بعد مرور اكثر من عقد من الزمان على احتلال العراق أعلن مدير مكتب إعلام منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في موسكو روبرت بشل في تصريح نقلته وكالة أنباء نفوستي الروسية أن الاجتياح الأمريكي للعراق كان خطأ، وكان يمكن تجنبه لو جرت مناقشته بمشاركة حلف شمال الأطلسي.
وأضاف بشل ان الحلف لديه خبرة، وهناك أشكال متنوعة من المناقشة. ونظرياً من الممكن ان تخطئ 28 دولة ، ولكن احتمالات ارتكابها خطأ فادحا هي أقل مما لو تم اتخاذ القرار من قبل بلد واحد، أو اكثر.
واشار الى انه لو تمت مناقشة خطط العمليات العسكرية قبل غزو العراق في عام 2003، كان يمكن أن يساعد ذلك في اتخاذ قرارات أكثر استنارة.
وهنا نشير الى ان الحرب الأميركية في العراق بدأت في ربيع 2003، باجتياح القوات الأمريكية وحلفائها لإسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين، الذي اتهمته واشنطن بالارتباط مع منظمات إرهابية دولية وامتلاك أسلحة دمار شامل، الأمر الذي تم الكشف عن بطلانه فيما بعد.
وبحسب إحصائيات أمريكية تجاوز عدد ضحايا الغزو الامريكي البريطاني للعراق في بدايته الـ190 ألف قتيل، أغلبهم مدنيون، إضافة إلى الوفيات غير المباشرة بسبب الأمراض والإصابات جراء الحصار واجراءات القمع والتي وصلت الى مليون ونصف المليون ضحية.
وفي عام 2010، قدرت صحيفة “الواشنطن بوست” إجمالي كلفة الحرب الأمريكية على العراق بحوالي “3 تريليونات” دولار.
وألحقت الحرب خسائر فادحة بالمدنيين العراقيين وخصوصا في الفترة التي تلت الاحتلال، حيث قدر عدد ضحايا العنف والقتال الطائفي في البلاد بين 110 الاف و122 ألفا بحسب آخر التقارير.
وإلى جانب موجات الهجرة من البلاد سواء إلى البلاد المجاورة للعراق أو إلى بلدان المهجر؛ شهدت البلاد ارتفاع عدد الأرامل والمعوقين جراء التفجيرات، إضافة إلى الأطفال الذين عانوا السرطان أو التشوهات الخلقية الناتجة عن الأسلحة التي استخدمت فترة الحرب وما بعدها والتي كان من ضمنها أسلحة محرمة دوليا.
وقد كان من أبرز نتائج الحرب على العراق هو نشوب حرب طائفية بين “السنة والشيعة”، طحنت في رحاها العديد من الضحايا، إضافة إلى تغلغل تنظيم القاعدة وتوابعها في البلاد، والذي اتخذ من العراق مسرحا للجهاد وتحويله إلى “إمارة إسلامية”، إضافة إلى الهجمات التي طالت العديد من الأهداف والمصالح الغربية فيه.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
1001 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع