ثلاثةُ رسائلٍ في جيبِ بنطالي القديم
زين العزيز / العراق
1
الأَرْضُ هَذه الأُمُّ التي لَمْ تمتْ .
خرجنا من فَـمِّها كالنخِيل .
أَرْضَعَتنا حَـزنَـها مُـنـْذُ الطُّفُولَـة .
فتَعلَّمنـا كيف نتـرك قلُـوبَنـا في جُـرحِهـا ونمـضي إلى الحَرب .
الآنَ اخْتـلفنـا . أيَّتُـها الأرضُ يا أُمـي .
فهُنَاك مَنْ يُـقَبِّـلكِ بوردة .
والآخَـر . . بجُـثَّة .
والآخَـر . . بالشَّتِـيمة
2
بغداد ، أنتِ أكبرُ من هذه الحياة .
أكبرُ من هذا الموتِ المشوه .
وأكبرُ من كلِّ الوجوهِ التي تخططُ لقتلِكِ الآن .
ضحكتُكِ ، تكّفي لغسلِ كلّ الدماء .
وهي جديرةٌ أن تعاتبَ الله بصوتِ الأمهاتِ الحزينات .
وتبعث إليه الصور الأخيرة من الانفجارات
أين وعدكَ أيُّها الحر ؟
يا ربَّ الموتِ فقط .
وجدنا أسمكَ الكبير المقدس مع البرلمانيين يسيل منه دم الأبرياء .
3
لهذا الصّباح
الذنب و اللعنه .
فهو فُسـتان عِرسٍ لكلِّ الثكالى .
.
ولهذا العصفور والحزين .
بغنائِهِ الشَّجي .
قصيدة مرثية ، لكلِّ القتلى .
.
ولهذه الوردةُ الوحيدة .
بلونها .
بعطرها .
بجمالها .
أضعها على قبرِ بلادي .
وأغني .
( وقَرَّتْ علي ضَيْم بلادي تسومُها
من الخَسف ما شاءَتْ يدُ المتعبِّد ) .
البيت لجواهري .
1421 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع