الذكرى ٩٤ لتأسيس شرطة العراق ١٩٢٢

     

    الذكرى ٩٤ لتأسيس شرطة العراق ١٩٢٢

  

  

     

            

في التاسع من كانون الثاني عام 1922 تشكلت قوات الشرطة العراقية، لتنهض مع شقيقها جيش العراق الباسل بمهمة حماية امن الوطن والمواطنين، واللذين كان لهما عبر التاريخ مواقف وبطولات ترسخت في تاريخ حافل مجيد امتد عقوداً من الزمن، قدّم فيها كل من الجيش والشرطة بمختلف تشكيلاتهما أمثلة رائعة في التضحية والفداء والايثار والحرص على أمن الوطن. ففي عام 1920 صدر بيان البوليس رقم 72 لسنة 1920 لغرض تنظيم وتحديد واجبات وصلاحيات الشرطة بعد انشاء دولة العراق الحديثة آنذاك. وفي عام 1922 تم تعيين عدد من العراقيين كضباط في الشرطة العراقية وبوشر بالاستغناء عن الضباط الانكليز واليهود في هذا المرفق الحيوي في حياة المواطنين العراقيين واحلال ضباط عراقيين بدلاً عنهم في واجبات وخدمات الشرطة.

             

وفي 9 كانون ثاني 1922 تشكلت مديرية الشرطة العامة ونسب لقيادتها العقيد نوري السعيد خريج الكلية الحربية بالأستانة. وفي عام 1924 أصدرت وزارة الداخلية العراقية حينذاك تعليمات الشرطة لحين صدور أول قانون لخدمة الشرطة هو قانون خدمة الشرطة وانضباطها رقم 7 لسنة 1941 والذي أعقبه قانون خدمة الشرطة رقم 40 لسنة 1943 وتعديلاته.

لقد كان للرجال الوطنيين الذين تسلموا مهام قيادة وزارة الداخلية ومديرية الشرطة العامة مآثر وطنية حافلة سجلها لهم تاريخ العراق، بالمواقف المخلصة والنزيهة تجاه الوطن والشعب ووضعوا حجر الأساس لقوة الشرطة ومعها مختلف التشكيلات الوطنية مثل الأمن العامة والجنسية والمرور والدفاع المدني وكلية الشرطة، كي تقدم الخدمات للمواطنين وتحفظ أمنهم وسلامة أرواحهم وممتلكاتهم والدفاع عن القيم والقوانين. وظلت على مدى عقود كثيرة تسير بفكر وطني والتزام أخلاقي وشعورٍ عالٍ بالمسؤولية القانونية والأخلاقية.

        

وقد قاومت الشرطة الوطنية كل محاولات البعض في تحويلها الى جهاز لقمع الجماهير، فكانت دوما الأقرب الى الجماهير. واندمج في جهاز الشرطة وسائر الأجهزة الأمنية الأخرى رجال أكفاء.. مخلصون.. غايتهم خدمة الوطن قلوبهم مشدودة الى وطنهم.. وفية لشعبها.. لا تعرف الانحياز والتكتل والولاءات الطائفية.. وخلال سِفْرِها الممتد من 1922 حتى 2003 كانت الشرطة العراقية حارسة للشعب، قريبة من آلامه وأفراحه، وساهمت في الواجب الوطني، والحضور حيثما يقتضي داعي الوطن ومنادي الجهاد، وقدمت كواكب من الشهداء على طريق حرية العراق والحفاظ على امنه واستقراره.

          

وشهدت الشرطة تطورا وتقدما ملحوظا واهتماما برعاية شؤون منتسبيها فصدر قانون خدمة الشرطة 148 لسنة 1969 وتطورت مؤسسات الشرطة حتى باتت الشرطة العراقية يشار اليها بالبنان بين سائر الأقطار العربية، وشهدت معاهد وكليات الشرطة والأمن ومؤسساتهما التدريبية والتعليمية استقبال العديد من رجال الشرطة العرب للتدرّب والتعلم وكسب الخبرات، حيث استقبلت متدربين من الأردن وسلطنة عمان ومن اليمن والسودان والمغرب والجزائر والصومال وموريتانيا، مثلما كانت المعاهد العسكرية العراقية الكلية العسكرية، الكلية الفنية العسكرية، كلية الأركان، جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا، المعهد العالي لضباط قوى الأمن الداخلي قبلة للعديد من المتدربين والدارسين العرب من مختلف البلاد العربية في العلوم العسكرية.
وكنا نفتخر حين نلتقي بالأخوة قادة الشرطة وكبار ضباط الشرطة العرب في المؤتمرات والندوات العربية والدولية حين نسمعهم وهم يفخرون بكونهم من خريجي العراق ، لأن العراق كان مدرسة للعرب ومصدر اشعاع حضاري وعلمي.
لقد كان قرار حل الجيش العراقي وحل الأجهزة الأمنية، أحد ثمار مأساة احتلال العراق والقرارات المتخبطة في حل الجيش العراقي العملاق، وحل تنظيمات الشرطة والأجهزة الأمنية والاستعاضة عنها بتشكيلات هزيلة متهرئة شابت عملية تأسيسها وتشكيليها على يد الأمريكان وأعوانهم، الكثير من الشبهات، على حساب الولاء والانتماء الوطني ولا تتوفر فيها ابسط شروط اللياقة والمواصفات الخلقية والبدنية والثقافية، فضلا عن شيوع التزوير والانتحال والشهادات الكاذبة والتطوع بالرشوة، وادخال عناصر من ذوي السوابق الاجرامية وبدون أية مؤهلات علمية، وقد أقرت ادارة الاحتلال الامريكي، وكذلك جميع من تسنموا مهام وزارة الداخلية بعد 2003، بان بناء الشرطة الجديدة تم على أسس خاطئة وفوضوية، باعتماد معيار الكم على حساب الكفاءة والمواطنة..

    

وكان قرار زج الميليشيات الحزبية عناصر الدمج في الشرطة هو أسوأ قرار بعد قرار بريمر حل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية، فكانت النتيجة هي تخبط عناصر الشرطة بين الولاء للأحزاب والمليشيات وبين تنفيذ مقتضيات القانون والانضباط الوظيفي وخدمة الشعب، حتى صارت الشرطة برأسين بدلا من رأس واحد، وعانى أمن البلد كثيرا بسبب هذه الازدواجية والسياسة الخاطئة.
وبالرغم من اعتراف مسؤولين في قيادات وزارة الداخلية بعد الاحتلال بان مجموع اعداد قوات الشرطة فاقت الـمليون عنصر حاليا  وهو عدد مهول جدا قياسا الى ما كانت عليه أعداد الشرطة قبل 2003 لا تتجاوز بكل حال 50 الف للشرطة و15 الف لجميع التشكيلات الاخرى من طوارئ ودفاع مدني ومرور وجنسية. لكن الشرطة وبالرغم من الحصار الاقتصادي والعلمي الجائر المفروض على العراق، وبتلك الأعداد القليلة العدد، كبيرة الكفاءة والمقدرة والانتاجية، حققت الأمن والنظام والسكينة والراحة وكانت الناس تتمتع بأفضل حالات الأمن، وكان العراق واحة للأمن والطمأنينة لا يعرف الجرائم المنظمة ولا المخدرات، بل شهدت المنظمات الدولية المتخصصة بان العراق من أنظف بلدان العالم من المخدرات.

        

كما ان قيادات الشرطة كانت حريصة على تحديث جهاز الشرطة وادخال احدث التقنيات العلمية وايفاد الضباط لتطوير خبراتهم وكفاءاتهم.. وبعد ان كان العرب يوفدون شرطتهم الى العراق تلمسا للخبرة والتعلم.. فقد تأسفنا حين شاهدنا عناصر الشرطة العراقية الجديدة يتدربون بعد 2003 في بلدان كانت بالأمس القريب توفد شرطتها الينا للتعلم واكتساب الخبرات .
 بخمسين ألفا حققت الشرطة العراقية أمنا يتذكره كل العراقيين بألم وحسرة وندم، بينما عجزت شرطة المليون من حماية نفسها قبل ان تتمكن من حماية المواطن.. بل ان عدد الذين طردتهم وزارة الداخلية بعد 2004 بسبب الفساد والرشوة والتزوير فاق الستين ألف عنصر باعتراف وزير الداخلية الأسبق لفسادهم وتورطهم في ممارسات لا قانونية
لا أدعي بأن الشرطة قبل 2003 كانت أمة من الأنبياء والصالحين ، بل كانت مثل أي جهاز آخر، تضم صالحين مثلما تضم فاسدين، ومرتشين وكانت هناك ممارسات لا انسانية ولا قانونية، ولكن على الأقل كان هناك شعور عام بين العراقيين جميعا بالأمن والاستقرار.. وكانت هناك ثقة بإجراءات الشرطة، ومعرفة بشخوصها واداراتها.. عكس الحال اليوم.
 تحية لذكرى تأسيس جيشنا الباسل الحاضر الغائب المفتقد في الليلة الظلماء.. وتحية للشرطة العراقية في ذكرى تأسيسها وفق الله المجاهدين العاملين لما فيه خير العراق وأمنه وازدهاره.
تحية لشرطة العراق في الذكرى 94 لتاسيسها عام 1922 تحية لرجال الشرطة الابطال الذين ضحوا بارواحهم من اجل امن الوطن والمواطنين.. تحية لرجال الشرطة الذين سطروا المفاخر والبطولات وهم يقارعون الجريمة والانحراف والمجرمين ويقدمون الخدمة الصادقة للمواطنين... يرحم الله شهداء الشرطة الأبرار

          

   الگاردينيا تهنيء شرطة العراق بذكرى تأسيسها

  

يسر إدارة تحرير مجلة "الگاردينيا" أن تتقدم بالتهنئة والتحية إلى شرطة العراق في الذكرى 94 لتاسيسها عام 1922 حيث باشرت مديرية الشرطة العامة عملها يوم التاسع من كانون الثاني عام 1922 وتسنم قيادة الشرطة العراقية حينها العقيد نوري السعيد كأول مدير شرطة عام في العراق.
تحية لرجال الشرطة الابطال الذين ضحوا بارواحهم من اجل امن الوطن والمواطنين..
تحية لرجال الشرطة الذين سطروا المفاخر والبطولات وهم يقارعون الجريمة والانحراف والمجرمين ويقدمون الخدمة الصادقة للمواطنين...
يرحم الله شهداء الشرطة الأبرار الذين قَدّموا أرواحهم رخيصة من أجل حفظ أمن المواطن..
تحية لجميع صنوف الشرطة وقوى الأمن الداخلي من شرطة، ومرور، وجنسية وسفر، ودفاع مدني، وغيرها..وهم يؤدون واجبهم الوطني المشرّف في خدمة أمن المواطن.
ونهنئ اخوتنا ضباط الشرطة من أعضاء التحرير والكتّاب في مجلة الگاردينيا ومنهم الأخ اللواء المتقاعد (محيي الدين محمد يونس)، والأخ (الكابتن العميد قدوري زينل)، وإلى أخينا (الدكتور أكرم المشهداني) وغيرهم من منتسبي الشرطة السابقين، الذين يرفدون الكاردينيا بنتاجاتهم الثقافية في يوم عيدهم الأغر..
كل عام وشرطتنا الوطنية بكل الخير والألق والتوفيق...

      

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

867 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع