تستعد روسيا لاستضافة فعاليات النسخة العاشرة من بطولة كأس القارات من 17 يونيو الحالي إلى الثاني من يوليو المقبل بمشاركة أبطال القارات الستة وحامل لقب كأس العالم، إضافة إلى المنتخب الروسي ممثل البلد المضيف. وتأمل روسيا في توجيه نظر العالم مجددا بعدما أفسدت فضائح المنشطات المتتالية سمعة الرياضة الروسية على مدار العامين الأخيرين.
العرب/موسكو- يأتي المنتخب الروسي صاحب الأرض في المركز قبل الأخير من حيث التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وذلك من بين المنتخبات الثمانية المشاركة في بطولة كأس القارات 2017 لكرة القدم. كما يحظى الفريق بترشيحات ضعيفة للغاية في المنافسة على اللقب بهذه النسخة التي تستضيفها بلاده من 17 يونيو الحالي إلى الثاني من يوليو المقبل وقبل عام واحد من استضافة بطولة كأس العالم 2018.
ويحتل المنتخب الروسي المركز 63 في تصنيف الفيفا، كما سيستهل مسيرته في البطولة بلقاء نظيره النيوزيلندي المصنف 95 وذلك في المباراة الافتتاحية للبطولة والمقررة ليوم 17 يونيو المقبل بمدينة سان بطرسبرغ. وضربت الإصابات المنتخب الروسي في الآونة الأخيرة لتحرمه من خمسة لاعبين على الأقل في هذه البطولة. وكانت أحدث هذه الإصابات من نصيب لاعب الوسط رومان زوبنين الذي أصيب في الركبة خلال المباراة التي فاز فيها المنتخب الروسي على نظيره المجري 3-0 وديا قبل أيام. كما أعلن الفريق قبلها أن مهاجمه أرتيوم دزيوبا لن يستطيع المشاركة في البطولة بسبب إصابة مماثلة.
كما يفتقد المنتخب الروسي جهود كل من لاعب الوسط ألان دزاجوييف وحارس المرمى أندري لونيوف والظهير الأيمن (البرازيلي الأصل) ماريو فيجويرا فيرنانديز. واعترف ستانيسلاس شيرشيسوف، المدير الفني للمنتخب الروسي، بأنه لا يتوقع فوز فريقه باللقب لكنه يأمل في ترك انطباع جيد بالبطولة. وتمثل البطولة فرصة جيدة أمام الدب الروسي لإعطاء لمحة عما يستطيع الفريق تقديمه في كأس العالم ببلاده العام المقبل. وتولى شيرشيسوف تدريب المنتخب الروسي في أغسطس الماضي وتعهد بإجراء تغييرات كبيرة في الفريق في ضوء الصدمة الكبيرة التي تلقاها الفريق بالخروج المبكر من بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) في فرنسا.
وصرّح المدرب قائلا “في مباراتنا أمام بلجيكا (التي انتهت بالتعادل 3-3 في 28 مارس الماضي)، كان هناك ثلاثة لاعبين فقط على أرض الملعب من المجموعة التي شاركت مع المنتخب الروسي في يورو 2016”. وأوضح “خلال الشهور القليلة التي توليت فيها المسؤولية تغيرت أمور كثيرة”. ولكن المنتخب الروسي مازال بحاجة للكثير حتى يستطيع الفوز ببطولة عالمية مثل كأس القارات.
وأشار شيرشيسوف إلى أن المنتخب الألماني بطل العالم أو نظيره البرتغالي بطل أوروبا هما الأكثر ترشيحا للفوز باللقب في النسخة العاشرة من كأس القارات. واعترف المدرب “نحن الفريق غير المرشح بقوة من بين المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة.. نحن الفريق الوحيد في هذه البطولة الذي تأهل لها دون الفوز بأي بطولة (بصفته صاحب الأرض)، ولكننا سنبذل قصارى جهدنا”. ويبدو مشجعو المنتخب الروسي على استعداد لمساندة ودعم الفريق في هذه المهمة الصعبة.
تأخير وتساؤلات
تواصل روسيا استعداداتها على الرغم من التأخير الحاصل في إنشاء بعض الملاعب قبل عام من استضافتها نهائيات كأس العالم لكرة القدم وإظهار وجه مطمئن واحتفالي لعالم المستديرة. وهي المرة الأولى التي ستقام فيها نهائيات كأس العالم في شرق أوروبا منذ النسخة الأولى للمونديال عام 1930.
وتطرح البطولة تحديات كثيرة أمام روسيا: تنظيم حدث عالمي في وقت تتزايد فيه الهجمات الإرهابية في أوروبا، وجذب الجماهير في وقت تتراجع فيه صورة البلاد في خضم التوتر مع الغرب، وإثارة الحماس الشعبي للبطولة الكروية الأبرز.
إلا أن المسؤولين الروس يؤكدون أن بلادهم ستكون جاهزة في 14 يونيو 2018 لإعطاء صافرة البداية للمباراة الافتتاحية. ويشاطر الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” روسيا الرأي، وكان رئيسه السويسري جاني إنفانتينو أعرب في زيارته الأخيرة لموسكو أواخر مايو، عن رضاه عن الاستعدادات الروسية لاستضافة المونديال.
وانتهت الأشغال حتى الآن في الملاعب الأربعة فقط التي تم اختيارها لاستضافة كأس القارات من 17 يونيو الحالي حتى 2 يوليو المقبل، وهي سوتشي وقازان وسان بطرسبرغ وأوتكريتي أرينا في موسكو. وتعتبر كأس القارات، البروفة المصغرة للمونديال، اختبارا لملعب سان بطرسبرغ الذي عانى مشاكل عدة.
وعلى الرغم من الأشغال التي استغرقت 10 أعوام وتزايدت ميزانيتها بشكل كبير عما كان مقررا لها، فإن الملعب كان مصدر خيبات أمل كثيرة بينها تأخر إنجاز الأشغال التي انطلقت عام 2007 وانتهت في ديسمبر، ومشاكل في إحكام سقف الملعب، وآخرها حالة العشب التي تم تغييرها بعجالة. أما بالنسبة إلى محطات مترو الأنفاق التي ستكون في خدمة هذا الملعب الذي يتسع لـ68 ألف متفرج، فإن الأشغال لم تنته فيها بعد.
تفجير المفاجآت
رغم كونه مسؤولا عن المنتخب صاحب أدنى تصنيف من بين جميع المنتخبات الثمانية المشاركة في النسخة العاشرة من بطولة كأس القارات، فإن أنطوني هودسون، المدير الفني للمنتخب النيوزيلندي لكرة القدم، أكد أن فريقه يمتلك المقومات التي يحتاجها أي فريق لتفجير بعض المفاجآت وتوجيه بعض الصدمات للمنافسين في هذه البطولة.
ويستعد هودسون (36 عاما) نجل ألان هودسون نجم خط وسط تشيلسي الإنكليزي السابق إلى ترك بصمة في تاريخ البطولة، حيث سيكون أصغر مدرب يشارك في البطولة على مدار تاريخها حتى الآن. ويحتل المنتخب النيوزيلندي المركز 95 في التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا. ويستهل المنتخب النيوزيلندي مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الروسي في المباراة الافتتاحية المقررة في 17 يونيو الحالي بمدينة سان بطرسبرغ.
وقال هودسون “لم نأت إلى هنا من أجل المشاركة أو الاستمتاع بالبطولة فحسب.. سنخوض البطولة من أجل الفوز بالمباريات والمنافسة مع الفرق الكبرى لتفجير بعض المفاجآت وجعل هذا البلد يفتخر بفريقه”.
وقدم المنتخب النيوزيلندي مستويات في تصفيات كأس العالم 2018 تمنح الفريق الثقة قبل مشاركته في كأس القارات، حيث يتصدر الفريق المجموعة الأولى بتصفيات اتحاد أوقيانوسيا المؤهلة للمونديال.
وإذا نجح الفريق في الفوز بالدور الثالث في التصفيات، كما هو متوقع، سيلتقي مع المنتخب الفائز بالمركز الخامس في تصفيات قارة أميركا الجنوبية في دور فاصل خلال نوفمبر المقبل من أجل التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا.
ولكن الفريق يحتاج للكثير قبل هذا حيث يخوض فعاليات كأس القارات ضمن مجموعة تضم بالإضافة إليه منتخبات البرتغال بطل أوروبا والمكسيك بطل اتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) وروسيا صاحب الأرض. ومثلما بدا في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، عندما حقق الفريق ثلاثة تعادلات بنتائج هزيلة، تكمن قوة المنتخب النيوزيلندي في التزامه الدفاعي.
ولكن دفاع الفريق سيكون ضمن أولويات الاهتمام في كأس القارات خاصة وأن وينستون ريد أبرز لاعبي هذا الخط أعلن مؤخرا عدم مشاركته في البطولة. وأجرى ريد مدافع ويستهام الإنكليزي جراحة في الركبة وقد يغيب عن الملاعب لمدة 12 أسبوعا، حسبما ما أكدت تقارير صحافية في نيوزيلندا.
800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع