لقاء مع الكاتب والاعلامي والصحفي محمد صالح البرزنجي
لنبدأمن الماضي والزمن الجميل لنتصفح معك بعضا من محطات من ذكرياتك في الادب والثقافة والصحافة اين كانت البداية والخطوة الاولى؟
بحكم كوني السادس بين اخواتي الثمانية ، وحكم والدي شيخا متصوفا ومرشدا دينيا ، واخواني مشغولين بالسياسة والقراءة ، ولعت بتلك القصص التي كانت تحكيها لنا شيوخ وشيخات الموجودات داخل تكية والدي رحمه الله ، وكنت اعتني بها واحفظها واقراها على زملائي في الليالي ، حيث ما كان التلفزيون ولا حتى مذياع ، والناس كانو ينامون في التاسعة ليلا .... بعد ان اكملت الابتدائية ، دخلت المعهد الاسلامي في السليمانية وهناك التقيت بكبار علماء الدين ، وهم اهل العلم والادب والبلاغة ، بعد اكمال مرحلة الاعدادية اي المعهد الاسلامي ، توجهت الى بغداد وقبلت في كلية الاداب جامعة بغداد ، قسم اللغة العربية والعلوم الاسلامية ، بغداد اعطتني جميل ثقافاتها وروعة ادبها ، وجمال منظرها ، في بغداد وجدت المجمع العلمي الكوردي ودار الثقافة والنشر الكوردية ، والاذاعة الكوردية ، وجمعية الثقافة الكوردية والدراسات الكوردية في وزارة التربية ، كل هذه الصروح كانت لي مأوى وكان الادباء والمفكرين الكورد يعملون في هذه المراكز الثقافية والتقيت بهم وتعلمت منهم شيئا قليلا ، نعم في عام 1975نشرت لي جريدة هاوكاري اول مقال ، وفي عام 1980 اصبحت احد كتاب هذا الجريدة الغراء وكنت مشرفا لصفحتين الفنية والعلمية ، تعلمت من زملائي الذين سبقوني هناك منهم الاستاذ عبدالله عباس واكرم محمود والاستاذ الشاعر عبدالرزاق بيمار ، بسبب كثرة نشاطاتي ولقاآتي الصحفية ، اختارني المرحوم الشهيد د.عبدالستار طاهر شريف في عام 1983 عضوا للهيئة الادارية لجمعية الثقافة الكوردية ثم امينا ماليا وامين سر الجمعية لغاية 2003. وفي كل تلك السنوات عملت في الاذاعة الكوردية معدا ومقما للبرامج ، منها تقديم برنامج ماكتب عن الاكراد من اعداد المرحوم د. معروف خزندار ، كتبت قصص للاطفال ونشرت مجموعتين في هذا المجال ، كما قمت باعداد ديوان الشيخ عبدالكريم القادر كرمي والكتابة عليه ، هذا موجز من اعمالي الثقافية
اين وجدت نفسك في الادب ام الثقافة؟
وجدت نفسي صحفيا كما ذكرت سابقا ، واصبحت مديرا لتحرير جريدة ئاسؤ ومجلة شمس كوردستان.
سوف تعود بك الى ايام جريدة اسو كنت مديرتحريرها كيف تصف تلك الايام ومع من عملت من العاملين فيها وكيف استقبل الادباء والكتاب صدور اسو ؟
جريدة ئاسؤ كانت من الجرائد المتميزة جدا ، من كل النواحي ، اولا كل هيئة التحرير صحفيين واكفاء ، كان الاخ عبدالوهاب الطالباني رئيس التحرير والاخ عبدالله عباس ن رئيس التحرير ، وانا مدير التحرير والاخ صلاح شوان سكرتير التحرير والاخ المرحوم محمد موكري مسؤل الشؤن الثقافية ، والاخ ازاد البرزنجي مسؤل الصفحة الفنية ، والاخوة شهاب عثمان ومحم والمرحوم محمد ملا اسعد ، واسعد الجباري والآخرين مراسلي الجريدة في السليمانية واربيل وكركوك ، والكاتب والمترجم المرحوم عبدالستار كاظم مسول الادارة والمالية
كل الادباء والكتاب والمفكرين الكورد كتبو واشادو بهذه الجريدة ، لدي حوالي 120اديب كبير كتبو ونشرو نتاجاتهم في هذه الجريدة
وماذا عن جمعية الثقافة الكوردية ومحطات ذكرياتك فيهاوكنت تدير الندوات والنشاطات الجميلة فيها؟
واوووو كاكه جمال ذكرتني بتلك الايام الجميلة الذهبية التي كنا نعيش في الجمعية الثقافة الكوردية ، حيث كل يوم ثلاثاء ندوة ثقافية فنية ادبية سياسية او اجتماعية ، نعم اكثر الندوات كنت اديرها بنفسي ولا انسى ذلك اليوم الذي كرمنا المفكر الكبير الاستاذ مسعود محمد ، وكذلك اليوم الذي قدمت المفكر الدكتور علي الوردي للجمهور ، وقاعة الجمعية مملوءة بالادباء والمثقفين واصحاب الفكر وطلبة الكورد ، وا اسفاه لتلك الايام الجميلة
لك محطات اخرى في دار الثقافة والنشر الكوردية؟
اما وجودي في دار الثقافة والنشر الكوردية كان في عام 1980 عينت مصححا ثم محررا ومشرفا على الصفحات ، وكتبنا ما كتبنا وباخلاص وكذلك اعداد لقاآت بانواعها الادبية والفنية والسياسية ، مع ترجمة مسرحيات والشعر ووو ونشرها غي هذه الجريدة العزيزة واعتبرها جريدة الام للكورد
في مهرجانات المربد التقينا بكبار الشعراء امثال نزار القباني ومحمود درويش وعبدالوهاب البياتي وووو مع التمتع باجوائها الجميلة ، اذكر في عام 1989 حضرت صفحة كاملة عن هذا المهرجان من اللقاأت الجميلة مع الاجانب ، وكنا نعرفهم بالادب الكوردي وصحافته وثقافته
الاذاعة الكوردية واروقتها واستوديوهاتها وبرامجها والعاملين فيها ودورهاالادبي والثقافي ونشر الوعي والحس القومي بلا شك لك ذكريات ومحطات فيها ؟
الاذاعة الكوردية برإي المتواضع كانت اهم من كل هذه القنوات ، لانها يوميا تدخل كل البيت الكوردي ، من القرية الي المدينة من الجبال والوديان الى كرميان وحتى في بقية اجزاء كوردستان ، كان لي شرف واعتز بتلك المساهمات من اعداد وتقديم البرامج فيها ، وبحق ان كوادر هذه الاذاعة العريق كانت كخلية نحل تعمل ليل نهار لاجل ايصال الاغنية والمشورة الصحية وبرامج ثقافية وفنية الى المستمع الكوردي
كيف تقضي اوقات فراغك؟
اقضي اوقات فراغي بالقراءة. والكتابة في الفيسبوك ، وكذلك مشغول بدراسة وكتابة كتاب عن ملحن النشيد الوطني الكوردي (اي رقيب ) وهو الشيخ حسين البرزنجي ، الذي يصدر قريبا انشالله
في مكتبتي اكثر من ثلاثين قاموسا متنوعا ، وفي كل المجالات الحياتية ، اللغة والادب والاقتصاد والسياسة وعلم النفس ، في السابق كنا نعرف فقط المنجد والمورد ، وقواميس كوردية اخرى ، عند البحث عن جملة ما ، وقع نظري الى( قاموس علم النفس ) انكليزي عربي كوردي ، للشيخ الدكتور الباحث الذي وجد العدد الثامن من جريدة الام (كوردستان ) في احدى مكتبات العثمانلية في تركيا ، وهو الشهيد عبدالستار طاهر شريف ، يرحمه الله برحمته الواسعة .
لأعود الى قاموسه الذي اهدى لي مثل بقية كتبه الاخرى ، نعم في المكتبة الكوردية لم يكون قاموس علم النفس موجودا ، وبذلك هو اول من ألف غي عام 1985 ليسبق دولة سورية الذي الف الدكتور فاخر العاقل قاموسه باسم معجم العلوم النفسية وباللغتين .
قاموس الشريف بهذا الشكل الاكاديمي الجميل وباللغات الثلاث ، اذا دل على شيئ فهو دلالته على تفاني وجهد الشهيد المرحوم الدكتور عبدالستار طاهر شريف
وحسب علمي المتواضع ان اول قاموس قاموس للعالم ورجل الدين الشاعر الكبير احمدي خاني باسم ( كولبهار ) ويليه قاموس احمدي للشيخ الجليل معروف النوديي الكوردي البرزنجي
كيف ترى المشهد الثقافي والحركة الادبية؟
الحركة الثقافية والادبية لابأس بها ، لكن لن توصل الى ماكانت عليها في السابق ، حيث الروح الحماسية لدى الكوادر الاعلامية والثقافية ليس بمستوى المطلوب
كان في السابق خير جليس الكتاب ام الان اصبح خير جليس الفيسبوك هل انت حليس الكتاب ام الفيس بوك؟
لاوالله استاذ جمال ، انا اقرأ الكتب مع الاهتمام بالفيسبوك ، والدليل انني في شهر واحد اعرض واقدم اكثر من كتاب في صفحتي
اما الاصدقاء للاسف اصبحنا كسبحة ذات ميئة وواحد حبة ، وانقطعت السبحة وكل حبة في مكان ، ها انت في دهوك وانا في السليمانية وصلاح شوان في نرويج وعبدالوهاب الطالباني في استراليا وووو.
بكلمات قليلية صف لنا الكلمات الاتية؟
الوداع
الوداع لابد منه ، وننتظر الوداع الاخير ههههه ؟؟؟ا
ادعو لك طول العمر يا شيخ وماذا عن لقاء الاحبة؟
لقاء الاحبة تأخر الوداع و لحب لابد منه
هل يؤلمك منظر طفل وهو يبكي من اجل شراء شيء ووالديه لا يستطعون تلبية ما يريد؟
نعم اتالم من الاعماق امام واكاد ابكي ودموعي تنزل قبل دموع الطفل امام والديه وهم لا يستطيعون تلبية رغباته ? يؤلمني جدا جدا لانني لا استطيع مساعدتهم
اكيد لك ذكريات جميلة في شارع اونؤاس ؟
شارع ابو نؤاس يذكرني باول جلسة مع الشاعر الكوردي الكبير هيمن موكرياني
والوزيرية؟
الوزيرية وما ادراك ما الوزيرية ، عرين كل ذكرياتي الحلوة والمرة ، كلية الآداب والقسم الداخلي واخيرا جمعية الثقافة الكوردية بيتنا الثاني والنادي الجمعية مع نادي الاعلام ونادي المصورين والمركز الثقافي البريطاني ، كلها في الوزيرية
كلنا نغضب ونتعصب وانت متى وكيف ولماذا تغضب وتتعصب؟
اغضب لدقيقة واحدة فقط ، ومن الكذب والنفاق
انت والفيسبوك والسوشيال ميديا هل انتم اصدقاء وخير جليس ام الكتاب لا زال عندك خير جليس؟
نعم بالتاكيد سوشيال ميديا اثرت على الحياة الاجتماعية ، وهذا شي ليس من مقدورنا ، اي ان الحياة تذهب في هذا الجانب ، وتطورات النت اكبر من محاولاتنا كي نحافظ على تلك العلاقة الجميلة التي عايشناها في السابق ولكن يبقى عندي الكتاب هو خير حليس ولا يمكن ان يحل الفيس بوك محل الكتاب
كلمة اخيرة ايها الصديق والزميل في ختام هذا الحوار ؟
كلمتي لاصدقائي جميعا سامحوني واعفو عني انكم اكبر مني علما وثقافة وصحافة ، اذا كنت يوما من الايام اذيتكم بقصد او دون قصد.
2119 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع