أيامي في السليمانية بعد فراق 15 عاماً/الحلقة الأولى
جلال چرمگا
بعد 15 عاماً
منذ أن غادرت العراق الى ديار الغربة عام 1998 لم أزر بلدي الحبيب، وذلك لعدد من الأسباب... ولكن ياترى الى متى الصبر والاعتماد على الاتصالات.. وقبلها الرسائل والفاكس وغيرها؟..
وأخيرا في بداية شهر شباط ( فبراير) 2013، قررت السفر على أن ابقى مدة (محترمة) تعوّض سنوات الفراق، .. نعم فلابد من تلك المدة لتكفي للتواصل واللقاء مع الأهل والعشيرة والأحبة والاصدقاء والجيران.. سنوات الفراق طالت... فتساءلت مع نفسي قبيل السفر: يا ترى كيف سأتعرف على شبابنا.. فقد تركتهم أطفالاً في المرحلة الابتدائية؟ واليوم ما شاء الله أصبحوا رجال.. ويحملون شهادات جامعية وعليا وغيرها..
توكلت على الله فكانت وجهتي الأولى أسطنبول لأقضي فيها عدداً من الأيام، ومن هناك أنتقل مباشرة الى مسقط الرأس( السليمانية الحبيبة) مدينة العسل والثلج والنرجس...
نعم.. فعلا أنها بهذه الأوصاف وأكثر.. وهل هنالك مدينة في المعمورة أجمل من مسقط الرأس؟؟.
من أسطنبول أتصلت بشقيقي العزيز / محمد (ابو علي) واخبرته بموعد الوصول أي الثالثة فجرا.. ورجوته أن لايخبر الأهل بل ليأتي وحده مع عدد من شباب العائلة فقط..
خواطر ما قبل الوصول!
طيلة وجودي في الطائرة كنت أفكر ياترى:
ـ كيف سأواجه شقيقي..؟؟
ـ أولاده؟؟.. وأعمارهم؟؟
ـ كيف هو شكل مطار السليمانية؟؟ كيف ستكون معاملة المنتسبين لنا؟
ـ عشرات الأسئلة الأخرى..
وصلنا المطار:
وصلنا في الموعد المحدد.. مطار صغير وأنيق.. منتسبوه في غاية اللطف وحسن الأستقبال..
بعد الأجراءات الرسمية من تدقيق الجواز وختمه والكمرك.. خرجنا، وإذا بشقيقي/ أبو على واقفاً بأنتظاري مع العشرات من أفراد الأسرة من الشقيقات والعمّات وأولاد الأعمام وأولادهم وأحفادهم..
إحتضنني شاب وسيم، جميل الوجه، طويل القامة، ذو نظارة طبية... سألتهم من هذا؟؟
قالوا لي: هذا / شكار .. آخر العنقود في عائلة شقيقي... ياااه!!! يا لهذا الترحاب من الغالي شكار وبقية ألأهل.. !!
وهذاك/ أحمد.. والاخر بشتيوان.. وديلان وشيرزاد وزير و.. محمد وبرزان وكاني وئاگرين وبريار وفرميسك ودلسوز ....والقائمة تطول وتطول...
دموع الفرح!
لا أعرف ولا أستطع أن أسيطر على مشاعري( بالرغم من أبتسامتي المصطنعة التي تخفي دموع الفرح)... ولكن لابد من قطرات من دموع الفرح !!.
ركبنا السيارات وتوجهنا الى دار/ ابو علي...
يا لهذه الفرحة المرسومة على وجوه أهلي وناسي..
كلنا نكاد أن لانصدق هذا المشهد..
وكأنه حلم جميل لا أريده أن ينتهي بسرعة!!.
الشوارع خالية إلا من عدد قليل من السيارات..
هذه السليمانية غير ما تركتها عليه...
أبنية عالية، وشوارع فسيحة، عمارات وفنادق وفيللات.. وجامعة السليمانية.. وجسور طرق.. وجسور مشاة..
كلها جديدة علي!!.
بقينا جالسين والأحاديث لاتنتهي عن الغربة وأحوال العائلة وألأولاد وكيفية العيش هناك وعشرات ألأسئلة وألاستفسارات..
عند الصباح والساعة أعلنت السابعة صباحا.. ومن حسن حظ الجميع.. اليوم جمعة حيث تتعطل الدوائر والمدارس والجامعات.. لذلك لابد من قسط من الراحة والنوم ولو لبضعة ساعات..
أستيقظت التاسعة فوجدت سُفرة الفطور عامرة، بكل ما لذّ وطاب (من القيمر واللبن والجبن والعسل وخبز التنور والصمون الحجري وشاي أبو الهيل و بالأستكان!! ..)
تناولنا الفطور مع العائلة وكانت بحق أطيب وألذّ وجبة تناولتها...
ياوطني الجريح :
أنا لم أتركك بطراً، وما هاجرتك طمعا بأي شيء.. يشهد الباري طبقت المثل الذي يقول: للضرورة أحكام.. وإلا فأعلم أيها الوطن الحبيب وعلى يقين بأن ترابك من تراب الجنة.. يا عراق.
الولائم والدعوات:
السليمانية وأهلها مثل باقي مدن العراق.. كُرماء بشكل غير طبيعي.. فتراهم يطبخون الكثير ومن مختلف ألأصناف من أنواع الرز والمرق والدجاج والـ(علي شيش) والمشويات والسلاطات والحلويات الى حد المبالغة!!
منذ اليوم الأول كان لابد من تلبية الدعوات لذلك قمنا بعمل جدول (حتى لا تتيه علينا!! كما يقول المثل)..
والدعوات كانت أغلبها في البيوت إلا عدد قليل منها في المطاعم ( وما أكثرها هناك!!) كما في الصور..
بعض تلك الأكلات:
كفتة السليمانية: وهي كالكبة البغدادية ولكنها تعمل من الرز واللحم وتحشى باللوز والجوز واللحم... وحجمها كبير كما في الصورة..
الرز واللحوم وبأنواعها: (علي شيش أو الديك الرومي ، دجاج، سمك) مع أنواع المرق من (باميا وفاصوليا وتبسي وبطاطا...الخ).. كما في الصورة..
المشويات بأنواعها...كما في الصورة....
هنالك حلقات أخرى ..بأذن الله تعالى.
481 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع