
سيف الدين الدوري
الصراع بين عبد الناصر وحزب البعث او بين مصر والعراق
وعن الازمة التي تفجرت بين حزب البعث وبين الرئيس عبد الناصر بسبب نظرة كل منهما للاخر كتب الصحفي اللبناني ميشيل ابو جودة عمواد في صحيفة النهار البيروتية تحت عنوان( ناصر يبحث عن بعثه) استشهد ابو جودة في عموده هذا بمقال كتبه الصحفي المصري احمد بهاء الدين في جريدة اخبار اليوم لمناسبة العيد الحادي عشر لثورة 23 يوليو/ تموز والذي انتقد فيه التفكير المصري تجاه الوحدة جاء فيه" هل تنتقل الثورة من وحدة الهدف الى وحدة الادارة السياسية وهل تنتقل الثورة الى الميدان العربي ميدان الوحدة بواسطة تنظيم سياسي واحد أي بواسطة حزب سياسي واحد يعمل على المستوى القومي من المحيط الى الخليج لا على المستوى القطري كما كان الحال حتى الان بالنسبة للتنظيمات السياسية الداخلية التي عرفتها مصر – ومصر وسوريا-؟
وعلق ابو جودة على مقال بهاء الدين هذا فقال" انها اجرأ اشارة ذلك لانها تعني ان مصر تشعر للمرة الاولى على الاقل صراحة ان طريقتها الحكومية في دعوة العرب للوحدة قد فشلت فلا رئيس مصر ولا حكومة مصر ولا سفارات مصر ولا اذاعات مصر ولا صحف مصر تستطيع تحقيق الوحدة العربية الا بوسيلتين . الجيش او العقيدة الحزبية . وقد فشلت التجربة " الحكومية" بين مصر وسوريا ومن المؤسف ان نقول وقد فشلت التجربة " العسكرية" في اليمن مهما كان هذا القول مؤلما ومن هنا هذه الحيرة الكبيرة التي وجد الصديق الجريء نفسه فيها. انه يعرف ان بلاده تريد تحقيق الوحدة العربية كما يريد هو ان لا تتخلى بلاده عن هذه الادارة".
واضاف ابو جودة" انه بعد احدى عشرة سنة على ثورة مصر القطرية وبعد حوالي ثماني سنوات من تعاطي هذه الثورة بأمر الوحدة العربية يجد صحفي هو واحد من ثلاثة او اربعة من اركان نظام عبد الناصر الصحفي، ان على ثورة 23 يوليو ان تفتش عن وسيلة اخرى عبر وحدة الصف ووحدة الهدف لتباشر من جديد تعاطيها بأمر الوحدة العربية، هذه الوسيلة هي وحدة العمل السياسي ووحدة العمل السياسي تعني ان هناك في مصر وان تكون هناك خارج مصر منظمة سياسية قومية تدعو للوحدة ولا تكون تابعة لا في مصر ولا خارج مصر ولا لرئيس مصر ولا لحكومة مصر ولا لسفارات مصر ولا لاذاعات مصر ولا لصحف مصر".
وخاطب ابو جودة بهاء الدين قائلا" وجدتها يا اخي بهاء الا ان ما وجدته كان بديهيا الى حد ان حزب البعث العربي الاشتراكي كان قد وجده قبل ثورة مصر بعشر سنوات على الاقل انه الحزب الوحيد غير القطري أي غير الاقليمي الذي يؤمن بوحدة العمل السياسي من المحيط الى الخليج وقد باشر ذلك منذ زمان بعيد، الا انه لم ينقص هذا الحزب منذ تحول ثورة 23 يوليو الى قضية توحيد العرب غير عضو واحد هو عبد الناصر. وقد عاد الاستاذ احمد بهاء الدين يقول لعبد الناصر مداورة بعد احدى عشرة سنة انه لم يكن بنفسه ولا يزال ينقصه الا الحزب غير القطري العامل على المستوى القومي من المحيط الى الخليج.
واضاف ابو جودة" ولان البعث كان ولا يزال يتوق لعضوية هذا العضو الكبير المفترض ولان هذا العضو الكبير المفترض كان ولا يزال يتوق الى منظمة سياسية واحدة تعمل من المحيط الى الخليج قامت المأساة الكبرى مأساة زواج عبد الناصر والبعث دون ان يصبحا جسدا واحدا على الطريقة الكاثوليكية . وحدث الطلاق يا اخي بهاء وسيظل البعث يبحث عن" ناصر" بقدر ما سيظل عبد الناصر يبحث عن" بعثه" من خلال بحثك معه عن ذلك التنظيم السياسي الكبير الذي اثرت الحديث عنه فحركت احدى عشرة سنة من الذكريات"( صحيفة النهار في 21/7/1963 ).

872 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع