تشييع طفلين عراقيين في كربلاء قضيا غرقا على المركب نفسه مع الطفل السوري «ئالان»

            

كربلاء ـ أ ف ب: شيع الاربعاء في مدينة كربلاء في جنوب العراق، طفلان عراقيان غرقا اثناء محاولة الهجرة بحرا نحو اوروبا مع عائلتهما، على متن القارب الذي ضم الطفل الكردي الغريق ئالان شنو، بعد ساعات من وصول جثمانيهما لبغداد.

وقضت زينب (12 عاما) وشقيقها حيدر (ثماني سنوات)، في حين نجا والداهما وشقيقتهما، بعيد مغادرة الجميع مدينة بودروم التركية على متن القارب نفسه الذي ضم ئالان وعائلته.
واثارت صور ئالان الغريق، الممدد على وجهه عند شاطىء بودروم، صدمة وتعاطفا عالميين، واحتلت صدارة الصحف العالمية، مسلطة الضوء على الأعداد المتزايدة للمهاجرين نحو اوروبا بحرا خلال الأسابيع الماضية.
ودفن الطفلان في مقبرة في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، بمشاركة عدد من اقاربهما، وسط جو من الحزن والبكاء.
وكان الجثمانان وصلا صباحا إلى مطار بغداد الدولي، حيث كانت والدتهما زينب عباس تنتظرهما في موقف السيارات القريب منه.
واتشحت عباس بالسواد، وغالبها البكاء والدموع وهي تروي معاناة عائلتها.
وقالت وهي تتأمل صورتين لطفليها «الناس كلها كانت تحكي بهذا الطريق (للهجرة). لهذا قررنا ان نطلع، لنوفر لهم حياة أفضل من هنا».
ودفعت الاوضاع الراهنة في العراق، من أعمال العنف اليومية والفساد وضعف الخدمات العامة، العديد من العراقيين للهجرة أو السعي اليها.
واوضحت انها انتقلت مع عائلتها جوا من بغداد إلى اسطنبول، ومنها إلى مدينة بودروم الساحلية، حيث امضوا نحو اسبوعين محاولين الاتفاق للمغادرة بحرا نحو اليونان. وفي الليلة المقررة، حضر المهرب بعيد الساعة العاشرة ليلا، وتم نقل العائلة بسيارة إلى الشاطىء.
وبعد الوصول إلى الشاطىء، «انزلونا (المهربون ومعاونوهم) واجلسونا» قرب البحر، قبل ان «يرمونا رميا في المركب»، بحسب.
وبعد دقائق معدودة على انطلاق المركب، قالت ان المياه بدأت بالتسرب اليه، قبل ان يرتطم بموجة مرتفعة قذفت بعض ممن كانوا على متنه في المياه، قبل ان ينقلب بالكامل، محتجزا إياها وطفليها.
اضافت «كان المركب فوق رأسيهما يحول دون خروجهما. بقيت اتقلب في المياه. لمست يدها (طفلتها) يدي (…) ثم بدأت أغيب عن الوعي، ولم اشعر سوى بالموج يقذفني خارج المركب المقلوب».
وتمكن خفر السواحل التركي من انقاذ الأم وزوجها وطفلتهما. وتسلمت العائلة الجثتين في اليوم التالي، في احد مستشفيات بودروم حيث كانوا يعالجون.
وكان من بين الناجين عبدالله والد ئالان، والذي كان أكد في اتصال هاتفي ان عائلة عراقية من خمسة اشخاص كانت على متن المركب نفسه، وانها فقدت طفلين في حادث غرق المركب.
وفقد في الحادث نفسه زوجته وشقيق ئالان البالغ من العمر اربعة اعوام. وعاد عبدالله قبل ايام إلى مدينة كوباني (عين العرب) الكردية في شمال سوريا، حيث دفن عائلته.
ورددت الوالدة وهي تجهش بالبكاء ورأسها على احد النعشين «انا السبب (…) تمنيت لكما حياة كريمة وسعيدة، وها انا اليوم استقبلكما في نعشين»

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

706 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع