رسالة السلطان سليمان القانوني الى ملك ولاية فرنسا‏

 

                     

                             د.رعد العنبكي

                

 

اهدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردوجان للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال استقباله له في انقرة وقبل ايام هدية تذكارية كان الغرض منها احراجه وتذكيره بفضل تركيا على بلاده واعطائه درسا في كيفية التعامل مع الامم الكبيرة بعد ان رفض ان يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا

واختار ان يزورها كرئيس لمجموعة العشرين وان تكون مدة الزيارة قصيره جدا لا تتجاوز  ( 6 ) ساعات مما اثار استياء تركيا فضلا عن استيائها اصلا من موقفه الرافض لانضمامها الى عضوية الاتحاد الاوربي...

              

ان هدية اردوجان كانت عبارة عن رسالة كتبها السلطان العثماني سليمان القانوني عام ( 1526 ) ردا على رسالة استغاثة بعث بها  ( فرنسيس الاول ) ملك فرنسا عندما وقع اسيرا في يد الاسبان يطلب العون من الدولة العثمانية
وقد استهل السلطان رسالته بالتعريف بمن هو السلطان سليمان القانوني وعلى اي البلاد والبحار والاقاليم يحكم ويهيمن والى حجم بلاده وقوتها ثم يطمئنه فيها بانه سيخلصه من الاسر وبالفعل ارسل اليه قوة عسكرية حررته من الاسر
 نص رسالةالسلطان سليمان الى ملك فرنسا فرانسوا الاول :
الله – العلي – المعطي – المغني – المعين
بعناية حضرة عزة الله جلت قدرته وعلت كلمته وبمعجزات سيد زمرة الانبياء وقدرة فرقة الاصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثيرة البركات وبمؤازرة قدس ارواح حماية الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله
تعالى عليهم اجمعين وجميع اولياء الله
انا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين انا متوج الملوك ظل الله في الارضين انا سلطان البحر الابيض والبحرالاسود والبحر الاحمر والاناضول والروملي وقرمان الروم وولاية ذي القدريه وديار بكر وكردستان واذربيجان والعجم
والشام ومصر ومكه والمدينه والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد اخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله اكبر
انا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد الى فرنسيس ملك ولاية فرنسا
وصل الى اعتاب ملجاء السلاطين المكتوب الذي ارسلتموه مع تابعكم ( فرانقبان ) واعلمنا ان عدوكم استولى على بلادكم وانكم الان محبوسون وتستدعون من هذا الجانب مدد العناية بخصوص خلاصكم وكل ما قلتموه عرض على اعتاب سرير سدتنا الملوكانية واحاط به علمي الشريف على وجه التفصيل فصار بتمامه معلوما فلا عجب من حبس الملوك وضيقهم فكن منشرح الصدر ولاتكن مشغول الخاطر فاءننا  فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنة وهازمون اعدائنا وان خيولنا ليلا ونهارا مسروجة وسيوفنا مسلولة فالحق سبحانه وتعالى ييسر الخير باءرادته ومشيئته واما باقي الاحوال والاخبار تفهمونها من تابعكم المذكور فليكن معلومكم هذا تحرير في اوائل شهر اخر الربيعين سنة ( 932 ) من الهجرة النبوية الشريفة ( 1525 ) من الميلاد
بمقام دار السلطنه العلية القسطنطينية المحروسة المحمية ) نهاية الرسالة
اعزائي الكرام ارجوا ان تبعث فينا هذه الرسالة عزة الاسلام بتذكرنا بماضينا المجيد
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1435 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع