القدس - ينظر كثيرون إلى هاشم صفي الدين، الذي رجّحت إسرائيل أنه قُتل خلال مواجهات مع حزب الله، على أنه الخليفة المحتمل لحسن نصرالله الأمين العام الراحل للحزب المدعوم من إيران. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء “يبدو أن هاشم صفي الدين قُضي عليه”، وهو ما قد يكون ضربة كبرى أخرى للجماعة اللبنانية المدعومة من إيران.
وأدلى غالانت بهذا التصريح بينما بدأت إسرائيل عمليات برية جديدة في جنوب غرب لبنان، ممدة توغلاتها البرية إلى منطقة جديدة تزامنا مع ترك حزب الله الباب مفتوحا أمام وقف إطلاق النار عبر التفاوض. وفقد الاتصال بصفي الدين منذ ضربة جوية إسرائيلية أواخر الأسبوع الماضي.
وأضاف غالانت لضباط في مركز القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي ضمن مقطع مصور أرسله الجيش إلى وسائل الإعلام “حزب الله منظمة بلا رأس. لقد تسنى القضاء على نصرالله، ويبدو أنه قُضي على خليفته أيضا”. وتابع “لا يوجد من يتخذ القرارات، ولا أحد يتصرف”، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وصفي الدين هو ابن خالة نصرالله ويدير شؤون الجماعة إلى جانب نائب الأمين العام نعيم قاسم، منذ اغتيال إسرائيل نصرالله في 27 سبتمبر الماضي. كما أنه عضو في “مجلس الجهاد” الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للجماعة يشرف صفي الدين على شؤونها المالية والإدارية. ورغم أنه ليس معروفا لدى الإسرائيليين مثل نصرالله، تعد إسرائيل صفي الدين هدفا رئيسيا في جماعة تعتبرها منظمة إرهابية متحالفة مع إيران.
ولعب صفي الدين دورا كبيرا في التحدث باسم حزب الله خلال الأعمال القتالية المستمرة منذ عام مع إسرائيل، وألقى خطابات في الجنازات وغيرها من الفعاليات التي تجنبها نصرالله مدة طويلة لأسباب أمنية. وهو أول قيادي في حزب الله يتحدث علنا بعد أن هاجمت حركة حماس جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر من العام الماضي، وهو ما أشعل فتيل حرب غزة ودفع الجماعة إلى الدخول في صراع مواز مع إسرائيل.
وبينما كان المراقبون من مختلف أنحاء الشرق الأوسط ينتظرون ليروا ما قد يقدم عليه حزب الله لمساعدة حماس، قال صفي الدين أمام فعالية يوم 8 أكتوبر من العام الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت “الأمة معكم. قلوبنا معكم، عقولنا معكم، أرواحنا معكم. تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم. وكل ما عندنا معكم”.
وعلى غرار نصرالله يرتدي صفي الدين العمامة السوداء التي تشير إلى أنه من نسل النبي محمد، كما يوجد تشابه في التكوين الجسدي بينهما.
وينتمي صفي الدين إلى عائلة شيعية لبنانية معروفة، وولد في جنوب البلاد الذي تسكنه أغلبية شيعية. ودرس في الحوزات الدينية بمدينة قم الإيرانية قبل أن يعود إلى لبنان في تسعينات القرن العشرين لتولي مسؤوليات قيادية في الجماعة. وحافظ على علاقات وطيدة مع داعمي حزب الله في إيران.
وابنه رضا متزوج من ابنة القائد الإيراني الراحل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي قتل في هجوم بطائرة مسيرة أميركية في بغداد عام 2020.
وشقيقه عبدالله يشغل منصب ممثل حزب الله في طهران. وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي يلعب صفي الدين دورا شبهه البعض بدور رئيس وزراء الحكومة، المسؤول عن مجموعة من مؤسسات حزب الله المشاركة في الرعاية الصحية والتعليم والثقافة والبناء وغيرها من الأنشطة.
وقاد جهود إعادة بناء الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت في أعقاب حرب الجماعة مع إسرائيل عام 2006، عندما دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مساحات شاسعة من المنطقة.
وفي خطاب ألقاه عام 2012 قال صفي الدين إن إعادة الإعمار بعد الحرب كانت “انتصارا جديدا” على إسرائيل. وقال فيليب سميث، الخبير في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، إن نصرالله “بدأ في تجهيز المناصب له (لصفي الدين) داخل مجموعة من المجالس المختلفة في حزب الله”.
ووضعته وزارة الخارجية الأميركية على قوائم الإرهاب في عام 2017. وردا على الضغوط الأميركية على حزب الله في العام نفسه قال “هذه الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة (الرئيس الأسبق دونالد) ترامب لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء”.
700 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع