فوضى الحملة الانتخابية

                                           

                              علي الزاغيني

مهما تعددت وسائل الدعاية الانتخابية وازداد عددها  لا يمكن ان تغير من قناعة الناخب  في اختياره للمرشح .

مما لاشك فيه ان للحملة الانتخابية دور كبير لتحقق وصول صوت واهداف المرشح للناخب وهذا طبعا لا يأتي بالسهل ولا بالصمت الاعلامي ولكن يتطلب نظام دعائي  مدروس ومخطط له وفق الاسلوب الحديث وليس بنثر الملصقات على الجدران والاسيجة  واعمدة الكهرباء  وتوزيع الكاراتات  واعتقد ان هذه ظاهرة متخلفة  بالنسبة لما وصلت اليه الحملات الانتخابية في دول العالم  واعتقد ان كثرة الملصقات تجعل المدن وكانها ترتدي ازياء لا قيمة   وبدون ترتيب وبدون تنظيم وهذا يجعلها  في فوضى وارباك وتقلل من شأن المرشح وكتلته السياسية وينالون سخرية واستهزاء  المواطنين .
ان فوز المرشح او عدم فوزه ليس بكثرة الملصقات وحجمها  وعدد الكارتات التي يوزعها  والولائم التي يقيمها  وانما بما يستطيع ان يقدمه للناخب من برنامج انتخابي  خلال هذه الفترة واسلوبه  ولباقته ومقدرته في فرض نفسه كمرشح يستحق ان ينال صوت الناخب , من خلال حديثي مع احد المرشحين عن حملته الانتخابية وضح لي ان كتلته صممت له عشرة ملصقات كبيرة وكذلك اربعون ملصق متوسط الحجم  وخمسة وعشرون  الف  كارت طبع عليها صورته واسمه واسم  ورقم كتلته ورقمه في قائمته وكذلك الشعار  الذي اتخذته الكتلة او الائتلاف  وهنا نتسائل عن الاموال التي هدرت ومصدرها وهل ستحقق الهدف المنشود لمرشح وكتلته .
لم تقتصر الحملة الانتخابية  للكثير من المرشحين على الملصقات فقط وانما اتخذ الوسيلة الاكثر انتشار والاسهل وبدون اي ثمن هو الاعلان عبر صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر و كذلك ارسال رسائل عبر الايميل وغيرها واعتقد انها وسيلة سريعة الانتشار والاقرب الى مستخدمي التكنلوجيا الحديثة   ولكن الاغلبية من ابناء الشعب وخصوصا الذين لا يجيدون استخدام هذه التكنلوجيا لاسباب  منها كونهم لايجيدون القراءة والكتابة وكذلك عدم توفر شبكات الانترنت  في مدنهم  وهذا  يجعل منها وسيلة ليست ذا فائدة ومضيعة لوقت المرشح .
على المفوضية المستقلة للانتخابات وبالتعاون مع امانة بغداد وبلديات المحافظات   ان تضع شروط اكثر صرامة  للحملات الانتخابية لكي تبقى المدن بعيدا  عن الفوضى  وان تكون بصورة حضارية  بعيدا عن التبذير والاسراف بالمال العام وبما يتلائم مع تاريخ وحضارة العراق .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1212 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع