** سجونه كانت خالية من السياسيين وراتبه 800 دينار
** واول من طالب بإدخال اللغة العربية في اليونسكو
** اكرمه الله ودفن في مقبرة شهداء الجيش العراقي في المفرق الاردنية
** اول خطوة لتأميم النفط العراقي جرت في عهده واصدر قانون رقم 97
لا يختلف اثنان على ان الفترة الممتدة من 15 /4 /1966 لغاية 17/ 7/ 1968 كانت من أهدأ فترات الحياة السياسية في العراق هذهِ الفترة التي حكم فيها الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف العراق. أسس لتقاليد لم تستمر بغيابه و التي اتسمت بقبول الرأي الاخر و اشاعة روح التسامح و التأخي وفسح المجال للحريات الصُحفية و الفردية فكانت تلك الفترة من أروع فترات الحياة السياسية في العراق المضطرب حتى بعد سقوط نظامهُ و حتى الان.
والرئيس عبد الرحمن محمد عارف الذي ادركتهُ المنيه في بلدهِ الثاني - الاردن بتاريخ 24/أب/2007 عن عمر يناهز 91 عاماً، كان رئيساً و ديعاً و مسالماً لم يوقع على حكم اعدام اي عراقي فأصبح عارف رئيس اجمع العراقيون على محبتهِ لان عصرهُ وصف بأنهُ - العصر الذهبي- نظراً للهدوء و الاستقرار الذي شهدهُ العراق وسماحه لكل القوى بالعمل العلني و ابداء ارائها بشكل دستوري.
و نحنُ نتوقف عند الذكرى الثامنة لرحيلهُ نستذكر جوانب مضيئه من حياته الحافله بالانجازات يرويها لنا نجلهُ العميد قيس لاول مرة في تاريخ العراق،الذي يعيش مع عائلته ووالدته في العاصمة الأردنية في الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس عبد الرحمن محمد عارف، وقال:
السبب الرئيس في سقوط نظام والدي يكمن في رفضه منح الشركات العالمية امتيازات في مجالات النفط والكبريت، بمعنى أنه حظر على الشركات الأجنبية الاستثمار المباشر في مجالات النفط والغاز والكبريت، ولم يعترض على أن تعمل كمقاول عند الحكومة العراقية..
وأضاف قيس عارف أن وزير الخزانة الأمريكية الأسبق هندرسون زار العراق في 21 كانون الثاني 1968 قادماً من القاهرة بعد لقائه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مشيراً إلى أنه كان يحمل رسالة من الرئيس ناصر إلى الرئيس عارف يوصي بها منح هندرسون عقوداً نفطية وكبريتية، كونه من الشخصيات الأمريكية التي تقف مع القضايا العربية، بيد أن الرئيس عارف رفض ذلك وقال للضيف:
بإمكانكم العمل كمقاولين لدى الدولة شأنكم شأن الشركات البولونية والفرنسية والروسية وبالأجور المعتادة، ولا امتياز لأحد.
وتابع قيس عارف القول، أن هندرسون رفض هذا العرض وعاد قافلاً إلى بلاده، وبعد ذلك بدأت المشاكل تنهال على حكم الرئيس الراحل..
نجل الرئيس الراحل يتحدث بهدوء وبفخر عن والده الراحل ويقول أن الأمم المتحدة أصدرت وثيقة مؤخراً تفيد بأن فترة حكم الرئيس الراحل كانت من أفضل الفترات التي مرت على العراق..
كما أن والده هو أول من حظر تصدير النفط لأمريكا بعد العدوان الإسرائيلي في حزيران 1967، كما أنه لعب دوراً مهماً في لم الشمل العربي في مؤتمر الخرطوم عام 1968، إضافة الى أنه والرئيس السوداني الأسبق إبراهيم عبود والجزائري هواري بومدين كانوا الأصدقاء الصدوقين للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
ويروي نجل الرئيس الراحل أنه كان ملازماً في الجيش العراقي عام 1967، وأن والده أصدر أمره قبل حرب حزيران من ذلك العام بخمسة أيام لإرسال قوة عراقية مكونة من فوج مشاة (الفوج الاول _ اللواء الاول _ فوج موسى الكاظم) للوقوف إلى جانب الجيش المصري رمزياً كما طلب منه شخصياً الالتحاق بهذه القوة موضحاً أنه تم إرسال قوات عراقية إلى الأردن الشقيق للوقوف الى جانب اخوانهِ الجيش العربي الاردني، وبين أن والده طلب منه أن يكون في أول طائرة تحمل القوات العراقية إلى مصر، وأنهم هبطوا في قاعدة "فايد" على قناة السويس قرب الإسماعيلية، وأن القوة تلقت الضربات يوم الخامس من حزيران. مشيراً إلى أن نائب الرئيس المصري آنذاك حسين الشافعي زار الجبهة وبرفقته رئيس الوزراء العراقي طاهر يحيى ووفد عسكري عراقي حيث حصلت الضربة آنذاك.
وكشف أيضاً أن والده توجه بعد انتهاء حرب 67 إلى موسكو بصحبة الرئيس الجزائري بومدين بتكليف القادة العرب خلال مؤتمرهم في القاهرة، وطلبا من القيادة السوفيتية الإسراع بتعويض الجيشين المصري والسوري عما فقدوه من معدات عسكرية إبان عدوان 67، لمساعدة مصر وسوريا على النهوض مجدداً، وأن موسكو لبت النداء وبدأت الإمدادات العسكرية السوفيتية تتدفق إلى القاهرة ودمشق.
وأوضح نجل الرئيس الراحل أن والده كان أول المطالبين باعتماد اللغة العربية في منظمة اليونسكو العالمية، وأن مصروف بيته كان من راتبه الخاص البالغ 600 دينار عراقي، كما أنه استمر يسكن في منزله الاعتيادي إبان فترة حكمه.
وقال أنه وضع الحجر الأساس للكلية الجامعية في بغداد والتي سميت فيما بعد بالجامعة المستنصرية عام 1966 كما قام بوضع الحجر الأساس لعدة كليات علمية في جامعة الموصل عام 1968، وفي عهده أيضا تم افتتاح ملعب الشعب الدولي عام 1966 حيث اقيمت فيه مباراة دولية برعايته بين منتخب العراق ومنتخب بنفيكا البرتغالي الدولي وكانت النتيجة 2-1 لصالح البرتغال.
ولدى سؤاله عما قيل بحق والده بأنه كان ضعيفاً، أجاب قيس عارف أنه ناقش أصحاب هذه النظرية، وأفادوا بأنه لم يقم بإعدام أي شخص ولم يستخدم القوة ضد أحد خلال فترة حكمه. ثم أيضاً اسأل اصحاب هذهِ النظرية الذي يمكن ان يقال عنهم جهلة و اعداء الشعب العراقي... لماذا حين تخرج المظاهرات في أمريكا و الغرب و تعبر عن رأيها وفي بعض الاحيان تستخدم القوة و العنف من الطرفين و الصحف هناك تكتب ما يحلو لها... تسمى هذهِ الظاهرة في الغرب بأنها ديمقراطية ... ولكن لماذا حين يتبع رئيس عربي لدولة مثل العراق الاسلوب الديمقراطي و الابوي و الاخوي مع شعبهُ يسمى ضعفاً.... أنهم و الله لا يريدون التقدم و الخير لشعوبنا و لا يرضون لحكام لهم مثل الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف. بل يشيدون و يسندون الحكام اللذين يعدمون من شعوبهم بالعشرات بل بالمئات .... لقد فقد العراق بعد فترة حكم الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف ما لا يقل عن مليونين قتيل.... لذلك كان شعار الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف ... ان التسامح هو اكبر مراتب القوة ... و ان حب الانتقام هو اول مظاهر الضعف.
وتابع القول إن والده كان يقول إن العراق مر بفترات دموية عصيبة تخللها انقلابات وسفك دماء وإعدامات بالجملة، لذلك اتبع أسلوب التسامح والتساهل وإطلاق الحريات وحرية التعبير والرأي والصحافة لكي يعتاد الشعب على نسيان الفترات العنيفة الماضية، حتى أنه عفا عن المتآمرين عليه.
وبخصوص ما ذكرته بعض الصحف الأمريكية والبريطانية بأنه كان يفتقر إلى سياسة خارجية واضحة المعالم شدد قيس عارف على أن الواقع يقول غير ذلك فالسياستان الداخلية والخارجية للرئيس الراحل كانتا واضحتي المعالم موضحاً أن علاقاته مع دول الجوار والعالم أجمع كانت جيدة بدليل نجاح كافة زياراته الخارجية وحرصه على مصالح العراق وتعامله مع دول العالم على أساس الندية والمصلحة العليا للعراق والشعب العراقي.... ثم نتساءل هل يستطيع اي متابع للعلاقات العراقية الدولية أن يذكر لي أن هناك علاقات غير ودية او غير طبيعيه بين العراق في عهد الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف وبين اي من دول العالم و هذهِ من نوادر العلاقات الدولية بأن دولة مثل العراق تتمتع بأحسن العلاقات الدولية سواء مع دول الجوار او المحيط الاقليمي او المحيط الدولي.
وقال إن الرئيس الراحل لم يفرط بمصالح الشعب العراقي وحقوق العراق ولا بمياهه وأراضيه، أما ما يتعلق بالسياسة الداخلية فإنه رحمه اللَّه حظي بمحبة أبناء الشعب العراقي كافة.
وأوضح أن الراحل أمر بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من أي جهة كانت ولم يبق في العراق معتقل سياسي وأطلق حرية الصحافة وتأسست وصدرت صحف عديدة وأخذ الكتاب في الصحف يتحدثون بحرية عن كل الأمور بل أن بعض المنشورات الحزبية التي كانت تصدرها الأحزاب والقوى السياسية المختلفة كان الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف يأمر بنشرها بالصحف حيث كان يؤمن بأهمية الاستماع إلى ما يقوله الآخرون ليعرف ما هي الأخطاء ومواطن الخلل.
وقال أيضاً أن الفئات السياسية كافة كانت تخرج بمظاهرات سلمية وترفع الشعارات التي ترغب بها وبحماية الشرطة المحلية وهذا ما تحدث عنه الكاتب والصحفي ومراسل لعدة فضائيات أجنبية (السيد سلام مسافر) حين ذكر أن الحزب الشيوعي خرج بتظاهره عبر شارع الرشيد إلى ساحة التحرير وترافقهم الشرطة لحماية التظاهرة من أي تداخل من حزب مناوئ وليس لإرهابهم، بحيث أنهم وصفوا التظاهرة بأنها (مظاهرة لندنية) أي كما تخرج المظاهرات في لندن والدول الغربية.
وكان الرئيس الراحل يقول في ذلك جئنا لنحكم بالعدل وليس لإرهاب الشعب فلندع الشعب يعبر عن رأيه بأسلوب حضاري وديمقراطي ونستمع إلى ما يقول ونصحح أخطاءنا ونتشاور مع الجميع ويقول الرئيس الراحل أنه يجب أن ينسى الشعب العراقي أيام الإرهاب السياسي والقمع ويجب أن يسير بأسلوب ديمقراطي جديد وأن لا تتكرر أيام 1959 وأيام 1963 حيث الانقلابات الدموية وتابع، كان الراحل عبد الرحمن محمد عارف يقوم بجولات داخل البلد ويلتقي جميع شرائح أبناء الشعب ويتمشى في شارع أبي نوّاس والكاظمية وغيرها ويلتقي مع أبناء الشعب مباشرة، لا يخاف من أي تحسب كان، وكان يقول دائماً الحمد لله ليس لدينا أعداء من الشعب فإني لم ألوث يدي لا بدماء الشعب العراقي ولا بأمواله، ولقد كان أسلوبه هذا في قمة الديمقراطية، والسياسة الداخلية الرصينة والواضحة لذلك أحبه الشعب العراقي ويخلده التاريخ، بأن عصره كان العصر الوحيد وهو عصر الهدوء والاستقرار، مشيراً إلى أن هذه الحالة لا تروق للغرب وأمريكا والصهيونية وأعداء الشعب العراقي بأن يكون الشعب العراقي بهذه الحالة من الاستقرار وستكون حالة مؤثرة بالمستقبل بالمنطقة.
وأضاف فيما يخص الوضع الداخلي فقد عمل الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف على حل جميع المشاكل السياسية الداخلية بالحوار والتفاهم حيث قام بالزيارة التاريخية إلى كردستان العراق واستقبل استقبالاً حافلاً من قبل أبناء الشعب العراقي هناك وإخواننا الأكراد والتقى مصطفى البرزاني رحمهُ الله واستقبله هناك استقبالاً حاشداً لا مثيل له حل جميع المشاكل العالقة وأنهى الاقتتال بين الأخوة أبناء الشعب الواحد وأصبح الأمن والاستقرار في عهده يعم جميع أنحاء العراق من الفاو إلى زاخو والحمد للَّه..
وبين أن الرئيس الراحل اتبع سياسة خارجية واضحة المعالم والرؤيا ومتوازنة مع جميع دول العالم وخصوصاً مع دول الجوار نابعة من المصلحة الوطنية العليا للشعب العراقي والعراق.
وكان رحمه اللَّه شديد الحرص على أمن واستقرار العراق وأن تكون العلاقات مع دول الجوار خاصة مبنية على المصالح الوطنية والمتساوية لجميع الأطراف بدون المساس أو التفريط بالسيادة العراقية سواء كانت برية أو بحرية أو جوية ومن هذا المنطلق تعامل الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف مع دول الجوار بسياسة متوازنة ومتكافئة وواضحة لذلك كانت للعراق في عهد الرئيس الراحل المكانة العالمية المرموقه والعلاقات الطيبة والرصينة والمحترمة مع دول الجوار وجميع دول العالم أما في مجال العلاقات مع دول الجوار والمحيط العربي والإقليمي فقد اتبع الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف سياسة رائعة وجيدة مع دول الجوار: أولاً: زار تركيا والأردن والسعودية وسوريا وإيران والكويت. وعزز خلال زيارته هذه العلاقات مع العراق وعلى أساس حسن الجوار والمصلحة العليا والوطنية للشعب العراقي والعراق واستقبل أحسن وأروع استقبال في هذه الدول وبقيت العلاقات طيبة ومتينة وأخوية طول عهده الذهبي حتى أنه كان العراقيون ينتقلون إلى بعض هذه الدول ومنها الكويت وإيران بالهوية الشخصية وهذا نابع من الثقة الصادقة للقيادة الوطنية العراقية.
لقد كانت لزيارته إلى إيران للفترة من 14-19 مارس 1967 إبان حكم شاه إيران الأثر الكبير بتعزيز العلاقات بين البلدين ومن المعروف أن العلاقات العراقية الإيرانية مرت بمراحل مختلفة عبر التاريخ تتراوح بين الهدوء والهدوء النسبي والساخنة (وحتى الساخنة كانت بدرجات حتى وصلت إلى درجة الغليان) هذه العلاقات كانت تتغير تبعاً لأنظمة الحكم ورؤيتها المصلحة الوطنية العليا واستقرارية الحالة السياسية في كلتا الدولتين وأوضح أن الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف كان شديد الحرص على أمن واستقرار العراق، لقد كانت زيارته إلى إيران بمبادرة وطنية وإحساس منه لتعميق وتثبيت أسس الأمن والاستقرار بالمنطقة وبدون إحساس طائفي أو عنصري بل الذي يربط شعوب المنطقة هو الدين الإسلامي الحنيف. منوهاً الى أن الزيارة التي قام بها الرئيس الراحل لإيران تعد أول زيارة يقوم بها رئيس عراقي لإيران في العهد الجمهوري ولم يتكرر مستوى هذه الزيارة حتى الغزو الأمريكي للعراق.
وقال إن الرئيس الراحل استقبل في إيران استقبالاً كبيراً وحافلاً وبأعلى مستويات حسن الضيافة لم يحظ به أي زائر قبله بل انه تم إصدار طابع في هذه المناسبة بحمل صورة الرئيس الراحل عبدالرحمن محمد عارف وهذا لم يحدث من قبل مما يعكس الرغبة في ذلك الوقت أن تكون العلاقات هادئة وجيدة مضيفاً أن الرئيس الراحل ركز على أن تكون العلاقات بين البلدين متوازنة ومبنية على حسن الجوار والمصلحة العليا للشعب والوطن وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلتا الدولتين ولم تجر أي مساومات أو صفقات تمس بسيادة العراق، وخصوصاً موضوع وجود موانئ إيرانية على شط العرب العراقي، بل بقيت الملاحة في شط العرب على حالها بأن تكون قيادة السفن على الموانئ الإيرانية بيد الربابنة العراقيين، وتشهد بذلك الموانئ العراقية بمنتسبيها.
كما زار جمهورية مصر العربية والتقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كانت تربطه معه أحسن الروابط.
كما وأنه ولأول مرة يقوم جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال (رحمه اللَّه) ملك المملكة الأردنية الهاشمية بزيارته إلى العراق بعهد الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف واستقبل استقبالاً رسمياً وشعبياً كبيراً وبقيت العلاقات العراقية الأردنية في ذلك العهد على أحسن وجه.
كما قام الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف بزيارة إلى تركيا إبان عهد الرئيس التركي جودت صوناي وكان لهذه الزيارة الأثر الكبير بتعزيز العلاقات العراقية التركية. وبالمقابل قام الرئيس التركي بزيارة العراق.
وأوضح أنه وخلال مؤتمر القمة العربي المنعقد في الخرطوم عام 1967 بعد العدوان الإسرائيلي على الأمة العربية كان للرئيس الراحل عبد الرحمن عارف الدور الكبير في انهاء جميع الخلافات العربية - العربية وتعزيز وحدة كلمة القادة العرب.
كما قام الرئيس الراحل بزيارة تاريخية إلى الاتحاد السوفييتي مع الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين وخلال الزيارة أقنعوا الاتحاد السوفييتي بالمباشرة فوراً بإعادة تسليح الجيش المصري والجيش السوري وكان هذا الموقف وطنيا عربيا مشرفا يسجل إلى الرئيس الراحل.
وتابع انه وبعد نكسة حزيران - يونيو 1967 وغلق قناة السويس وانقطاع واردات مصر عنها التي تعتمد ميزانيتها على واردات قناة السويس، اشتكى الرئيس جمال عبد الناصر للرئيس عبد الرحمن محمد عارف بان مصر تعاني من ضائقه ماليه شديدة و كذلك غذائية اذ من الممكن ان ينفد مخزون الطحين او الحنطة في وقت قريب. وقد لاحظت على وجه الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف التأثر الشديد و هم كبير، و سألتهُ عن سبب انزعاجهِ، أجاب رحمهُ الله ... بأن الرئيس جمال اخبرني بأنهم في وضع سيئ و صعب و يستوجب انقاذ الامور بأسرع وقت. و بالفعل سارع الرئيس الراحل بالقيام بجولة إلى دول الخليج والسعودية وحث الإخوان هناك على مساعدة مصر بما يعادل دخل قناة السويس، بالفعل استجاب الملوك والأمراء الأفاضل إلى طلب الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف وتبرعوا إلى مصر بما يعادل دخل قناة السويس في ذلك الوقت وكما ذكر الرئيس الراحل تقريباً (مئة مليون جنيه إسترليني سنوياً). سجل هذا الموقف الوطني العربي الرائع وبدون ضجيج إعلامي.
وبين أن الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس الراحل فهي زيارته التاريخية إلى فرنسا أيام حكم الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول إذ قام بزيارة رسمية إلى فرنسا للفترة من 6 فبراير 1968 لغاية 10 شباط 1968. مؤكداً أنه وبفضل زيارته التاريخية هذه استعاد العرب مكانتهم في العاصمة الفرنسية بعد أن كانت ولأعوام عديدة ماضية حرباً علينا وعلى القضايا العربية، وقال أيضاً: كان لهذه الزيارة أبعاد عديدة انعكست على العلاقات العربية - الفرنسية وقد شكلت زيارة الرئيس عبد الرحمن عارف إلى فرنسا الدعامة الأساسية في كسب المعركة الدبلوماسية العربية وأن تنطلق هذه المكاسب إلى بقية الأمم التي كانت تجهل حقيقة المعركة التي يخوضها العرب ضد إسرائيل نتيجة التعتيم الإعلامي وتفوق الإعلام الصهيوني والمتحالف له على أحقية القضايا العربية.
مضيفاً أن فرنسا بعد هذه الزيارة التاريخية وبفضل العراق ورئيسه الراحل وقفت مفتوحة العينين ووعت حقيقة ما يجري في الشرق الأوسط، ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية تشهد العاصمة الفرنسية مظاهر عربية مدروسة قوامها المصالح المتبادلة والاعتراف بالحقائق ولأول مرة منذ قيام دولة الصهاينة على الأراضي العربية يتمكن مسؤول عربي من تعرية ومهاجمة الصهاينة في الأراضي الفرنسية.
مؤكدا أن الرئيس عارف كان يتحدث باسم العرب جميعاً وأشار إلى أن الرئيس عبد الرحمن عارف رسخ الأسس المتينة لمستقبل العلاقات العربية - الفرنسية وبالفعل دخلت هذه الزيارة التاريخ.
وبخصوص تسامحه قال:
حينما فشلت محاولة عارف عبدالرزاق ومجموعته وجيء بهم، أذكر أن حكمة الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف وقلبه الأبيض الناصع وكرهه إلى سفك الدماء، اكتفى بتوبيخهم ولم يعدم أي شخص منهم وقال لهم :(لن أعدمكم لتكونوا بالمستقبل أبطالا برأس الشعب العراقي) وهذا هو ما يتصف به بأنه كان بأعلى درجات القوة والإيمان باللَّه والاتكال عليه.
وفي معرض إجابته على سؤال يتعلق بسياسة والده الراحل النفطية أجاب قيس عارف أن الرئيس الراحل كان حريصاً على أن يكون النفط ملكاً للشعب العراقي ولم يساوم عليه، وقال ان سجل والده الراحل النفطي كان مشهوداً له.و فيما يلي المنجزات التي تحققت في عهده:
-تنفيذ معمل استخلاص الكبريت من الغاز الطبيعي في كركوك عام 1966.
-تنفيذ خط انبوب نقل الغاز الجاف من كركوك إلى بغداد لتجهيز محطات توليد الكهرباء و المعامل و المصانع الكبيرة بالوقود عام 1967.
-تنفيذ خطة أنبوب نقل الغازات النفطية السائلة الخام من كركوك إلى معمل التاجي للغازات النفطية عام1967.
-تشييد معمل التاجي للغازات النفطية حيث تم توقيع عقد تنفيذ المشروع في 7 مارس 1966 مع شركة سبي الفرنسية و أنجز العمل عام1968
-توقيع عقد تصدير النفط الاسود و النافثا من العراق إلى تركيا في اذار 1968.
-توقيع بروتوكول تصدير الغاز الطبيعي بالانابيب من العراق إلى تركيا في 6 نيسان 1967.
-بلغ مجموع ما انتجتهُ شركة نفط العراق خمسمائة مليون طن من النفط في 30 نيسان.1967
-هذا القانون مهم وهو بداية الاستثمار الوطني أو التأميم الهادئ: " صدر القانون رقم 97 لسنة 1967 الذي جاء بموجبه تحريم استثمار النفط من المناطق المستردة من شركات النفط العاملة في العراق بطريقة الامتياز أو ما في حكمه". و يمكن القول أن هذا القانون جعل الغرب يقرر إزاحة الرئيس عبد الرحمن عارف بالاضافه إلى امتناعهِ من إعطاء امتيازات لشركات امريكية و أنكليزية من استخراج الكبريت.
-صدور القانون رقم 123 لسنة 1967 الخاص بأعادة تكوين شركة النفط الوطنية العراقية و أعتماد الموارد المائية لتمكينها من اهدافها الاساسية.
-توقيع عقود الخدمة مع شركة أيراب (الف-العراق) الفرنسية لتطوير حقول نفط ميسان في 20 تشرين الثاني.1967.
-توقيع مذكرة التفاهم بين شركة النفط الوطنية العراقيه و مع الجانب السوفييتي حول استثمار و تطوير حقل نفط الرميلة الشمالي عام 1968. -استحداث مؤسسة تعبئة الطائرات بالوقود و الزيت بالتعاون مع شركة اير توتال الفرنسيه عام 1968.
-إعادة تشغيل مصفى القيارة وتصدير ما ينتجه من الاسفلت الى سيريلانكا.
-توقيع عقد الدراسات الاستثمارية لمشروع تصدير الغاز بالانابيب من العراق إلى تركيا مع شركة بكتل الفرنسية في اذار1968.
-افتتاح مصفى الدهون في الدورة في 23 حزيران 1968 بحضور الرئيس عبد الرحمن عارف.
في مجال الوحدة الوطنيه أسس مجلس استشاري يضم رؤساء الوزراء السابقين ووجهاء من ابناء الشعب لوضع منهج للاختيار ممثلي الشعب و البدء بأعداد البلد للانتخابات حرة.
لقد حافظ الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف على هدوئه في تدرج الحياتي و الوظيفي حتى بعدما اصبح رئيساً للجمهوريه عام 1966 ... و لم يمنح نفسه اي امتيازات معينه او رتب عسكريه اعلى من استحقاقه.
لقد كان الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف حاكماً صالحاً مهذباً رؤوفاً رقيقاً عطوفاً هذهِ الصفات المثالية الطيبه والشمائل الخلقيه الرائعه التي امتلكها الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف أهلتهُ لان يكون متطهراً من شوائب الدنيا و شرور السلطة و لهذا لم يلوث يده طوال بقائه رئيساً في عراق ملتهب و لم يلوث يدهُ لا بدماء الشعب العراقي ولا بأموال و ثروات الشعب العراقي و لم يصدر حكم اعدام بحق مواطن عراقي.
سيبقى التاريخ يذكر الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف بكلمات بيضاء ناصعة و الحمد لله بقي الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف طيلة حياتهُ يعتاش على راتبهُ التقاعدي و يبقى تاريخهُ و تاريخ العراق ابيض ناصع و حقاً ان الشعب العراقي العزيز أطلق على فترة حكمهُ بالفترة الذهبية.
أنتقل الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف الى رحمة الله يوم الجمعه المصادف 24/أب/2007 في الاردن _ عمان عن شيخوخة صالحة لقد اكرمهُ الله بحب الشعب العراقي لهُ ... و أكرمهُ بأن توفاه في يوم جمعة مباركة ... و أكرمهُ الله بأن يكون مثواه الاخير بين أبنائهِ الشهداء جنود الجيش العراقي الباسل في مقبرة شهداء الجيش العراقي في مدينة المفرق الاردنية.
944 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع