الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين وعلاقته بادولف هتلر وعبدالكريم قاسم
إعداد د. أكرم عبدالرزاق المشهداني
من جديد يبرز لصدارة الإعلام إسم الحاج أمين الحسيني (مفتي فلسطين) 1895- 1974 بعد مرور 41 عاماً على وفاته، بعدما صَرّح مؤخراً رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن الزعيم الفلسطيني في الاربعينيات الحاج امين الحسيني هو الذي أقنع النازيين بتنفيذ محرقة اليهود في أوروبا. وقال نتنياهو للمؤتمر الصهيوني العالمي في القدس إن هتلر انما كان يريد طرد اليهود من أوروبا فقط، ولكن مفتي القدس آنذاك الحاج أمين الحسيني قال له عام 1941 (إن اليهود ينبغي أن يزالوا من الوجود والا فإنهم سينتقلون الى فلسطين). ومضى للقول إن هتلر سأل المفتي السابق "ماذا عساي أن افعل ؟" فأجاب، حسب رواية نتنياهو، "أحرقوهم."
وقد اعترض مؤرخون اسرائيليون على ادعاء نتنياهو ووصفوه بانه تشويه للتاريخ. من جانبها، قالت دينا بورات كبيرة المؤرخين في مركز (ياد فاشيم) للتذكير بالمحرقة في القدس إن ملاحظات نتنياهو لا تتسم بالدقة. وقالت "رغم تبنيه مواقف متطرفة معادية لليهود، لم يكن المفتي هو الذي أوحى لهتلر بابادتهم. فالفكرة تسبق لقاء الحسيني بهتلر في تشرين الثاني / نوفمبر 1941، بل تعود الى كلمة كان قد القاها الزعيم النازي امام الرايخشتاغ في الثلاثين من كانون الثاني / يناير 1939 دعا فيها الى ابادة الجنس اليهودي.".
خطاب نتنياهو محاولة لتبرأة هتلر واتهام الفلسطينيين:
أما الفلسطينيين، فيقولون إن كراهية نتنياهو لهم بلغت حدا جعله مستعداً لتبرئة هتلر من أجل ادانتهم. وحتى ان وزير الدفاع (موشيه يعلون) انتقد تصريحات نتنياهو وقال يعلون "بالتأكيد لم يكن الحسيني مبتكر الحل النهائي (التسمية الالمانية لابادة الشعب اليهودي). بل كان ابتكارا شريرا لهتلر نفسه."
من هو الحاج امين الحسيني؟
الحاج أمين الحسيني أو المفتي (1895 - 4 يوليو 1974) : هو المفتي العام للقدس، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، ورئيس الهيئة العربية العليا لفلسطين، وأحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في القرن العشرين، ولد في مدينة القدس عام 1895 وتلقى تعليمه الأساسي فيها، وانتقل بعدها لمصر ليدرس في دار الدعوة والإرشاد، أدى فريضة الحج في السادسة عشر من عمره، والتحق بعدها بالكلية الحربية بإسطنبول، ليلتحق بعدها بالجيش العثماني، والتحق بعد ذلك في صفوف الثورة العربية الكبرى. اعتقل الحسيني عام 1920، ولكنه استطاع الفرار إلى الأردن، وحكم عليه بالسجن 15 عاما، تولى منصب المفتى العام للقدس بعد وفاة أخيه كامل، وأنشأ المجلس الإسلامي الأعلى، و بعد فشل ثورة القسام عام 1936، أنشأ الهيئة العربية العليا، التي ضمت تيارات سياسية مختلفة. أصدر المندوب السامي البريطاني قرارا بإقالة المفتي من منصبه و القبض عليه، وحينها هرب الحسيني إلى لبنان، حيث اعتقلته السلطات الفرنسية، وبعدها استطاع الهروب من لبنان إلى العراق، ثم تركيا، ثم ألمانيا، حيث مكث فيها قرابة 4 سنوات. فرضت على الحاج أمين الحسيني الإقامة الجبرية بعد النكبة، فهاجر إلى سوريا ومنها إلى لبنان، حيث مكث فيها حتى وفاته. توفي الحسيني عام 1974 ببيروت، وشيع بجنازة رسمية حضرها ياسر عرفات، ودفن في مقبرة الشهداء.
تعليمه:
وُلِد محمد أمين الحسيني في القدس عام 1895، لعائلة ميسورة كان من أفرادها ثلاثة عشر شخصاً تولوا مناصب إدارية وسياسية في القدس. تلقى علوم القرآن واللغة العربية والعلوم الدينية في فترة مبكرة من عمره، أدخله والده "مدرسة الفرير" لمدة عامين لتعلم الفرنسية، ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر بالقاهرة ليستكمل دراسته، كما التحق بكلية الآداب في الجامعة المصرية، وكذلك في مدرسة محمد رشيد رضا "دار الدعوة والإرشاد"، نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914، فلم يستطع العودة لاستكمال دراسته، فذهب إلى إستانبول ليلتحق بالكلية العسكرية، وتخرج برتبة ضابط صف في الجيش العثماني، وقد ترك الخدمة لاعتلال صحته بعد ثلاثة أشهر فقط من تخرجه، وعاد إلى القدس، فما لبثت القوات العربية والبريطانية أن سيطرت على القدس سنة 1917 فالتحق بقوات الثورة العربية وجند لها المتطوعين، وكان قد أدى فريضة الحج مع والدته في عام 1913 م، فاكتسب لقب الحاج من حينها
الجرافات الصهيونية تهدم بيت المفتي:
هدمت الجرافات الإسرائيلية بيت ومقر أمين الحسيني المسمى فندق شبرد بحي الشيخ جراح في وسط مدينة القدس صباح يوم الأحد الموافق 9 يناير 2011 وكان البيت قد تحول إلى فندق بداية السبعينيات. وحسب الإعلانات الرسمية الإسرائيلية فإنه من المقرر أن تقام عشرون وحدة استيطانية لإسكان عائلات يهودية مكان الفندق، كمرحلة أولى من مخطط لبناء ثمانين وحدة استيطانية في المنطقة. وقد أثار الهدم إدانات دولية وعربية وفلسطينية. فوصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحادث "بالتطور المزعج" و"المقوض لجهود السلام" كما أدان الهدم أطراف عديدة منها الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والحكومة الأردنية وحركة حماس. من ناحيتها أدانت الرئاسة الفلسطينية العملية واعتبرتها إجراء سياسي لعزل القدس وتغيير الوقائع فيها. فيما وصف نجل المفتي ومحافظ القدس عدنان الحسيني العملية الإسرائيلية "بالبربرية" و"استهدافا للذاكرة وقيمة المقاومة التي كان يحملها شخص الحاج أمين الحسيني"
امين الحسيني علاقة وطيدة مع عبدالكريم قاسم:
كانت تربط المرحوم الحسيني علاقة وثيقة مع عبدالكريم قاسم وكان يزور العراق باستمرار، وهو الذي اقنع قاسم بانشاء جيش التحرير الفلسطيني 1961 وكان يتم تدريبه في معسكر المحاويل (المسيب) خلال اول الستينيات وجعلت الخدمة العسكرية الالزامية للفلسطينيين هي الخدمة بهذا الجيش. واتذكر من بين ضباط هذا الجيش المرحوم صالح سرية وهو احد اساتذة مدرسة التربية الاسلامية، و الذي اعدمه الرئيس المصري انور السادات لقيامه بمحاولة انقلابية من داخل الكلية الفنية العسكرية المصرية، وكنت اشاهده يرتدي رتبة ضابط في جيش التحرير الفلسطيني.
جيش التحرير الفلسطيني تاسس في عدد من الاقطار العربية، وقد اسسه في العراق الزعيم عبدالكريم قاسم بتاريخ 27 آذار 1961 ليكون جيش يمثل الذراع العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكانت قوات جيش التحرير من الناحية العملية تأتمر من طرف الحكومات المضيفة لها. وقد تولى الجيش العراقي تدريب جيش التحرير هذا وتسليحه. وتم رسمياً الاحتفال بتشكيل قوات جيش التحرير الفلسطيني في الأول من سبتمبر 1964 بقوام ثلاثة ألوية عسكرية ـ مشاة - صاعقة في كل من : مصر وقطاع غزة (قوات عين جالوت)، وفي سوريا (قوات حطين)، وفي العراق (جيش التحرير الفلسطيني)، وبقي المقر العام للجيش في القاهرة إلى العام 1971. جيش التحرير الفلسطيني يتواجد فوق الأراضي السورية بقوام ثلاثة ألوية مشاة/صاعقة (قوات حطين، قوات القادسية، قوات أجنادين)، وكتائب إسناد من مدفعية ودبابات ومهام خاصة، إضافة إلى كتيبة مصعب بن عمير التي تم فرزها إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان أوائل السبعينيات من القرن الماضي أي أن تعداد هذه القوات على الأراضي السورية والأردنية والمصرية واللبنانية والفلسطينية، لعام 2009 حوالي 350،000 مقاتل، جدير بالذكر أن هذه القوات تدين بالولاء إلى تنظيم فلسطين وهو الجناح السياسي لمنظمة الصاعقة الفلسطينية. ويخضع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا وحدهم من بين كل الفلسطينيين في الشتات للتجنيد العام في صفوف جيش التحرير الفلسطيني. بينما تواجد فوق الأراضي الأردنية تشكيل رمزي للجيش ومن المتطوعين فقط بعد العام 1971 تحت اسم كتيبة زيد بن حارثة التي تحول اسمها عام 1980 إلى تسمية (قوات بدر).
الجيش لعب دورا مهما في مسار الثورة الفلسطينية والمقاومة:
وعملياً لعب جيش التحرير دوراً عسكرياً رائداً في مسار المقاومة ومنظمة التحرير الفلسطينية في الأردن ولبنان وفي حصار بيروت، خصوصاً في مناطق التماس مع القوى التي كانت في حالة تحالف مع قوات الغزو الإسرائيلي، فضلاً عن مشاركته الفاعلة في حربي 1967 و1973 على جبهتي الجولان وسيناء، حيث خاض معارك عنيفة ضد الجيش الإسرائيلي وساهم بعمليات الإنزال الجوي بالحوامات على جبهة هضبة الجولان في موقع تل الفرس. وفي سياق الحديث عن قوات جيش التحرير الفلسطيني في سوريا، لابد من الإشارة إلى أن الفترات الأطول من الخدمة الميدانية لهذه القوات تمت في الأردن ولبنان إلى العام 2000. وتعرض الجيش إلى انشقاقين الأول في بيروت عام 1976 عندما كان تحت قيادة اللواء مصباح البديري، والثاني في طرابلس عام 1983، وانتهى الانشقاقان بالعفو العام وعودة الجميع من الذين غادروا صفوفه من متطوعين ومجندين. من ابرز رموزه في قطاع غزة الفريق عبد الرزاق المجايدة والشهيد اللواء أحمد مفرج أبو حميد واللواء صائب العاجز وكان المجايدة قد قلد مناصب رفيعة في المؤسسة العسكرية التابعة لفتح أو السلطة بعد انشائها.
كانت تربط المرحوم الحسيني علاقة احترام وثيقة مع الزعيم عبدالكريم قاسم وهو الذي اقنع قاسم بانشاء جيش التحرير الفلسطيني في العراق وكان يتم تدريبه في معسكر المحاويل (المسيب) خلال اول الستينيات. يرحم الله الشيخ المفتي الحاج امين الحسيني.
شعار جيش التحرير الفلسطيني
في صورة مع المرحوم رشيد عالي الكيلاني لمناسية انتفاضة مايس 1941
المفتي الحسيني في لقاء من لقاءاته المتكررة مع هتلر
صورة نادرة للمفتي مع جمال عبدالناصر عندما حضر مصر للتهنئة بثورة 23 يوليو 1952
رسالة دكتوراه عن دور المفتي في السياسة العراقية للدكتور كريم مطر حمزة الزبيدي
الحسيني مع رئيس اركان الجيش الهتلري
1056 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع