رملة الجاسم
رسالةُ أميرةٍ من أور
أُحبكَ في العامِ والمختصرْ
أُحبُّ النخيلَ أحبُّ الطفولةَ
أُحبُّني فيكَ حين أكبرُ
لأشبه َ تلكَ الحصاةِ التي في النهرْ
أُحبُّكَ عاشقاً في الكهوف تروض تلك الصخور
تشاركني دبكةً في سفوحَ الجبالِ
أُحبُّ خريرَ المياهَ التي في رخاءٍ بينها تنحدرْ
أحبّكَ أينما قد تكون
ببرجٍ يداعبُ خدَّ النجومِ, بقصرٍ ,
بأروقةِ المرمر التي تليقُ بنا
نعم لأنّ ماتحتَ أقدامِنا ذهبٌ لاتراب
كما خلقَ اللهُ لنا أرضَننا المترفة
ندلّلها بالثناء ونشكرُهُ بتجميلِها بالعماره
وكرّمَنا بالثراءِ لكي لايذلّ النفوسَ الفقرْ
أحبكَ لوكنتَ تسكنُ كوخاً
أو شبهَ بيتٍ ,
أحبك وأنتَ تقاسي الأمرّينِ
بردَالشتاءِ وحرٍّ يسمونَه الصيفَ
وهو جهنّمُ بيتِ التنك
أحبكَ لو عشتَ دون سقوفٍ
وأنت تدوّنُ للأمنياتِ الكبار ِ
وترسم حتى الضجرْ
أحبكَ لو كنتَ تهذي
ولو توسدْتَ شاهد َ قبرٍ وافترشْتَ الحُفَر
أحبك لو كنتَ بينَ الجموعِ
وسيماً عزيزاً تطالبُهُم بالرخاءِ تطالبُهم بالبناء
كما جدُّكَ- آشور- خلقَ المجدَ شاخصاً
وينطقُ في ذاكَ مازالَ نصبُ الحجرْ
أحبك شامخاً صلباً لاتلين
لأنك ابنُ آدمَ سيّدَ كلِّ البشرْ
أحبّك بين خرافِك تعزفُ ناياً
أو كنتَ تجمعُ أصواتَ كلِّ الطبيعةِ
بلحنٍ يذكرني بقيثارةِ جدّيَ السومريِّ
وللمصلين صوتٌ بعيدٌ
لزقورةِ المؤمنينَ بجبروتِ الأله
على مرّتلك العصور
ياله من زمانٍ, يذكرني إن نسيتُ الأثرْ
أحبكَ إنْ كنتَ بين الخيامِ تصبّ لي القهوة
وتقرأني فنجانها
وبالكاد ترى ماترى تحت ضوءِ القمرْ
أحبك بأسُ الغضنفر ِ فيكَ , وقلبُ الحمام ِ
أحبُكَ طاهراً كلَّ يومٍ وتقرأ لي
شاخصة قوانينُ جدِّكَ البابليّ حامورابي
وأنت َ الفائتُ الحاضرُ الأزل المنتظرْ
أحبك لو كنتَ نسلَ الدعاةِ
ونسلَ الطغاةِ ونسلَ التقاةِ
فلا فرق عندي أحبكَ
لأنكَ وجهُ العراقِ الأغرْ
رملة الجاسم 31-01-2014
1337 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع