السيد الرئيس نوفل ابو رغيف انت ..انت العراق

                                     

                             أحمد طابور

               

على هامش مهرجان  مسرح بغداد الدولي  
بعض الناس عظماء لان المحيطين بهم  صغار "مارك توين

بعض الشخصيات العراقية  الموغلة في تضخم إلانا  لا تسطيع  ان تنسلخ من تركيبتها العقدوية  فتمارس  تسلطها على المادون بصورة  ملحة  وهذا المادون يمارس مازوخيته بصورة محببة فتراه يصفق للمافوق ومن غير ما إرادته عن كل ما يقوم به من مواقف وحركات وبغض النظر عن إيجابية تلك المواقف او سلبيتها ، فيما الاخر الأعلى يتمادى في إطالة رقبته ليشراب في كل مكان ومن اي مكان قافزا فوق أزمنة وأمكنة الآخرين مزيحا بيده المتضخمة من كثر ما يقبلها المتملقون كل عقبات صعوده الناري فيتحول بين عشية وضحاها من إنسان طبيعي الى مريض نرجسي وهذا ما يحدث في عراق ما بعد سحل الصنم وتنفس الصعداء ومحاولة طي  صفحة الماضي  ، الا انا الماضي بدبقه لاصقا حيث الإيعازات العصبية التي تهفو فاتحة فاهه امام الأعلى  ( صاحب الكلأ والمطر ) .
اختتم يوم امس الثلاثون من تشرين الاول مهرجان  مسرح بغداد الدولي وهو مهرجان  جميل وخطوة بناءة وما زاد من قوتها وألقها البصمة المباشرة لبطلي الدراما العراقية حامد المالكي وكاظم القريشي مع التنويه بان هذه الخطوة ممتدة من السلسلة التي عقدها وأنتجها مجموعة من المسرحين رَأسهم مديرها المطاح به شفيق المهدي  اثر تعري ممثلة على خشبة المسرح الوطني  قبل بضع شهور  وحسب ما أشيع آنذاك  لايوجد شيء رسمي للدلالة به " حيث كان  عليه ان يُخضع المسرحيات المشاركة لمقص الرقيب " وهذا برأي القانون مرفوض حسب فقرة الحريات التي اسنها الدستور الديمقراطي في عراقنا الفتي الجديد والذي يحاول البعض ان يلبسه عمامة وجبة رغم انه فيه ايضا من يميل  للبس الجنز  ،والذي تزامن بنفس وقت اقامة معرض الكتاب الدولي الذي يرأسه الاسلامي نوفل ابو رغيف وقد مررت مئات الكتب التي من الممكن ان يكون وقعها وأثرها  على حركة المجتمع اكثر من تعري ممثلة شاهدها بضع مئات اغلبهم من النخبة والتي لا يهمهم تعرت امرأة ام أحتشمت بقدر اهتمامهم بالفن الذي يشاهدوه .
بعد الإطاحة جاء ( المنقذ ) الدكتور نوفل ابو رغيف  المنحدر من عائلة  تنتمي للتيارات الاسلامية حيث ان والده رحمه الله قد أهدى روحه شهيدا من اجل فكره الاسلامي ومن اجل العراق  ، لكن نوفل ابو رغيف لم يكن إسلاميا في نشأته كما ذكر الكثيرون ممن يعرفوه او كما يتحدث تاريخه نفسه ، ربما كان يمارس ( التقية ) وهذا من حقه حتى وان نظم قصيدة او عدد من القصائد في مدح من امر بقتل والده ، لأننا لا يسرنا ان يتحول  العراق الى مقبرة تعج بالشهداء ، ويعذر كل من دفع عن نفسه غائلة الجوع ومقصلة الموت وبأي وسيلة على ان لا تكون وسيلته في إيذاء الاخر  ككتابة التقارير (مخبر أمني او حزبي او تملقي مثلا ) ، لكن والعودة على ابو رغيف ما نستهجه ونقف في الرفض منه ان تستمر وتكرس الدكتاتورية وهذا ما قام به نوفل ابو رغيف من ممارسات تعزز من ظهور الانتفاخات الديكية كما لمسناه وعشناه في فترة انعقاد المهرجان حتى نهايته .
فقد افتتح المهرجان بتلاوة من القران الكريم  واختتم به فيما الجمهور يصفق ويصفر للقران أيعقل ذلك   !؟ فالحضور لم يكن بفاتحة او مجلس عزاء او حافل تأبيني او تجمع حزبي إسلامي  ولم يكن في جامع او حسينية حتى تمارس عليه دوغمائية القران ،  ولذلك انت يا ( يا سيادة  رئيس ) المهرجان لم تكن موفق حيث قمت بتعريض كلام الله المقدس الى الاستهزاء وهذا باعتقادي اشد سوء ً من تعري امراءة على خشبة مسرح ، فضلا عن ممارستك بنفخ الذات من خلال تسيدك على مجموعة من  من المتحولقين حولك اللذين متجذر في ذواتهم الخنوع ومسح الأكتاف منذ وجود الصنم ولم يسحلوا معه بعيدا عن حياتنا الجديدة والتي أصابوها ولازالوا بمرض الانبطاح ونفخ الرئيس ليكون كما كنت انت يا سيادة الدكتور  في المهرجان ( راعيا ، رئيساً ، مكّرما،معاقبا ، شاعرا ،كاتبا ... !؟) صاحب جميع الأضواء والبهرجة بل كنت انت كما صرخ بقوة صوته المعهود ( مهدي ) المشجع الكروي الذي استاجرتموه والذي ردد بصوته الجهوري ( نوفل ابو رغيف انت ... انت العراق ).
وكما قالو "الكلمات الصادقة ليست دائما جميلة والكلمات الجميلة ليست دائما صادقة "  
احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

783 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع