المالكي يدعو شياطين العالم

                                            

                        عبد القادر أبو عيسى
شعار المقال : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

المالكي ذاهباً الى اميركا حاملا معه الدعوة لعقد مؤتمر عالمي في العراق لمكافحة الارهاب . معزوفة نشاز تستهوي المجرمين والضالمين الذين يتحكمون بأمن واستقرار شعوب العالم : وعلى رأسهم أميركا ( أكبر دولة ارهابية بالعالم ) وهذه الحكاية حكاية الارهاب لهؤلاء لها ثلاث مشارب .
المشرب الاول : دول الاستعمار العالمي المعروفة يضاف اليها ( روسيا ) تتخذ من مصطلح الارهاب الذي تحدده وفق سياقاتها خدمة لسياساتها الاستعمارية العدوانية متخذة أياه ( عكازة ) ترتكز عليها للتدخل في شؤون الدول الاخرى وأذلال شعوبها وسرقة خيراتها بحجة الضربات الاستباقية للأرهابين وتجفيف منابع الارهاب قبل ان يتحول الى قوة تهدد مصالح هذه الدول حسب رأيها . فأعطت لنفسها الصلاحية العالمية لمقاتلته . وبالتالي رسم خطوط سياساتها وفرضها على الغير . ومن يقاومها في ذلك يعتبر أرهابياً يقع تحت طائلة قوانينهم التي شرعوها ويشرّعونها . كي يلغوا تماماً ما كان متعارفاً عليه عالمياً في الضد من افعالهم الشريرة مثل مصطلحات ( المقاومة والثورة ومناوئة المستعمر والكفاح ضد المستعمر أو الطغات في العالم ) ولو جاز لنا ان نقارن بين هذا وذاك فأن ثورة الشعب الفرنسي وتحطيم سجن الباستيل يسمى أرهاب في عرفهم الحالي وان ( شارل ديغول ) الذي قاد المقاومة الفرنسية ضد الالمان يسمى أرهابياً . كذلك   ( كاسترو و جيفارا و ماو ) وغيرهم من ثوار العالم .
المشرب الثاني :
على مستوى حكام العالم الطغاة ومنهم حكام العرب . أتخذوا من مصطلح الارهاب ذريعة للحفاض على عروشهم حاكمين شعوبهم بالحديد والنار بالضد من ارادة هذه الشعوب متواطئين مع المستعمرين واعداء شعوبهم حفاضا على عروشهم . فمن يتجاوز على نهجهم أو يتقاطع معهم يعتبر أرهابياً . وهذا مفهوم آخر للأرهاب
المشرب الثالث :
يكمن في العراق وسوريا وأيران . فمصطلح أو تعريف الارهاب يختلف تماماً عن الآخرين , كصيغة للتداول والعمل , يعتبر الارهاب في العراق ضمن مفهوم ومنطق  الدولة الذي يحاول المالكي تسويقه وأقناع العالم به , هو اخطر انواع النفاق والتضليل . وينطلق المالكي في دعواه معتبراً ان الارهاب الذي يحدد تعريفه ومفهومه على هواه . قاسم مشترك بين قوى الظلال والظلام يضر بالجميع ممن هم على شاكلته ويهدد الكل , ويسعى لتسويق هذا المفهوم لأضفاء واعطاء المشروعية والتصرف تحت شعار هذا المصطلح الذي يتلائم مع رغبات الجميع وكل على هواه وافعاله . مفهوم الارهاب عند الحكومة العراقية وايران وسوريا يختلف تماماً عن بقية المشارب الاخرى المذكورة متخذة من مصطلح ارهاب ذريعة أشبه ( بقميص عثمان ) فهي على صعيدها الداخلي حكومات طائفية تسعى لتصفية مكون معيّن كبير وخصوصاً في العراق وسوريا . مستخدمة انواع الاجرام معه من قتل وتهجير وتهميش بغية ازاحة سكانية من مناطقهم الاصلية للأستيلاء عليها طائفياً وخاصة في العراق وهذا لم يحدث في تاريخ العرب والمنطقة سوى ما احدثته اسرائيل مع الشعب الفلسطيني . أساس ذلك حقد طائفي تاريخي خاطئ وغير صحيح مدفوعين ومأمورين من جهات عدوة للشعب العراقي معروفة مثل اميركا وايران والصهيونية تجمعهم نوازع استعمارية مشتركة معروفة مفهوم الارهاب الخاطئ الذي تروم الحكومة العراقية تسويقه والترويج له عالمياً بعد ان اتخذته نهجاً مركزياً ومعتقداً فكرياً . فحواه أن الحكومة العراقية تنفذ منهجاً أجرامياً بحق العراق وشعبه على اساس مكافحة الارهاب وتحاول التسويق عالمياً لأفعالها الاجرامية بحق الشعب العراقي حالها حال النظام السوري , نفس النهج يقتلون الشعب بأسم الارهاب , فكل من يعترض أو لايعترض هو ارهابي كونه من طائفة غير طائفتهم أو معارضاً لهم من جنسهم . يحاول المالكي الضحك على ذقون شعوب العالم بدعوته الى عقد مؤتمر عالمي لمكافحة الارهاب . ومن هم الذين سيحضرون المؤتمر..؟ بالتأكيد أميركا وبريطانيا وروسيا وفرنسا و ايران وربما أسرائيل أيظاً مؤتمر يجمع كل ( شياطين العالم ) وكل قوى الشر فيه .
ماهو هدف المالكي من ذلك : . ؟
هدفه من ذلك أبعاد الضنون والشك الذي بدأ يحوم عالمياً بأن حكومته هي من تقوم بأغلب هذه الاعمال الاجرامية أو العلم بها والتستر عليها وذر الرماد في العيون بدعواه مقاتلة الارهاب المدعوم خارجياً من قبل مجاميع غير عراقية لنفي صفة المقاومة . بالمقابل لايستطيع ان يثبت ذلك ويسمي الاشياء بأسمائها ويحاول أن يسوّق مشروعه الفاشل متصوراً ان العالم غبي ولا يعي ما يسعى اليه . أذا كان من يصفهم بالارهابين هم من داخل العراق . فهنا وقفه ..! على المنصفين في العالم من جمعيات انسانية واحزاب ودول داعية للحرية , أن ينصفوا هؤلاء الذين يسميهم المالكي بالارهابين . وهو يعرف تماماً لماذا هذا التقاطع مع مكون كبير لا يستهان به وما هي الاهداف التي يسعون اليها والحقوق التي يطالبون بها . عليه انصافهم وكف الاذى عنهم . وايقاف تجاوز الميليشيات الشيعية المحمية من قبل الدولة على هؤلاء . المالكي يمارس أزدواجية رهيبة في التضليل لأيهام العالم بأنه يحارب الارهاب ولا يحارب الشعب . يدمر على هواه ومن يدمرهم يصفهم بالارهاب والارهابين . ويسعى لعقد مؤتمر دولي حول مفهومه الخاص بذلك . وآخر نكات المالكي المضحكة التهجير القسري في محافظة ديالى للمكون السني وفي البصرة والناصرية لآل السعدون وآل الغانم السنية ونسف وقتل المصلين في المساجد السنية في كل مناطق العراق وبعلم المراجع الشيعية الدينية والسياسية وآخر نكاته المضحكة أوامره بأقتحام معسكر أشرف بقوة كبيرة من الجيش العراقي تقتل 50 وتخطف سبعة من ساكنيه المجردين من السلاح والذين ينتظرون قبول لجوئهم ونقلهم الى دول أخرى ويدعي بأن لا علم له بذلك والحكومة العراقية والجيش والشرطة بريئين من هذه التهمة كبراءة الذئب من دم يوسف ابن يعقوب ( هل يوجد دجل وأفتراء وكذب وتضليل مثل هذا في كل العالم ) أن الشيطان يستعيذ بالله من هؤلاء . المالكي يسمي كل هؤلاء حسب مفهومه الطائفي بالارهابين
ضرب عصفورين بحجر واحد ...!
هذا ما يهدف اليه المالكي – الاول كسب تأييد دولي لما يقوم به من اجرآت تعسفية بحق مكون معين وبحق معارضيه أو على الاقل السكوت على افعاله الاجرامية والا انسانية والطائفية . والامر الثاني خشيته من تدويل قضية العراق لما يجري من جرائم ممنهجة تشير اصابع الاتهام للحكومة وميليشيات الاحزاب المتآلفة معها على انهم متورطين في احداث العراق . هذا مايطمح اليه المالكي في دعوته لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب وأستباق الاحداث لدرء التهمة عنه وعن من يأمرونه بذلك مثل اميركا وايران ويدعي بانه يقاتل ويقاوم الارهاب ويريد ( ثناء عالمي وتأيد لما يقوم به ) وبالمقابل يبعد الشك والادانة ..! وهذا ديدن الاحزاب الموالية لأيران من بداية الاحتلال الى اليوم . وكما يقول المثل المصري ( ضربني واشتكى وسبقني في البكاء ) على الشرفاء في العالم ومنظمات حقوق الانسان والاحزاب والدول الحرة الداعية الى الحرية و الديمقراطية ومناهضة الاستعمار والطغاة . عليهم ان يعوا جسامة الفاجعة التي يمر بها العراق وشعبه . مآمرة داخلية مدعومة من الخارج من دول معروفة تسعى لتأمين مصالحها  الخاصة على حساب الآخرين مثل اميركا وايران واسرائيل والكويت وعملائهم ممن يحكمون العراق اليوم . تجمعهم اهداف مشتركة من سرقة وانتقام وتعطيل وتدمير قوة فاعلة و واعدة في المنطقة وأبعادها كلياً عن دائرة صراع الامة العربية مع اعدائها التقليديين . المالكي يشكر أميركا لتضحياتها في العراق ..؟ لأنها دمرت العراق وأتت به للسلطة . لذا فالمالكي يدعوشياطين ومجرمي العالم لعقد مؤتمرهم في العراق ومن لم يحضر فهو ارهابي
شكراً لكم على مروركم المشرّف وقراءتكم المقال .
عبد القادر أبو عيسى 1 / 11 / 2013

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

673 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع