عبد القادر ابو عيسى
شعار المقال :~ لاخير فيمن لا يعمل من أجل العراق وشعب العراق وينبذ الفرقة والطائفية
المقدمة ~ في الماضي زمن البابلين والسومرين وكما هومدون في مسلة حمورابي والرقم الطينية
للطبيب حقوق وعليه واجبات , وخاضع للمحاسبة في حالة التقصير , والنصوص تقول أذا تسبب الطبيب في أذية المريض يجب عليه تعويض من تسبب في اذيته . وأحياناً يصل الحال الى منعه من مزاولة مهنة الطب . وهذه القوانين معمول بها حالياً . لكنها تترواح بين مدٍ و جزر في تطبيقها وحسب قوة الدولة وحجم الفساد الاجتماعي والمالي . وتعتبر مهنة الطب مهنة انسانية مقدسة قديماً وحاضراً ’ والطبيب لهُ مكانة خاصة في المجتمع ويعتبر من النخب الأجتماعية المرموقة التي يشار أليها بالبنان
ماحدث بعد الأحتلال
ساد الفساد والخراب كل شيئ . ومنها مهنة الطب ـ ألأطباء الجيدين اصحاب الخبرة هربوا بجلودهم خارج العراق خوفاً من القتل والتنكيل بهم وبعوائلهم من قبل جهات محسوبة على المحتل الأميركي الأيراني المجرم وعلى من والاه , ومن بقى فلا خبرة لهُ . أما خريجي الكليات الطبية من أطباء ما بعد الاحتلال ’ فحدّث ولا حرج حيث اصبح أجتيازمرحلة الأعدادية ( البكالوريا ) أصعب من الحصول على الشهادة الطبية ’ نشرت مجلة الكاردينيا الثقافية الموقرة أعلاناً يقول ( أعتزام الاطباء القيام بأضراب محدود ) وهذا الاعلان صادر من نقابة الأطباء ’ يطالبون من خلالهِ الحكومة بتوفير الحماية وزيادة الرواتب . نقابة الاطباء لاهمَ لها سوى التحريض على ذلك ( وجباية الاموال من المواطنين نتيجة منح موافقتها على الأجازة المرضية الممنوحة للمرضى المحالين من قبل المستشفيات الأهلية وعيادات الاطباء الخاصة )
وكان الأجدر بنقابة الأطباء
أن تناقش مشروعية مطالب الاطباء والاسباب العدائية التي تدفع بأهالي المرضى لهذه المواقف وان تضع النقاط على الحروف وتناقش أصل المشكلة وتجد لها حلولا منطقية . فهذا الحال لم يكن قبل الاحتلال . ألاطباء والنقابة يعرفون من يقتُل ألاطباء و النخب الاجتماعية . تغتالهم المليشيات التابعة للحكومة واحزابها المرتبطة بأيران . نتيجتها تسربت الكفائات الطبية وغيرها الى خارج العراق خسرها العراق وربحتها الدول الأخرى ( يامن تعب يا من شكه ويامن على الحاضر لكه ) ماذافعلت النقابة بهذا الصدد وهي على اطلاع تام بهذا الموضوع . ثم ان النقابة عليها القيام بواجبها تجاه مصلحة المواطن من متابعة الاطباء وقدراتهم العلمية والعملية ومتابعة صلاحية العيادات الطبية والمستشفيات الخاصة . أغلبها في أسوء حال . لا ترتقي حتى الى اسوء صالون حلاقة . والاجور الكيفية للأطباء والتي تقفز مثل قفزات ( الكنغر ) قبل ايام من مراجعتي لأحد الأطباء قرر رفع اجرته من 40 الف دينار الى 50 ألف , على النقابة ان تقف بحياد بين مصلحة المواطن والطبيب ,ولو كان الطبيب ناجحاً لما كانت الأفعال السلبية للمواطنين تجاهه بهذا الشكل . معظم الاطباء في العراق حالياً بلا كفاءة ومقدرة . ومهنة الطب وصلت الى ادنى مستوياتها . اما التشخيص والعلاج وخصوصاً العمليات الجراحية التي تشمل كل الجسم البشري فحدث ولا حرج ( لو راجعت اربعة اطباء سترى العجب كل واحد يناقض الآخر في التشخيص والعلاج والسعر )
المستشفيات الحكومية
الأطباء فيها يدفعونك دفعاً الى عياداتهم الخاصة والمستشفيات الأهلية التي يتعاملون معها ـ أسوق ثلاثة امثال على نفسي ومعاناتي في هذا الخصوص .
المثال ألأول ~ يافطة كبيرة لطبيبة عيون عند مراجعتي لها مصطحباً زوجتي لمعالجتها . وجدت شخصاً كبير السن فيها سألته عن الطبيبة أجاب بأنها في سفر حالياً وهو يقوم مقامها وقدم نفسه على انه طبيب عيون , أجرى الازم بعد فترة وجيزة علمت بأنه فاحص بصر وليس طبيباً .
المثال الثاني ~ شكت زوجتي من الم بسيط في الثدي , راجعت احد المجمعات الطبية المنشرة حالياً والتي فاقت بكثرتها مجمعات تصليح السيارات وبيع الفواكه والخضر , بعد الفحص أقترحت الطبيبة مراجعة احدى المستشفيات الحكومية لأنها في شك من حالتها . بدأ القلق والخوف يساورنا . تذكرتُ بأن هناك مراكز للفحص المبكر لسرطان الثدي . بحثت في الأنترنت , عثرت على واحد منها في مدينة الطب . حزمنا امرنا وتوكلنا على الله . ما ان وصلنا الى المركز أندهشنا انا وزجتي , بناية المركز حديثة وعلى احسن واجمل ما يكون وكأننا في مركز صحي في دولة اوربية . أستبشرنا خيراً أنا وزوجتي . تم الكشف على زوجتي من قبل مجموعة من الاطباء الدارسين مع استاذهم . أحالوها الى ( شعبة الأشعة وأخذ عينة من الثدي ) في نفس المركز . ظهرت النتيجة بأن هناك ( عقد حميدة في الثدي ) ويجب أجراء عملية جراحية لأزالتها . دخلنا في مرحلة القلق والأظطراب . راجعنا في اليوم الثاني قسم الجراحة في مدينةالطب . تم اجراء الفحص مجدداً من قبل رئيس الاطباء المقيمين مع مجموعة من الاطباء , واكدوا التشخيص وحددوا اليوم التالي لأجراء العملية . طلبتُ منهم اجراء العملية ( في مستشفى التمريض الخاص ) وفعلاً تم الحجز وحسب النظام المعمول به . رجعنا لدارنا منهكين نفسياً وبدنياً وفي أشد حالات القلق . أقترحت على زوجتي عرضها على احد اطباء الباطنية في منطقتنا اراجعهُ بأستمرار . وافقت , بعد أطلاعه على صورة الاشعة والتقرير الصادر من المركزالطبي . طلب فحصها بعد الفحص أكد بأن لا توجد عقد أو ماشابه ذلك وحالة زوجتي سليمة , ونتائج المركز مغلوطة , وأحالنا للتأكيد لأخذ صورة أشعة عند أحد الأطباء المشهورين والمعروفين . بعد أخذ صورة للأشعة , أكد عدم وجود أي عقد في الثدي والحالة سليمة . طلبت منه ان يرى ويقرأ صور الاشعة وتقارير المركز . رفض وقال أنا مسؤول عن كلامي وقراري . أذهب بها الى اي مركز صحي خارج العراق وأذا ظهرت النتائج عكس ما اقول , أتحمل كلفة السفر والعلاج . أجلنا موعد العملية وراجعنا الأستشاري المختص الذي راجعناه في المركز الصحي راجعناه في عيادته الخاصة في شارع الكندي . وعرضنا عليه كافة نتائج الفحوصات واعاد فحص زوجتي وقال لنا محرجاً بأن دكتورة الاشعة في المركز خبيرة في اختصاصها فأجبتهُ أنت تعرف الدكتور فلان وشهرته وخبرته العالية وتقريره الذي يناقض تقاريركم . كان جوابه ان تظل الحالة تحت المراقبة وطلب منا مراجعته بعد شهر للتأكيد وبعد الشهر والفحص طلب منا مراجعته بعد شهر آخر . تركنا الموضوع لأننا دخلنا في حالة ألأبتزاز الطبي ,
المثال الثالث ~ أنطفئت الكهرباء سقطت زوجتي من اسفل السلم كسر معصمها راجعنا طبيب المفاصل في منطقتنا أعتذر عن امكانية معالجتها أحالنا الى مستشفى الكرخ في منطقة العطيفية أجريَ الازم من قبل المضمدين الخفر تحت اشراف الاطباء الخفر . لم يخبرنا او يطلب منا احد اعادة الفحص الشعاعي بعد المعالجة بيوم او يومين . بقيت يد زوجتي تحت الضماد لمدة اثني عشر يوماً بعد فحصها بالأشعة تبين ان التجبير خطأ راجعنا نفس المستشفى أخبرونا بأنهُ لا مناص من العملية الجراحية لكسر العظم مجدداً وأعادة تركيبه لأنهُ التحمَ في المكان الخطأ . والتجبير فاشل , طلبنا من الطبيب المختص أجراء العملية . قال لنا ان نسبة نجاحها 50/100 . راجعنا عدة اطباء في شارع الكِندي وشارع المغرب وغيرهما . نفس القول يتكرر . علّي احضى بطبيب يتمكن من اجراء العملية بسلام . عثرنا على مبتغانا في شارع الكِندي اجريت لها العملية في احدى المستشفيات الأهلية وبأجور باهظة ودخلنا في دوامة العلاج الطبيعي والأشعات المتكررة وأجور كشفية الطبيب العالية والدواء الغالي ولا نزال في هذه الدوامة والسبب اطباء ومضمدي مستشفى الكرخ في منطقة العطيفية في بغداد . لو لم اكن مدركاً لواقع الحال واستسلم للقظاء والقدر . ماذا كان رد الفعل . أخطاء الاطباء أصبحت مسألة عادية ترافقها الخسارة المادية الكبيرة والمعاناة الرهيبة للمريض يرافقها ليس فقط الأذى الجسدي بل الأذى النفسي أيظاً . والدعاوى في المحاكم بهذا الخصوص كثيرة جداً . لكن الأطباء الفاشلين يفلتون من القظاء بالرشوة ودفع المال لأغلاق مثل هذه الدعوى لصالح هؤلاء الاطباء .
من هذه المعاناة يلتجئ الأهالي
للأعتداء على الاطباء والفصل العشائري والأنتقام بسبب الأضرار والمعاناة . ولوكان الطبيب متمكناً من عمله لما حدثت هذه المشاكل . ولم يبحث المريض عن العلاج في الهند او في دول الجوار وغيرهما . او اطباء الأعشاب الذين يضحكون على ذقون الناس وأطباء الطب البديل ( وطبيب أبو عاقولة ) . ولهاذا الموضوع قصة . شكت زوجتي من الم في قدمها . دخلت على أثرها في متاهة الطب والأطباء أكثر من ست اطباء بين شارع الكندي وحي الجامعة وساحة النصر وشارع المغرب . مع المرفقات والمستمسكات المطلوبة . أشعة دبلر والرنين المغناطيسي وتخطيط العصب والأشعة العادية , والكثير من وصفات الأدوية المختلفة وهدر كبير في الأموال . ولم نصل الى نتيجة ذهبنا بعدها الى طبيب الأعشاب النصف أمي أخذ المقسوم وبسعر طبيب يحمل شهادة عالية , ألتجئنا اخيراً الى طبيب أبو ( العاقولة ) يداوي الناس في داره تكسي ذهاباً واياباً 20 ألف دينار , عند دخولك عليه تضع في طاستهِ الكريمة خمسة آلاف دينار تشتري مستلزمات العلاج . بخور وماء بثلاثة آلاف دينار وألأهم شجيرة العاقول شرط ان تقطع بقطعة نقود . باع لنا شجيرة العاقول بثلاثة آلاف دينار تحرقها وتتبخر بها . كل هذا لايهم لكني استغربت من سعر شجيرة العاقول فقلتُ للمداوي ( عمي العراق متروس عاقول ولو أستوردنا العاقول من الصين ( مسلفن وبالباكيت ومعطر ) لَبِيعت كل عشرة شجيرات بـ 250 دينار فكيف لك ان تبيعنا الشجيرة الواحدة بثلاثة آلاف دينار . وكما يقول المثل ( تساوت الجمّه وأم كرون ) الطبيب الحقيقي وطبيب ابو العاقولة . وبقي الألم في قدم زوجتي والحال كما هو عليه والجاني غير معروف .
العذاب الذي لايستحقه المواطن
أنت في مركز بغداد والمناطق القريبة منك جداً ومحسوبة على المركز , تعتبر اليوم مناطق نائية نتيجة كثرة السيطرات المتواجدة على مدى البصر , والمتواجدين فيها من شرطة وجيش يخلقون الأزدحامات خلقاً . فكل سيطرة مزدحمة وكلما تطلب عبورها وقتاً أطول تعتبر بنظر آمريها هي الأفظل والأنجح لأنهم يعملون بجد وبأخلاص أما المواطن ومعاناته والمريض الذي بصحبته او الموضوع المقصود في الزمن المطلوب هذا غير مهم بنظر هذه السيطرات ومسؤليها ( طز بالمواطن وأبو المواطن ) ( مسيرة ألألف عذاب تبدأ بخطوة واحدة ) بعد السيطرات والخلاص من هذه البلوى . تمر بمرحلة البلوى الجديدة ( البحث عن مكان آمن ومسموح به للسيارة ) وإلا تعرض رقم سيارتك للخلع وحجز السيارة والغرامة من قبل الجهات الأمنية . وبعد البحث والتقصي ودوخة الرأس من المحتمل ان تعثر على مكان لوقوف السيارة في أحد الشوارع الفرعية وعادة تبعد عن عيادة الطبيب المقصود بمسافة طويلة . شارع فرعي وليس بارك سيارات , والأجرة على اقل تقدير ثلاثة آلاف دينار . وبيانات أمانة العاصمة وأعلاناتها قد حددت اجرة وقوف السيارة في الباركات النظامية بـ ألف دينار . ( لكن من يقرأ ومن يكتب أحميدة أم اللبن ) وأذا أستخدمتَ سيارة الأجرة فحدث ولا حرج بأجورهم العالية متذرعين بالأزدحامات وصرفيات البانزين , وهم محقين في ذلك . نخرج من هذا الخانق لنقع في خانق آخر . ألأنتظار القاتل في عيادة الأطباء حتى لو كان وصلوك الأول ستبقى الأخير ( أذا لم تُلَعب يدك ) رشوة للسكرتير أو السكرتيرة لا تقل عن خمسة آلاف دينار . وبعد سلسلة البلاوي هذه ستمر بما هو أدهى وأمر . الأشعة المطلوبة والمختبر ومركز العلاج الطبيعي . وعند الخلاص من هذا كلهُ , البحث عن الدواء وأجوره المرتفعة والغير معقولة المعدوم الفعالية الذي في الغالب لايعمل لأنهُ من مصادر مجهولة وغير خاضع للتقييس والسطرة النوعية , وأن خضع سيخرج سليماً بالرشوة . وأن لم تعثر على مرامك في الصيدليات النظامية فهناك ( بسطات ألأدوية الممتازة تباع في البسطيات وعلى الأرصفة من قبل أم خضيير وغيرها ) خريجات جامعة ( لوكن بوتا الأميركية . . ! ) كل هذه المعاناة أذا ما قارناها بـ ( دورات القوات الخاصة العسكرية ) فهذه أرحم وأهون بكثير من معاناة المواطن مع الاطباء . وهذه المعاناة موجودة في كل أنحاء العراق . وتكون المشكلة أصعب أذا بدأت رحلة العلاجات من المحافظات الى المدينة . فستكون المعظلات مركّبة والخسارة المادية والمعانات النفسية والجسدية والصحية ستكون مضاعفة . كل هذا يذكرني بأغاني سبقت زمانها بكثير تنطبق علينا ألآن مثل أغنية المرحوم داخل حسن ( يطبيب أصواب جتالي كلف لا تلجمه بحطت السماعة ) وأغنية ( صيدلي ياصيدلي ) من كل البلاوي والمعاناة المرّه تريدون من المواطن ( المشعول سَلفَ سلفاه ) أن يلتزم بالحكمةِ والحلم . أعطونا أعصاب من حديد كَي نستطيع أن نتعامل مع هذا الواقع المزري المر . هذا جانب بسيط مما جلبهُ المحتل الاميركي والأيراني المجرم للعراق والذي يعمل ليل نهار على تدمير الذات العراقية وتقويض كل ما تم انجازه من تاريخ تأسيس الدولة العراقية الى اليوم . ختامناً لكم تحياتي وكفاكم الله شر الحاكم والحكيم .
عبد القادر ابو عيسى :~ 10/ 3 / 2014
1809 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع