حواء في الاساطير الاغريقية

سالمين غريب الناصر

حواء في الاساطير الاغريقية

رأيت فيما يرى النائم مخلوقة جميلة فوق ( تل ) مليئة بألازهار و الرياحين . وما أن دنوت منها حتى تبين لي محياها وضياء كالشمس وكانت عيناها خلابتين كالنجوم . وشفتاها جذابتين كالورد القرمزي وجسدها فاتن كجسد ( هاتور ) .ولما أمعنت فيها النظر رأيت أشعة مثل ضياء القمر وسمعت الحانا في الفضاء ، فاقتربت منها متفرساً في ما حولها فرأيت على يمينها جعبة سهام

وفي يسارها تفاحة وعلى رأسها تمثال وثعبان ملتو ورأيت لها جناحان كالبلور وقرنان كقرني التيس . ونظرت وإذا بجوارها طاووس وقلب بشري . وباقة زنبق وقيثارة من ذهب ومائدة جميلة ساحرة . ووقفت أتامل صامتاً ثم تقدمت وسألتها من تكون ؟
فنظرت الى بدهشة وقالت : ياللعجب ألاتعرف أمك حواء ؟ أنا أم البشرية !
قلت : لقد أذهلني معرفتك يتلك الغرائب .
قالت : لاأرى حولي شيئا غريباً .
قلت : فما هذه الاشعة السماوية التي حولك ؟
قالت : لما صنعني مهندس الكون وحضرت كرم الجنة هبط الملائكة وألالهه ليرونني .وسرعان ما استغربوا منظري وفرحوا بي وقدموا لي الهدايا . فمنحتني ألالهة ( ديانا )الاشعة العجيبة . أما هذه النغمات فهبة الرب أملأ بها فراغ النفوس بحب النفوس .
أن في تلك النغمات ما يرمز للمرأة التي هي أغنية عذبة . أما الجعبة الملأى بالسهام فهي هدية (كيوبيد اله الحب ) قدمها لي لأرشقها في القلوب . ذلك هوسيفي المسلول في وجه العقبات . أما التفاحة فهي ذكرى المعصية وأثر من الفردوس . هذه رمز الخروج من نعيم الجهالة الى شقاء المعرفة . بها أغواني الشيطان وبها أغريت أدم فوقع في المحظور وهكذا سترتها المرأة لتكون سلاحها مدى الحياة . أما التمثال والثعبان فهما هديتان من اله (الجمال والحب ) والتمثال رمز مقدس يزيدني جمالاً . والثعبان رمز أذيب به الافئدة الصلبة . والجناحان والذيل يمكن للمرأة أن تتشبه بالملائكة وبذلك الذيل يمكنها ان تشاطر الابالسة تمردهم . و أما الطاووس فقد أهدته لي ألالهة ( هيرا ) وترمز به الى الالهة وترى المرأة فيها
شرها . كم تعبد المرأة كاذب المظاهر كم للغرور من سلطان على قلبها ؟ ! إنها تنظر الى الحياة نظرة غريبة لا يفهمها أحد سواها .
أما القلب البشري هذا فهو قلب الرجل قدمه لي آدم عربونا لحبه ولقد صنته ليعيش نابضاً حافظاً لعهدي .
قلت : و ما باقة الزنبق الملقاة عند قدميك ؟
قالت : هذه هدية ( زيوس ) كبير ألالهة المغرم بنساء الارض . لكن
ما كانت المرأة تهوى خليلاً يراها احقر منه شأناً . وتلك القيثارة الذهبية هدية عرائس الفنون فالمرأة قيثارة الحياة ونغمة الامل .
أما الوردة النضرة فهي هدية اله المروج ( فون ) قدمها وقال أنت وردة الحياة ..أنت وردة ألانسانية وذلك الشوك لك رونق وبهاء ولكن شوكك يدمي البنان ! والمائدة الذهبية هدية معبودي ( ادونيس ) أرسلها يقول : أنت ملكة الحياة .. أنت كنزه الذي لاينفد وقال لي في حياتك ستذرفين الدموع وفي ربيع أيامك ستتوجعين لأنك أم البشرية ودوحة الأرض المثمرة . وإذا بسحابة تهبط من السماء وتختطف كل ما كان أمامي وصعدت به الى الأعلى وفتحت عيني وأفقت من تأملاتي و استيقظت أخيرا من ذلك الحلم الجميل .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

947 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع