علاء کامل شبيب
في عالمنا المعاصر، کثيرة هي الامور الخاطئة او غير المناسبة او التي کان يجب أن تکون بشکل او نمط او مضمون آخر، ومن بين هذه الامور، مالايمکن او حتى من المستحيل تصحيحه او تعديله، لکن هناك أيضا مايمکن تصحيحه او بالاحرى تصحيحه في متناول اليد لکنه أحوج مايکون الى جهد عملي ما کي يکون کذلك.
قضية العلاقات بمختلف أنواعها بين الدول العربية من جانب و النظام الايراني من جانب آخر خصوصا مايتعلق منها بالعلاقة بين الدول العربية او الاحزاب و المنظمات الشعبية فيها مع المعارضة الايرانية بشکل عام و المقاومة الايرانية بشکل خاص، هي من القضايا الهامة و الحساسة جدا و التي کانت دائما في صالح النظام الايراني من أغلب النواحي، کانت الى فترة قريبة أشبه ماتکون بمنطقة محظورة او بتعبير أدق و أنسب منطقة مغلقة کالنسبة الثابتة لايمکن التأثير عليها او تغييرها خصوصا وان الذي يجب ملاحظته هنا هو أن قسما کبيرا من الشارع العربي کان غير منتبها لهذه القضية ولايعيرها الاهتمام الکافي خصوصا وانه کان مأخوذا بالشعارات البراقة للنظام الايراني، لکن الاحداث السياسية التي عصفت بالمنطقة و التغييرات السياسية التي حدثت في أعقاب أحداث الربيع العربي ولاسيما في سوريا، قلبت القناعات و الرؤى من هذه الناحية رأسا على عقب وأظهرت جميع جوانب الصورة على حقيقة أمرها، وهو ماأصاب الشارع بحالة من الوجوم و بعدها بدأت علامات التغيير تطفو على السطح بحيث أن العامين المنصرمين قد أفرزا الکثير من الحالات الايجابية التي يمکن إعتبارها بمثابة الارضية الخصبة لنشوء أسس علاقات جديدة مع المقاومة الايرانية.
يوم الاثنين 17 آذار 2014، شهدت القاهرة مؤتمرا صحفيا في مقر منظمة إتحاد المحامين بالقاهرة، أعلن فيه عن بيان وقع عليه أکثر من مليونين و 500 ألف مواطن عربي من مصر وسوريا والأردن وليبيا والجزائر والمملكة العربية السعودية وفلسطين والسودان والكويت والمغرب واليمن وتونس وعمان وقطر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وموريتانيا ومن ضمنهم 127 برلمانيا عربيا وحقوقيون واساتذة جامعات وأطباء ومنهدسون ونساء وشخصيات ونشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان، هذا البيان أعلن إستنکار التدخلات السافرة للنظام الايراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية ، دعا قبل ذلك الى ضمان الامن و الحماية للمعارضين الايرانيين في مخيم ليبرتي، مؤکدا على أن النظام الايراني بترويجه للتطرف الديني و إسناد الجماعات الارهابية و إشعاله فتن الحروب الطائفية و زعزعته للإستقرار في دول المنطقة و خاصة دعمه لحرب الابادة في سوريا و بتدخلاته الواسعة في العراق و دعمه للإنشقاق و الشقاق داخل الصف الفلسطيني، و كل ذلك ووفق ما ينتهجه بات يشكل العامل الرئيسي في سفك دماء مئات الألوف من الأبرياء العرب وفي تشريد ملايين آخرين منهم في هذه الدول.
هذا الموقف الايجابي الجرئ الذي يأتي تقويما و تصحيحا لخلل واضح في العلاقات مع المقاومة الايرانية، وضع اليد على مواضع الالم و مناطق الخطأ التي بأمس الحاجة للتصحيح، خصوصا عندما أداف البيان بين موضوع السيادة العراقية و الموقف من المعارضة الايرانية إذ أصر على انه(لم يخفي نظام الملالي الحاكمين في طهران نواياه فذهب إلى حد الانتهاك الصارخ والعلني لسيادة دول المنطقة وخاصة العراق إضافة إلى استخفافه بالقوانين والمواثيق الدولية وتحديه المجتمع الدولي خاصة عندما يعلن استهدافه لمعارضته المتواجدة في العراق ومباركته كل جريمة قمعية يتعرض إليها المعارضين الإيرانيين "عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة"المحميين من قبل الأمم المتحدة كل ذلك على مرأى ومسمع العالم كله.)، وان الاوضاع في المنطقة عموما و العراق خصوصا بعون الله تعالى تسير بإتجاه تضييق الدائرة على نظام الملالي و تحديد نفوذهم وصولا الى إنهائه، وان هکذا مؤتمرات هامة نجدها ضرورية جدا کي تقوي من اسس الرکائز التي ستقوم عليها علاقات الغد مع إيران الجديدة، إيران من دون نظام ديني مستبد.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1916 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع