سور أميركا العظيم في بغداد....
بقلم:نسرين ملك*
25 أيار (مايو) 2014 ـ منذ وصولي الى بغداد، ليلة الأربعاء، وأنا محبوسة في البيت بسبب ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم. وفي تورنتو، حيث أُقيم منذ سنوات، أنحبس في بيتي عندما تهب العواصف الثلجية التي تلقّينا منها الكثير في الشتاء الماضي.
خلالها، لا اسمع إلا صوت جرافات الثلج والموسيقى الكلاسيكة التي تنبعث من الراديو. أما هنا، في بغداد، فأصحو على صياح الديكة صباحاً، يليها أصوات المؤذنين الشيعة ثم المؤذنين السنة…
يتنافسون على الحث على الصلاة. وبعدها بساعات يبدأ الأطفال بلعب الكرة في الشارع.
سمعت دويّ انفجارين، اليوم، ولم يتحرك أقاربي الذين ّأُقيم عندهم . سألتهم عن الصوت فقالوا بلا مبالاة: «إنفجار». وكأن شيئاً لم يكن.
هذي صباحات بغداد
أتمشى في بيت عمي وأُغني في سري: «نارك ولا جنة هلي»، مع العلم أن أهلي مبعثرون «متطشرون» في أرجاء المعمورة وليس لي أهل في كندا ولا أعتبرها بلدي، لحد الآن. سأقضي إقامتي خلال وجودي في بغداد في بيت عمي. إنهم متدينون كثيراً بعكس عائلة والدتي. الكل يرتدي الحجاب هنا، بينما كان أهل أُمي غير متشددين، يحبون الأدب والشعر والموسيقى.
تقضي زوجة عمي وابنتها نصف وقتيهما في الصلاة وتلاوة الآيات. وأقضي وقتي في القراءة والتأمل،
مُلزمة بسماع «القرايات» من التلفزيون. لقد طوروا هذه الأناشيد الدينية بحيث صار بعضها على نسق ألحان الأغاني المعروفة. قد تكون أغاني لنانسي عجرم وتغيرت كلماتها إلى أدعية وتراتيل ولطميات.
أخذتني ابنة عمي، مساء، إلى شارع فلسطين. الطرق مغلقة والمشاة أمواج من البشر، يرتدون السواد حزناً على موسى الكاظم. تتوقف الحياة في بغداد، الآن، بسبب حدث وقع قبل آلاف السنين. وعلى حافتي الطريق رجال يشوون الكباب ويوزعون الماء على السائرين «المشايّة». شاي وكعك وبطيخ وليمون حلو وإجاص أبيض محلي صغير الحجم نسميه «كوجة».
شربت عصير «نومي البصرة» وسألت الإمام الكاظم، بدون صوت، كيف يرضى بما آلت إليه أحوالنا؟
الناس تمشي وكأنها مسكونة بشيء لا أدري ما هو. أعود إلى بيت عمي والسؤال يخنقني. لديهم حديقة صغيرة، أخرج إليها وأبدأ بسقيها. يا الله، ليس هنالك ما هو أطيب من رائحة تراب بغداد. لم لا يستخلص العراقيون عطراً من تراب عاصمتهم ويوزعونه على المغتربين؟ سيسكر هؤلاء على كأس عرق وأغنية «جي مالي والي» وعطر تراب بغداد وسيبكون على الذي راح.
أقطف زهرة غاردينيا وزهرتي رازقي وأتطلع الى النخلة المليئة بالخلال الأخضر. سأنتظر في بغداد حتي يصير الخلال تمراً ناضجاً.
26 أيار (مايو) 2014
أخيراً أُفرج عني. تركت البيت بعد أن رجع «المشاية» إلي قواعدهم سالمين وانفتحت الطرق بقدرة قادر. طلبت من صديقتي أن تأخذني إلى سوق قريب من بيتها بعد وجبة غداء دسمة. مشينا إلى سوق اسمه سهام العبيدي. تصورت أن صاحبة السوق امرأة ثم تبين أنه اسم رجل.
ولسبب ما تذكرت سوق الشورجة، أيام زمان، عندما كنت طفلة، أتشبث بيد أُمي وسط الزحام لكي لا أضيع. أتذكر مدخل السوق وبراميل البهارات وتوابل الهند. كلما شممت رائحة الكركم، أينما حطت قدماي في مدن العالم، أتذكر الشورجة.
تجرني والدتي من دكان لدكان وأنا أعطس من عبق الروائح. يقف بعض الباعة عن كراسيهم ويحيونها. أسمعهم يقولون: « ست عائشة الشورجة نوّرت». كانت أُمي واحدة من أشهر مديرات المدارس الابتدائية في الكرادة، قبل نصف قرن. أسأل صديقتي عن الشورجة وما حلّ بها. أطلب منها أن تأخذني إلى هناك فتشترط عليّ أن ألبس الحجاب إذا ذهبنا سويا … وأُوافق رغم أنني لا أُحبه.
29 أيار (مايو)
أترك البيت الساعة الثامنة صباحاً. الزحام قاتل وسائق التاكسي الشاب يستمع إلى آيات قرآنية. تزورني فيروز : «بعدك على بالي…». بعدك على بالي يا فيروز، عندما كنا نفتح أعيننا على صوتك، صباحاً، يأتي من الإذاعة. كانت والدتي تعشقها. أتساءل: «حب الموسيقى… هل يُورّث؟». لا أُصدق عينيّ من خبصة المرور. السيارات لا تتحرك. يبتسم سائق التاكسي ويقول ساخراً من دهشتي: «يمكن السيارة اللي بجانبنا مفخخة». أضحك غصباً عن خوفي: «ليش تريد تموتنه على الصبح يا معوّد… على الأقل نموت بالليل».
بدأت أول مراجعة لدائرة حكومية. عليّ إنجاز معاملات تخصني. ومع المرور من الباب تبدأ حرب البسوس. أدخل غرفة تفتيش السيدات. تتطلع فيّ الأخت التي تفتشني كأنني هبطت للتو من المريخ. أُسلمها هاتفي النقال وأخرج من باب إلى باب.
كالعادة، أحرص على ارتداء ملابس محتشمة. لكن ملابسي تختلف عما يلبسون. لا أدري لم يطلقون علي لقب «دكتورة» حيثما أذهب في بغداد. وأتساءل هل للدكتورات شكل يختلف عن الآخريات؟ أُسلّم مستنداتي إلى الشخص المسؤول ويبعثني على آخر.
تحولت الى كرة سلة أتنطط بين الغرف، وواحدة من الموظفات الكريمات تتفحصني وتطلب مني أن أجلب لها عصير برتقال قبل أن تبدأ بالنظر في معاملتي. تصورت أنها تمزح معي. لكنها تعيد التطلع فيّ وتقول: «بعدك واقفة؟». أترك الدائرة وأنا أُجفف دموعي بكمي.
أذهب للغداء مع صديقة في حي الجادرية. المطعم على دجلة وسور طويل يواجهني. أقول لها أن الجدار يُذكرني بسور الصين العظيم. تضحك وتقول إنه سور أميركا العظيم، وسفارتها تقع وراءه. أشعر أن الطعام سيصبح سماً، أن الأكل «زقنبوت». أكره الأميركان بسبب جرائمهم في العراق. ترد عليّ صديقتي: «إحنا اللي سويناها بنفسنا» وليسوا هم.
تطلب لنا صديقتي السمك المسكوف. يا الله يا الله ما ألذه. ليس هناك في العالم ما هو ألذ منه وليس أجمل من منظر دجلة. كان بيتنا في محلة «أبو قلام»، حيث تربيت، قريباً من النهر. وهو جزء من حياتنا اليومية. تذكرت طقوس الاحتفال بالنبي «خضر الياس».
أخذتني والدتي لنوقد شموعاً للخضر. جلسنا على طرف دجلة وكان أخي مريضاً، ليلتها. جلسنا على جرف النهر ووضعت أُمي ست شمعات على خشبة، أوقدت الشموع وأسرجت الخشبة فوق صفحة النهر. النجوم في السماء وشموعنا وشموع الآخرين أصبحت واحداً. أمسكت بيد والدتي. سمعتها تتمتم بآيات قرآنية. أجهشت بالبكاء ووضعت رأسي على كتفها. بقينا هناك لفترة، في حضرة دجلة، ونسينا الدنيا.
الاثنين 2 حزيران (يونيو)
دلتني ابنة عمي على صالون للحلاقة في شارع فلسطين. وصلت إلى العنوان الموصوف لي ودفعت الباب لأجد سبع سيدات محجبات يجلسن على كراسي قرب المدخل. خفت وتصورت أنني غلطت في المحل ودخلت مأتماً.
تبتسم لي عاملة لم تتجاوز العشرين من عمرها فتشجعني ابتسامتها على المكوث. سألتني عما أريد وقلت لها إنني أُريد تسريحة لطيفة. الكل ينظر إليّ والعاملة التي تغسل شعري تسألني إن كنت «مسيح»، تقصد مسيحية. أجبتها بأنني مسلمة. سكتت وبدأت بتصفيف شعري. وفي غرفة جانبية يجري تزيين عروستين صغيرتين دون العشرين. لا يزال العراقيون يتزوجون رغم المفخخات والموت البطيء. وجها العروستين يشبهان المومياءات. لا أقرأ على ملامحهما سوى الحزن.
ذهبت، عصراً، لزيارة قريبي وزوجته. كان قد أُختطف، قبل سنوات، وأُفرج عنه. لقد رفض ترك العراق رغم المحنة التي عاشها. أنتظر وقتاً أمام الباب لحين فتح الأقفال الثلاثة. أرى وجه قريبي حزيناً بشكل لا يُصدق. عندما التقيت به، في زيارتي الماضية قبل سنتين، كان مليئاً بالحيوية والمرح. أسأله فيغص. «لم أعد أحتمل وزوجتي البقاء هنا. تخبرني زوجته أنه قد نجا، بقدرة قادر، من الانفجار الذي حصل في الكاظمية قبل أسابيع. أستمع إليها وأرى وجه المالكي يغطي شاشة التلفزيون. وعود بوعود بوعود. كذب وخديعة. خاتمه الازرق يغطي جزء من الشاشة، والجزء الآخر مغطي بدم أبناء الشعب الذين يُقتلون بعدد الدقائق في شوارع البلد.
الخميس 5 حزيران (يونيو)
سهرت في بيت أم أعز صديقاتي. لقد دعت جيرانهم وبينهم ذاك الذي الذي يغني في شارع «المتنبي» صباح كل جمعة، ليطربنا مساء الخميس. أجواء لا تشبه التزمت المخيم على بيت عمي والحرمان من الموسيقى. تحضر أطباق «الجاجيك» والباقلاء وغيرها مما لذ وطاب. ينطلق «الجالغي البغدادي» ونغني ونبكي ويمسح المغني دمعه عندما يُنشد أغنية تركية عن العشق، لم أفهم كلمة منها.
أستعيد أُمسيات بيتنا في «أبو قلام». كنا نجتمع في بيت خالي، والد نازك الملائكة، مساء كل يوم. وكانت والدتي قد هدمت الحائط الذي يفصل بيننا و بينهم. نرشّ الحديقة، في المساء، ونصفّ الكراسي بشكل دائري، وأجلس أنا على درج الشرفة، مكاني المفضل. يأتي أقاربنا وتبدأ أمسياتنا بتلاوة الشعر ثم الموسيقى والغناء.
الجمعه ليلاً.
دعاني قريب إلى العشاء وبعدها ذهبنا لزيارة صديق يقيم في المنطقة الخضراء. إجتزنا ستة حواجز وشمشم كلب السيارة عند الحاجز الأخير. خشيت أن يشم الكلب رائحة كراهيتي لمدربيه الأميركان ويبدأ بالنباح. نفذنا من الكلب ودخلنا منطقة تختلف كلية عن بغداد. إلتفت إلى قريبي وسألته: «هل هذه هي فينيسيا العراق؟». هكذا يسمونها.
الإثنين ليلاً.
الليلة الاحتفال بزكريا. حضّرت إبنة عمي الصينية التقليدية وأشعلت الشموع ونادتني لكي أنذر نذراً وحدثتني عن الطقوس. أتذكر أن ابنتي التي كنت قد نويت تسميتها «يارا» لم تولد مطلقاً. وافقت على الإجهاض ويبقى الألم بقلبي كلما أتذكرها. نذرت النذور لفادي وباني، ولديّ الشابين. سأفرح بأحفادي قريباً وسأشعل شمعة لهم ولكل الأطفال هنا.
7 حزيران(يونيو) 2014
داعش وصلت إلى سامراء والحكومة نائمة نومة أهل الكهف وإصرار العراقيين على الحياة غريب.
ذهبت أمس مع صديقة وابنة أُختها إلى «سوبر ماركت» في حي المنصور المرفه. الكل يتبضعون وعربات التسوق والسلال ملأى بالمشتريات. أمامي سيده تلبس بلوزة عليها أحرف عربية بالخط الكوفي. أسألها إن كانت اشترت البلوزة من بغداد. تضحك وتقول: «لا، من عمّان، بس تفضلي بالعرضة». كيف تعرض عليّ هذه السيدة بلوزتها ونحن في «السوبر ماركت»؟ هل ستخلعها لكي ألبسها ونحن وسط الناس؟ ما أطيب قلبها… شكرتها ودمعت عيني. عيني تدمع لأقل بادرة.
نعود إلى بيت صديقتي ويأتي شقيقها، في المساء، ليزورها. كان قد تعرّض لعملية إرهابية وقعت في الشركة التي يعمل فيها. تحدثني زوجته عن تفاصيل الحادث وكيف سلم زوجها من الموت بأعجوبة
وقام والده بالتوقيع على شهادة وفاته قبل أن يجري الطبيب عملية له في المخ. ثم سلم وعاش.
تطلب منه صديقتي أن يشوي لنا الكباب على المنقلة، في اليوم التالي. إبنته، التي لم تتجاوز العشرين، تجلس بجانبي وتحدثني عن قسوة الحرب وخوفها من المستقبل. تقول إنها لن تنسى، إلى آخر يوم في حياتها، ما حلّ بهم. إنها تحلم بالغارات وترى كابوساً تجد نفسها فيه حبيسة زاوية لا تستطيع الفرار منها.
13 حزيران (يونيو)
في طريقي الى المنصور، على جسر الجادرية، تقف عروستان بفستانيّ الزفاف لالتقاط صور تذكارية. اليوم خميس والصلاة على محمد وحناجر النساء ترتفع بالهلاهل بأصوات مبحوحة. في خلفية الصورة يجري دجلة وتتحرك سعفات النخيل، على جانبي النهر، وسائق السيارة المسيحي، جار قريبي، يستمع إلى شريط «قرايات»، مثل عموم سائقي الأُجرة. أضحك في سري ويتيه السائق في شوارع المدينة وجسورها. يسأل المارة لكي يدلوه علي الطريق ويحاول الاستنجاد بي لأدله على بيتنا. أخبرته بانني مصابة بضعف البصر ولن أتمكن من مساعدته. يسألني من أين أتيت وأجيب من البصرة. أُغيّر مكان إقامتي، كل مرة، مع سائقي التاكسي. أكذب عليهم خوفاً من الاختطاف.
تتصل زوجة قريبي للاطمئنان على وصولي وأحكي لها عن وجع رأسي مع جارهم السائق الذي لا يعرف الطرقات. تقول إنه مسيحي وهو سجين البيت لا يخرج إلا لماماً.
في المساء يجتمع الأقارب والجيران. الكل يترقب والكل خائف والشباب ناوون نيّة سوداء على داعش، في حالة وصولهم إلى بغداد. الكبار خائفون على الشباب والأطفال يشعرون بثقل قلق الكبار. أقارن بينهم وبين أطفال كندا ويسألني أحد شباب العائلة: «قولي لي ماذا شفنا وما سنشوف. هل هذي حياة؟». أخجل من نفسي لأنني قادرة على السفر وهم غير قادرين. ليس أمامهم سوى مواجهة الرعب المجهول.
15 حزيران (يونيو) 2014
رعب الحروب توقّف وكذلك الخوف من المتفجرات. أما رعب داعش فهو آت وابنة عمي المتدينة تؤكد أن الإمام علي ذكر، منذ آلاف السنين، بأنهم قادمون. فقد قرأت في الكتب، نقلاً عنه، أن قوماً سيحتلون العراق، لحاهم بطول شعورهم ويحملون رايات سوداً وسيصلون إلى الأماكن المقدسة ويفتحون بطون النساء بالسكاكين. سيعمّ في الأرض فسادهم وعلى الناس أن تتجنبهم وتبقى في البيوت، وسيقتل كل من اسمه حيدر وعلي وفاطمة.
الشوارع فارغة مثل أيام السفاح «أبو طبر». والإيميلات من صديقاتي تصلني، كل يوم، وترجوني العودة إلى مكان إقامتي. أما زوجة عمي فتطمنني وتطلب مني البقاء فحالي حالهم. كيف انقضت الأسابيع الثلاثة الماضية في بغداد؟ كأنني وصلت أمس. كل ليلة أسهر مع ابنة عمي حتى الصباح. لا نستطيع النوم. كأن وحشاً وراء الباب. تقول: «قتلتنا الحروب وأرهقنا الحصار وعرفنا الرعب دائماً لكن خوفنا من داعش يختلف». يطلب مني طفل لا يتجاوز العشر سنوات أن آخذه معي إلى كندا. تدمع عيني وأخجل من نفسي. سأمضي بجوازي الكندي تاركة أقربائي لقدرهم.
18 حزيران
استيقظت من النوم على صوت ديك عراقي يصيح إيذاناً ببدء نهار جديد. أصوات المؤذنين السنة والشيعة تعلو في السماء. لا أجمل من صياح الديك. هل يسمع ولداي أصوات الديكة في تورونتو؟ تؤدي زوجة عمي صلاتها على الكرسي لأنها مصابة بالروماتيزم. إبنتها على السجادة. أبحث عن آخر الأخبار وأين صارت داعش. يتصل بي السائق الذي سيأخذني الى المطار ليخبرني بأنه في انتظاري أمام البيت.
السادسة صباحاً. الشوارع خالية والسائق يروي لي توقعاته. سيذبح الداعشيون أهل الشيعة وسيعتدون على النساء اذا وصلوا بغداد. التطوع جار على قدم وساق والمرجع دعا إلى الجهاد. ومن لا ينفذ الأمر كافر. أين كان المتطوعون عندما كان الأميركان يقتلون العراقيين لسنوات عجاف؟
* كاتبة عراقية ألقت بها الهجرات إلى كندا مثل ملايين العراقيين الموزعين في قارات العالم. وقد عادت لزيارة وطنها، أول الصيف، وكتبت هذه اليوميات من هناك.
المصدر:http://www.alquds.co.uk/?p=202137
729 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع