سالمين غريب دوحي
مسارات - مسبحة الصلاة بين الأديان
مستل
انتشرت ظاهرة حمل السبحات في البلاد العربية بين كبار السن وحتى الشباب لغرض التسلية والتربية والاستخارة والاستماع إلى طقطقة حباتها /
يصعب تحديد الزمن الدقيق الذي ظهرت فيه المسبحة او المسباح كما تسمى في بعض المناطق ، لأول مرة حيث يفترض العلماء أن السومريين الذين عاشوا على الارض قبل (خمسة الاف) سنة هم أول من أستخدم (المسبحة) ، ومن ثم انتقل استخدام المسابح إلى الحضارات الاخرى وابرزها الفرعونية والهندية والفارسية وكانت عادة ترديد الصلوات ومعرفة عدد مراتها باستخدام خيط متعدد العقد أو مشكوك بالخرز ترديد يزيد من فعاليتها .
وأعتقد العديد من الاديان القديمة بترديد الصلاة الواحدة لعدة مرات. عمد الناس الى ترديد الصلاة (10) مرة مثلا واعتقدوا أن لهذا العدد تأثيراً مضاعفاً. وكان العد والصلاة في أن واحد أمرين مستحيلين مما جعل ايجاد وسيلة مساعدة للعد أمراً ضرورياً وكانت المسبحة المساعد الكامل للذاكرة.
وترجم البعض كلمة مسبحة في اللغات الأخرى وكان معناها ( المذكرة ) وكان الناس يستخدمون الثمار المجففة أو العظام لصنع المسبحة أما كهنة الكنيسة اليونانية فقد أطال اتباعها المسبحة بحيث تصل الى الركبة. ثم أضافوا لها أشارة الصليب، وكان الأغنياء يستعيضون عن العقد بالأحجار الثمينة أو الحلي الزجاجية أو كتل من الذهب وانتشرت المسبحة عند المسيح بواسطة القديس الاسباني (دومينك ) وهو يقول أن ( مريم العذراء) ظهرت له وسألته أن ينشر أمر المسبحة (كوسيلة تخليص روحية من الخطيئة )
مسبحة المسلمين ومسبحة المسيحيين
ما الفرق بين مسبحة المسلمين والمسيحيين ؟
مسبحة المسلمين تتكون من تسع وتسعين حبة مع فاصلتين صغيرتين.
ومن المهم أن تكون حباتها ذات حجم مناسب يسهل معه تحريكها بأصابع اليد اما مسبحة المسيح فتتكون من (50) حبة صغيرة أو (33 ) حبة بعدد السنوات التي عاشها ( السيد المسيح) علية السلام.
وكان يستخدمها الرهبان في حساب عدد المرات التي يصلي فيها الراهب صلاة ( يسوع ، أو صلاة أخرى أحياناً.
هذا وانتشرت ظاهرة حمل السبحات في البلاد العربية بين كبار السن وحتى الشباب لغرض التسلية والتربية والاستخارة والاستماع إلى طقطقة حباتها وقد استعملت السبحة لأغراض دينية ايضا حيث وضع الفكر الاسطوري بعض الظواهر والامور مقدمات قسمها إلى قسمين : كمقدمات مكانية مثل :الكعبة - الشجرة - الجبل - الشمس -القمر - .
ومقدمات زمانية مثل: شهر رمضان - عيد الفطر، عيد الاضحى . اما يوم الجمعة فقد اعطى للسبحة بعدا مقدسا عن طريق ما يسمى شعبياً بام ( الاستخارة) اي اخذ الخيرة بالمسبحة في بعض الامور . مثل : السفر الزواج - بناء بيت - شراء سيارة وغيرها حيث يلجأ الناس إلى استخارة اصحاب المسابح وقد تعطيهم المسبحة الجواب وهم يعدونها عداً عشوائياً فإذا كان العدد الاخير مزدوجاً تكون النتيجة نهياً لان العدد الثنائي تمثل الشرك بالاله الواحد، واذا كان العدد (1) كانت النتيجة جيدة لان العدد (1) تمثل الاله الواحد الذي هو الله وبذلك تأمر السبحة الانسان في انْ يسافر او يتزوج او يبني بيتاً جديداً ، و يشتري سيارة حسب نتيجة الاستخارة او ان الاستخارة تمنعه عن ذلك كله فعليه ان ينتظر استخارة اخرى في يوم آخر ويترك امره على المسبحة وهي تقرر الامر اما ايجابا أو سلباً . ولاتزال هذه العادة موجودة حتى وقتنا الحاضر اثرا يتعايش معنا نابعا من الأصول العريقة للمجتمعات البشرية .
717 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع