من مذكرات ناظم الغزالي المخطوطة
ناظم الغزالي يدون مذكرات محمد القبانجي
كان المرحوم الغزالي ينوي تدوين حياة العازفين والموسيقيين والمطربين العراقيين ممن عاشوا بين عام 1900 وعام 1962 وبالفعل عثرنا له في مكتبته على دفتر من الحجم الكبير كتب على الصفحة الاولى منه (طبقات العازفين والموسيقيين من عام 1900 الى 1962)وبدأ الحديث عن بعض العازفين منهم خضر الياس حيث قال عنه:
ولد خضر الياس في صبابيغ الآل،وانخرط في الفن عام 1946/1947 الالة الموسيقية التي يجيد العزف عليها هي آلة الناي).
وعن الفنان رضا علي قال: لقد لحن رضا علي لفلمين تركيين، وهو يجيد العزف على الة العود).
اما عن الفنان ناظم نعيم فقد قال: (وضع ثلاثمئة لحن تقريبا، وهو يجيد العزف على الة العود والة الكمان).. ويبدو لي ان هذه معلومات اكثر ما تكون رسمية اخذها ناظم عن الفنانين يحكم مهمة ادارية كان مكلفا بها داخل الاذاعة.غير ان المرحوم ناظم الغزالي حين يصل في مذكراته المذكورة آنفا الى الفنان الكبير محمد القبانجي فانه يتوسع بالحديث وينقل لنا عن القبانجي ذكريات وانطباعات طريقة اضافة الى معلومات مهمة في حياة القبانجي الفنية..
كتب الفنان ناظم الغزالي يقول (لقد تسلم الاستاذ محمد القبانجي مئة دينار عن حفلة اقامتها امانة العاصمة عام 1939.
ان الاستاذ القبانجي سافر الى القدس عام 1932 وهناك اقام حفلتين، بقي الاستاذ القبانجي ثلاثة اشهر في القاهرة اثناء انعقاد المؤتمر الموسيقي هناك وكانت مصاريف الاقامة والمأكل على حساب الحكومة المصرية سجل المؤتمر خمسا وثلاثين اسطوانة، لم يبق منها سوى خمس او عشر اسطوانات وقسم من هذه الاسطوانات محفوظة في معهد فؤاد الاول).
وحين ناتي الى مكتبة المرحوم ناظم الغزالي عن عادات استاذه القبانجي فأننا نجده يتحدث بخصوصيات طريفة جدا نذكر منها على سبيل المثال قوله، ان الاستاذ محمد القبانجي لايشرب القهوة مطلقا ولايدخن مطلقا، ويأكل على طريقته الخاصة، يكره ان يرى نفسه في المرآة لان المرآة في نظره تظهر عيوب البشر لذلك فهو لايحلق عند حلاق حتى لايرى نفسه في المرآة، بل يرسل على الحلاق واذا سافر القبانجي خارج العراق يطلب من الحلاق ان يكون الكرسي معكوسا).
مراد والد سليمة يعترف: اخذت النهاوند من ريف العمارة
بين اوراق صفر تبدو غير مهمة، عثرت على وثيقة مدونة بخط يد مراد (ابو الفنانة سليمة مراد) زوجة المرحوم ناظم الغزالي، جاء في تلك الورقة (سافرت بمركب كلاص الى العمارة وكانت سليمة عمرها ست سنوات وكان احد الاعراب في المركب وهو يغني:
إعكاله فضة... سنونه ذهب تيزاب
ومنين اكضه................
جي مالي والي
وقد طلبت الاعرابي ان يعيد هذه الابيات مرة اخرى حتى احفظها وعند رجوعي الى بغداد، اول من غنى الاغنية هو انا ولكون الاغنية ريفية فقد أبدلت كلمات الاغنية من قبل شعراء يترددون على بيت قرب جامع الشورجة والغريب ان هذه الاغنية هي من نغم النهاوند وهي اول اغنية عراقية من هذا النغم وجميع الانغام الريفية هي من البيات والسيكاه والحجاز ولست اعرف اغنية بهذا النغم ريفية، وفي الصفحة الثانية من الورقة وردت اسماء عدد من الاغاني التي ارادها المطرب لعدد من الحفلات كان ينوي اقامتها.
تاريخ الديالوج في الغناء العراقي
(اول ديالوج غني في العراق هو بين المطربة منيزة الهوزوز واحد العوادين. وعنوان الديالوج (خنتني)، وقد سجل على اسطوانة عام 1934،
الا ان هناك ديالوج غني قبل هذا اشترك فيه المرحوم رشيد القندرجي وواحد من ضاربي الدف، ولا نستطيع ان نقول عن هذا انه (ديالوج) بالمعنى الصحيح إذ كانت الاغنية من طبقتين: عالية جدا وواطئة جدا.
بحيث كانت الاغنية من الطبقة الواطئة عند المرحوم رشيد القندرجي وكان يرد عليه في الجواب ضارب الدف، وثاني ديالوج بالمعنى الصحيح كان بين المطرب الكبير الاستاذ القبانجي وبين المطربة المرحومة زكية جورج وعنوانه (المغني والهوى) وسجل على الاسطوانات، وقبل ربع قرن ايضا غنت المطربة سليمة مراد والمطربة منيرة الهوزوز بعض الاغاني على مسارح بغداد غناء مزدوجا.
ويستعرض الفنان ناظم الغزالي عددا اخر من الديالوجات ويشير الى فترة الاربعينيات وما حصل فيها من ركود في مجال غناء الديالوج الى ان يقول: اخيرا غنى الاستاذ جميل بشير مع فتاة دمشق ديالوجا غنائياً بتاريخ 17/9/1950.
المدى/قاسم حميد النعيمي
712 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع