ذكرى محمد نادر
"القادة" ممن يزعم انهم قادة يجلسون وكأنهم في نزهة يتفرجون على شاشة تلفاز تنقل لهم عن بُعد احداثيات معارك لا يخوضونها بأنفسهم .. ولا يتعرضون لمخاوفها, ولا يسمعون قصفها ورعدها, او صرخات جرحاها وانينهم وشهقة ما قبل الموت.. لا يسمعون صيحات الجرحى وذعرهم وتوسلاتهم!
"قادة" يجلسون حليقون معطرون بعيدا عن دخان معارك تدر عليهم ثروات من جيوب الجنود الفزعين منها!
"قادة".. شبعون، امنون يساومون جنودهم على حياتهم بأثمان رواتبهم التي يدفعون حياتهم لأجلها!!
الجندي المسكين المغلوب على امره، ما بين محنة الحاجة للراتب للإنفاق على حياته وحياة عائلته، والانفاق على رشاوي الضباط مقابل اجازة، او انتقال خارج ساحة حمى المعارك هو أمر متاح لمن يدفع أكثر، اما الفقير كما يعرف الجندي نفسه: له الله!
قد دفع المالكي بهؤلاء الصبية لحتف لا يريدونه, وحرب لا يؤمنون بها ,وليس هناك مبررا لخوضها!
, وقد خُدع أول الامر كثيرون بدعوى محاربتة الارهاب, وسرعان ما انهارت دعواه حالما عرفت غايته عندما غير اتجاه نيرانه , وحولها الى بيوت مدن مسالمة, اكبر اثامها : ان مزاج المالكي و" اولياء امره"لا يتفق مع وجودها.. فكان قرار موتهم نافذا !
ضحايانا قد تمددوا في متاريس مدافن الوطن..والتبس امر الشهداء!
فكلهم ضحايا ..
جنود.. واطفال.. شيوخ .. وشباب كلهم ضحايا كراهية طرف واحد: الحكومة ممثلة برأسها !
للجنود امهات ملتاعات.. عيونهن على اخر " الدربونة"ينشغن بمغارب شموس النهار , اسماء الابناء , ومبسملات : لنا الله !
للاطفال مدن الغربية امهات تجزع افئدتهن تحت القصف الطائش بقصد حصاد رؤوس اكثر ..يحوقلنّ متبهلات : لنا الله!
هذا وطن تبدد ازاهيره للمثاوي , بقبور يحفرها طيش كراهية فيدفعون دفعافيها الى اللحود !
في هذا الوطن عدا الساسة الفاسدين.. الجميع ضحايا ويدفعون ثمن جرائم لم يرتكبوها !
هذا شريط صوتي يروي ببساطة شديدة ,حكاية كل جندي قاده سياسي مأزوم نفسيا واخلاقيا نحو حرب قتل اخوته بالخندق المقابل!
عساها بحظك وبختك.. فكل قبر جديد يُفتح في هذا الوطن هو.. بسببك!
كل دمعة ينشج بها شيخ اضطره حزنه للبكاء هي بسببك!
كل حرقة قلب ام وابن وزوجة: أنت سببها
ولن يسامحك العراق!
1462 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع