مغارة في المغرب تحتضن أقدم النقوش الصخرية بشمال إفريقيا

                        

 زكزل (المغرب) - قبل يناير/كانون الثاني الماضي، لم تكن مغارة الجمل بقرية زكزل التابعة لمحافظة بركان، شمال شرقي المغرب، تحظى باهتمام الباحثين الذين كانوا مأخوذين بمغارة الحمام القريبة، والتي اكتُشف فيها عام 2018 أقدم جينات إنسان يعود تاريخها إلى 15 ألف سنة.

لكن الاكتشاف الأخير في مطلع العام الجاري، رفع من قيمة المغارة، من مكان للمغامرات، إلى مَعْلَم أثري يختزن أقدم النقوش الصخرية في شمال إفريقيا.

وقد صنّفها فريق البحث الذي يقوده حسن أوراغ، الأستاذ الباحث في كلية العلوم بجامعة محمد الأول في وجدة، ضمن العصر الحجري الحديث.
سؤال الاكتشاف
طوال السنوات الثلاثين التي أمضاها الباحث أوراغ، متنقلاً بين جبال المنطقة الشرقية وهضابها يجري البحوث والتحريات الأثرية للعثور على الإشارات الممكنة لتحديد بعض المواقع الأركيولوجية المهمة، كان يراوده السؤال: كيف لا يمكن لمغارة الجمل ألا تكون حاضنة للحياة القديمة؟
بشكوك الباحث الحامل للأسئلة المقلقة، واصل أوراغ وفريقه الاستكشاف وفحص جدران المغارة علّهم يعثرون على ما أثر ما عن تلك الحياة.
وأثمرت جهودهم عام 2012 إشارات قوية بوجود حياة في هذا الموقع، قبل أن تتأكد الشكوك وتصبح حقيقة مع إعلان ذلك رسمياً من طرف وزارة الثقافة المغربية في يناير/كانون الثاني المنصرم.

ولم يقتصر البحث على الفريق المغربي فقط، وإنما جرت الاستعانة بخبراء أجانب، ما جعل منه مشروع بحث عالمي، خصوصاً بعد انضمام الباحث رامون فينياس، من معهد الأحياء القديمة والتطور البشري في طاراغونا الإسبانية.
نقوش قديمة
حدد أوراغ عمر النقوش التي عثر عليها في مغارة الجمل، بنحو 12 ألف سنة، تنتمي تحديداً إلى العصر الحجري الحديث، وهو آخر عصر ما قبل التاريخ، وهي بذلك أقدم نقوش صخرية يتم اكتشافها في شمال إفريقيا.
النقوش المكتشفة عبارة عن رسومات في الغالب لحيوانات غير مكتملة، إضافة إلى خطوط ورسوم تختلف عن سائر النقوش المكتشفة في شرق المغرب.
ويوجد مثلها في عدد من مناطق حوض المتوسط المنتمية إلى القارة الأوروبية، كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
ما اكتُشف حتى اليوم من نقوش، يقع في الأمتار الأولى من عمق المغارة التي يصل عمقها إلى نحو 80 متراً، ما يفتح المجال لاكتشافات جديدة.
وهذا ما يؤكده أوراغ، بالقول: "هذا الاكتشاف بداية انطلاق بحوث ستستمر، وسنقوم بمَسْح كل الأماكن داخل المغارة".
ويتفاءل الباحثون بإمكان الوصول إلى اكتشافات جديدة وتحديد حقبها بدقة، نظراً إلى وجود طبقة من الكالسيت تغطي جدران المغارة، وهي مادة صلبة متجانسة غير عضوية تكونت بفعل عوامل طبيعية، وغالباً ما تكون شفافة اللون.
ويعتقد الخبراء بأن هذه الطبقة حافظت بفضل تركيبتها على النقوش في حالة جيدة.

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

742 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع