شيخ الأزهر والبابا في لقاء تاريخي في الفاتيكان

        

أ ف ب:استقبل البابا فرنسيس ظهر الاثنين 23 أيار ـ مايو 2016، في الفاتيكان شيخ الأزهر أحمد الطيب في لقاء تاريخي "ودي جدا" بحسب المتحدث باسم الكرسي الرسولي بعد عشر سنوات من العلاقات المتوترة بين المؤسستين الدينيتين.

ويشكل هذا اللقاء الأول بين البابا وشيخ الأزهر في الفاتيكان تتويجا لتحسن كبير في العلاقات بين الطرفين منذ تولي فرنسيس البابوية في 2013.

وقال البابا في مستهل اللقاء إن الرسالة من هذا الاجتماع الذي تخللته معانقة بينهما هي "لقاؤنا" بحد ذاته.

في تصريح بشأن الزيارة نشر الأزهر على بوابته الالكترونية أن الطيب قبل دعوة البابا "لبحث جهود نشر السلام والتعايش المشترك".

ويشكل هذا اللقاء بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس مرحلة جديدة في المصالحة بين الطرفين بعد عشر سنوات من العلاقات المتوترة بسبب تصريحات أدلى بها البابا السابق بنديكتوس السادس عشر في ألمانيا عام 2006 وفسرت على أنها تربط الإسلام بالعنف.

واستؤنف الحوار شيئا فشيئا بعد تولي البابا فرنسيس رئاسة الكنيسة الكاثوليكية مع تبادل الموفدين.

وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني زار شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي في القاهرة في 27 شباط ـ فبراير 2000، قبل عام على اعتداءات 11 أيلول ـ سبتمبر في الولايات المتحدة التي زعزعت العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي.

واستغرق اللقاء الخاص بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر نصف ساعة تقريبا بحسب بيان الفاتيكان الذي أكد على أنه جرى في أجواء من "الود".

وأشاد المسؤولان الدينيان "بالدلالات المهمة لهذا اللقاء الجديد في إطار الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والاسلام". وأعلن المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي أن البابا وشيخ الأزهر بحثا بشكل خاص "المشاكل المشتركة لدى سلطات واتباع الديانات الكبرى في العالم".

وتطرقا كذلك إلى "السلام في العالم ونبذ العنف والإرهاب ووضع المسيحيين في ظل النزاعات والتوتر في الشرق الاوسط وكذلك حمايتهم"، بحسب المتحدث.

الترويج لـ الإسلام الصحيح"

عقد اللقاء في مكتبة الفاتيكان حيث تمت الاستعانة بسكرتير خاص مصري لدى الكرسي الرسولي للترجمة. كما قدم البابا فرنسيس لضيفه نسخة عن رسالته حول البيئة وكذلك ميدالية السلام، داعيا إلى إعادة التوازن إلى العلاقة الاقتصادية بين الدول الصناعية والنامية.

قرر الطيب تلبية دعوة البابا نتيجة مبادرات التقرب الكثيرة التي قام بها الأخير تجاه العالم الإسلامي منذ انتخابه في اواخر 2013.

وقال وكيل الأزهر عباس شومان الأحد 22 أيار ـ مايو 2016، "ما كان اللقاء ليحدث لولا هذه المواقف الجيدة". وأضاف شومان أن شيخ الأزهر سينقل معه رسالة إلى الغرب والمسلمين معا للترويج "للإسلام الصحيح وتصحيح مواضع سوء الفهم التي رسختها جماعات إرهابية متطرفة".

كما قال إن الطيب "يشجع الدول إلا تتعامل مع مواطنيها المسلمين كجماعات تشكل خطرا"، كما أنه "يشجع المسلمين في الغرب على الإندماج في مجتمعاتهم...إنها رسالة للجهتين".

بعد التوتر الذي كان سائدا إبان حبرية بنديكت، سارع البابا فرنسيس إلى تغيير النبرة موجها رسالة شخصية إلى العالم الإسلامي للتهنئة بعيد الفطر الأول. ولاحقا اقترح الحبر الأعظم الأرجنتيني عدة مبادرات مشتركة بين الأديان منها زيارته إلى الأردن وإسرائيل في 2014 التي رافقه فيها الحاخام ابراهام سكوركا واستاذ الدراسات الإسلامية عمر عبود.

لكن المبادرة التي حققت التقارب فعلا وربما تكون الحدث الاكثر أهمية سياسيا في حبريته هي زيارته إلى جزيرة ليسبوس اليونانية التي تعكس ازمة هجرة خانقة واختتمها باحضار ثلاث عائلات سورية مسلمة استقبالها في الفاتيكان.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

812 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع