الموصل ـ “القدس العربي” ـ أحمد عمر ـ أكد شهود عيان من ناحية جرف الصخر جنوب بغداد، أن ميليشيا الحشد الشيعي المرافقة لقوات الجيش العراقي قامت باعدام عشرات المدنيين في المنطقة بعد أن زعمت أنهم مقاتلين ينتمون لجنسيات خليجية واجنبية في صفوف تنظيم “داعش”، مبيناً ان عناصر الميليشيات يطمسون فعلتهم هذه بواسطة احراق الجثث من اجل عدم التعرف عليها من قبل ذويهم.
وقال حسن جمعة الجنابي الذي وصل الى منطقة اليوسفية هارباً من جرف الصخر لـ”القدس العربي”، إن قوات الجيش العراقي مصحوبة بميليشيا الحشد الشيعي باشرت فور دخولها جرف الصخر بحملة اعتقالات طالت كل شخص امامهم، وان البعض تم نقلهم الى مراكز احتجاز جماعية مؤقتة، فيما جرى اعدام عدد اخر بشكل فوري من قبل عناصر الميليشيات وتحت انظار كبار ضباط الجيش.
وأضاف الجنابي، أن خمسة رجال من من منطقة الفاضلية التي يسكنها تم اعدامهم بشكل فوري من قبل الميليشيات التي كانت ترفع رايات “ثارات الحسين” فوق سياراتها المحملة باجهزة صوت ضخمة تبث اناشيد واهازيج شيعية، مشيراً الى ان اوامر الاعدام صدرت من رجل في الاربعين من عمره وذو لحية كثة ويسمى “الحاج ابو بنين”.
وتابع شاهد العيان، أن الحاج أبو بنين تحدث في مقاتلية وعبر مكبر الصوت، بأن هولاء السعوديين والشيشانيين الذين اعدموا سيتم حرق جثثهم عقاباً لهم على محاربتهم “احفاد الزهراء” بحسب تعبيره ، لافتاً الى ان الحرق هو وسيلة لاخفاء معالم الجريمة ولضمان عدم التعرف عليهم من قبل اقربائهم واهلهم الذين يسكنون جرف الصخر منذ عشرات السنين.
وفي السياق ذاته، قال علوان فاضل الغريري إن قوات الجيش والميليشيات عمدوا الى اغراق عدد من العوائل حاولت الهرب من جرف الصخر عبر نهر الفرات، مبيناً ان 6 أطفال واثنين من النساء تم اغراقهم في النهر بعد اطلاق نيران كثيفة على زورقهم الذين استخدموه في عملية الهرب من منطقتهم المسماة بالفارسية والتي شهدت عمليات اعادم ميدانية واسعة.
وأشار الغريري إلى أنه قام بنقل عائلته عبر النهر الى منطقة أبو شمسي في وقت مبكر من يوم الاثنين، وأن اغلب الذين جاؤا بعده لم يتمكنوا من الفرار وتم إغراق البعض واعتقال اخرين، بينما تحاصر الميليشيات الشيعية 370 عائلة لجأت داخل مدرسة إسلامية في منطقة الفارسية بجرف الصخر، بعد ان فرت من مناطق القتال بين الجيش وتنظيم الدولة الاسلامية.
ووصف الغريري ما يحصل في جرف الصخر، بأنه “هيستريا طائفية” متمثلة بعمليات الاعدام والاعتقال على اصوات الاناشيد الدينية ضمن العملية العسكرية التي اطلقت عليها وزارة الدفاع العراقية اسم “عمليات عاشوراء” في محاولة لتشبيهها بمعركة كربلاء التي جرت في سنة 61 هجرية، منوهاً بأن جميع عمليات الاعدام واحراق الجثث تجري تحت انظار كبار ضباط الجيش، والذين باتوا يأتمرون بقيادات الميليشيات التابعة لمقتدى الصدر ومنظمة بدر وحزب الله العراقي.
من جانبها، نعت شبكة “حراك” الاعلامية مراسلها في منطقة جرف الصخر احمد الجنابي، الذي قالت بأن قناص يتبع للميليشيات الشيعية ارداه من مسافة قريبة اثناء تغطيتة لعملية نزوح العوائل من المناطق التي دخلها الجيش.
وقالت الشبكة التي تعتمد أسلوب التطوع، أن مراسلها ومصورها في منطقة جرف الصخر احمد الجنابي قتلة قناص تابع للميليشيات الشيعية المرافقة للجيش، بينما أوضح مصدر من داخل الشبكة، أن الجنابي حصل على صور تظهر مرافقة ضباط وعناصر من الحرس الثوري الايراني للقوات المهاجمة في جرف الصخر.
وتابع المصدر، أن المراسل الجنابي وثق بكاميرا الفديو التي يحملها تواجد عناصر وجنود من الحرس الثوري الايراني مع القوات العراقية فضلاً عن تصويره عمليات الاعدام الميدانية التي نفذت بحق مواطنين سنة في جرف الصخر، مشيراً الى ان اطلاق نار كثيف حصل بقرب جثه الجنابي لمنع اي شخص من الاستيلاء على الكاميرا التي اخذها فيما بعد قيادي رفيع في ميليشيا الحشد.
وكانت مصادر محلية، تحدثت عن مشاركة ضباط ايرانيين في عملية الهجوم على منطقة جرف الصخر، فيما نقلت وكلاء انباء محلية أن قائد القوات البریة الایرانية العمید احمد رضا بوردستان وصل في وقت سابق الى ناحية جرف الصخر مع خبراء ايرانيين، وان قائد ميليشيا بدر هادي العامري كان في استقبالهم هناك.
المصدر:
http://www.alquds.co.uk/?p=241843
1105 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع