المدرسة المأمونية الابتدائية النموذجية ..ذكريات وعبر

   

المدرسة المأمونية الابتدائية النموذجية ..ذكريات وعبر

             

       

         

                     

المدرسة المأمونية الابتدائية النموذجية من المدارس المعروفة في جانب الرصافة من بغداد وكان من تلامذتها الملكين المرحومين غازي وابنه فيصل الثاني والمرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم وغيرهم من النخب العراقية ،

وكان موقعها  في منطقة الميدان في الطرف الجنوبي من وزارة الدفاع وبمدخل الطريق المؤدي الى الثانوية المركزية و نادي الضباط وبناية البرلمان في العهد الملكي والتي تحولت الى محكمة المهداوي بعد قيام الحكم الجمهوري والان دار الحكمة . بقيت بنايتها قائمة الى بداية السبعينيات من القرن الماضي حيث تم هدمها واضافة الارض التي كانت قائمة عليها  الى وزارة الدفاع ،وكان من الافضل بقاء المبنى  كشاهد  اثري على فترة مهمة من تاريخ العراق ولكنها هدمت كما هدمت الكثير من معالم بغداد  الاثرية ( مع الاسف ) بحجة  التوسع العمراني .
انتقلت المدرسة الى بنايتها الجديدة في بداية خمسينيات القرن الماضي في منطقة الوزيرية الراقية ولم تجري عليها سوى اضافات بسيطة عندما شاهدتها قبل حوالي شهر عند قيامي باداء  بواجب عزاء قرب المدرسة.
قبل ان ابدأ برواية ما اتذكره من دراستي في هذه المدرسة ساسترجع ذاكرتي الى بداية دخولي المدارس بعد ان اتممت الرابعة من عمري .
كان والدي رحمه الله تعالى يعمل حاكما كما كان يسمى في ذلك الوقت ( قاضي الان ) ويتنقل حسب التكليف بين الالوية ( المحافظات )والمدن المختلفة ، واتذكر منها مدينة  خانقين وكانه حلم فقد كنت طفلا صغيرا وبعدها في مدينة بعقوبة وكان دارنا في بغداد شارع الضباط في الاعظمية وهو دار واسع يسكنه جدي واعمامي وعماتي واخي الكبير ونقيم به عند وجودنا  في بغداد  في المناسبات  واستمر الحال كما هو عليه لحين  عودتنا نهائيا الى بغداد عام 1956 .
في عام 1955 دخلت الروضة في بعقوبة وكنا نسكن في دار قرب محطة القطار وكان والدي حاكم ( قاضي ) فيها. وفي الوقت ذاته كان عمي ( شقيق والدي) الطبيب يشغل منصب مدير صحة بعقوبة ويسكن في الحي العصري الذي تتواجد فيه الروضة التي انتميت لها . وكانت سيارة ( باص ) خاصة  صغيرة تنقلني مع بقية التلاميذ من مناطق سكنانا الى الروضة . وفي اليوم الاول الذي كنت فيها في السيارة كنت ابكي بشدة و( عضيت ) المشرفة على نقلنا وهي تضحك بسبب بكائي . ومع الزمن تعودت على الامر.
زار الروضة وفد طبي امريكي وقام بفحص التلاميذ، ولما وصلني الدور وبعد فحص عيني استدعى الطبيب الفاحص بقية الوفد لمشاهدة عيني وحصل نقاش بينهم ( ارعبني الحدث لعدم علمي السبب ! ) ، ثم استمر الفحص على بقية التلاميذ ، عصر ذلك اليوم زار الوفد وبصحبة ( عمي ) مدير صحة بعقوبة دارنا واعاد فحصي وفحص عيون جميع اخوتي واخواتي ووالدي ووالدتي وابنة عمي ، علمت بعدها بان لون عيوني غريبة ونادرة ( كل عين لونين ) وهي حالة لم يشاهدها الوفد سابقا كما اخبرنا مدير الصحة ( توجد حالات قليلة  تكون كل عين بلون يختلف عن الاخرى ) اما ان تكون كل عين تحمل لونين وكأنها خريطة فهو امر غريب ، وكانت الزيارة لمشاهدة لون عيون عائلتي لغرض دراسة الحالة من حيث الوراثة ، وبعد ان وثقوا لون العين بشريط سينمائي خاص غادروا المنزل . ومن هنا فهمت لماذا كان اصغر عمومتي يدعوني ( اعور ) تحببا . ولهذا الموضوع هناك قصة ظريفة حصلت لي نهاية عام 1970 وفي اول اجازة لي بعد تنسيبي الى وحدتي العسكرية ( كتيبة الدبابات الخامسة ) في بلدروز وكان معي  بعض الضباط من الكتيبة قد استقلينا ( باص نوع OM ) من بعقوبة الى بغداد وجلسنا  في الصف الاخير من الباص صعد عمي المذكور اعلاه ( كان مفتش مالي وفي واجب في بعقوبة ) الى الباص وعند رؤيته لي ( كنت وجماعتي نرتدي البدلة العسكرية وبرتبة ملازم  ) وهتف يناديني ( ها اعور اشلونك؟؟ ) لينفجر الباص بالضحك واستمر اقراني الضباط بمناداتي بهذا اللقب (ولم اتحرج منه ) .
حادثة شاهدتها في احد الايام وخلال انتظاري للباص لنقلي الى الروضة شاهدت شخص يرتدي ملابس مدنية واقف بعيدا عني وفجأة هاجمه افراد يرتدون الملابس العربية ويحملون عصي غليظة وانهالوا ضربا مبرحا عليه وهو يتوسل ان يوقفوا الضرب ، هربت الى داخل البيت لحين انتهاء الحادثة( لا زالت هذه الحادثة مطبوعة في فكري لهذا اليوم ! ) قارنت بينها وما شاهدته في عامي 2006 و2007 والجثث مرمية في الشوارع القريبة من محل سكني في الاعظمية والاطفال يمرون قربها ، واحيانا اراهم يقتربون من الجثث ويقلبونها عسى ان يكون معروفا لديهم !! فكيف سينشأ هؤلاء الاطفال ؟؟.
واذكر باني ضربت احد التلاميذ  واحدث جرحا في رأسه ،اخبرت المديرة والدي بالموضوع وعاقبني بما استحق من عقوبة في البيت ( ولم اسمع بان حصلت شكوى من اهل زميلي او طلب فصل عشائري كما يحصل اليوم مع العلم بان بعقوبة كانت ذات طابع عشائري ) ، قارنت مع ماحصل لولدي حيث تسبب وبمعية زملائه  بكسر سن احد التلاميذ خلال لعبهم  في مدرسة الحريري الابتدائية عام1998 ، اتصل بي والده المهندس !!! ووالدته المتعلمة!! ويهددون بالفصل العشائري ويدعون بانهم من عشيرة وبلدة كانت لها النفوذ الاكبر في العراق حينها ..ولدى مقابلتنا في المدرسة تهجم المهندس !! على المدرسة امام المديرة ( الست الفاضلة نسرين جورج ) واجابته بخشونة بانها ستدفع ما يطلبه من اموال مقابل ( سن ولده )  ومن جيبها الخاص ( اهانة له على تصرفه ) وذكرته  بانه توسط راجيا قبول ولده في هذه المدرسة النموذجية لانه من خارج الرقعة الجغرافية ،فاذا كانت لا تعجبه فانقل ولدك منها . سكت المهندس وغادر المدرسة وعوقب ولدي واصدقاءه من قبل المديرة  بما يستحق . فاين كنا واين نحن الان؟!

                 
 
النتيجة النهائية للروضة بتاريخ 30/5/1956 في بعقوبة ( ملاحظة اهتمام ادارة الروضة )
وارفق لكم ورقة النتيجة النهائية لصف الروضة لتبين بانه لم تكون كلها 10 من 10 رغم الموقع الوظيفي لعائلتي حينها . و مدى العناية والاهتمام التي كانت تبديها وزارة المعارف وادارة الروضة للتلاميذ وفي المدن خارج بغداد العاصمة .
عدنا في العام 1956 الى بغداد بعد نقل عمل والدي الى محكمة الاعظمية ودخلت الصف التمهيدي في روضة الاعظمية ، و بعد انتهاء السنة الدراسية انتسبت الى المدرسة المأمونية الابتدائية (بالواسطة لكونها ليست ضمن  الرقعة الجغرافية ) وداومت في الصف الاول للعام الدراسي 1957-1958 وكنت اسكن في الاعظمية والمدرسة في الوزيرية وهي مسافة طويلة..

   

وكنت اتنقل مع اخي الكبير وهو في الصف الرابع  بواسطة ( باص مصلحة نقل الركاب ) يحمل الرقم 6 من شارع الضباط الى مقابل ساحة الكشافة لنكمل السير الى المدرسة  مشيا  ، او استقل الباص رقم 7 من رأس الحواش والى المدرسة مباشرة ( وكان الباص يصل بالوقت المحدد بالدقيقة ) دون تأخير وبذلك فان خروجنا من البيت وعودتنا بتوقيتا محسوبة  .
باشرت بالدوام في هذه المرسة العريقة  وبكل ما تعنيه الكلمة من معاني من مدير ومعاون ومعلمين والى الفراشين في المدرسة  سجلت في الصف الاول صوتي وباشراف اول معلمة لنا وهي ( الست سلمى عبد الاحد ) وكانت خير مرشدة للصف وكانها والدة لنا جميعا،وبعد دوام طبيعي وفي بداية عام 1958 بدأت حركة غير طبيعية في المدرسة وابلغنا بمنحنا اجازة لمدة اسبوع ! توضح السبب بان الملك فيصل الثاني ( رحمه الله تعالى ) سيزور المدرسة التي درس بها هو ووالده الملك غازي ( رحمه الله تعالى ) فرحنا بالاجازة وزيارة الملك ، تمت تهيئة المدرسة ( ترميم وصبغ وتنظيف ولافتات ترحيب وغيرها من الامور التي تظهر المدرسة بحلة جميلة تليق بزيارة الملك ) قبل الزيارة بيوم داومنا بالمدرسة واخبرتنا الست المرشدة بان يقوم احد التلاميذ عند دخول الملك الى الصف بالهتاف بحياته وبقية الصف يردد الهتاف وتم تعيين التلميذ ( ابراهيم ) للمهمة ونحن نردده بعده وتم تدريبنا عليه لاتقانه .

      

زار الملك  المدرسة يصحبه ولي العهد الامير عبد الاله وعدد من الحاشية واحد المذيعين في التلفزيون ( اعتقد بانه كان قاسم نعمان السعدي ) ، وتجول في الصفوف وقبل وصوله الى صفنا ابلغتنا المرشدة بالغاء فعالية ( الهتاف ) فقط ان نجلس ( عقال ) وفي حالة اي سؤال تقوم هي بالاشارة لمن يجيب ، دخل علينا الملك وحاشيته وهو يبتسم  واوعزت لنا المرشدة  بالوقوف احتراما وقال لنا ( صباح الخير ) اجبنا مجتمعين (صباح النور ) ثم جلسنا وتحدث مع المرشدة وودعنا  بعد ان داعبنا بكلمات رقيقة ، وقفنا احتراما له بايعاز من المرشدة ايضا.وكانت هذه الزيارة احدى المحطات المهمة في  تاريخ المدرسة .
للمدرسة  ثلاثة ساحات الساحة الامامية في مدخل المدرسة ( انشأت قبل سنوات قاعات دراسية فيها فتقلصت مساحتها ) وساحة داخلية بين الصفوف اصغر من الاولى وتستخدم في الاحوال الجوية السيئة والساحة الجانبية الكبيرة الرئيسية ، كان النظام يقتضي  عند دق الجرس نتجمع في الساحة الامامية حسب الصفوف كل في مكانه المخصص ويقف امام الصف ( مرشد الصف ) ونبدأ بقراءة نشيد مقرر لذلك اليوم ثم يخرج عدد من الطلاب لقراءة قصيدة ( محفوظة ) ثم يتكلم المدير لابداء التوجيهات بعدها ندخل الصفوف بارتال مفردة وتبدأ الدروس .
للمدرسة نشاطات عدة  منها الكشافة وفرقة الموسيقى والتمثيل والنشيد والرسم والرياضة ،واحيانا نجمع بعض المال لنوزعه على الفقراء  وكلها بعد الدوام وتقام خلال السنة الدراسية حفلة سنوية للمدرسة  بالقاعة الداخلية الكبيرة  والتي  تحتوي على مسرح تقدم فيها الفعاليات المختلفة من موسيقى واناشيد وتمثيليات وغيرها ، وبحضور الضيوف من اهالي الطلاب ومسؤولين من وزارة  ( المعارف ) التربية حاليا ،  في احتفالية جميلة يحييها التلاميذ بفعالياتهم .  ومن فعاليات  المدرسة القيام بزيارات لبعض المدارس الابتدائية  وباشراف مباشر من المعلمين بعد انتهاء الدوام  ، لمشاركتهم في مهرجاناتهم واحتفالاتهم .
انتميت الى عدة فعاليات لا صفية منذ  السنة الاولى وبتشجيع من الاهل والمعلمين .

   

ومرت السنة الاولى بشكل روتيني وبعد انتهاء السنة وخلال الصيف قامت ثورة 14 تموز وما رافقها من مقتل الملك الذي رأيته  شخصيا قبل اشهر عند زيارته للمدرسة فتألمت لذلك وانتشرت صور عبد الاله ونوري سعيد وهي تسحل ورغم حرص اهلنا على اخفاءها عنا ولكني وبفضول الاطفال اطلعت عليها ومن حينها اصابني الرعب للمنظر المرعب للجثث .
في بداية الصف الثاني وفي الايام الاولى للدوام شاهدت احدى الطالبات وهي تبكي بشدة دون ان نعرف السبب و تبين الامر بان اسمها ( عفاف ) وهي ابنة معاون المدرسة الاستاذ ( عطا غيدان ) شقيق الفريق سعدون غيدان وزير الداخلية بعد 17 تموز  1968 ، وكان سبب بكائها هو لرسوبها  في الصف الثاني للسنة الماضية ورفض والدها ( معاون المدرسة ) انتقالها  الى الصف الثالث بعد صدور قرار ( الزحف ) واصراره على الالتزام التربوي الصحيح ببقائها في صفها .

و كان المدير هو الاستاذ ( جاسم محمد حسون ) .انتقل بعدها ليكون من افضل المفتشين التربويين واشار اليه وزير المعارف حين تولى الوزارة ( اسماعيل العارف ) في مذكراته . وكان هذا من الدروس التربوية المهمة التي تلقيتها  في هذه المدرسة العريقة . وتمر السنيين ليكون شقيقها الاصغر احد الطيارين الاحداث عمل معنا في طيران الجيش .
انتميت الى الفرقة الموسيقية للمدرسة بالعزف على آلة الايقاع ( الصنج ) و قمنا بفعالية عزف مقطوعات موسيقية في التلفزيون ضمن الفترة التربوية من منهاجه ، وكان البث  على الهواء مباشرة ،وقد دخلت العائلة والمعارف في حالة الانذار والترقب لمشاهدة التلفزيون في الوقت المقرر لعرض الفعالية وفعلا ادينا الفعالية وبشكل جيد وقبل النهاية لم انتبه لانتهاء المعزوفة لاضرب دقة واحدة  زيادة من آلتي الايقاعية بعد انتهاء المقطوعة وحينها اخرجت لساني خجلا وكانت هذه الحركة مجال للتندر بين الاهل والمدرسة .، بعد انتهاء الفعالية والتي كانت في الاستوديو و هو عبارة عن( بنكلة ) في منطقة الصالحية

  

وعند مغادرتها شاهدنا المنلوجست الشهير (علي الدبو) فتحلقنا حوله نطلب منه اداء المنلوجات الخفيفة وهو المعروف بخفة دمه ومرحه . واخذنا نفخر بلقاءه والحديث معه . انتميت الى فرقة الكشافة  والرسم ( لم اوفق في الرسم لافتقادي الى هذه الموهبة )  وكان معلمنا هو الاستاذ سامي الربيعي .

                          


في  9 اذار قامت ثورة الشواف في الموصل ( لم اكن افهم ماذا يحصل ) ولكن لخطورة الحالة  فقد ارسلني والدي وشقيقتي الاكبر الى المدارس بواسطة سيارتنا الخاصة وكان يعمل في البيت سائق ( فلسطيني )  و ندعوه ( الحجي ) ، قمنا بايصال شقيقتي الكبرى اولا الى اعدادية الاعظمية للبنات وسلكنا شارع الامام الاعظم وامام مطعم ناجي شاهدت مدير مدرستنا الاستاذ جاسم محمد حسون ينتظر باص المصلحة فتوقفنا  لاصطحابه معنا وانتقلت الى المقعد الخلفي واستقل المقعد الامامي وادار جهاز الراديو الذي كان يذيع البيانات المتعلقة بالحركة من اذاعة بغداد وكان  المدير يتابعها باهتمام دون ان اعي شيئا بسبب صغر سني ، وعند وصولنا الى المدرسة بقي المدير بالسيارة يتابع الاخبار بينما اسرعت انا للدخول ، ومن هذه الحادثة عرفت حركة الشواف وعلقت في ذاكرتي . فقد نشأت في بيئة وطنية قومية في البيت والاعظمية وشائت الاقدار ان تكون مدرستي  اغلب معلميها ينتمون فكريا الى الايمان القوي بالقومية العربية و( وحدة الامة العربية )...

   

وكان مثالنا في حينها القائد ( جمال عبد الناصر) . عند وفاته كنت طالبا في الكلية العسكرية وفي قمة الحملات الاعلامية على جمال عبد الناصر بعد الموافقة على وقف اطلاق النار في حرب الاستنزاف ( مشروع روجرز ) وكانت اذاعة بغداد تذيع برنامج يومي يقدمه المدعو علي الاطرش (كعود )  يبدأ البرنامج بعبارة اشتهرت خلال ذلك الزمن وتقول ( وانا من على كفى الحصان الطائر ) ،  قام في احد حلقاته بتوجيه نقد ( قذر ) موجه ضد جمال عبد الناصر، وبعد خروجه من مبنى الاذاعة تلقفه  شباب من الكرخ ( ومزقو فمه بسبب بذائته ضد جمال عبد الناصر ) وتوقف البرنامج بعد هذه الحادثة . اصبت بصدمة كبيرة لنبأ وفاته مما كاد ان يعرضني الى ( ما لا تحمد عقباه ) . اشتركت في هذه السنة في فعاليات المهرجان السنوي للمدرسة بفعاليتي الموسيقى والنشيد .
كان اغلب المعلمين في المدرسة ذوي اتجاه قومي اثر ذلك في التلاميذ بشكل كبير ولم يذكر الزعيم عبد الكريم باي ذكر خلال الدراسة.

        

اثر ذلك في شخصيتي وخاصة عند اعدام الضباط ( ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري ورفاقهم ) في صيف 1959 وشاهدت المظاهرات تسير من امام بيتنا في شارع الضباط وهي تهتف شعارات لا زلت اذكرها ومن اهمها ( الله اكبر قتلوا قادتنا ..بغداد دثوري واخذي بثارتنا ) و( بغداد ثوري ثوري وخلي قاسم يلحك نوري ) وغيرها وكان الشباب يعمل سلسلة حول المتظاهرات لحمايتهن  من اي اعتداء في مواكب حزينه مهيبة .
واتت المرحلة الثالثة ( الصف الثالث ) ونقل مدير المدرسة ( جاسم محمد حسون ) وشغل الادارة المدير الجديد ( الاستاذ جهاد عبد الرحمن) واستمرت المدرسة على نفس النهج النموذجي. قمنا ومن خلال فعاليات الكشافة( للاولاد )والمرشدات ( للبنات ) بزيارة المدارس الابتدائية للمشاركة بالفعاليات الكشفية ،زرنا مدرسة ( ابن الجوزي ) فرب كراج النهضة حاليا ومدرسة تطبيقات دار المعلمين في الاعظمية ( وبتغيير النظم السياسية تغير اسمها الى مدرسة احمد حسن البكر ثم بعد حادثة جسر الائمة الى الشهيد عثمان العبيدي ) وهذه من الاخطاء التي ترتكبها الحكومات فلا داعي لتغيير اسم المدرسة  ، ولاجل تخليد شخص لعمل معين الاجدر بناء مدرسة جديدة لتحمل اسمه و (تغيير اسم قاعة الرباط  في شارع المغرب الى قاعة الشهيد عثمان العبيدي )  كذلك بعض المعالم البغدادية  الاخرى .

                    
 
     بطاقة النتائج الشهرية للتلميذ ( ملاحظة جمال الكارت)

اكمل اخي الاكبر الابتدائية وانتقل الى المتوسطة الغربية واخذت اتنقل لوحدي من البيت الى المدرسة وكان الدوام بوجبتين 4 دروس صباحا ثم استراحة للغذاء  لمدة ساعتين ثم درسين بعد الظهر . تعودت ان اقضي هذه الساعتين في بيت احد الاصدقاء في الوزيرية وتوطدت الصداقة الى علاقات عائلية بيننا لا زلنا نحتفظ بعلاقات جيدة لهذا اليوم..وكان هو الولد الوحيد ( الاصغر ) على 5 اخوات دون ان يؤثر ذلك على طبيعة تربيته العالية وكانت عائلته تتصرف معي وكأني احد افرادها. انه الصديق و الاخ المهندس لاحقا ( محمد عبد الستار البيروتي )  ( شقيقته الاكبر منه تدرجت في الوضيفة وكانت مسؤلة عن المختبرات ) في وزارة الصحة . وعند زواجي ولاجل نقل زوجتي من  مستشفى بعقوبة الى بغداد كان يجب ان توافق المسؤولة على النقل والمعروف عنها الشدة والصرامة . اخبرتني زوجتي باسمها فقلت لها لاتهتمي تعالي معي غدا لاقابلها في الدائرة ( وهي لا تعلم طبيعة العلاقة ) وحذرتني بانها شديدة وصارمة ويهابها الجميع . ذهبنا في اليوم التالي واخبرتها السكرتيرة باسمي لاجل مقابلتها  ،وعند دخول المكتب نهضت على عجلة وسلمت علي بحرارة واشتياق اخت لاخيها حيث افترقنا منذ مدة طويلة وبعد الحديث وافقت على النقل ( حسب القاعدة الزوجية ) ودون الحاجة لوجود  شاغر في المكان الجديد ، تفاجئت زوجتي مما حصل ثم شرحت لها تاريخ العلاقة وسببها .
كنت اتنقل لوحدي بواسطة مصلحة نقل الركاب وكانت بدرجتين الامامية ( مغلفة بمقاعد جلد واسفنج ) وكان سعر التذكرة 14 فلس . والخلفية ( مساطب خشبية ) وسعر التذكرة 10 فلوس . وكنت احصل على مبلغ 20 فلس يوميا للتنقل اضافة الى مصروفي اليومي ، واحيانا كنت اصرف ال10 فلوس اجرة العودة فاعود مشيا على الاقدام الى البيت وهي مسافة طويلة ( لم استعمل طريقة التوسل ب ( الجابي ) للصعود الى الباص دون مقابل ( عمو بس هاي المنطقة )، حيث كنت احيانا اشتري بها ما يزيد عن  مصروفي اليومي ( كان اهم ما نشتريه هو قنينة الكوكا كولا وكانت بسعر 14 فلس وقنينة الببسي كولا 16 فلس ) فاتصرف بمبلغ العودة واصرفه لشراء الببسي  . شعر اهلي بتاخري في العودة  الى البيت وتيقنوا من السبب . فاقتنيت ( دفتر بطاقات مصلحة نقل الركاب  مخفض السعر ) مخصص للطلاب وبكتاب رسمي من المدرسة  وبذلك انتهت هذه المشكلة  وكان مكان شراء الدفتر من باب المعظم مقابل قاعة الشعب ( ويقال بانه كان قصر نوري السعيد سابقا ) . كان هذا قبل تغيير العملة المعدنية حيث الغيت ال 4 فلوس ( العانة ) وحلت محلها عملة 5 فلوس ( واشتهر بعدها هتاف يقول .. عاش الزعيم الي زيد العانة فلس ! ) وعملة ال20 فلس ( القران ) الى عملة 25 فلس والغيت عملة ( الريال وكان يعادل 200 فلس ) وعملة ( الفلسين ) وتبدل شكل الفلس من ( مدور ) الى ( مضلع ) . واستمرت تذكرة المصلحة 10 فلوس وزادت الدرجة الاولى الى 15 فلس .

  

نتيجة الشهر الاول للصف الخامس الابتدائي ( ملاحظة اهتمام المدرسة من حيث ملاحظات المرشد وتعاون ولي امر الطالب

          

مشاركة الفرقة الموسيقية للمدرسة المأمونية غي الاحتفال السنوي لمدرسة تطبيقات دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية ( لاحظ الزي الموحد الجميل للتلاميذ )
في الصف الرابع  حدث لي امر اثر على مستقبل علاقتي بالشعر العربي.. كانت فعاليات الاصطفاف الصباحي وبعد انشاد النشيد المقرر ، يقوم عدد من التلاميذ بقراءة ( محفوظة ) امام المدرسة في وسط الساحة . طلب مني المعلم مراقب الساحة الخروج الى منتصف الساحة والقاء ( محفوظة ) رفضت بعناد ان اقوم بهذه الفعالية رغم الحاح المعلم على تنفيذها..ومع عنادي امرني بان اخرج الى وسط الساحة وان اقول ( لا اعرف المحفوظة ) نفذت المطلوب و بعناد وثقة عالية بالنفس رافعا رأسي  وليس كما هو  معتاد في مثل هذه الحالة!! فقال المعلم لجميع التلاميذ  (اضحكوا عليه ) ففعل الجميع ذالك دون ان اشعر باي خجل  وعدت الى الصف بكل ثقة ..ومن يومها وانا لا احب ولا استوعب معاني الشعر .
اشتركت في الفرقة الموسيقية للمدرسة و اعزف على آلة ( الكمان )  بدلا من آلة الايقاع ( الصنج ) ، وباشراف معلم الموسيقى ( الاستاذ طارق ) وصديقي محمد البيروتي ايضا يعزف على الة الكمان وشقيقته المذكورة اعلاه تعزف على آلة العود مع الاستمرار في الفعاليات الاخرى اللا صفية.

                

حضر الزعيم عبد الكريم قاسم  احدى الاحتفالات في ( قاعة الشعب ) في الباب المعظم . وقمنا ( الفرقة الموسيقية في المدرسة ) باداء فعالية افتتاح الاحتفال بعزف السلام الجمهوري بشكل مباشر مما نال استحسان الحاضرين . وكانت مشكلة المعلم هي كيفية السيطرة علينا قبل بدأ الاحتفال لكوننا كنا نلعب في حدائق القاعة الجميلة وزرعها المنظم من نبات ( الياس ) مما يجعلها مكان مناسب ومثالي للعبة ( الختيلة ) فكان يخشى ان تتسخ ملابسنا او تكون بشكل غير لائق عند اداء الفعالية  ( علما باننا كنا نرتدي زيا موحدا ) .
كانت مرشدة الصف ( الست نوار حلمي ) اصبحت فيما بعد رئيسة اتحاد نساء العراق ووالدة احد ابطال القادسية من طياري قوتنا الجوية الباسلة  ( ك.ص ) . وكانت خير ام واخت  و معلمة ومرشدة ومربية ( اطال الله تعالى في عمرها وباركها على جهودها معنا ) وتتذكرني دائما عند اي لقاء مع عائلتي .

       
 
                في الاحتفال السنوي للمدرسة

        


   الاحتفال السنوي ( الفرقة الموسيقية ) الاستاذ خالد الدكتور لاحقا

في الصف الخامس تغيرت الدراسة وكانت  الدرجات تحسب من 100 وليس من 10 وبدأ تدريس اللغة الانكليزية واخذنا  نشعر بتغيير ملموس وتنوع المعلمين كل حسب اختصاصه . كان مرشدنا ( الاستاذ غازي الصفار ) وهو معلم اللغة الانكليزية والذي بذر بنا اسس اللغة الانكليزية وبكفاءة عالية بحيث كنا جميعا نحب الدرس بسبب شخصيته المميزة. وكان معلم اللغة العربية ( الاستاذ محمد الدوري ) الدكتور لاحقا وآخر مندوب للعراق في الامم المتحدة قبل الاحتلال وصاحب العبارة المشهورة التي قالها والدموع تنهمر من  عينيه  بصدق حزنا على ما آل اليه العراق بعد دخول افواج القتلة ومجرمي العصر محتلي العراق ( The game is over ) (اللعبة انتهت ) . وكان له الدور الاخوي الكبير في ايصال المعلومات الينا والمساهمة مع بقية المعلمين في تربيتنا التربية الوطنية والقومية والصدق والصراحة وحب الوطن . والاستاذ ( مصطفى الامام ) الدكتور لاحقا  معلم الاجتماعيات والتربية والوطنية  والاستاذ ( رسمي العاني ) المتميز بطوله الفارع  . ومعلم الموسيقى ( الاستاذ خالد ) الدكتور لاحقا  و( الاستاذ نظام والاستاذ رشيد ) . وغيرهم اعتذر عن نسياني اسماءهم بسبب الزمن . تغيرت طريقة التدريس واخذنا  نؤدي بعض الامتحانات تحريريا ( بواسطة الورق ) فكانت نقلة ملموسة في حياتنا استطعنا ان نتاقلم معها برعاية كريمة من معلمينا الافاضل
قمنا ايضا بزيارات لبعض المدارس الابتدائية للمشاركة في فعاليات الكشافة والموسيقى والنشيد والرياضة مما عزز ثقتنا بانفسنا واستعراض مهاراتنا في الفعاليات التي نقدمها في المدارس المختلفة مما كان يثير اعجاب ادارات المدارس التي نزورها .

  
 
نتائج الصف السادس ( لاحظ ايضا التعاون بين ادارة المدرسة واولياء امور الطلاب )

    
 
               الاحتفال السنوي للمدرسة عام 1963
في الصف السادس والمنتهي  كان مرشد الصف الاستاذ ( محمد الدوري ) وقام وبمشاركة بقية المعلمين المشرفين على تعليمنا بفعالية غير مسبوقة لاجل زرع الثقة بالنفس والصدق والامانة فينا وكانت التجربة والتي كررها بقية المعلمين ولا زلت الى اليوم افتخر بهؤلاء المربين واروي لابنائي ومن اراه هذه التجربة العظيمة التي طبقوها معنا وتتلخص بما يلي :
كنا نجلس في الصف على رحلات مزدوجة ( كما في الصورة المرفقة )  وبذلك نكون قريبين من بعضنا .. بدأ التجربة الاستاذ ( محمد الدوري ) كتب لنا اسئلة امتحان اللغة العربية على السبورة واستفهم منا هل استوعبنا الاسئلة  ؟ وبعد اجابتنا ( نعم ) فاجئنا بانه سيغادر  الصف ! على ان نستمر نحن بالاجابة على الاسئلة وكل من ينتهي من الاجابة يضع ورقته على طاولة المعلم وآخر من ينتهي من الاجابة يأخذ جميع الاوراق ويوصلها اليه في غرفة المعلمين !! غادر الصف وبقينا نجيب على الاسئلة دون ان ينظر احدنا الى زميله او الى الكتاب الخاص بالمادة ، وفعلا كان كل من ينهي الاجابة يضع ورقة الامتحان على طاولة المعلم ويخرج من الصف وبقي آخر تلميذ لوحده دون ان يستغل الفرصة وانهى اجابته واخذ الاوراق الى المعلم في غرفة المعلمين . كان هذا درس عظيم لنا للتعود على الصدق والامانة .. واعاد الفعالية عدد من المعلمين فكانت تجربة فريدة ( شكرا لمعلمينا الافاضل ونذكركم دائما بكل خير وحب واحترام ) . بعد انتهاء العام الدراسي بنجاح ، انتقلت الى ( الغربية المتوسطة ) وفي بداية الدراسة وفي اول امتحان كان الطالب الذي امامي ( بسام عباس ) وكثيرا ما اذكره بهذه الحادثة الطريفة  اصبح رئيس اتحاد التنس  فيما بعد ، كان قد اخرج الكتاب واخذ ينقل المادة ، شاهدته واخذت ارتجف من الخوف ( لم تمر علي مثل هذه الحالة سابقا ) مما تسبب في فشلي ولاول مرة في امتحان تحريري ! ثم تعودت على الامر بعد ذلك .
كتب العميد الركن اسماعيل العارف ( وزير المعارف في زمن عبد الكريم قاسم ) في مذكراته الموسومة ( اسرار ثورة 14 تموز ) وفي الصفحة 148 ، عندما كان ملحقا عسكريا في الولايات المتحدة الامريكية  بين عامي 1957 _ 1958  ، وزيارته للكلية العسكرية الامريكية الشهيرة ( ويست بوينت ) حالة مشابهة لما فعله معلمينا في المدرسة المأمونية وجاء فيها :
(يتبع في كلية ( وست بوينت) (نظام الشرف) وهو نظام يعتمد على ضمير الطالب الحي في أداء واجباته العسكرية دون رقيب ويستهدف من ذلك تنمية الشعور بالمسؤولية بين الطلاب والمراقبة الذاتية . فعلى الطالب ان يزن تصرفاته وينفذ الاوامر والقوانين والتعلميات الاداريه المطبقة في الكلية بنفسه واذا احس بأنه أرتكب خطأ في أمر ما . يتقدم بنفسه الى آمره ويطلب منه أن ينفذ بحقه العقاب الذي يستحقه واذا تقرر أيقاع عقوبه أنضباطية على الطالب الذي اعترف بذنبه .فالهروله  لنصف ساعة في ميدان العرض ، أو الحجز لعدة ساعات في الموقف العسكري ، وغيرها من العقابات ، فعلى الطالب أن ينفذها على نفسه فيخرج الى ميدان العرض مرتديا التجهيزات السفريه ويهرول المدة المقررة ثم يعود الى آمره ويخبره بامر تنفيذها وقد اخبرني أمر الكليه بأن المخالفات نادره في ذلك المعهد بسبب تطبيق ذلك النظام الاخلاقي الذي ينمي عند الطلاب أرهافة الضمير ويقوي ارادة التسيير الذاتي ) .
في بداية تسعينيات القرن الماضي التقيت عائليا مع المربية الفاضلة ( الست هيفاء الاورفلي ) مديرة المدرسة المأمونيةفي ذلك الوقت  واخبرتها بهذه التجربة وسيرة  دوامي في المدرسة الرائعة بادارتها ومعلميها .  كانت مسرورة جدا بملاحظاتي وعرضت علي  اضبارتي التي كانت لاتزال في ادارة  المدرسة وبكل تفاصيلها. واخبرتني بان المستوى التعليمي لا زال محتفظا بالنهج المتميز نفسه .
شاركت ايضا في الفعاليات اللاصفية واختارني المرشد لاشارك في تمثيلية ( ابو المصايب ) بالدور الرئيسي فيها استعدادا للاحتفال السنوي للمدرسة ، لكني لم استطيع اداء الدور بشكل مقبول مما تطلب اختيار طالب اخر اجاد الدور لقابلياته المميزة وهو ( علي عبد الوهاب الدباغ ) الدكتور لاحقا  . وقمت باداء دور في تمثيلية اخرى ( ليلى والذئب ) باللغة الانكليزية وكنت اقوم بدور الذئب وزميلتي الطالبة ( هدى عبد الجبار) بدور ليلى ونالت استحسان الحضور . وكانت الحفلة ناجحة وهي آخر فعالياتي  في المدرسة المأمونية النموذجية. انتقلت بعد تخرجي منها الى المتوسطة الغربية ثم الى الاعدادية المركزية .
هذه ذكرياتي في مدرسة كان لها التأثير المباشر على تكوين شخصيتي وبناء اللبنة الاولى في مسيرتي في الحياة فالف تحية للمدرسة وادارتها ومعلمينا الذين لا تستطيع كلمات ومهما كانت بلاغتها من الوفاء و توجيه الشكر لهم  ، ورحم الله تعالى من سمت روحه الى خالقها واطال الله تعالى اعمار من لا زال يؤدي دوره في الحياة رغم العمر  والزمن متمنيا لهم الصحة والعافية من تلميذ نهل من خلقهم الكثير الكثير .

   

 الصورة التقطت بتاريخ 16/5/1963 بمناسبة انتهاء العام الدراسي والتخرج
عسى ان يلاحظها من ظهرت صورته ويعلق عليها
اسماء الظاهرين بالصورة وحسب التسلسل من اليمين
ميسون ابراهيم
رضاب عبد المجيد . عملت معيدة في كلية العلوم بغداد ودرست زوجتي نهاية التسعينيات
رياض كمال
علي عبد المجيد
بشير عبد الرحمن
بارق عبد القادر احمد ظاهر
نصير نهاد
منعم روفا
وضاح عبد السلام
هيثم عبد اللطيف
مروان نايف
سمير الخطيب /مصري
غزوان مدحت /طبيب عسكري
سامر احسان
رعد اسماعيل
الاستاذ رسمي العاني
الاستاذ محمد الدوري
علاء ناجي
الصف الثاني من الامام اليمين
رائد سعدي
علي عبود
محمد صلاح
قتيبة محمد /الاول على الصف دائما
محمد عبد الستار البيروتي
نادية راضي الشماع
هدى عبد الجبار
عصام عبد الوهاب الدباغ / الدكتور /اقدم صديق من التمهيدي
سنان البحراني
رعد عبد الله/اختطف مع دائرة البعثات في وزارة التعليم العالي ولا يعرف مصيره
سندس طارق
نوال عبد العزيز الكحيمي /كريمة السفير السعودي في بغداد
ازهار علي مظفر
غائبين عن الصورة
توفيق زهير ثابت
زكريا يحيى /جراحمعروف في مستشفى الكاظمية ( قبل الاحتلال )
وجدان شكري صالح زكي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

667 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع