حكايات بغداديه -٧- جوله اخرى في بغدادنا العزيزه
لم يكن المجتمع العراقي في فترة الاربعينات والخمسينات وحتى الستينات من القرن الماضي منفتحا بالدرجه التي تتيح الاختلاط بين الجنسين وكانت هذه الحاله تتواجد في الكليات فقط او ان تكون بالسر
وكانت صورة فوتغرافيه لاحدى الفتيات لدى شاب ما تعتبر دليل كافي لوجود علاقه او ان يكون رنين الهاتف بدون ان يجيب احد تكفي للشك بوجود شاب وعلاقه ولم يكن المكياج الذي تضعه الفتيات اليوم مسموحا الا في حالة الزواج والبعض من الفتيات كن يضعن المكياج عند خروجهن من الكليه او المدرسه ثم ازالته عند الوصول الى البيت والكثير من هذه الامور مهما كانت بسيطه الا انها تعتبر تصرف معيب في اخلاق المجتمع البغدادي انذاك اما لبس البنطرون من قبل الفتيات او النسوه فهو من اختصاص الاجانب والفنانات ,,
كان من الصعب جدا ان يتحدث شاب الى فتاة في الشارع او في باص المصلحه ولذلك كان العديد منهم يضطرون الى استخدام الرسائل واتلافها بعد قراءتها.
لقد سقت هذه المقدمه لكي اقرب بعض الاوصاف والاحداث والحالات للجيل الجديد الذي لم يطلع عليها وخاصة من اجيال السبعينات فما فوق وظهور التكنلوجيا الحديثه واجهزة النقال سهلت الكثير من الامور.
لقد كنا في الحلقه الماضيه قد توقفنا في (كافيه بغداد ) وجلسات الشباب والصبايا ونترك هذه الجلسات الرومانسيه لنتجه الى الشرق فنجد مطعم الشموع ثم اسواق فريده والى المصور المشهور (سيلو) وهو ارتين ولم اجد مصورا بكفاءته ونزاهته والتزامه المهني والاخلاقي ويقع محله على الشارع العام وعلى فرع يؤدي الى الاعداديه الشرقيه للبنات وهذه الاعداديه من المدارس الراقيه في بغداد وكانت وزارة المعارف تختار المديره الجيده والحريصه لهذه المدرسه ولازلت اذكر بالخير المرحومه الاستاذه (لميعه الاورفلي) مديرة الاعداديه الشرقيه للبنات ولاشك ان الذين عاشوا تلك المرحله يعلمون مقدار المعاناة في هذه المدارس وفي سنين المراهقه وتقاطر الشباب مثل الذباب على العسل ,,
كانت حمله الشباب تبدأ من الساعه 11.5 وتنتهي بالواحده بعد الظهر حيث يدخل الشباب بالانذار ! قسم منهم يذهب الى الباب الشرقي ويستقل الباص المطلوب ويجلس على كرسي مناسب قرب الباب لكي يمنحه الى حبيبته عند صعودها والباص مزدحم
واخر يستقل الباص قبل محطتين او ثلاثه ويستمر بالوقوف اذا كان لديه رساله او كلمه يقولها للحبيبه واخرون يتسكعون على طول الطريق ويقفون هنا وهناك والبعض من الاغنياء كانوا يمرون بسيارات ابائهم مع استخدام المنبه وبعض الحركات . هكذا كانت الحياة !!! ,,
ويقابل زقاق الشرقيه معرض للسيارات اصبح لاحقا فندق (سكمن) ثم يقابله على الجهه الاخرى مطبعة صحيفة البلاد والتي اصبحت مطعم ثم تاتي ساحة الفتح وانت تقف وظهرك الى العلويه تجد في مقابلك ارض خاليه فيها دار على شكل مثلث حاد الزوايا وفيه الان المسرح الوطني وعلى اليمين عمارة مبدر جاسم ابو محمد والتي استملكت لوزارة الدفاع وهي سكن عوائل عشوائي حاليا وشغلها فتره مطعم (البرمكي ) ثم (دنانير) ,
اما على اليسارفتقع السفاره الامريكيه التي انتقلت الى جوار القصر الجمهوري عام 1965 وبالقرب منها كانت تقع المكتبه الامريكيه التي اصبحت مزاد لبيع الاثاث المستعمل والسفاره الامريكيه هذه اصبحت قيادة القوه الجويه العراقيه لاحقا وبني جوارها نادي ضباط القوه الجويه ,,,
نحن الان امام طريقين الاول على اليمين يؤدي الى المسبح والكراده خارج وعرصات الهنديه والثاني يؤدي الى معسكر الرشيد وندخل الشارع الاول المؤدي الى المسبح ويلاقينا على اليمين سوق (رجوان) وهوسوق فيه مختلف المحلات من الفواكه والخضر والقصابه وفرن وصيدليه وفاضل (البنجرجي)
ولكن اهم هذه المحلات هي (مرطبات) الصبايا التي تعود الى المرحوم (عباس) وكانت مكان تجمع الشباب والصبايا وخاصة عند الخروج من المدرسه او الذهاب اليها في الدوام(الظهري) وعلى الجهه الاخرى ارض خاليه وانشأ فيها لاحقا (المصرف الاسلامي ) وبعده نادي النهضه الرياضي والتي اصبحت محلات لبيع الاجهزه الكهربائيه على الجانبين ونصل الى الكشك الاخر المشهور لبيع الهمبركر وهو (ابو توماس) الذي كان يضاهي ابو يونان حتى اصبحت له محلات مشهوره في عرصات الهنديه وكبته المشهوره ,, علما سعر الهمبركر (50 فلسا)..
ونصل الى اول اسواق (سوبر ماركت) سلومي التي كانت من اشهر الاسواق التي يتبضع منها الاجانب وفيها كل شيء تقريبا وحدثني احد الاصدقاء عن حادثه حصلت فيها ( كان هناك شخص غني جدا يتبضع في الاسيوع عدة مرات وبمبالغ كبيره ويعتبر من اهم رواد الاسواق الا ان صاحب الاسواق لاحظ ان هذا الرجل يقوم بسرقة اشياء تافه مثل (علك , شخاطه, قطعة حلوى .. الخ ) ولكن صاحب المحل تجاهل الموضوع لانه مستفيد من الرجل وفي احد الايام وقد زادت الميانه بين صاحب الاسواق وهذا الرجل تجرأ صاحب الاسواق فسأل الرجل قائلا ,, اراك تأخذ بعض الاشياء التافهه وانت تتسوق بعشرات الدنانبر وقال الرجل الان وقد عرفت هذا الموضوع هل بالامكان ان تأتي معي الى البيت فذهب معه وفتح الرجل غرفه في كراج البيت وكانت مليئه بهذه الاشياء واستغرب صاحب الاسواق فقال الرجل انه مرض اذا لم اسرق اشعر انني مريض وطالما انك اكتشفتني فهذا فراق بيني وبينك على ان يبقى الامر سرا ) وهذا الرجل من اغنياء بغداد المعروفين ...
نستمر بجولتنا وندخل الى مطعم تاج محل (الذي يجاور الاسواق وهذه الاجواء الشرقيه الهنديه والخدمه الفاخره وتمن البرياني اللذيذ مع (دجاج تندوري) المتبل وراحة البهارات الهنديه التي يسيل لها اللعاب ونغادر الى تقاطع المسبح وعلى اليسار املاك الكنيسه وفي الجهه المقابله السفاره الالمانيه التي اصبحت الان (مصرف البلاد الاسلامي) وعلى اليمين شارع (الكراده خارج) ثم مصرف الرافدين وكافتريا (21) وهي تعود الى الطيار مشتاق طالب الذي اسماها باسم الطياره ( ميك 21 ) ومن ثم الت الى الصديق (اياد هيلانتو ) وتقدم الكافتريا البيره المثلجه ودائما مزدحمه علما ان مساحتها لاتزيد 20 مترا مربعا . ويجاورها ازياء (باردو)) لصاحبها مضر شبر ثم مطعم المسبح لصاحبه مايكل ومن ثم نصل الى مفترق شارع العرصات والذي يقع على ركنه الايمن اسواق(سبينس) ثم اصبحت اسواق (هاشم)يقلبلها بالركن الاخر اسواق (اكرم زيا)
ونترك العرصات الى حلقه اخرى ونتوجه الى المسبح حيث يضم هذا الشارع على جانبيه مجموعه من المساكن الراقيه حتى نصل الى ساحة المسبح وعلى يمينها عماره سكنيه وكذلك الحال على اليسار وفى المقابل مسبح امانة العاصمه وحارس المسبح (المرحوم عناد ابو طارق ) وعلى يمين المسبح ملهى (الامباسي) المشهور ثم نستمر يمينا حتى منطقة الزور (وهي منطقه مشجره تقع على ضفاف نهر دجله ) وكان فيها شخص اسمه (يوسف) ابو يعقوب وهو مربي لبعض الخيول ويؤجرها الى الشباب لتعلم ركوب الخيل وهذه المنطقه اصبحت منتزها ومن ثم انشأ فيها نادي منتسبي التصنيع العسكري وهي الان متروكه كغيرها من معالم بغداد
اما الجهه المقابله وعلى اليمين فهي مجموعه من الدور السكنيه منها فيلا المطربه (عفيفه اسكندر ) ودار التاجر المعروف (فرج علي الصالح ) الذي بناه مسجدا باسمه حاليا ودار السيد (توفيق علاوي ) ودار الدكتور سلوان جمال بابان ودار السيد (صبيح علاوي) ويقابلها ايضا مجموعه من الدور منها للمرحوم (عاصم فليح )خياط الملك ودار بيت الامير (عطا الامير ) حتى تنتهي هذه المنطقه في الناظميه وهي مجموعه من الدور انشأت بجوار سدة ناظم باشا التي انشأها لدر الفيضان على بغدادوسميت بهذا الاسم ,,, هذه المنطقه من المسبح وحتى الناظميه تدخل من ضمن عرصات الهنديه عدى الجزء الاول منها في منطقة المسبح .وحتى الناظميه خارج ....... واعتقد قد اصابنا التعب بعد هذه المسيره الراجله نتوقف عنها ونعود لاكمالها في حلقه اخرى ....
مع تحياتي .. عبد الكريم الحسيني
للراغبين الأطلاع على الجزء السادس النقر على الرابط أدناه:
http://www.algardenia.com/zamanmadejamel/548-6.html
1038 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع