نازحون مسيحيون في النجف
محمد كريم:تباينت ردود الافعال لدى الاوساط الشعبية والرسمية إزاء إعلان الحكومة الفرنسية الاثنين 29 من تموز الحالي إستعدادها لإستقبال مسيحيي الموصل الذين فروا منها بعد أن خيرهم مسلحو تنظيم (داعش) بين ثلاثة؛ اما الاسلام أو دفع الجزية او الموت.
وقال المواطن ستيفن نبيل في حديث لاذاعة العراق الحر ان من حق المسيحيين اليوم طلب اللجوء الى دول أخرى بعد ما تعرضوا له على مدى السنوات العشر الاخيرة، لافتاً الى أن المسيحيين عاشوا لسنوات طوال جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين، الا انهم اليوم يشعرون بانهم بلا حماية، مُحملاً الساسة العراقيين مسؤولية هذا الأمر.
وذكر المواطن مالك عطا ان العراقيين مستاؤون بشدة من تهجير المسيحيين من مناطق مختلفه من البلاد لان المسلمين يشعرون ان المسيحيين يمثلون عامل سلام ومحبة في المجتمع، وان بقاءهم امر لابد منه.
الى ذلك عبر زعيم كتلة الرافدين الممثلة للمكون المسيحي بمجلس النواب يونادم كنا عن إستيائه هو الآخر إزاء إعلان الحكومة الفرنسية إستعدادها لإستقبال مسيحيي الموصل، وقال ان "هذا الأمر سيسهم في افراغ العراق من أحد أهم مكوناته الأصيلة، ويتوافق مع سياسية تنظيم (داعش) التي ترغب بعراق خالٍ من المسيحيين"، داعياً الحكومة الفرنسية الى مد يد العون للحكومة العراقية من اجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل.
غير ان عضو المفوضية العراقية لحقوق الانسان فلاح الياسري رفض إتهام الموجه الى الجانب الفرنسي بانه يساعد من خلال إعلانه الاستعداد لإستقبال مسيحيي الموصل على افراغ العراق من المكون المسيحي، مضيفاً إن "المسيحيين تعرضوا للكثير من الاذى على يد مسلحي (داعش)، وان إعلان الجانب الفرنسي كان لأسباب انسانية لا تحتمل التاويل"، على حد تعبيره
في السياق، اوضح المتحدث باسم وزراة حقوق الانسان كامل امين ان "مسالة مغادرة المسيحيين للعراق مسالة شخصية وتدخل في نطاق الحريات العامة ولا يحق لاحد التدخل فيها او اجبار المسيحيين على البقاء ما لم يكن ذلك اختيارهم الشخصي"، داعيا الى "اقامة تجمعات سكانية لهم في اقليم كردستان حتى عودتهم الى مناطقهم بعد استتباب الاوضاع الامنية فيها".
الى ذلك أكد المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين حرص الحكومة العراقية على بقاء أبناء المكون المسيحي داخل العراق، وتقديم كافة الخدمات للعائلات المسيحية المهجرة من الموصل، ولفت أنظار المسيحيين الى "عدم الانقياد وراء مغريات اللجوء في الدول الأخرى كونهم السكان الاصليين للبلاد".
ويعتقد مراقبون ان إعلان الحكومة الفرنسية إستعدادها لإستقبال مسيحيي الموصل "لم يخلُ من مغزى سياسي الى جانب المغزى الانساني، ويقول المحلل السياسي واثق الهاشمي انه ياتي ضمن مشروع افراغ العراق من الاقليات الكبيرة والصغيرة، وإن على الحكومة العراقية التحرك سريعا من اجل توفير اجواء آمنة لتلك الاقليات.
وكان مسلحو تنظيم (داعش) الذين يسيطرون على الموصل قد خيروا ابناء المكون المسيحي في المدينة في 18 من تموز بين إعلان إسلامهم أو دفع الجزية أو التعرض للقتل، ما أدى الى فرار عشرات العائلات المسيحية الى مدن اقليم كردستان وبغداد.
824 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع