حوار في حدائق الگاردينيا مع/ اللواء الدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني

  

حوار في حدائق الگاردينيا مع (اللواء الدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني)

        

     

       أعد الحوار ( اللواء الركن المتقاعد فؤاد حسين علي )

     

 مازال العمر يتقدم ،سرعته زادت كثيراً عن الاول ،المحطات السابقه تندثر في خلايا العقل التالفه ،إلا واحده كم تمنيت أن تزول مثل غيرها كي لاتوقضني كوابيسها من نوم مشوب بالأرق !!!!

حياتي وحياة الكثير مليئة بالتناقضات والمفارقات فيها الفرح مميز لكنه قصير الأمد، وفي بلد مثل العراق الحزن مستمر، سببه السياسات المتناقضة، كثيرون من العسكريين والمدنيين تقلدوا مناصب في الدولة، حسدهم أقربائهم وحتى إخوانهم ،لكن فرحهم وأمنياتهم  تلاشت  منهم حكم بالإعدام زورا وبهتانا  وآخرون اودعوا  السجون في زنزانات منفردة، حتى لاقوا حتفهم في السجن دون أية تهمه او محكمة  آخرون طردوا من الخدمة وصودرت أملاكهم، وأصبحت عوائلهم  متوزعة  لدى الأقرباء،  وكثيرون هجروا من مناطق سكنهم داخل العراق، وآخرون هاجروا خلف الحدود الى المجهول،  هذا هو العراق في زمنين متناقضين  كثيراً ما يصبح السجان مسجونا والمسجون سجانا.
أن علينا جميعا واجباً وطنيا يتطلب أن نؤديه بأمانة خدمة عامة للأجيال القادمة كي ننقل الحقائق التي قد تكون غائبة عن البعض منا ،وبمنتهى السعادة أن يكون حوارنا مع:

  

    اللواء الدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني
وقبل الحوار لابد للجميع أن نتعرف على الدكتور أكرم أنه :
أحد ضباط  الشرطة العراقية ، عمل منذ ستينات القرن الماضي  بجد  ونزاهة مهنية كفاءة ، ولغاية احتلال العراق أضافة الى انه تقلد مناصب متعددة في مجال اختصاصه وحصل ايضا على شهادات عليا ليضيف لمهنته الاختصاصية علوماً أخرى ذات العلاقة، كما انه كاتباً، باحثا ، مشاركاً في مؤتمرات متعددة داخل وخارج ، قدم الكثير لبلده العراق ، تخرج على يديه أعداد كبيرة من منتسبي الشرطة عندما كان أمراً لكلية الشرطة العراقية..
نتشرف في حضوره لحدائق الكاردينيا  لنتحاور عن مسيرة درب طويل ،أن قراء مجلة الكاردينيا ينتظرون اللقاء لمعرفة المزيد ، عن شخصكم الكريم ودور الشرطة العراقية والمقارنة بين الماضي والحاضر.

مرحباً دكتور أكرم بوجودك في حدائق الگاردينيا ،وأود طرح الأسئلة التالية على جنابكم الكريم:
الدكتور أكرم ،من خلال متابعتي لكتاباتك وجدتك قد كتبتَ الكثير عن منطقة الكرخ ،الدراسة الابتدائية وغيرها ،عشقك لها رغم انك انتقلت منها بعد زمن ، ماهي أسباب هذا العشق والذي دونت عنه الكثير ؟
في البدء شكراً لهذه الاستضافة الكريمة، فأنا ولدت في الكرخ، وفي منطقة سوق الجديد تحديداً عام 1948، وفتحت عينيّ على أجواء الكرخ وتقاليدها والتي لا تختلف كثيراً عن أي منطقة بغدادية أخرى، لكن للكرخ نكهة متميزة فهي عشقي الأول...

  

وقد سجلني المرحوم الوالد في مدرسة التربية الاسلامية التي لم تكن تبعد كثيراً عن بيتنا في سوق الجديد، حرصاً منه يرحمه الله على أن أتلقى تعليما راقياً وتربية متميزة. وقد أمضيت الدراستين الابتدائية والمتوسطة ما بين 1954 و 1963 في هذه المؤسسة التربوية المتميزة التي تضم خيرة المعلمين والمربين. ودرست الثانوية في كل من الأعظمية وبعدها الثانوية العربية. دخلت كلية الشرطة 1966 وتخرجت منها عام 1969.
   
لماذا أختار الدكتور أكرم كلية الشرطة دون غيرها من الجامعات ،حيث كان القبول في الجامعات ايام زمان سهلا لمحدودية خريجي الثانويات ؟

      

لم تكن كلية الشرطة ضمن حساباتي، بل وحتى توقعاتي، فقد قدمت حينها للكلية العسكرية ولكلية القوة الجوية، وكذلك قدمت لكلية الشرطة بعد أن قرأت في الصحف عن صدور قانونها الجديد التي جعل الدراسة فيها 4 سنوات تدرس فيها مواد كلية الحقوق ومواد كلية الشرطة على غرار النظام المصري، وكان قسمتي أن أُقبَلَ في كلية الشرطة، حيث كان نظام القبول يعتمد المعدلات العالية أساساً للقبول. هذه في الواقع نقطة تحول مفاجئة جداً في حياتي، فلم يكن أحداً من أهلي ولا من معارفي يتوقع مني أن ألج المجال الشرطي، خاصة وأنّ الجميع عرف عني عشقي للصحافة، منذ نعومة أضفاري، كنت أخط المجلات وأكتبها وانسخها بالكاربون وأوزعها على أصدقائي، ونتبادلها بالمراسلة مع أصدقاء عرب من الدول العربية
بعد تخرجك من كلية الشرطة ،اين نسبت وما هو اختصاصك ،وهل أستمريت بنفس الأختصاص ام نسبت لغيره ؟
 

   

تخرجت من كلية الشرطة في 8/2/1969 ووفقاً للسياقات المتبعة يتم تنسيب خريجي الكلية الى القوة السيارة لمدة عامين وبعدها يوزعون على المديريات، وقد تم تنسيبي الى افواج كركوك في آمرية القوة السيارة، وفي عام 1970 وبعد بيان 11 آذار تم حل افواج القوة السيارة ومن ثم تم تنسيبي الى مديرية شرطة التحريات الفنية (التي أبدلت تسميتها لاحقا إلى مديرية تحقيق الأدلة الجنائية) وادخلت دورة لمدة سنة اصبحت بعدها خبيرا في المخطوطات (التزوير والتزييف).

       

واشتركت في عدد من الدورات خارج العراق (مصر، الهند، فرنسا)، وبعد تركي الأدلة الجنائية، عملت مديرا للتسجيل الجنائي، ثم مديراً لمركز الدراسات والبحوث، ومديراً للحركات، ومديرا لشرطة بغداد 1993 لم استمر فيها أكثر من سنة واحدة بناء على طلبي.  كما كنت رئيسا لتحرير عدد من المطبوعات الشرطية أهمها (الجريدة الجنائية) التي كنا نصدرها عن التسجيل الجنائي، ثم رئيس تحرير مجلة الشرطة من 1998 الى 2003.


شاركتَ بمؤتمرات عربية ودولية متعددة ومتنوعة، في اعتقادك أهم مؤتمرا حضرته وما هو الموضوع المتميز الذي تم طرحه؟

    

حضرت العديد من المؤتمرات والندوات والدورات التخصصية، ذات الصلة بعمل الشرطة، فقد دخلت دورة في الادلة الجنائية في مصر 1975، ودورة في معهد علوم الادلة الجنائية في الهند 1978، وشاركت في مؤتمر للانتربول في باريس 1985، ومؤتمر عالمي للشرطة في لندن 1988، وشاركت في مؤتمرات مجلس وزراء الداخلية العرب لعدة أعوام، بين 1992 و 2003، وكل المؤتمرات والدورات مهمة الا ان مؤتمر الانتربول هو الاهم لطبيعة الموضوعات العالمية المستجدة التي تطرح فيه وحضور خبراء ومختصين من جميع انحاء العالم.

لديك الكثير من المواضيع التي تخص الجريمة ،وعملت في هذا المجال  وقدمت بحوثا كثيرة ، ماهي برأيك الأسباب التي أدت الى زيادة الجريمة في العراق بعد الاحتلال، وماهي طرق وأساليب الحد منها في ظرف العراق الحالي ،ارجو ان توجز لنا الأمور المهمة في هذا الجانب كي يطلع عليها الأخوة قراء الكاردينيا ؟

  

الجريمة ظاهرة طبيعية مركبة من عوامل نفسية واجتماعية وبيئية واقتصادية، ولكن الجريمة ازدادت بعد الاحتلال الامريكي  لأسباب عديدة، أهمها سياسات التخبط التي مارستها سلطة الاحتلال، وتسريح وابعاد العناصر الشرطية الكفوءة واسناد الامر لغير المتخصصين، ومن ثم شيوع الفساد الاداري والمالي وهي عوامل اسهمت في انتشار الجريمة وتنامي معدلاتها بعد الاحتلال, فمثلا قبل 2003 كان العراق – وبشهادة المنظمات الدولية المتخصصة – من أنظف بلدان العالم والمنطقة من آفة المخدرات لكن العراق تحول بعد 2003 الى منطقة طلب ومرور واتجار للمخدرات القادمة من ايران باتجاه مناطق الخليج العربي وباتجاه اوروبا.

 يمر العراق منذ عام ٢٠٠٣ بأزمات متعددة ،تفجيرات ، اغتيالات، خطف ... الخ   بشكل دقيق ،ومستمرة  لحد هذه اللحظة ،ولم تتمكن الشرطة العراقية من الحد منها رغم انتشارها بشكل واسع في عموم المحافظات ،ارجو أن تبين أسباب الإخفاقات وكيف يتم  الحد منها ؟

        

تكمن الاجابة في توسيد سلطات الاحتلال الأمر لغير اهل الاختصاص، وفي التخبط  في السياسات، ودمج الميليشيات في اجهزة الشرطة والامن وهي عناصر غير كفوءة ولا تفقه من العمل الامني شيئا، وهي مزدوجة الولاء، وكذلك محاربة العناصر النظيفة والكفوءة واغتيال الكفاءات العراقية..
خلال مسيرة حياتك في الشرطة تقلدت الكثير من المناصب منها ( عميداً لكلية الشرطة ) وهي مؤسسة تدريبية تقوم بإعداد الكوادر وتخرج على يدك الكثير ، هل قمت بتطوير المناهج التدريبية ،او اضافة سياقات جديده ،او غير ذلك للنهوض بالمستوى الأفضل ؟
سعيت بكل جهدي وانا ابن هذه المؤسسة التربوية ان اطور العمل فيها من جميع النواحي، الأكاديمية والتخصصية والإدارية، واستطعنا من إعادة النظر في المناهج التدريبية والتعليمية، وركزنا على الجانب القانوني والأمني دون إغفال الجوانب العسكرية والبدنية، ونجحنا في اعادة طلابنا من الكلية العسكرية الثانية بعد ان كانوا يتدربون هناك عامين ثم يقضون العام الثالث فقط في كلية الشرطة وهي فترة غير كافية على الاطلاق في انجاز اعداد ضابط الشرطة، فضلا عن الاختلاف التام بين متطلبات اعداد ضابط الجيش وبين متطلبات اعداد ضابط الشرطة، واستطعنا من تطبيق النظام الجامعي وخضوع التدريسيين لدينا لنظام الخدمة الجامعية بكافة تفاصيل امتيازات اساتذة الجامعة. وبنفس الوقت قررت القيادة آنذاك شمول كلية الشرطة بخطة التفتيش السنوية من قبل مفتشي هيئة التفتيش من وزارة الدفاع، وحصلنا في أول اختبار على درجة جيدة في التقييم برغم نقص الامكانات بفعل ظروف الحصار الاقتصادي وضغط الاتفاق.

كانت الجرائم قبل الاحتلال تكتشف خلال ايام ،ونجد ان معظم الجرائم حاليا تسجل ضد مجهول رغم تعددها ،ماهي الأسباب الرئيسية لهذه الحالة ؟
 

      

السبب كما ذكرت قبل قليل هو ضياع الاختصاص وتسريح العناصر الجيدة وادخال عناصر ضعيفة القابلية والكفاءة، فضلا عن شيوع الفساد الاداري والمالي، كل ذلك ادى الى تردي مستوى الجدية في التحقيقات التي تجريها اجهزة الشرطة وكثرة تسجيل الجرائم الواقعة (ضد مجهول) فضلا عن شيوع ممارسات التعذيب لانتزاع الاعترافات التي تؤدي لإدانة الابرياء وافلات المجرمين الحقيقيين.

         


اهم الشهادات والدورات التي حصل عليها الدكتور اكرم خلال عمله ؟
بعد تخرجي من كلية الشرطة بالدورة 23 عام 1969، فقد حصلت على ثلاث شهادات بكالوريوس: الأولى في القانون من الجامعة المستنصرية بغداد 1971. والثانية بكالوريوس لغة انكليزية من كلية الآداب الجامعة المستنصرية بغداد 1978، و الثالثة بكالوريوس إعلام/ صحافة من كلية الآداب جامعة بغداد  1990 وكنت على وشك أن احصل على بكالوريوس باللغة الفرنسية من الجامعة المستنصرية لولا ترك الدراسة في الصف المنتهي!، كما إنني حاصل على شهادة ماجستير فلسفة في السياسة الاجتماعية (سياسة منع الجريمة) من جامعة كرانفيلد بالمملكة المتحدة 1989  ودكتوراه في الأجتماع (علم اجتماع الجريمة) من كلية الآداب جامعة بغداد 2001.

بعد الاحتلال كانت هناك مفارقات في حياتك أدت الى قيام القوات الامريكيه بتوقيفك ،من كان وراء ذلك وماهي الأسباب ؟
القصة طويلة ولا اريد اقحامكم بمتاهاتها وتعقيداتها، فقد تعرضت أنا و15 من أساتذة وكبار ضباط كلية الشرطة يوم 29/5/2003 الى اعتقال تعسفي من قبل قوات الاحتلال الامريكي نتيجة وشاية كاذبة بكوني اعمل على اعادة تنظيم حزب البعث في الكلية بعد الاحتلال واقود عمليات ارهابية ضد القوات الامريكية، وقد صدقت القوات الامريكية هذه الرواية وقبضت علينا واودعتنا معتقلاتها في المطار وفي بوكا بأم قصر جنوب العراق، وبقينا معتقلين لمدة شهرين تقريبا ثم اطلق سراحنا لعدم وجود أي دليل على صحة الادعاء الكاذب المرفوع من قبل اشخاص ارادوا ازاحتنا والتخلص منا لكي يفرغ لهم الجو لتبوء مراكز متقدمة في ظل الاحتلال، واني أحمد الله على أن هيأ لي مثل هذه الفرصة كي أتخلص وابتعد عن اجواء ما بعد الاحتلال التي تميزت بتصفية الكفاءات العراقية، فكانت فرصة لي للخروج من العراق مكرها بعد ان توالت علي التهديدات من قبل نفس الزمرة، وخرجت الى الاردن ومارست التدريس الجامعي لمدة نصف عام ثم انتقلت الى اليمن لأعمل مستشاراً لوزير الداخلية هناك بناء على دعوته لي وبقيت باليمن حوالي العامين ثم انتقلت بعدها الى الدوحة للعمل مستشارا قانونيا بوزارة العدل القطرية وما زلت.


أضطررت لمغادرة العراق لظروف أمنيه ،كحال الكثير من أقرانك ، وانت واحدا من عشاق العراق قضيت فيه سني حياتك ،طفولتك ،دراستك ،وظيفتك طويلة الأمد ،كيف وجدت الغربة ؟
تركت العراق مرغماً اخاك لا بطر!، بعد أن توالت عليَّ التهديدات ممن ارادوا ازاحتي وان يخلو لهم الجو للتسلق والعمل في حظوة الامريكان، والحمد لله أن تكشفت بالوثائق امور كثيرة عن دور العناصر التي دبرت المكيدة ضدي ومن ساندهم من المسؤولين الامريكان، وبالأخص ادوار كل من (بيرنارد كيريك) و (جيمس ستيل) من كبار الضباط الامريكان المشبوهين بعلاقاتهم الصهيونية، وكان قرار مغادرة الوطن قرارا صعبا ليس بالهين وانا الذي عشت طفولتي وصباي وشبابي وامضيت كل عمري في بغداد، وفي العراق، وكنت في السابق حين احضر المؤتمرات خارج العراق اسارع بالعودة فور انتهاء المؤتمر حنينا الى الوطن، الذي لم نتعود على فراقه كثيرا أو طويلاً.. فالوطن مزروع في قلوبنا.. لا يمكن ان نغفل عنه او ننساه.. والغربة يا أخي مريرة وقاسية، وها نحن نجتاز العام الحادي عشر من الاغتراب.. ونتألم لحال الوطن وما وصل اليه من فوضى أمنية...
 
كلمة اخيره وأمنية يتمناها الدكتور اكرم ؟
نتأمل من الله تعالى أن يتخلص الوطن من أمراضه ويعود العراق مشافىً معافى لينعم اهله بظلاله وهواءه وسمائه.. والله على ما يشاء قدير..

                         
ختاما حواري مع اللواء الدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني،أودّ القول :
أتمنى أن تتغير أوضاع وطننا لتعود الى أبناءه البسمه .
وينتهي لبس السواد .
وتختفي الفرقه واتجاهات التمييز .
ولنعيش فيه مواطنين سواسيه مثل الآخرين لا فرق بيننا ولا صراع  يحكمنا
ولنحقق فيه أحلامنا في العيش والترحال بين مدنه ،بدلا من التنقل بين الأغراب
واتمنى أن يرعى العراق أبناءه ،مثل غيره من الأوطان .
وان ننسى الماضي والأحقاد
ونعيد كتابة تاريخه الذي شوهه الأوغاد .
كان حوارنا  ممتعا تعرفنا فيه على الكثير من المفارقات وباسمي وأسم رئاسة التحرير ونيابة عن اخوتي كتاب وقراء مجلة الگاردينيا أتقدم بالشكر والتقدير للأخ اللواء الدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني  لحضوره في حدائق الگاردينيا
تمتعوا سادتي القراء بالحوار عسى ان وفقت به  ونلتقي في حلقة قادمه بعون الله .
حوار /اللواء الركن المتقاعد
فؤاد حسين علي

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

837 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع