بغداديات .. معتقدات وعادات وتقاليد بغداديه

   

       بغداديات .. معتقدات وعادات وتقاليد بغداديه

  

     

   

فقلتُ لهم بغداد تمشي كأنها    جبالٌ وإن خاضتْ للألف ٍ ملاحمـــــــا
فقالوا سرتْ فيها وجوهٌ غريبة    فما كان إلا أن أحيلتْ جماجـــــــــــما
فقلتُ لهم والله سعفُ نخيلها    إذا غضبت بغداد يغدو صوارمــــــــــا
فقالوا رأيناها تنوح لأنهـــا   تـُداري صغارا ً في الملماتِ تيُتـَّمـا
فقلتُ لهم إن الذي مسَّ قلبها    سيجرع يوما من يد الله علقمـــــا
فقالوا رأيناها بكل مدينة    تقيم عزاءً للضحايا ومأتمـــــــــــــا
فقلتُ لهم إن الشهيد مآلـــهُ    جنانٌ وعند الله يلقى التكرُّمـــــــــــا

   

مدينة بغداد وحالها كبقية مدن الشرق وخاصة العربيه تؤمن بمعتقدات وتقاليد تراها حقيقيه وذات تأثير وفعاليه وهذه المعتقدات غادر قسم كبير منها وظل القليل يتداوله البعض لحد الان وهي امتداد تاريخي بعيد واثر متوارث جيل من جيل منذ ان كانت في العراق اقدم حضاره على وجه الارض وحتى الان..

  

راح صفر جانا ربيع يامحمد ياشفيع

الناس تضع قطعة نقدية في ( التُنكه) الشربة وتكسرها على باب الدار بعد مضي هذا الشهر(صفر) ومجيء شهر ربيع الاول تقول الناس راح صفر جانا ربيع يا محمد يا شفيع دفعا للبلاء ..يتشائم الناس من صفر ..

الحكه

يعتقد البغداديون ان حكة اليد اليمنى تعني ان صاحبها سيحصل على دراهم  اما اليسرى فانه سيدفع نقود .
وان حكة الخد تدل على مجيء ضيف عزيز تبادل معه القبل على الخدود
وان حكة الخشم (الانف) تبشر بأكلة سمك
وان حكة الرجل اليمنى تشير الى ان احدهم ذكر صاحبها قدحا او مدحا
وان رجفة الكتف تدل على لباس جديد
وان وجود شعراية باللسان ينبيء بوصول صوغة اى هدية
في بعض الاحيان يحدث ان يدي الشخص تبدآن بحكة فيعتقد بانه لابد من ان يمسك نقودا او شيئا غريبا في اليوم التالي، وقد يتحقق هذا الاعتقاد في بعض الاحيان مما يزيده اعتقادا في هذا الحالة وهي (صدفة) فاصبح يعتقد بانه كلما حكته يده لابد من ان يقبض نقودا او شيئا غريبا فيها.

سفر الزوج او احد افراد العائله
ومن عوائد البغداديين ايضا اذا سافر احدهم فان زوجته لاتتصنع ولا تتزوق (اى لا تتجمل ولاتستعمل اية مادة من مواد التجميل) حتى يعود زوجها وانها تقوم بسكب كميه من الماء خلفه عند خروجه دفعا للبلاء ولان الماء خير .

    

الجار الجديد
واذا سكنت عائلة بجوار عائلة اخرى فمن واجب الجوارين تكريم الجار الجديد بارسال (خبر) فحواه ان غذاء يوم الغد سيكون من بيت فلان.وهذه من العادات اللطيفة التي تتيح الفرصة للعائلة الجديدة في ترتيب البيت وفرشه وتنظيفه فضلا عن ان ام البيت (تعبانة) ولا وقت لها تصرفه في طبخ الغذاء (لصاحب البيت والجهال). وهي كذلك عادة توطد اسباب التعارف الذي لابد منه بين (الجوارين) وهكذا تبقى العائلة الجديدة مدة اسبوع او اكثر والجوارين يتناوبون في ارسال صواني الغداء الحافلة بكل ما لذ وطاب .

احترام الكبير
ومن عادتهم ان الابن لا يدخن السيجارة بحضور والده حتى لو كان الولد متزوجا وعنده اولاد وكذا الاخ بالنسبة لاخيه الاكبر زيادة في الاحترام كما لايضع (رجل على رجل ) اثناء الجلوس في مجلس يجمعه بمن هو اكبر منه سنا كما ينهض هو وجميع الحاضرين عند دخول رجل اكبر منهم سنا وتلك لعمري من الصفات الحميدة ولايتحدث الا باذن الكبير ان كان موجود .

توقير واحترام النعمه
واذا وجد احدهم قطعة خبز على الارض فانه لايطؤها بقدمه بل يلتقطها ويقبلها ثم يضعها في ( فطر الحايط ) او بالقرب منه كما انهم يلتقطون من الارض كل ورقة مكتوبة ويحرقونها او يضعونها في ثقب الحائط ايضا خشية ان يكون فيها اسم الله جل جلاله ولايجوز كنس فناء الدار وقت الغروب لكي لا تزول النعمة.

دعاء السلامه

واذا ركبت فردة النعال او الحذاء واحده على الاخرى يكرم السامعين معناها صاحبها راح يسافر..
اذا افترشت الدجاجة الارض يعني قدوم ضيف وكذلك اذا زقزقت العصافير او نزل العنكبوت من السقف واذا زحف الطفل الذي يستطيع المشي واذا كنس الطفل الارض واذا طفر العجين من النجانة واذا غسلت البزونة .

    

العجين

ونحكي بتفصيل نوعا ما عن تناثر العجين من بين يدي العجانة عندما تضع المرأة الطحين في الصحن المعد للعجين وتبدأ بعملية العجن يتطاير بعض العجين الى الارض من بين يديها فتعتقد بانه لابد ان يأتيهم في هذا اليوم ضيف (خطار) وبذلك تخبر اهلها معلنة لهم بانه سوف يأتي اليهم في هذا اليوم ضيف وذلك لان عجينها يتطاير من الصحن وهو من نصيبهم حسب ما تعتقد.


الابن البكر

تحتفظ الام بملابس ولدها البكر لتلبسها لاولادها اللاحقين او اولاد اولادها ظنا منها ان ذلك يجلب العمر الطويل والصحه وانهم سيكونوا كما هو اخيهم .

يوم السبت
يتشائم الناس من يوم السبت ويتفائلون بيوم الاثنين اذ يعدون هذا اليوم هو يوم الرسالة وولادة الرسول ويوم وفاته (صلى الله عليه واله وسلم) وولادة الامامين الحسن والحسين عليهما السلام و يتشائم الناس من عدم تناول العشاء فيه ليلا .

 


ملعقة الشاي
اذا قلبت ملعقة الشاي في القدح على غير وجهها فدلالة على تنبه الشارب بوجود النقص وخاصة في الريف واذا وضعت في القدح لها دلاله ماسة بالشرف واذا كانت ملعقتين فانها فأل بزواج امراه أخرى .


ربطة الرأس
وقوع العصابة ( الربطه او الفوطه او الجتايه ) من رأس المرأة ويحدث في بعض الاحيان ان المرأة وهي جالسة تنحل (تنفل) عقدة عصابتها فتنزل عن رأسها فتعتقد بان نساء اخريات قد  ذكروها (قشبوا عليها) وهذه الحالة تشبه (طنين الاذن) فنجدها تقول ان شاء الله خيرا، وبعد ذلك تشد عصابتها كما كانت في سابقتها.

        

الزواج

عند حدوث زواج في القرى نجد عزاب تلك القرية يأتون الى مخدع العروس ويبدأ العروسان بحك ارجل هؤلاء العزاب وذلك اعتقادا من ان هؤلاء العزاب (الشباب والشابات) بان حك ارجلهم عند العروسين سوف يسهل ويسرع في زواجهم ويقولون المثل الاتي (ان انمطرت كاع تتبشر اخوتها ) . هذه العاده في الارياف وليس في بغداد الا ماندر ..


رفيــــف العيـــن
ونقصد بالرفيف اي تحرك جفن العين العلوي عدة مرات فيعتقدون ان تحرك جفن العين لابد ان يأتي شخص عزيز وغائب على صاحب العين، وهذا الشخص غائب منذ عدة ايام. فباعتقادهم ان العين تعلم لانها اداة الرؤيا ولذلك نجد النساء يقولن (رفت عيني لابد من ان يأتي عزيز علي) وتوضع غالبا قشة على الجفن لابطال الرفيف.



وقوف اللقمة في البلعوم
عندما يتقدم الشخص للاكل وبعد ان يأكل لقمة او لقمتين لا تدخل احداهما في البلعوم بسهولة اي يلاقي صعوبة في بلعها فيعتقد بان احد ابنائه ان كان متزوجا او احد المقربين له اذا لم يكن متزوجا جائع. ولذلك لاتدخل اللقمة بسهولة وتحدث عادة مثل هذه الحالة عندما يكون ذلك الشخص مغتربا  اي بعيدا عن اهله ,,,فيقول ( متنزل اللكمه بزردومي ) , او تقال لبيان حالة عدم الارتياح وكيف يأكل وابنه بعيد او مسجون او في القتال وغير ذلك .

     


كسر الحاجات
عندما تنكسر حاجه وخاصة الزجاجيات ولكونها غاليه الثمن في تلك الايام تلجأ النسوه لتهدئة الامر وتقول راح الشر .. راح الشر .. نعلة الله على ابليس ..

              

معتقدات ايام الاسبوع ومسمياتها

السبت.قالوا عنه عواد اى يعود عليهم لاحقا كما تركهم سابقا ولذلك ينهضون بالاعمال السهلة غير المتعبة متحاشين المنغصات والاحزان وكان اليهود يتعطلون يوم السبت دون ان يوقدوا نارا ولايطفئونها اذا كانت موقودة (كالمصابيح النفطية مثلا )وكانوا ينجزون اعمال يوم السبت في يوم الجمعة بما في ذلك اعداد الطعام .

ومن هنا اشتهر مأكلهم المعروف ب (التسبيت ) الذي كان قوامه كرشة الخروف محشوة باللحم المفروم والتمن وغلب على يهودي بغداد اسم أبن السبت !!

الاحـــد . تساءلوا فيه مانهاك أحد ؟ أى ألم يمنعك احد من القيام بهذا العمل ؟ولذلك يضربون فيه عن غسل (الهدوم )الملابس وتفصيل الملابس الجديدة ولايسافرون في اية ساعة من ساعاته لااعتقادهم انه ثقيل كما ان النصارى يعتبرون يوم الاحد عطلة لهم كالجمعة عند المسلمين .

الاثنين.وفيه - يعتقدون ولادة الحسن والحسين (ع) لذلك يتوسمون فيه البركة وعلى هذا التوسم فضلوا هذا اليوم وليلة أنسب وقت للدخلة -اى ليلة الزواج الاولى!! وفيه ولادة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم . وهو محبب لدى المسلمين .

الثلاثاء.عندهم ثقيل شديد الوطأه ,ولذلك لايفصلون فيه الملابس لعقيدتهم انها (لو تنشك (تتمزق ) لو تحترك (تحترق ) وتقول من روت لي هذه الرواية مخاطبة ابنتها(اذا شفت عدوج يغسل هدوم جيبي المي أوكوميه )بمعنى (اذا شفت عدوك يغسل ملابس اجلبي الماء واجمعيه )

الاربعاء.من الايام المسعودة التي تباح فيها جميع الاعمال ويعتقد اهل الوسط والجنوب بأن ( اكل السمج يوم الاربعاء زين للرزق ) كما يعتقد البغادة بأن الشخص الذي يتوفى يوم الاربعاء لابد ان يجر خلفه بعض افراد عائلته وتفاديا لذلك(يدكون (يثبتون ) بسمار بتابوته ) وقد يضع بعضهم بيضة نيئة ومسمارا وسبع خوصات سعف تحت رأس الميت لنفس الغرض . كما ان النساء لايذهبن فيه للحمام لأعتقادهن بأن من فعلت ذلك اصيبت بوجع الرأس!!

الخميس.وصفوه بكلمة ( أنيس ) فقالوا : ( الخميس أنيس والدعوه البكلبي ماتخيس ) وفي هذا اليوم تقام حفلات (الحنة ) لختان الاولاد وحنة العروس والدخلة وفي امسياته تزار المقابر وتوزع الخيرات على ارواح الموتى ,كما تزار اضرحة الائمة.

الجمعة.جعلوها للراحة وعقدوها على اداء صلاة في الجوامع والمساجد وقد اعتادوا ان لايغسلوا الملابس لاسيما في وقت التمجيد (قبيل اذان الظهر )وقد ذكر الكرخي ...يوم الجمعة ماتغسل الحرمة هدوم .. والمغرب ماتكنس المهجوم !!الحرمة يعني المرأة -المهجوم يعني البيت.

   


نعيق الغراب
ويعني ان هناك خبر مشؤوم سيرد الى العائله ولذلك فأن النساء يصيحن عند سماعهم النعيق ( خير   خير   خير ) ان شاء الله خير .

           


حدوة الحصان او فردة الحذاء
دأب البغداديون على وضع حدوة حصان او فردة نعل او حذاء على مدخل البيت اعلى الباب الرئيسي بحيث يمكن للزائر رؤيته بسهوله ويعتقدون ان ذلك يمنع الحسد ومنهم من يضع ( ام سبع عيون ) لنفس الغرض او يعلقون حجابا على الباب وكل ذلك لطرد الحسد .

 مع تحيات /عبد الكريم الحسيني

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1037 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع