رعد العنبكي
هل تعرف صبر ايوب ؟
انه ايوب عليه السلام :
اتاه الله تعالى سبعة من البنين ومثلهم من البنات واتاه الله المال والاصحاب
واراد الله تعالى بمشيئته ان يبتليه ليكون اختبارا له وقدوة لغيره من الناس :
فخسر تجارته ومات اولاده وابتلاه الله بمرض شديد حتى اُقعِدَ وَنَفَرَ الناس منه حتى رموه خارج مدينتهم خوفا من مرضه ولم يبقى معه الا زوجته تخدمه حتى وصل بها الحال ان تعمل عند الناس( كخادمة ) لتجد ما تسد به حاجتها وحاجة زوجها واستمر ايوب ( عليه السلام ) في البلاء ( ثمانية عشر عاما ) وهو صابر على بلواه ولا يشتكي لاحد وحتى زوجته لما وصل بهم الحال الى ما وصل قالت له :
( لو دعودت الله ليفرج عنك )
فقال : كم لبثنا بالرخاء ؟
قالت : اربعون سنة
قال : انني استحي من الله عز شانه وجل جلاله لاني مامكثت في بلائي المدة التي لبثتها في رخائي فعندها ياست وغضبت وقالت : الى متى هذا البلاء ؟
عند ذلك غضب نبي الله ايوب ( عليه السلام ) واقسم ان يضربها مئة ( 100 ) سوط ان شافاه الله
وقال : كيف تعترضين على قضاء الله تعالى ؟
وبعد ايام مضت خاف الناس ان تنقل لهم عدوى زوجها فلم تعد تجد من تعمل لديه فقصت بعضا من شعرها فباعت ظفيرتها لكي تشتري الطعام وتاكل هي وزوجها فسالها من اين لكي هذا ؟ ولم تجبه وفي اليوم التالي باعت ظفيرتها الاخرى فتعجب منها زوجها والح عليها فكشفت عن راسها عند ذاك :
نادى ربه نداء تان له القلوب استحى من الله جل جلاله ان يطللبه الشفاء وان
يرفع عنه البلاء فقال كما جاء في القران الكريم :
( وايوبَ اذ نادى رَبَهَ اَنيِ مَسَنيَ الضُرُ وانتَ ارحَمُ الراحِمِينَ ) سورة الانبياء :83
فجائه الامر ممن بيده الامر :( اركُض بِرجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ باردٌ وَشَراب ) سورة ص :42
وفعل ما امره الله تعالى به فقام صحيحا معافى ورجعت له صحته كما كانت
فجاة زوجته ولم تعرفه فقالت له : هل رايت المريض الذي كان هنا ؟
فوالله مارايت رجلا اشبه به الا انت عندما كان صحيحا
فقال : اما عرفتني ؟
فقالت : من انت ؟
قال : انا ايوب
يقول ابن عباس رضي الله عنه : ( لم يكرمه الله تعالى هو فقط بل اكرم
زوجته ايضا والتي صبرت معه اثناء ذلك الابتلاء فرجعها الله تعالى شابة
وولدت لايوب عليه السلام ( ستة وعشرون ولد وبنت) ويقال ستة وعشرون ولد من غير الاناث
ويقول الله سبحانه وتعالى :
( وَوَهَبنا لَهُ اهلَهُ وَمثَلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِنا وَذكرى لاَوُلي اَلالبابِ) سورة ص :43
وكان قد اقسم بان يضرب زوجته مئة (100 ) سوط فرفق الله الرؤوف الرحيم بزوجته وامره ان يضربها بعصى من القش وقال سبحانه
وتعالى : ( وَخذ بِيَدَكَ ضغثا فاضرِب بِهِ ولا تَحنَث اِنا وَجدناهُ صَابِراً نَعمَ العَبدُ انَهُ اَوابٌ ) سورة ص :44
واعلم اخي المسلم واختي المسلمة كلما فاض حملك وكثر شقاؤك تذكر صبر
ايوب عليه السلام واعلم ان صبرك نقطة من بحر صبر ايوب
سبحانك ربي
اللهم ارزقنا الصبر عند الا بتلاء وارفع عنا الضنك والبلاء
واتمنى لكم اطيب المنى
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي
1350 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع