تتزايد التقارير المتباينة المتواترة التي تتحدث عن التأثيرات السلبية للأوضاع الوخيمة التي تمر بها إيران من جراء السياسات الخاطئة للنظام الديني الحاکم في طهران، خصوصا وان التأثيرات بعد أن کانت الى حد ما تکاد أن تنحصر في الجانب السياسي، يبدو أن ظلالها الداکنة بدأت تنسحب أيضا على الجانب الاقتصادي.
جعل السوق العراقية و العراق کله، کمنفذ و ممر لتهريب البضائع و المواد المختلفة لإيران، رغم أنها قد لفتت الانظار و باتت مسألة مکشوفة، لکن إزدياد الطلب على العملة الصعبة في العراق و شرائها بشکل ملفت للنظر من جانب أفراد و جماعات متخصصة تابعة للنظام نفسه على الاکثر، خطر آخر بات يهدد الاقتصاد العراقي و يجعله وجها لوجه مع کارثة قد لاتحمد عقباها.
النظام الايراني الذي يمر بظروف و أوضاع حرجة جدا و يعاني من مشاکل و ازمات لايمکن إيجاد حلول او معالجات لها في ظل بقاء نظام الحکم، يدفع يوما بعد آخر فواتير و مستحقات متأخرة على سياساته المتطرفة و الطائشة التي أثرت دائما على الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، وان العقوبات النفطية المفروضة عليه من جانب الاتحاد الاوربي و التي يبدو انها في طريقها الى المزيد و الاتساع لتشمل جوانب أخرى، باتت تأثيراتها تتعمق و تتسع أکثر مع قرار وزارة الخارجية الامريکية بإخراج منظمة مجاهدي خلق المعارضة من قائمة الارهاب، وهو أمر تلقاه الشعب الايراني على انه رسالة ذات مغزى تعني فيما تعني أن العد التنازلي لنظام ولاية الفقيه قد بدأ وان المجتمع الدولي قد نفذ صبره تماما مع هذا النظام و سياساته الطائشة و الجنونية و لم يعد على إستعداد لکي يهدر المزيد من الوقت على أمل إنتظار تغيير سياسي خصوصا بعد أن تأکد العالم کله من أن هذا النظام من المستحيل أن يتخلى عن نواياه الشريرة بإتجاه إمتلاك الاسلحة النووية، ونظرا لأن کل الابواب المحيطة بالنظام الايراني ماعدا حدوده مع العراق قد باتت شبه موصدة بوجهه، فإنه يلجأ لإستغلال منفذه الوحيد"أي العراق" أبشع إستغلال مما قد يهدد بسحب العراق الى الدوامة السياسية ـ الاقتصادية التي تدور بالنظام الايراني بقوة بإنتظار اللحظة التي يغرق فيها تماما.
ان القوى و الاحزاب و الشخصيات السياسية العراقية"خصوصا المناهضة منها للنظام الايراني"، مدعوة لکي تدلو بدلوها و تقف بوجه هذا الخطر المحدق بالعراق و إقتصاده و مستقبل أجياله، ومن الضروري أن يتم فصم عرى کل علاقة سياسية کانت أم إقتصادية مع النظام الايراني من شأنها أن تجر العراق الى منحدرات خطيرة هو في غنى عنها تماما، والاجدر بالعراق أن يفکر بإيران من دون هذا النظام لأن کل الاشارات و الدلائل توحي بأن لامستقبل لهذا النظام و الاهم من ذلك أن ينتبه الساسة العراقيون جيدا الى الدور المهم و الحساس الذي باتت تضطلع به منظمة مجاهدي خلق في المرحلة الحالية تحديدا و تفهم هذا التطور و السعي لمسايرته"على الاقل"، لأن النظام الايراني قد بات في حکم النظام الذي قد إنتهت صلاحيته تماما!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
904 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع