
سعد السامرائي
مقارنة بين مفاعلي العراق وايران النوويين .
مقارنة واضحة ومباشرة بين ما حدث للعراق عام 1981 وما يحدث مع إيران اليوم، لنفهم معنى ازدواجية المعايير في النظام الدولي:
أولاً: العراق ومفاعل أوزيراك (1981)
إسرائيل شنّت غارة جوية مفاجئة على المفاعل النووي العراقي “أوزيراك” جنوب بغداد في 7 حزيران 1981، ودمرته بالكامل وهو في أيام تشغيله الأولى.
الواقع الفني وقتها:
المفاعل كان تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
نسبة التخصيب الممكنة لا تتجاوز 10%.
لم يكن قادرًا فعليًا على إنتاج سلاح نووي.
الموقف الدولي بعد القصف:
مجلس الأمن الدولي أصدر بيان إدانة، لكنه لم يتخذ أي عقوبات على إسرائيل.
أمريكا شجبت علنًا لكنها كانت راضية ضمنيًا لأنها لا تريد أن يمتلك العراق سلاحًا قد يهدد إسرائيل أو يخل بتوازن المنطقة وكانت تشجع تصريحات العراق التهديدية الجوفاء الدعائية من انتاج رأس التفجير الذي يشبه سلندر الماكينة من أجل ايجاد حجة لتدمير المفاعل العراقي .فكانت النتيجة: العراق حُرم من برنامجه النووي تمامًا، ولم يُسمح له بإعادة البناء.! عنتريات
ثانياً: إيران وبرنامجها النووي اليوم
إيران وصلت إلى تخصيب 60% من اليورانيوم — وهي نسبة قريبة جدًا من مستوى إنتاج السلاح (90%).
لديها أجهزة طرد متطورة ومنشآت محصّنة في نطنز وفوردو.
تراقبها الوكالة الدولية جزئيًا فقط بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.
الموقف الدولي:
أمريكا وأوروبا تفرض عقوبات اقتصادية وتحاول العودة إلى مفاوضات الاتفاق النووي. وهذه العقوبات في واقع الأمر هي موجهة للعراق من أجل ابقائه تحت سيطرتها لانها تعلم ان ايران تعيش على اموال العراق التي يوفرها لها عملائها حكام العراق الذين وضعتهم امريكا .اذا فان العقوبات على ايران تشبه من يسرق لينمو ويخزن امواله او يدخل جمعية يستلمها بعد سنين. أي اصرفوا من العراق الى ان نعيد اموالكم.!
إسرائيل تهدد بالضربة العسكرية الخاتمة لكنها لم تنفذها حتى الآن حتى تشعر ان هناك اتفاق ووفاق ثلاثي غير معلن بين ايران اسرائيل وامريكا .
روسيا والصين تدعمان طهران سياسيًا، رغم ان الدولتين توقع اتفاقات دفاع مشترك لكنهما أجبن من ان تنفذ بنودها ،رغم ذلك فهما يلعنان صراحة عدم موافقتهما ضرب ايران مما يعقّد أي تحرك عسكري ضدها.
رغم بلوغ ا يران نسبة تخصيب أعلى من أي وقت مضى، لم تتعرض إيران لضربة عسكرية فعالة فحتى الضربة الامريكية الصهيونية التي تباهى بها ترامب الا ان احد قادته العسكريين فند كلامه وان الضربة لم تكن قاصمة لاسيما وان ايران تم اعلامها بالضربة فقامت بنقل واخفاء اليورانيوم المخصب العالي .
اذا العالم يحاول احتواء ايران وليس تدميرها الآن رغم انهم يعلمون ان الايرانيين ذوو رؤوس عنيدة ودولة مارقة تسعى لمد نفوذها لاعادة مايسمى امبراطوريتها التي دمرها مجموعة حفات عرات يمتلكون عقيدة اسلامية صلبة وليسوا مسلمين بالاسم فقط. والاسباب رغم انها محفوفة بالمخاطر ندرج بعض منها وهي
موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي رسمته لها الامبريالية الانمليزية حين ضمت الاحواز العربية لايران فاشرفت على الخليج العربي بكامله واغتنت بنفط العرب. كذلك فانها لا يزال لديها نفوذ في لبنان والعراق واليمن والسودان كذلك يظن البعض وليس انا ان أي حرب معها قد تشعل المنطقة وتؤثر على النفط والتجارة العالمية.
الخلاصة:
كم انا حزين على العراق واشعر انه وشعبه الخير مظلومان ظلما بلا عدالة وانه الظروف تخدم ايران أكثر وعليه كان العراق هدفًا سهلًا وكان دولة عربية قوية لكن معزولة ومحارب حتى من اقرب الناس اليه فلا تحالفات ولا أوراق ضغط. اما إيران اليوم فهيخصم معقّد لها شبكة نفوذ وتهديدات إقليمية تجعل الجميع ربما يتردد في ضربها.
بعبارة صريحة:النظام الدولي لا يعاقب بناءً على العدالة بل بناءً على المصلحة..
إذا كنت ضعيفًا فالعقاب فوري، وإذا كنت قويًا أو مزعجًا فالتفاوض أولًا ثم التفكير بالعقوبة.! سحقا لهذا العالم الاعوج .

699 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع