في ساحة الإعدام يوقع على إعدامه
قصـة ضابط عراقي قلب حكم اليمن وأصبح "الرئيس" وأعدم فيها
بقلم:نــزار العبـادي
حدث لن يكرره التأريخ صنعه ضابط عراقي برتبة نقيب، نجا من الإعدام في بغداد فكان قدره الإ...عدام في صنعاء،، وفشل بالانقلاب على حكومة العراق لكنه قاد إنقلاباً ناجحاً على ملك اليمن، فأصبح وزيراً للدفاع والقائد العام للجيش اليمني، ولا يرد إسمه في مجلس أو كتاب إلاّ وسبقوه بلقب "الرئيس الشهيد"!..
(جمال جميل) من مواليد الموصل 1912م، تخرج من الكلية الحربية ببغداد...
وما أن حصل على رتبة نقيب حنى أصبح مرافقاً للفريق بكر صدقي "رئيس أركان الجيش"، ثم شارك معه في الانقلاب الفاشل على حكومة "نوري السعيد" وصدر بحقه حكماً بالاعدام تم إلغائه لاحقاً..
في 3 نيسان/ أبريل 1940م بعثت بغداد النقيب جمال جميل إلى صنعاء ضمن بعثة عسكرية من أربعة ضباط ترأسها العميد الركن اسماعيل صفوت، وضمت أيضاً محمد المحاويلي والملازم عبدالقادر الكاظمي ..
وفي 1943م عادت البعثة العراقية لكن النقيب جمال جميل لم يعد معهم، فهو كان قد تزوج بيمنية واستقر بصنعاء، وبدأ يتوغل في مفاصل المجتمع اليمني، ويتولى بناء قدرات جيشه، فهو أول من أدخل صنف المدفعية للجيش، فحضي بثقة ملك اليمن "الإمام يحيى بن حميد الدين" الذي أولاه مسئولية قيادة جيشه "حرسه الخاص" وعينه أيضاً مديرا لمعهد صنعاء العسكري..
وبفضل مهاراته وتفانيه في خدمة اليمن، أصبح النقيب جمال جميل مركز استقطاب كبار نخب اليمن العسكرية والسياسية التي بدأت تتأثر بالحركات الثورية العربية وتتطلع للتغيير من الملكية الى الجمهورية.. وخلف الكواليس تحركت تلك القوى لوضع مخططات الانقلاب على الحكم الملكي، وكان جمال جميل يتزعم تلك التحركات ويدعوه رفاقه بـ"الرئيس"، وتم صياغة دستور جديد وطباعته استعدادا لساعة الصفر..
وفي 1948م قاد الرئيس جمال جميل الانقلاب على الحكم، وتم قتل ملك اليمن الامام يحيى بن حميد الدين، وتولى عبد الله الوزير الامامة فيما تم تعيين جمال جميل وزيراً للدفاع والقائد العام للجيش اليمني،، لكن ذلك لم يستمر سوى بضعة أشهر، حيث نجح ولي العهد "الامام أحمد" في استعادة الحكم، والقبض على كل المشاركين في الانقلاب وعلى رأسهم "الرئيس جمال جميل"، وأصدر قرارا بإعدامهم، وبسيفه الشخصي.
وفي ساحة الإعدام، ظل جمال جميل مبتسماً طوال الوقت، وعندما اقترب منه الامام أحمد قال له: (لقد أحبلناها وحتماً ستلد)، فأثار غضب الامام وأمر بقطع رأسه فوراً، فقد أدرك أنه كان يعني أنهم فتحوا باب الثورات ضد الملكية لأول مرة وكسروا حاجز الخوف، وأن ثمة ثورات قادمة ستنجح، وهو ما حدث فعلاً في 1962م.
ظلت الجميع في اليمن لا يذكر جمال جميل إلاّ ويسبق اسمه بلقب "الرئيس الشهيد"، وفي المتحف الحربي بصنعاء ما زالت صور لحظات إعدامه تتصدر الواجهات.. غير أن الجميع ما زال يقف مذهولاً أمام الحدث، ولا يكاد يصدق كيف لضابط عراقي لم يمض على وجوده في اليمن سوى أقل من ثماني سنوات يفعل ما لم يجرؤ على فعله اليمنيون، ويقود أول إنقلاب "جمهوري" في تاريخ اليمـــن..
الگاردينيا: هذه المادة التأريخية أرسلها صديقنا العزيز ( الصقر) وادناه بعض ملاحظاته:
ارسل لكم هذا الموضوع عسى ان ياخذ مكانه في الگاردينيا مع بعض الملاحظات التي اعرفها كون عائلة اخ المعني وعبد القادر الناظمي من منطقتنا
النقيب جمال جميل شقيق اللواء الركن المرحوم خليل جميل وكان يشغل منصب مدير صنف الهندسة عام 1954 وقاد موارد صنفه بكل اندفاع وتضحية لدرأ الفيضان عن بغداد خلال فيضان عام 1954 المشهور ولم يذكر لا دوره ولا دور صنف الهندسة وبقي الفضل المنشور فقط لوزير الداخلية المرحوم سعيد قزاز دون الانتقاص من دوره المشهود ولكن دور اللواء خليل جميل وصنفه طمس
ورد اسم عبد القادر الكاظمي احد اعظاء البعثة بينما الاسم هو عبد القادر الناظمي وقد تزوج حينها من احدى السيدات اليمنيات ورزق باولاد وبنات منها ثم عاد الى العراق بعد انتهاء الايفاد وولده اياد تزوج من يمنية ويعيش في اليمن والاخر وليد ضابط من دورة 49 الكلية العسكرية العراقية وتوفي قبل سنيين..... اكمل كلية الاركان العرقية ....وبعد استقلال ليبيا تم تنسيبه رئيس اركان الجيش الليبي وساهم مساهمة فعالة ومشهودة في بناء الجيش الليبي ....(وتم رد الفضل للجيش العراقي من قبل الراحل القذافي باسناده ايران وارسال وحدات صواريخه ارض ارض بكامل منتسبيها لقصف بغداد عام 1985 )وبعد انتهاء خدماته في ليبيا عاد الى العراق واحيل على التقاعد لحين وفاته نهاية الثمانينيات من القرن الماضي
هذه واحدة مما قدمه جيشنا العراقي الباسل خلال تاريخنا الحديث للعراق والامة العربية...
الصقر
1454 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع