويضًا غير معلن لخطوةٍ تخرج وتنفذ وأن المهلة إوشكت على نهايتها حيث الدبلوماسية باتت جثة هامدة تُحرّكها أصابع المصالح.وفي طهران، لم يكن الردّ “إذا ضُربنا سنرد” مجرد لغة خشب، بل إستراتيجية بقاء. فالضربة القادمة لن تمر دون لهيب في الخليج.وربما في بغداد وبيروت وصنعاء المشتعله اصلا . العالم يراقب الاسواق التي تتململ.التحالفات ربما تُعاد هندستها.والجغرافيا تُكشّر عن أنيابها.الوكالة رفعت يدها وإسرائيل لا تسأل كثيراً حين يُفتح لها الطريق.
فمن الذي سيمنع القيامة إذا تحرّكت القاذفات، وضُغط الزر ..من الذي سيوقف اللعنة إذا أصبحت السماء مشرعة على كل احتمالات..والابرز ما فيها خارطة الشرق الاوسط ستتمزق من وسط أيران…ربي احفظ العراق واهله..هل لحكومتنا قدرة على ان تجعل من النار برداً وسلاماً..كان لابراهيم رباً يحميه.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

909 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع