بقلم احمد فخري
قصة (الكارما) - الجزء الثاني
للراغبين ألأطلاع على الجزء الأول:
https://algardenia.com/maqalat/68885-2025-09-09-11-20-54.html
بقي احمد مستلقياً على الارض امام المحكمة الشرعية بالكرادة وهو يخوض بدمه. وضعت بركانة رأسه على حجرها بكل حنان وراحت تمسح الدماء من على وجهه وهي تبكي بدموع غزيرة وتصرخ، "اطلبوا الاسعاف، يا ناس اطلبوا الاسعاف اتوسل اليكم".
اقترب منها رجل قصير القامة قبيح الوجه قال لها،
الرجل : هل أعجبتك انجازاتنا الاحترافية؟
نظرت اليه بحزن كبير وسألته،
بركانة : من انت وماذا فعلت يا مجرم؟ ماذا تريد منا؟
الرجل : أبلغي مجموعتكم الغبية ان تبتعد عن اعمالنا والا ستدفعون الثمن جميعاً.
بعد ان قال تلك الكلمات المؤلمة، بصق بوجهها ورحل بعيداً. ارادت بركانة ان تلحق به وتمزقه ارباً لكنها ابت ان تترك احمد وحده في امل ان تستطيع انقاذه. بقيت تمسح بيدها دمائه لتزيلها من على وجهه ورأسه. ظلت تقول له بصوت مسموع، "لا تقلق حبيبي، سانتقم منهم جميعاً. سوف لن يظل فرد واحد على قيد الحياة. انهم لا يعرفون مع من تورطوا. ساقطّع اوصالهم بيدي العاريتين". لم تمر سوى دقائق قليلة لكنها كانت اشبه بعشر سنين حتى سمعت اصوات صفارة الاسعاف باضوائها الزرقاء الوامضة تسرع اليهم من آخر الشارع. حمّلوا احمد على النقالة وادخلوه سيارة الاسعاف فاصرت ان تدخل معه لانها لا تريد له الاستسلام للغيبوبة. وفور إدخاله قسم الطوارئ تسلمه اثنان من الممرضين فانطلقوا به الى داخل المبنى ومعهم بركانة تأبى ان تترك حبيبها ولو للحظة واحدة. بقوا يهرولون بالممرات حتى وصلوا الى غرفة العمليات بقسم الطوارئ فصدوها ليمنعوها من المضي قدماً فتوقفت وهي بحالة مزرية. بقيت تنتظر وتبكي بكاءاً مراً. تحاول ان تُصَبّرَ نفسها وتكرر عبارة، "سينجو احمد من الموت، احمد يجب ان ينجو من هذه المصيبة، لا يمكن ان يموت فانا لن اسمح بذلك، لقد تركني ابي وغادر هذه الدنيا وهو بعز شبابه ثم رحل اخواني وهم اطفال لكنني لن ادع احمد يلحق بهم. اعنّي يا ربي اريد منك الدعم والقوة، لا تدعه يموت يا الله". وبهذه الاثناء جائها صوت مألوف من الخلف. ادارت رأسها فرأت نيلسون يهرول بالممرات نحوها وينادي،
نيلسون : بركانة عزيزتي. ماذا جرى؟
تملكها الشك والحيطة فقالت،
بركانة : كيف عرفت بما حصل؟ من الذي اخبركَ؟
نيلسون : احد الممرضين بهذه المستشفى هو عضوٌ معنا بـ (كارما) تعرف على احمد واتصل بي ليخبرني فور قدومكم بسيارة الاسعاف. ولكن اخبريني، هل تمكنت من التعرف على من أطلق النار؟
بركانة : لا، ولكني رأيته كما اراك الآن. بصق بوجهي واعطاني رسالة الى (كارما) ثم سألني بكل وقاحة، "هل أعجبتك انجازاتنا الاحترافية؟" فقلت له من انت؟ قال، " أبلغي مجموعتكم الغبية ان تبتعد عن اعمالنا وإلا ستدفعون الثمن جميعاً".
نيلسون : هل تحققتِ من مواصفاته؟ هل نظرت بوجهه جيداً؟
بركانة : تقريباً، فانا كنت بحالة ارتباك كامل خوفاً على حياة احمد. لكنني اذكر انه كان حالك السمرة اقرب الى السواد قصير القامة لا يزيد طوله على 155 سم يرتدي معطفاً ابيضاً وحذاءاً احمر.
نيلسون : برافو يا بركانة برافو وكيف تحققت من لون حذائه؟
بركانة : لانه كان يدوس على الدم المنتشر على الارض فاعتقدت ان دم احمد قد صبغ حذائه بالحَمارْ لكنني عندما نظرت الى الحذاء ثانية علمت ان لون حذائه كان احمراً لماعاً.
نيلسون : جيد جداً. سنحاول ان نعرف هويته باسرع وقت ممكن ولكن الأمر الأكثر اهمية الآن هو معرفة الخائن بين صفوفنا في (كارما) لأن ذلك أخطر بكثير من الامساك بالقاتل، ولولا ذلك لما عرفوا بنيتكم في الذهاب الى المحكمة الشرعية تنوون الزواج. ولكن كيف حصل ذلك؟
بركانة : انا واحمد كنا سنعقد قراننا بالمحكمة كما اخبرتك واخبرت جميع اعضاء (كارما). ذهب احمد ليبحث عن شهود خارج المحكة فاطلق عليه النار.
نيلسون : هذا يعني ان هناك من يتابعكم ويعرف تماماً اين كنتم بتلك اللحظة.
بركانة : انا استغرب لماذا لم يقتلني انا ايضاً. فقد سنحت له الفرصة.
نيلسون : لانه كان يريد ايصال رسالة لـ (كارما). اعتقد انهم بدأوا يهابونا ويعلمون جيداً اننا قطعنا شوطاً كبيراً في مقارعتهم.
بركانة : ترى من يكون الخائن بيننا؟ هل تعتقد انه العقيد فيصل آمر مركز المنذرية؟
نيلسون : لا، لا اعتقد ذلك ابداً فهو جداً متحمس لاهداف (كارما). تخيلي انه هو الذي اقترح علي اولاً كي اعمل مع (كارما) قبل ثلاث سنين لانه كان يرى كل القذارات التي كانت تمر امام عينيه من المواد الممنوعة المهربة ويجد نفسه عاجزاً وحده في فعل أي شيء لايقافها. كلا، انا متأكد ان المجرم ليس العقيد فيصل ابداً.
بركانة : وكيف سنعرفه إذاً؟
نيلسون : يجب ان نجد طريقة فعالة نتبعها كي نخرج الجرذان من الجحر.
فجأة سمعا صوت باب غرفة العمليات ينفرج ويخرج منه الطبيب. ركض الاثنان اليه وسألاه عن احمد فطمأنهما وقال، "الرصاصة لم تخترق الجمجمة بل خدشتها خدشاً بسيطاً لذلك قمنا بما يلزم. سوف يبقة اثرٌ على رأسه بعد العملية لكنه لا يثير القلق. سيتعافى المريض بوقت قصير إن شاء الله لا تقلقوا".
بركانة : شكراً لك يا دكتور. متى ستخرجوه.
الطبيب : بعد ان يتم الجراحون من تقطيبه.
نيلسون : بما انني اطمئنيت على احمد. ساترككِ قليلاً ثم اعود لاحقاً لاطمئن على حالته عندما يخرجوه من غرفة العمليات.
بركانة : حسناً يا نيلسون.
بعد ان غادر نيلسون سألها الطبيب قائلاً،
الدكتور : اسمه غريب؟ يبدو انه شخص اجنبي يعمل بسلك الشرطة العراقية.
لم ترد على ملاحظة الطبيب بل عادت وجلست على الكرسي كي تنتظر إخراج احمد من غرفة العمليات. وبعد اكثر من ساعة انفتح الباب من جديد وأُخرج احمد على سرير يدفعه ممرض فاستقبلتهم بركانة وصارت تقبل احمد فسمعت الممرض يقول،
الممرض : انه غائب عن الوعي الآن يا آنسة.
بركانة : هل تعتقد انه بخير؟
الممرض : الطبيب عمل كل ما بوسعه والباقي على الله.
بركانة : ونعم بالله.
أدخل احمد غرفة خاصة فسألته،
بركانة : لماذا ادخلتموه غرفة خاصة؟
الممرض : الشرطي الاجنبي الذي كان يتحدث اليك قبل قليل، قام بدفع كل التكاليف وطلب منا وضعه بغرفة خاصة.
بركانة : شكراً لك حضرة الممرض.
اقتربت بركانة من احمد وصارت تمسح وجنته ثم قبلته لكنه كان فاقداً للوعي. سحبت كرسي وجلست الى جانب سريره، امسكت بيده وصارت تدعكها وتتحدث اليه وكأنه كان يسمعها قالت، "حبيبي انت ستكون بخير انا الآن الى جانبك وسابقى الى جانبك حتى آخر لحظة من عمري لانني احبك كثيراً واريدك ان تعود اليّ كي تحظنني وتقبلني وتغمرني بحبك وحنانك كما فعلت ليلة امس لانني لك وانت لي يا روحي. سوف لن ابقى بهذه الدنيا ولو للحظة واحدة إذا رحلت عني". لكن احمد كان لا يتفاعل مع كلماتها. بقي يتنفس من خلال انبوب الاوكسجين الذي ادخل من خلال انفه. ظلت الى جانبه حتى انفتح الباب من جديد فرأت نيلسون يدخل الغرفة ثانية ليسألها،
نيلسون : طمنيني بركانة، كيف حاله الآن؟
بركانة : يقولون انه سيبقى بغيبوبة ثم سيسترد وعيه فيما بعد. نحمد الله ان الرصاصة لم تخترق الجمجمة. لذا كان ذلك امراً مطمئناً. اردت ان اشكرك لانك دفعت اجور الغرفة الخاصة.
نيلسون : لا عليك عزيزتي. بما انني اطمئنيت على احمد فساعود الآن الى مركز الشرطة لان لدينا فوضى كبيرة اليوم.
بركانة : ساسير معك حتى الباب الخارجي للمستشفى.
نيلسون : تعالي.
مشى الاثنان بالممرات ثم هبطوا الى الطابق الارضي حتى وصلوا الى الباب الرئيسية فامسك يدها وقال،
نيلسون : اتصلي بي في أي وقت إذا احتجتِ لاي شيء. افهمت؟
بركانة : اجل شكراً لك، سافعل ذلك.
رجعت بركانة وركبت المصعد لكنها عندما اقتربت من غرفة احمد وجدت الباب مفتوحاً فعلمت ان احداً ما قد دخل الغرفة. تأهبت لتدافع عن حبيبها وتمزقه ارباً. وعندما دخلت الغرفة وجدت شاباً بالقرب من سرير احمد. تحدثت معه بحدة وصرخت، بركانة : مـــــــــــن انت؟ ماذا تريد من احمد؟ لماذا انت هنا؟
الشاب : تمهلي اختي تمهلي ولا تقلقي انا لم ارغب ان أؤذي احمد او (منتصر). انا صديقه واردت ان اطمئن عليه.
بركانة : كيف عرفت بانه في المستشفى إذاً؟
الشاب : لقد تتبعت هاتفه النقال.
بركانة : إذاً انت منهم. تأهب للموت يا حقير. ساقطعك الآن وارمي لحمك للكلاب.
هجمت عليه بركانة وطرحته ارضاً لكنها اصيبت بالدهشة لانه لم يبدي اي مقاومة او ردة فعل. فقط استسلم وهو يبتسم قال،
الشاب : لقد حدثني منتصر عنك وقال بانك تلعبين الكراتيه. اعتقد انك بركانته اليس كذلك؟
وعندما سمعت (بركانته) هدئت قليلاً وسألته،
بركانة : وما اسمك؟
الشاب : اسمي صبحي. انا صديق منتصر منذ الطفولة ولا اريد له سوى الخير اطمئني ولا تتسرعي.
بركانة : لماذا لم يخبرني عنك؟
صبحي : كان يريد ان يرشحني لعضوية منظمتكم لانني متحمس جداً للانتماء إليها. لقد وعدني بذلك بعد ان يتم زواجكما.
بركانة : هل انت تعمل معه؟
صبحي : كلا، هو يعمل كمهندس حواسيب وانا اعمل كمهندس اتصالات في آسيا سيل. خرجت من عملي اليوم باجازة زمنية لاطمئن على منتصر.
بركانة : وكيف اعرف انك تقول الحق؟
صبحي : بامكانكِ الاتصال بعملي والسؤال عني هناك كي تتحققي من صدق كلامي.
بركانة : حسناً، دعني اتأكد.
امسكت بهاتفها وطلبت شركة آسيا سيل للاتصالات. سمعت صبحي الذي يقف الى جانبها يقول لها، "اطلبي قسم الصيانة". ففعلت فاجابها رجل قائلاً،
الرجل : الصيانة تفضلوا.
بركانة : اريد التحدث الى المهندس صبحي.
الرجل : انا آسف سيدتي. لقد خرج في اجازة زمنية لان صديقه اصيب بحادث. هل تريدين ترك رسالة له؟
بركانة : كلا. شكراً لك.
الرجل : على الرحب والسعة.
اغلقت الخط فسألها صبحي،
صبحي : ماذا قال لك؟
بركانة : قال انك خرجت باجازة زمنية.
صبحي : ارأيت يا بركانة؟ انا صديق ولست عدو.
بركانة : سؤال اخير، كيف عرفت باصابة احمد؟
صبحي : عندما كنتم بالمحكمة الشرعية وخرج للبحث عن شهود، اتصل بي واخبرني بما يجري ثم سمعت صوت الطلق الناري عليه فعلمت بما جرى. بعدها تتبعت الهواتف عن طريق الـ Tracking.
بركانة : إذاً انت جاد بالرغبة في الانتماء لمنظمتنا (الغضب الساطع).
صبحي : يبدو انك لازلت تختبرينني. فمنظمتكم اسمها (كارما) وليست (الغضب الساطع).
بركانة : حسناً ساثق بك بالوقت الحالي حتى اتاكد منك تماماً.
بهذه اللحظة رن هاتف بركانة السري ففتحته لتسمع نيلسون يقول،
نيلسون : يبدو ان ما قلتيه صحيح يا بركانة. هناك جرذان يتجسس علينا من الداخل ويُبَلّغ عن كل تحركاتنا. لكننا لا نعرف هويته بعد.
بركانة : انا ساتحرى الامر لا تقلق. فانا اشك بشخص معين.
نيلسون : كيف ستفعلين ذلك؟
بركانة : اترك الامر لي يا نيلسون. ساخبرك بالتفاصيل لاحقاً.
نيلسون : حسناً. لكن اريدك ان تكوني على حذر. فاعدائنا لا يلعبون.
اغلقت الخط مع نيلسون ونظرت الى صبحي ثم قالت له،
بركانة : ساختبرك الآن اختباراً تجريبياً. إن كنت صادقاً فسارشحك بنفسي للعضوية. اريدك ان تتجسس على هاتف احدى عضوات (كارما). فانا اشك بها منذ امد بعيد لكنني لم امسك عليها اي دليل. اسمها الحركي (كارمن) واسمها الحقيقي (عفراء سالم ذنون).
صبحي : هذا امر يسير جداً. ساتحقق منه الآن فوراً.
اخرج حاسوبه المتنقل من الحقيبة التي كان يحملها على كتفه وبدأ بالنقر على المفاتيح ثم صاح،
صبحي : لقد وجدتها. من الآن فصاعداً ساتمكن من التنسط على أي مكالمة تقوم بها عبر هاتفها النقال وساسجلها لكِ. لذا اريدك ان تخبري مديرك كي يستدرجها ويقوم بتظليلها.
بركانة : وكيف يفعل ذلك؟
صبحي : ان يخبرها بوجود اجتماع طارئ مثلاً لجميع اعضاء (كارما) بمنطقة الصالحية امام المتحف الوطني.
اخرجت بركانة هاتفها السري واتصلت بنيلسون وقالت له،
بركانة : وجدت طريقة لكشف الجاسوس وانا اعتقد انها (كارمن). لذلك سننصب لها كمين. اطلب منك ان تبعث برسالة نصية لجميع اعضاء (كارما) تخبرهم عن وجود اجتماع طاريء ومصيري بمنطقة الصالحية امام المتحف الوطني. الاجتماع سوف يلتأم بعد ساعتين من الآن.
نيلسون : حسناً سافعل ذلك. اخبريني بالنتائج عندما تكتشفين الجاسوس.
بركانة : سافعل ذلك بالتأكيد.
اغلقت الخط مع نيلسون والتفتت الى صبحي وقالت له،
بركانة : سوف نرى إن كانت كارمن هي المخبر. لدي احساس انها هي. فشكوكي نادراً ما تخذلني.
صبحي : دعينا ننتظر ونرى.
بعد قليل رن هاتف بركانة السري لتستلم عليه رسالة نصية عامة من نيلسون يخبر بوجود اجتماع طارئ لجميع اعضاء (كارما) بمنطقة الصالحية امام المتحف الوطني. قالت لصبحي،
بركانة : لقد وصلني التبليغ المظلل.
صبحي : جيد جداً، دعنا ننتظر ونرى ردة فعل كارمن.
بقي الاثنان يبحلقان بشاشة الحاسوب ينتظران ردة فعل من كارمن. وكما توقعوا بالضبط اتصلت كارمن مستعملةً هاتفها الآي فون وطلبت رقماً مجهولاً وعندما رد عليها قالت،
كارمن : الو سيدي انا عفراء.
الرجل : ما ورائك يا عفراء؟
كارمن : لدي معلومة جداً خطيرة. سيجتمع جميع اعضاء (كارما) بمنطقة الصالحية امام المتحف الوطني بعد ساعتين من الآن. سيكون انسب وقت لكي نبيد المنظمة برمتها. سيدي، إذا ما نجا منهم عضو واحد فقط فإن عملنا كله سيذهب هباءاً منثورا وسيتطاير مجهودنا في مهب الريح. يجب تصفيتهم جميعاً هذه المرة كي لا تقوم لهم قائمة بعد الآن. استعمل رشاشات، بنادق قناصة او حتى قنابل ولكن قم بذلك حتى لا يبقى اياً منهم على قيد الحياة.
الرجل : شكراً لك عفراء. سماحة السيد سيكون سعيداً جداً بهذا الخبر. انت قدمت لنا المنظمة على طبق من ذهب. ستمحى (كارما) عن الوجود بعد ساعتين.
كارمن : ارجو ان تكون مكافئتي بحجم المخاطر التي عرضت نفسي اليها.
الرجل : كوني على ثقة. السيد لا ينسى من يخدمه بامانة. والآن ابتعدي عن جميع الاعضاء ولا تتواصلي معهم. خذي سيارة اجرة وتعالي الى هنا. لان جكسارتك الجديدة تنتظرك لدى مجلس السيد.
اغلقت الخط معه. فالتفت صبحي الى بركانة وقال،
صبحي : لقد كانت شكوكك وتوقعاتك بمحلها. انت كشفت المخبر.
بركانة : يا الهي، لقد كان احساسي بمحله. انها تلك القذرة كارمن. سوف اخبر نيلسون بكل ما حصل.
صبحي : سيكون صعباً عليه تصديق ان عضوة في (كارما) تعمل على محو المنظمة من الوجود. انا لدي فكرة افضل. اخبريه بانك ستبعثين له التسجيل الصوتي للمكالمة.
بركانة : اقسم بالله انك ذكي جداً يا صبحي. سافعل ذلك.
اخرجت بركانة هاتفها السري واتصلت بنيلسون وقالت، "لقد كشفنا المخبر. انها العضوة كارمن. سيصلك بعد قليل التسجيل الصوتي لكارمن وهي تبلغ رؤسائها المجرمون عن موعد الاجتماع المزعوم كي يُصَفّونا جميعاً".
نيلسون : احسنت يا بركانة. والآن ساتصل بالاعضاء كلٌ على حدة لاخبرهم بان الاجتماع قد الغي واطلب منهم جميعاً عدم الاستجابة الى النداء السابق ما عدى كارمن. لكنني سابعث مديرتك القديمة (روزا) كي تذهب الى الصالحية لتراقب من بعيد ما سيحصل هناك.
بركانة : اطلب منها ان تكون حذرة جداً لأن (كارمن) تعرف شكلها جيداً وستستطيع التعرف عليها إن رأتها. فهؤلاء الناس مجرمون ولا يرحمون احداً. اطلب منها ان تترك مسافة كبيرة بينها وبين المتحف.
نيلسون : بالتأكيد سافعل ذلك. ساطلب منها ان ترتدي عبائة شعبية لتخفي شكلها. شكراً بركانة.
بركانة : بل علينا ان نشكر العضو الجديد صبحي الذي منحته اللقب (جيفارا). لانه هو من ساعدني في كشفها.
نيلسون : اشكريه يا بركانة نيابة عني. واخبريه بانه عمل عملاً بطولياً.
اغلقت الخط مع نيلسون وشكرت جيفارا على جهوده التي ادت الى كشف الواشي المندس. ثم قالت،
بركانة : بامكانك ان ترجع الى عملك الآن فانت هنا في اجازة زمنية. لا تقلق، انا ساعتني بأحمد.
جيفارا : شكراً لك بركانة. ستكونان زوجين مثاليين إن شاء الله.
بركانة : دعه يستيقظ من غيبوبته ويتعافى اولاً وسنستدعيك كي تكون شاهداً على عقد قراننا.
جيفارا : سيكون لي الشرف يا اختي.
بعد ساعتين وفي منطقة الصالحية وصلت روزا متنكرة بعبائة عراقية سوداء تغطي كامل جسدها وقد امسكت بالعبائة من الاعلى بحيث غطت معظم ملامح وجهها واتخذت موقعاً بعيداً عن المتحف لكنه بانورامي جداً تستطيع من خلاله متابعة الحشود المرتقبة. وبعد وقت قصير بدأت ترى افراداً يرتدون ملابس مدنية حاملين اسلحة خفيفة منتشرين بعدة اماكن وزوايا من الساحة بالقرب من المتحف. بقي جميع المسلحين ينتظرون حتى وقفت سيارة سوداء ذات الدفع الرباعي ونزل منها ضابط الحشد ومعه سيدة محجبة. لم تتمكن روزا من معرفة شخصية تلك السيدة المحجبة لكنها عندما اقتربت واصبحت امامها تأكدت من تقاطيع وجهها قالت، "هل جئتِ ايتها الساقطة (كارمن) كي تكونين شاهدة على المذبحة التي تمنيت ان تحدث ولكن هيهات يا مجرمة. جعل الله كيدك في نحرك يا مرتشية".
كان الجو مشحوناً بالتوتر والترقب لما سيحدث. وكانت اصابع المسلحين على الزناد ينتظرون الشرارة الاولى كي يبدأوا بفتح النار والابادة الجماعية. اما باقي المارة فلم يكونوا يكترثون لما يجري في الشارع. الكل يمضي في طريقه غير مدركاً حجم العاصفة المرتقبة. بقيت الامور في هدوء مشوب بالحذر حتى يئس المسلحون من مجيء اعضاء (كارما) فاعطى قائدهم اوامره كي يعودوا من حيث اتوا. بدأت مركباتهم تتحرك بكل الاتجاهات لتخلي المكان. بتلك اللحظة فتحت روزا هاتفها السري وخاطبت نيلسون قائلة،
روزا : لقد بدأوا ينسحبون يا نيلسون.
نيلسون : جيد جداً. عودي انت الآن وتوجهي الى المقر (الفا).
روزا : لحظة، لحظة، انتظر يا نيلسون لا تغلق الخط.
نيلسون : ما الامر يا روزا؟ ماذا تريدين؟
روزا : ابعث لكارمن برسالة نصية على هاتفها السري لتخبرها بان الاجتماع قد الغي من امام المتحف وبدلاً من ذلك سيلتئم الاجتماع في المقر (الفا).
نيلسون : تفكير سليم يا روزا. فهمت قصدك. انت ذكية جداً.
روزا : ساعود انا الى المقر (الفا) لاشاهد معكم وجه الخائنة كارمن.
نيلسون : سوف لن ابدأ بمحاسبتها حتى تصلين هناك. هذا وعد مني يا روزا.
روزا : ساركب سيارة اجرة الآن.
اغلقت الخط مع نيلسون واشارت بيدها لتوقف سيارة اجرة فينطلق بها بشوارع بغداد الى المقر (الفا). دخلت هناك فوجدت اكثر من عشرة اعضاء جالسين على كراسي قد شكلت على هيئة دائرة كبيرة وكانت الخائنة كارمن تقف بمنتصف الدائرة. جلست روزا على كرسي لتراقب الجلسة. بدأ نيلسون بالحديث معها حين سألها،
نيلسون : اين كنت اليوم يا كارمن؟
كارمن : كنـ... كنـ... كنت ساتي الى المتحف الوطني كما امرتني لكنك بعثت لي برسالة ثانية والغيت الاجتماع فعدت الى بيتي. بعدها طلبتني للحضور الى هنا فجئت مسرعة.
نيلسون : انت تكذبين يا كارمن.
كارمن : انا لا اكذب ولم اكذب في حياتي فانا انسانة اخاف الله وقد كرست كل حياتي الى العبادة والطاع...
قاطعها نيسلوين وقال،
نيلسون : كفاك كذباً وافترائاً وتمثيلاً يا مجرمة.
كارمن : هذا عيب عليك. هل رأيتني بالجرم المشهود؟
هنا نطقت روزا لتدخل على الخط وقالت،
روزا : انا رأيتك يا ساقطة. جئت الى المتحف لتشاهدي بام عينيك المذبحة التي وشيت عنها. نزلت من السيارة مع ضابط الحشد وبقيت ترتقبين الابادة الجماعية.
كارمن : انا لم اراك امام المتحف ولم ارى اي عضو من (كارما). انت تكذبين ايتها العجوز الشمطاء.
التفتت الى نيلسون وسألته،
كارمن : هل لديك دليل بانني اكذب؟ هل لديك ما يثبت صحة اقوال تلك العجوز الحقيرة. هذا كله كذب وافتراء.
هنا نظر نيلسون بوجه بركانا واومأ برأسه فقامت بركانة بتشغيل مضخم صوت لاسلكي الذي يعمل بنظام البلوتوث لتضخم صوت المكالمة. ثم ربطته بهاتفها النقال وعرضت على الجميع التسجيل بين كارمن ورئيسها إذ سمع الجميع المكالمة على مضخم الصوت عندما قالت،
- الو سيدي انا عفراء. لدي معلومة جداً مهمة.
- ما ورائك يا عفراء؟
- لدي معلومة في غاية الاهمية. سيجتمع جميع اعضاء (كارما) بمنطقة الصالحية امام المتحف الوطني بعد ساعتين من الآن. سيكون انسب وقت كي نقضي على المنظمة برمتها. تذكر جيداً سيدي، إذا ما نجا اي واحد منهم فإن عملنا كله سيصير هباءاً منثورا وسيذهب مجهودنا في مهب الريح. يجب تصفيتهم جميعاً هذه المرة كي لا تقوم لهم قائمة بعد الآن. استعمل رشاشات بنادق قناصة او حتى قنابل ولكن قم بذلك حتى لا يبقى اياً منهم على قيد الحياة.
- شكراً لك عفراء. سماحة السيد سيكون سعيداً جداً بهذا الخبر. انت قدمت لنا المنظمة على طبق من ذهب. ستمحى (كارما) عن الوجود بعد ساعتين.
- ارجو ان تكون مكافئتي بنفس حجم المخاطر التي عرضت نفسي اليها.
- كوني على ثقة. فالسيد لا ينسى من يخدمه بامانة. والآن ابتعدي عن جميع الاعضاء ولا تتواصلي معهم. خذي سيارة اجرة وتعالي الى هنا. لان جكسارتك الجديدة سوف تنتظرك لدى مجلس السيد.
نظر نيلسون بوجه كارمن فرأى وجهها قد انصبغ بلون أصفر باهت. كان الخوف بادياً عليها والدموع صارت تشكل خطاً اسوداً على خدها. كانت تبكي وقد خفضت رأسها الى الاسفل فسمعوا بركانة تقول،
بركانة : دعنا نعدمها يا نيلسون.
نيلسون : نحن لسنا مرخصين للحكم عليها. ذلك يستدعي قاضي محكمة.
بركانة : ومن اين سنأتي بهذا القاضي الآن؟
نيلسون : طلبت من القاضي (فرانك كابريو) ان يحضر الى هنا وقال انه سوف يصل بعد قليل. صبراً يا بركانة.
سكتت بركانة وكبتت غيضها فعم الهدوء على الجميع ما عدى الاصوات التي كانت تصدرها كارمن وهي تبكي. لم تمضي سوى دقائق وسُمِعَتْ خطوات القاضي (فرانك كابريو) وهو يدخل المقر بوقار كبير ويغلق الباب ورائه. لم يحيي احداً من الحاضرين بل قام فقط بسحب كرسي مخصص له وجلس لينضم الى الحلقة ثم امر ببدئ المحاكمة. دامت الجلسة اكثر من ساعة كاملة حتى استمع الى التهمة الموجهة الى كارمن والادلة المقدمة ثم اصدر الحكم كالتالي: "استناداً لجميع ما تقدم من ادلة ضد المدعوة كارمن وبعد الاستماع الى دفاعها الشخصي امرت المحكمة بطردها من المنظمة نهائياً واطلاق سراحها. رفعت الجلسة".
وقفت بركانة تعترض على الحكم وقالت بغضب،
بركانة : اهذا كل ما هنــــــــــاك؟ تطلقون سراحها بعد ان كانت ستتسبب بموت جميع الاعضاء؟ هذا ليس عدلاً.
لكن نيلسون امسك بيدها وسحبها الى جانبه ثم همس بأذنها قائلاً،
نيلسون : نحن لسنا سفاحين لذلك لن نرتكب جريمة خارج القانون بهذه المنظمة. لكنني ساعدمها بطريقة اخرى.
كارمن : تعدمها بطريقة اخرى؟ وكيف ستفعل ذلك؟
نيلسون : نحن نتعامل مع عدو ذكي ذو نفوذ كبير، وإذا اردنا مقارعته فعلينا ان نستعمل تكتيكاً افضل. سنستخدم الذكاء الصناعي لتقليد صوت كارمن وهي تحذرنا من الكمين القاتل. دعنا ننتظر شفاء احمد وسوف يرتب لنا اسلوب تقني كي نستطيع ان نعاقب به كارمن على طريقتنا.
بركانة : قصدك ان نبعثه لرؤسائها حتى يعدموها بانفسهم؟ يا لك من داهية يا نيلسون، انا سعيدة لانك تترأس منظمتنا.
نيلسون : هكذا نكون قد ارضينا ظمائرنا وارضينا الجميع بنفس الوقت.
بركانة : هناك نقطة جداً مهمة الآن. اعدائنا يعرفون مكاننا هذا أي الموقع (الفا) الذي نحن فيه الآن وبالامكان ان يطوقون المكان ويصفّونا جميعاً باي لحظة.
نيلسون : هذا صحيح. لذلك سننطلق من هنا ونخلي المكان بعد قليل. وسوف لن نعود اليه ثانية. سوف نختار مقراً آخر في المستقبل.
بركانة : حسناً. دعنا نطلق سراح كارمن اولاً. ففور وصولها اليهم سوف يأتون لحصدنا انا متأكدة من ذلك.
اقترب نيلسون من كارمن وقال لها،
نيلسون : يا عفراء سالم ذنون. لقد سحب منك الاسم (كارمن) لانك لن تعودي عضوة بـ (كارما) ولأنك لا تستحقين ذلك اللقب. انت حرة طليقة من الآن فصاعداً. اخرجي من هنا فوراً ولا تعودي الينا ابداً. انت مطرودة.
عفراء : اتقصد انني استطيع الخروج دون ان تعدموني؟
نيلسون : نحن لا نعدم احداً، ارحلي من هنا هيا. اذهبي الى الجحيم.
خرجت كارمن من الموقع وتلاشت عن الانظار على الفور.
بهذه الاثناء رن هاتف بركانة فاجابت على المكالمة وبدأ وجهها ينير من شدة الفرح قالت للجميع، "لقد اتصلوا بي الآن من المستشفى وقالوا ان احمد قد استيقظ من غيبوبته. تقول الممرضة انه بخير وهو الآن يتناول وجبة طعام". صفق الجميع لهذا الخبر المفرح لكن نيلسون رفع يديه للاعلى وقال، "يا زملاء علينا ان نخلي هذا المكان باسرع وقت ممكن فنحن معرضون لهجوم مسلح واسع من قبل الاعداء فور رجوع عفراء الى مقر المليشات".
خرج الجميع مسرعين ولكن بهدوء تام. ركبوا سياراتهم وتلاشوا عن الانظار بكل الاتجاهات. ركب نيلسون سيارة بركانة وقال لها،
نيلسون : دعيني اتي معك الى المستشفى كي اطمئن على احمد.
بركانة : سيفرح كثيراً برؤيتك يا نيلسون.
ولما وصلوا سألها نيلسون إن كان لديها حاسوب احمد المتنقل فقالت بان الحاسوب موجود في حقيبة سيارتها الخلفي. دخلوا غرفة احمد فنظر اليهم وابتسم ثم قال،
احمد : بركانتي كم اشتقت اليك يا عمري.
نيلسون : اشتقت اليها وحدها فقط يا ملعون؟
بركانة : سامحه يا نيلسون. فقد كنا سنعقد قراننا لولا ذلك المجرم الذي اطلق النار عليه بالمحكمة.
نيلسون : لا عليكم اعزائي، انا كنت امازحه وحسب. والآن قل لي يا احمد، هل انت قادر على استخدام حاسوبك؟ لاننا بامس الحاجة اليك.
احمد : بالتأكيد انا بخير. اعطني الحاسوب يا بركانة.
وضعت الحاسوب على الطاولة المتحركة امامه وبدأ يبحث في ارشيف الاجتماعات الصوتية بداخل القرص الصلب لاعضاء (كارما) التي كان يسجلها في الجلسات السابقة حتى عثر على صوت كارمن وهي تقول، "متى سيكون الاجتماع القادم سيادة الرئيس؟". فاحتفض بصوتها على سطح المكتب ثم سأل نيلسون قائلاً،
احمد : ماذا تريدها ان تقول؟
نيلسون : أكتب الآتي بصوت كارمن، " الو نيلسون اريد ان احذركم بشكل فوري وخطير. مسلحون تسليحاً كبيراً سوف يلتقوننا امام المتحف وسوف يصفونا جميعاً. ابلغ الجميع بعدم الذهاب للاجتماع فوراً".
احمد : وماذا عن الجواب؟
نيلسون : ضعه بصوتي انا حيث ساقول، "شكراً لكِ يا كارمن، لقد انقذت حياة جميع اعضاء كارما. نحن سنعطيك المبلغ الذي اتفقنا عليه، شكراً لك مرة ثانية".
بركانة : يا الهي كم انت ذكي يا نيلسون. سوف يعدمونها على الفور عند سماع ذلك التسجيل. ولكن كيف سيصل اليهم؟
احمد : سنبعثه برسالة من جهة مجهولة الى ضابط الحشد الذي كنت اتتبع جميع اتصالاته.
نيلسون : اريد ان اسمع التسجيل برمته قبل ان ترسله.
بركانة : لا تقلق يا نيلسون، احمد شاطر جداً بهذه الامور، سوف يهيئه ويخرجه بسرعة كبيرة.
احمد : امنحني ربع ساعة فقط يا نيلسون.
نيلسون : خذ كل اليوم إن اردت.
بدأ احمد يداعب حاسوبه ويكبس على مفاتيحه بشكل فني كما لو كان يعزف معزوفة (او سولو ميو) لـ يدواردو دي كابوا. سأل نيلسون بركانة،
نيلسون : هل ترغبين بفنجان قهوة؟
بركانة : اجل فانا اشعر بتوتر كبير يغمرني بقشعريرة.
ولكن قبل ان يغادر نيلسون خارج الغرفة ليجلب القهوة سمع صوت احمد يقول،
احمد : انتهيت منها تعال يا نيلسون واسمع.
وقفا يستمعان الى التسجيل المظلل الذي اعده احمد فسمعا،
- الو نيلسون اريد ان احذركم بشكل فوري وخطير. مسلحون تسليحاً كبيراً سوف يلتقوننا امام المتحف وسوف يصفونا جميعاً. ابلغ الجميع بعدم الذهاب للاجتماع فوراً.
- شكراً لكِ يا كارمن، لقد انقذت حياة جميع اعضاء المنظمة. نحن سنعطيك المبلغ الذي اتفقنا عليه، شكراً لك مرة ثانية.
نيلسون : يا الهي، امر لا يصدق. لولا انني انا الذي طلبت منك ذلك لاعتقدت ان ما اسمعه هو الحقيقة فهذا صوت كارمن وهذا صوتي انا مئة بالمئة. كيف فعلت ذلك؟
بركانة : اعتقد بأن الشرح سيطول عن كيفية عمل الذكاء الصناعي لذلك دعنا نشرب قهوتنا ونأخذ احمد معنا فيبدو لي انه تعافى والحمد لله.
احمد : انسي القهوة يا بركانتي فهم يعرفون المستشفى وقد يأتوا لتصفيتنا اولاً.
نيلسون : هيا إذاً دعونا نغادر على جناح السرعة.
ارتدى احمد ملابسه وانطلقوا جميعاً في سيارة بركانة لتلاحظ ان احمد ليس على ما يرام فسألته،
بركانة : هل انت بخير يا حبيبي؟
احمد : انا بخير، بخير لا تقلقي، انه مجرد دوار بسيط سيزول بعد قليل.
نيلسون : ارجو ايصالي الى المقر (گولف). وبعدها بامكانكم الرجوع الى بيتكم.
بركانة : حسناً ساقلك الى المقر (گولف) الآن.
رجعت بركانة واحمد الى بيت احمد فطلبت منه التوجه الى السرير مباشرة لان علامات التعب كانت بادية على وجهه. دخل الحمام واستحم كاملاً ثم اوى الى الفراش فاوت معه بركانة. وضع رأسه على صدرها وبقيت تمسد على شعره حتى نام نوماً عميقاً. وفي اليوم التالي استيقظت بركانة قبل احمد فنزلت للطابق السفلي وراحت تعد له وجبة الافطار. ولما فرغت من تحضير كل شيء نادته فاستيقظ واخبرها بانه سيأتي للمطبخ بعد ان يأخذ حماماً ساخناً.
بعد الاستحمام نزل الطابق الارضي ودخل المطبخ فرأى وليمة كبيرة تنتظره قال،
احمد : كل هذا الطعام لي؟
بركانة : انت كنت مصاباً وفقدت الكثير من الدم. انك تحتاج للغذاء يا عمري. ابدأ بتناول طعامك ام تريدني ان اطعمك بيدي.
احمد : بالحقيقة لن اقول لا للدلال.
بركانة : إن ذلك من دواعي سروري يا عمري.
راحت بركانة تطعم حبيبها بكل حنان فيأكل من يدها ويحس بحرارة مشاعرها التي اصبح مدمناً عليها. وبعد تلك الوجبة الدسمة قالت،
بركانة : ما رأيك بقدح شاي نتناوله بغرفة الاستقبال؟
احمد : فكرة صائبة. هيا يا عمري.
جلس الاثنان بالغرفة وراحا يستمتعان بشرب الشاي ويتبادلان كلام العشق. وفجأة سمعا هاتف بركانة السري يصدر صوت ازيزه ففتحته وقالت،
بركانة : ماذا ورائك يا نيلسون؟
نيلسون : بركانة هل انت بالقرب من التلفزيون؟
بركانة : اجل انه امامي ها هنا، لماذا؟
نيلسون : افتحيه وتابعي الخبر العاجل على (الشرقية).
فتحت بركانة التلفزيون فسمعت المذيع يقرأ الخبر الذي راح يعيده مراراً وتكراراً فيقول، "عثرت شرطة بغداد قبل قليل على جثة امرأة مجهولة الهوية بمنطقة البياع رميت بداخل حاوية النفايات. لم يتم استبيان هويتها بعد. لذلك نرجو ممن يتعرف عليها ان يتقدم الى اقرب مركز للشرطة ليعرفنا عن هوية المغدورة".
بعدها بدأت الكاميرا تظهر وجه الجثة فتعرفت عليها بركانة وصاحت، "لقد نالت كارمن ما تستحقه. المجرمون قاموا بتصفيتها بعد سماع التسجيل".
نيلسون : كذلك علمنا ان مجموعة من المسلحين القذرين قاموا بمداهمة المقر (الفا). ودمروه بالكامل كما توقعنا فاصبح اثراً بعد عين.
بركانة : نحمد الله اننا تركناه بالوقت المناسب ولم يبقى فيه اي فرد من منضمتنا.
نيلسون : علينا ان نتوخى المزيد من الحذر بهذه المرحلة. فاعدائنا لا يلعبون ابداً وبالامكان ان يقتلوا اي شخص يقف في طريقهم. تعالي انت واحمد الى المقر (چارلي).
بركانة : انا اتفق معك بان نكون في قمة الحذر. ساخبر احمد بما قلت الآن وسنلقاك في (چارلي).
اغلقت الخط مع نيلسون ثم اخبرت احمد بكل التفاصيل لكنه انزعج من الامر وقال،
احمد : يريدنا باجتماع عاجل ولكن متى سنعقد قراننا إذاً؟
بركانة : لا عليك حبيبي، الزواج قادم لا محال ولن يطلق النار احد بهذه المرة كما حصل بالمرة السابقة كن على ثقة لاننا اقتلعنا الضرس العفن. كانت كارمن هي التي ابلغت عنا لذلك جاؤوا وهاجموك امام المحكمة.
احمد : اتمنى ذلك.
وصلت سيارة بركانة حاملة الثنائي فرأوا الكثير من سيارات اعضاء (كارما) واقفين امام الموقع (چارلي).
جلسوا بداخل القاعة فرأوا رئيس المنظمة واقفاً يطلب من الجميع الاسراع بالجلوس فجلسوا ونظروا الى نيلسون ليسمعوه يقول: "اخواني واخواتي الاعضاء. لقد بلغنا اليوم من العقيد فيصل آمر مركز المنذرية ان شحنة كبيرة جداً تقدر بـ 40 طناً من المخدرات قد وضعت بشاحنة بيضاء خرجت من المنذرية. انا اعلم جيداً ان فرع من فروعنا منظمتنا (ناركوتيكا) هم المسؤولون الاساسيون بهذا النوع من الجرائم ولكن، المشكلة اهم واكبر من ذلك بكثير. يبدو ان المليشات قد جندت جميع مواردها واموالها وقواتها في انجاح عملية توصيل هذا الكم الهائل من المخدرات الى مستودعها. وإذا ما وصلت المخدرات الى الشارع فإن النتائج ستكون مربحة كثيراً للمجرمين وكارثية للعراقيين. لذلك قررت ان اشرك جميع الفصائل وفروع الفصائل لدينا كي نفشل عمليتهم مما سيسبب للمهربين ارباكاً كبيراً بسبب العجز المالي الكبير الذي سوف سيتعرضون له إذا ما تدخلنا ونجحنا في افشال هذه العملية. لذلك انا انصح اي عضو من اعضاء (كارما) ان يقوم بالانسحاب من الآن إن وجد في ذلك خطر على حياته. ارجو ان لا تتحرجوا من اتخاذ خطوة الانسحاب هذه لاننا قلناها مراراً وتكراراً أن سلامة الجميع تهمنا بالمقام الاول. والآن ارجو رفع ايدي من يريد الانسحب"
نظر الجميع حوله فلم يجدوا اي يد مرفوعة فصفقوا تصفيقاً حاداً دام وقتاً طويلاً وعندما توقف التصفيق سمعوا نيلسون يقول، "بما ان الجميع متحمس كي يساهم بمقارعة المجرمين لذلك ساتنحى انا جانباً عن الادراة وساتركها لبركانة كي تقودنا بهذه العملية بسبب خبرتها الكبيرة ومتابعتها للعملية منذ البداية. انتبهوا جيداً، فانا انسحب لهذه العملية فقط". بدأ الجميع يضحك لتلك الدعابة التي اطلقها نيلسون. هنا اكمل قائلاً، تفضلي يا بركانة وقفي هنا كي ترسمي لنا خطة المداهمة". وقفت بركانة امام المؤتمرين وقالت، "لقد زرع فريقنا بالمنذرية اجهزة تتبع (تراكرز) بداخل الشاحنة التي تحمل المخدرات لذلك ساطلب من (أحمد) ان يقوم بتتبعها عبر الحاسوب والمسيرات والاقمار الصناعية. وسنعرف من خلال الترصد اين ستتجه واين سيكون المستودع الذي ستفرّغ فيه حمولتها. سيكون الكل متصلاً بالكل كي نتجنب اي اخطاء قد وتؤدي الى امور كارثية. لذلك سينقسم الفصيل المسلح من (كارما) الى نصفين الفرقة <أ> والفرقة <ب>". وقفت بركانة وقالت، "ستكون العملية منسقة بشكل مركزي فنتتبعهم عبر الاقمار الصناعية والمسيرات لذلك على جميع الاعضاء التأكد من ان هواتفهم مشحونة وجاهزة 100% كي لا ينقطع الاتصال بنا مع احد". ليذهب الآن الجميع الى مواقعهم.
وقف كل الاعضاء وانتشروا بشكل هادئ وفي غاية التنسيق وكأنهم خلية نحل. ركبوا سياراتهم وانطلقوا لينفذوا اكبر عملية قامت بها (كارما) لصالح العراق وشعبه. رجعت بركانة واحمد الى البيت فتوجه هو الى غرفته التي تحتوي على ثلاثة حواسيب واجهزة تقنية اخرى بينما ذهبت بركانة الى غرفة النوم فسألها،
احمد : اين انت ذاهبة يا روحي؟
بركانة : ذاهبة لارتدي البدلة القتالية. تحسباً لاي طاريء.
احمد : هل هذا يعني بانك ستشاركين بالقتال؟
بركانة : نعم، إذا لزم الامر طبعاً فانا عضوة بالفريق واترأس الفريق بهذه العملية بالتحديد.
احمد : إذاً كما قلت سابقاً (لو دمي لو لگمة تمن).
بركانة : اجل انت قلتها (لو دمي لو لگمة تمن). حتى وإن استشهدنا انا وانت فسوف نتزوج بالجنة حبيبي.
احمد : اكيد.
دخلت بركانة غرفة نومها وبدأت تستعد بينما راح احمد يعمل على حواسيبه واجهزته. وبعد قليل سمع حبيبته تناديه فخرج من الغرفة ليراها واقفة امامه تحمل سلاحاً صينياً تقول،
** بركانة في زي القتال
بركانة : ها... كيف ابدو؟
احمد : تبدين في غاية الاثارة. سوف يموت المجرمون لمجرد ان يشاهدوا جمالك.
بركانة : لا تبالغ حبيبي، دعني اذهب الى غرفة التمرين لانتقم من كيس الملاكمة. عليّ ان اجمع شعري كي لا يعيقني.
احمد : إذهبي يا روحي. وابقي بعيداً عني. فانت اصبحت كالسكين المشحوذ هاهاها.
بعد ان غادرت بركانة الى غرفة التمرين رجع احمد الى حواسيبه وشاشاته وصار يكبس عليها بسرعة البرق. مر اكثر من ساعة على هذا الحال ثم نادى باعلى صوته، "بركانتي، بركانتي، تعالي بسرعة"
ركضت بركانة الى غرفة احمد والعرق يتصبب من صدغها قالت،
بركانة : ما الامر؟
احمد : لقد حدث شيء لن تصدقيه ابداً. فبطريق الصدفة ستمر الشاحنة من امام بيتنا هذا باي لحظة.
بركانة : اتريدني ان اعترضها؟
احمد : لا، لا، ساطلق العنان لطائرة مسيرة من سطح بيتي كي تتبعها من الجو بارتفاع عالي وستقومين انت بتوجيه المجموعة المقاتلة نحوهم عبر الهاتف السري.
بركانة : انا على اتم استعداد. دعنا نبدأ
** شاحنة المخدرات ترصدها مسيرة في السماء
وقفت بركانة خلف ستار الشباك تترقب مجيء الحافلة حتى رأتها تأتي من بعيد قالت لاحمد،
بركانة : لقد وصلت الشاحنة.
احمد : اجل انا اراها على شاشة الحاسوب من خلال كاميرة المسيرة وكذلك على الخريطة عبر الـ GPS. هيا اخبري نيلسون على الفور.
امسكت بالهاتف السري واتصلت بنيلسون قالت،
بركانة : الشاحنة مرت من امام بيتنا... اقصد من بيت احمد يبدو انها متجهة نحو منطقة الدورة.
نيلسون : حسناً الدورة، عُلِمْ.
اغلقت الخط مع نيلسون. بعد قليل رأى احمد مشهداً مثيراً على احدى شاشات حاسوبه بينما كان يتتبع الشاحنة من خلال كاميرا المسيرة قال،
احمد : يا الهي، لقد احاطت 6 سيارات سوداء بالشاحنة. ثلاثة من الامام وثلاثة من الخلف. جميعها سيارات ذات الدفع الرباعي. اعتقد انهم بعثوا لها بحراسة مسلحة.
فتحت بركانة الهاتف واقالت،
بركانة : يا نيلسون هناك 6 سيارات تحرس الشاحنة. ولو فرضنا ان بكل سيارة يجلس 4 مسلحين فنحن نواجه جيشاً قد يصل تعداده الى 24 مقاتل. لذلك خذ احتياطاتك.
نيلسون : لا تقلقي عزيزتي فانا املك 7 مقاتلين مسلحين. وكلهم من رجال النخبة، واحدهم بعشر رجال.
احمد : اخبريه بانني ساطلق مسيرة اخرى كي تتبعهم.
اغلقت الخط مع نيلسون وسألت،
بركانة : لماذا اطلقت مسيرة ثانية؟
احمد : انه اجراء احترازي تحسباً لاي طارئ.
بركانة : انت اعلم بذلك. حسناً اين الشاحنة الآن؟
قالتها وهي تنحني وتنظر الى شاشة الحاسوب تتابع الشاحنة البيضاء.
احمد : حالياً يتجه الموكب نحو الرشيد. اتصلي بنيلسون واسأليه عن موقع رجاله.
اتصلت بركانة بنيلسون ثانية لتسأله قال،
نيلسون : لا تقلقي ففريقي متواجد بالمنطقة الآن.
بركانة : يجب ان تأخذوا حذركم لان هناك احتمال ان يكون رئيس المنظمة معهم ماذا كان اسمه يا ترى؟
نيلسون : اسمه عقيل (ابو سيف). لا تقلقي عزيزتي فنحن ايضاً لدينا ابطال بامكانهم ان يقارعوه ويكسروا شوكته.
بركانة : حمداً لله.
اغلقت الخط مع نيلسون وبقيت تتابع المنظر من على شاشة الحاسوب مع احمد. وبعد ساعة سمعته يقول،
احمد : لقد خرج الموكب عن الطريق المعبّدْ. يبدو انهم يسيرون الآن بمسار ترابي.
بركانة : هل بامكانك ان ترتفع للاعلى بالمسيرة اريد ان ارى المنطقة برمتها.
احمد : فكرة صائبة.
ضغط احمد على الازرار ورفع المسيرة فرأى من بعيد مبنىً كبير. قرّب الزوم من على كامرته فرأى ما يشبه الحضيرة المعدنية الضخمة صاح باعلى صوته،
احمد : وجدتها. انهم متجهين الى مخزن بمكان قاحل ليخزنوا بضاعتهم فيه.
بركانة : هل تستطيع ان تتقرب من الحضيرة؟
احمد : بالتأكيد سارسل المسيرة الثانية لتقترب منها بينما تبقى المسيرة الاولى تراقب الموكب. لحظة واحدة حبيبتي.
صار يكبس على ازرار لوحة المفاتيح فاقتربت المسيرة الثانية من مبنى الحضيرة وصارت تدور حوله لتصوره من كل الجهات فشاهدوا مبنى صغيراً جداً بالقرب من الحضيرة يصدر منه صوت مولدة كهربائية. هنا قالت،
بركانة : لديهم كهرباء خاص بهم وهذا يعني ان لديهم حراس بداخل الحضيرة ايضاً. هل تستطيع مشاهدة ما يدور بداخل الحضيرة؟
احمد : لا استطيع. لان ذلك سيجعلهم يكتشفون امرنا وهذا سوف ينبه الأشرار او ربما سيتصلون بالموكب كي يغير اتجاهه. دعينا ننتظر ولكن اخبري نيلسون بتلك المعلومة.
بركانة : حسناً.
بعد قليل وصل الموكب الى الحضيرة فخرج المزيد من المسلحين من الداخل لاستقبال الموكب. بتلك النقطة اصبح المكان يعج بالمسلحين. ابلغت بركانة نيلسون فسمعته يقول،
نيلسون : لننتظر حتى يُدخِلوا البضاعة برمتها الى الحضيرة ثم نداهمهم.
بدأ المسلحين ينقلون البضاعة من الشاحنة الكبيرة الى داخل المستودع. لتستمر العملية ساعة كاملة ثم توقفوا فسمعت بركانة هاتفها يرن قالت،
بركانة : يبدو انهم اكملوا ادخال البضاعة كلها الى الداخل.
نيلسون : إذاً، لقد آن الاوان لنداهمهم.
قالها واغلق الخط مع بركانة. رفعت بركانة سلاحها الخشبي فسألها احمد،
احمد : ماذا تفعلين وما هذا الذي بيدك؟
بركانة : انه (النونچاكو). سلاح فعال. اريد ان اشارك بالمعركة. انا ذاهبة لاقاتل معهم.
احمد : ارجوك حبيبتي توخي الحذر.
بركانة : لا تقلق يا عمري. هل تذكر ما قاله أسد الصحراء عمر المختار للمحتلين الايطاليين؟ "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت"
احمد : حفظك الله.
خرجت بركانة من بيت احمد وركبت سيارتها متجهة الى موقع الحدث. وبينما هي في الطريق وضعت السماعة باذنها كي تستطيع ان تستجيب لاي اتصال من زملائها بالمنضمة. وبعد سير دام ساعة كاملة جائتها مكالمة. ردت على المكالمة فسمعت احمد يقول لها،
احمد : حبيبتي بركانة لقد اشتبك نيلسون مع العصابة انا اسمع صوت الرصاص مدوياً. يبدو انه خسر الكثير من رجاله. انصحك بالعودة الى هنا.
بركانة : مستحيل. انا ذاهبة لانقذ الموقف. لا تطلب مني مثل هذا الطلب ابداً.
احمد : اقول ذلك لأنك غير مسلحة. ستقتلين لا محال يا حبيبتي. ارجوكِ ارجعي وسوف نقارع المجرمين بوقت لاحق.
بركانة : ساغلق الخط الآن.
اغلقت الخط على احمد ثم اغلقت الهاتف كلياً حتى لا يحاول اعادة الاتصال بها. بقيت تتبع اشارة الـ GPS حتى وصلت الى الطريق الترابي فبدأت تخفف سرعتها كي تتمكن من ترتيب ستراتيجية قتالية. لاح لها المبنى من بعيد فأوقفت سيارتها واكملت باقي الرحلة سيراً على الاقدام كي لا يكتشفوا صوت محرك سيارتها او الغبار الذي تثيره العجلات. بقيت تسير بتأني حتى وصلت الى مسامعها اصوات طلقات نارية متفرقة فعلمت ان المعركة لم تحسم بعد. التَفّتْ الى خلف المبنى لعلمها ان فريق نيلسون دخل من الباب الخلفي. كان الباب مفتوحاً فتسللت ببطئ شديد ولا تزال اصوات صليات الرشاشات مسموعة بجميع ارجاء المبنى. مشيت قليلاً فرأت جثة احد اعضاء فريق نيلسون. اقتربت منه وكشفت عن نبضه فعلمت انه متوفي. تركته وسارت ببطئ شديد حتى وصلت الى احد اعضاء فريق نيلسون وسألته،
بركانة : ما اسمك؟
الرجل : انا اسمي الملازم يوسف حمادي. حمداً لله لانكم وصلتم لدعمنا. لقد نفذت ذخيرة اغلب رجالنا. اما انا فبقي معي ثلاث طلقات فقط لذلك قررت ان ابقي عليها لحالات الطوارئ. دعيني اسألك سيدتي، كم عنصر جاء معك لدعمنا؟
بركانة : جئت انا وحدي.
يوسف : لكنك لست مسلحة.
بركانة : كم انت مخطئ يا يوسف. انظر الى هذا.
ارته الـ (النونچاكو) من حزامها فنظر وقال،
يوسف : هل انت تمازحيني؟ ماذا ستفعل هذه العصى امام رصاص بنادقهم. ابقي خلفي سيدتي ولا تخاطري بحياتكِ.
بركانة : ارجوك احمي ضهري لانني ساتوغل بينهم الآن.
يوسف : لا ارجوكِ سيدتي توقفي لا تذهبي، سيقتلونك توقفي.
لكنه لم يكن يعرف بركانة فهي اكثر عنداً من البغال. انطلقت الى الامام وبدأت تتنقل بين كومات الصناديق حتى رأى يوسف واحداً من المجرمين يوجه بندقيته نحو بركانة فاطلق عليه رصاصة ليرديه قتيلاً. التفتت بركانة صوب يوسف وابتسمت ثم رفعت ابهامها له دلالة على شكرها ثم واصلت التوغل. فجأة رأت اثنان من المجرمين ممسكين برشاشاتهم فقفزت في الهواء نحوهم وامطرتهم ضرباً بالـ (النونچاكو) فصقطا على الارض دون حراك. التقطت بنادقهم ورمتها ليوسف فشكرها برفع ابهامه هو الآخر. توغلت الى العمق اكثر حتى رأت نيلسون ممسكاً ببندقيته والدم يسيل من كتفه سألته،
بركانة : هل انت مصاب؟
نيلسون : جرح بسيط يا بركانة، ماذا تفعلين هنا؟ هل جننت؟ جئت الى هنا وحدك؟
بركانة : لا تقلق عليّ. انا جئت لادعمكم.
نيلسون : تدعمينا؟ تدعمينا كيف؟ بهذه اللعبة الخشبية؟
بركانة : سترى ماذا سأفعل بهذه اللعبة.
نيلسون : ابقى مكانكِ يا بركانة فالاوغاد ما زال لديهم اكثر من 8 رجال.
بركانة : لا تقلق عزيزي. ساعود بعد قليل.
بالرغم من محاولات نيلسون الحثيثة ليقنعها كي تعدل عن الهجوم لكنه لا يعلم ان بركانة لا يمكن ايقافها متى ما بدأت في تنفيذ قراراتها مهما حصل. لذلك شاهدها تنطلق الى الامام وتختفي عن ناظريه. وبين الفينة والاخرى كان يسمع ضربات عصاها الـ (النونچاكو) تصدر صوتاً هو خليط ما بين رنة السلاسل وطرق الخشب وصرخات الم شديد فيعلم انها نالت من واحد آخر من المجرمين. بقي يتابع الاصوات دون ان يرى شيئاً حتى مر وقت طويل والاصوات لم تنقطع بعد ثم سمع خطوات اقدام تقترب منه. ادار بندقيته نحو الشخص القادم واذا به يرى بركانة تسير بكل ثقة حاملة سلاحها الذي صار ملطخاً بالدماء وتسحب خلفها جثة رجل من قدم واحد تسحلها على الارض قالت،
بركانة : لقد سقط جميعهم ولم يبقى احداً منهم كي يلعب معي. ماذا اعمل؟ فانا اشعر بالملل.
ضحك نيلسون وقبلها من وجنتها ثم قال،
نيلسون : اقسم بالله انك تعادلين جيشاً كاملاً يا بركانة.
بركانة : والآن دعنا ننهي ما بدأنا به. اولاً علينا ان نحصي خسائرنا وخسائر العدو. ونخرج الجميع خارج المبنى ثم نتلف شحنة المخدرات برمتها.
نيلسون : انت قائدتنا هنا يا بطلة. ساذهب انا من هذا الاتجاه وانت من الاتجاه الثاني.
ذهبت بركانة وراحت تعد القتلى والجرحة وعندما عادت الى نيلسون قالت،
بركانة : رأيت من فريقنا 4 جرحى وقتيل واحد.
نيلسون : وانا رأيت جريح واحد فقط. هذا يجعل الحصيلة 5 جرحى وشهيد واحد. وماذا عن العدو؟
بركانة : 22 قتيلاً و 7 جرحى واسير واحد.
نيلسون : هل قلت اسير واحد؟ هل انتِ تمزحين؟ من هو الاسير؟
بركانة : سوف لن تصدق يا عزيزي. انه عقيل الملقب بـ (ابو سيف) رئيس المليشات.
نيلسون : يا سلام يا بركانة. لقد حققتِ شيئاً رائعاً واين هو؟
بركانة : انه فاقدٌ للوعي لقد وضعت اصفاده الفولاذية على معصميه خلف ضهره وسحبته لك على الارض ها هو.
نيلسون : هل هو مصاب بطلق ناري؟
بركانة : لا ولكنه تلقى ضربة او دعنا نقول بضع ضربات قاسية على رأسه من لعبتي الخشبية. المسكين لم يعي ماذا ارتطم برأسه. هل تعلم ماذا وجدت ايضاً؟ لقد وجدت ذلك الوغد القصير القامة الذي اطلق النار على احمد خارج المحكمة.
نيلسون : هل هو من بين الجرحى؟
بركانة : اتمازحني يا نيلسون؟ لا طبعاً، قمت بارساله الى الآخرة بركلة مستقيمة من قدمي بعد ان قفزت بالهواء فكسرت رقبته.
نيلسون : خيراً ما فعلت. دعينا نسحب جميع القتلى والجرحى الى خارج المبنى ثم نضرم النار بالمخزن.
بركانة : إذاً سابحث انا عن النفط لنقوم برش المستودع بها.
نيلسون : وانا ساقوم بالباقي.
تفرق نيلسون وبركانة فبدأ نيلسون والملازم يوسف حمادي بسحب القتلى والجرحة الى خارج المبنى. بينما كانت بركانة تفتش عن النفط كي تضرم النار بالمستودع بكل ما فيه من مخدرات. وبعد قليل خرجت فرأت نيلسون والملازم يوسف قد نقلوا جمع الرجال وسطروا القتلى على الارض. رفعت بركانة يدها للأعلى لتريه علبة معدنية قالت،
** عبوة تحتوي على مادة مشتعلة
بركانة : لم اجد نفطاً لاضرام به النار بل رأيت عدة مواد كيماوية مسطرة بالمستودع فاتصلت (بروزا) وسألتها فطلبت مني ان اقرأ لها اسماء المواد على العبوات. وعندما قرأت الاسم المكتوب على هذه العبوة قالت بانها مادة شديدة الاشتعال. والآن ساقوم برشها على كل زاوية من زوايا المستودع والمتبقي منه ساقوم بتغريق البضاعة السامة كي اتأكد من ان شيئاُ منها لن يسلم من الحريق.
نيلسون : هل انت متأكدة من انها مادة مشتعلة؟
بركانة : قالت لي روزا ان ثنائي إيثيل الأثير مذيب عضوي عديم اللون، شديد التطاير، وقابل للاشتعال، معروف برائحته النفاذة الحلوة، يُستخدم بشكل رئيسي في المختبرات لإذابة الزيوت والدهون وغيرها من المواد غير القطبية، وفي الماضي كمخدر عام. استخدامه محدود بسبب قابليته الشديدة للاشتعال ومخاطره الصحية الكبيرة.
نيلسون : لقد كسبنا كثيراً عندما انضمت الينا روزا. اليس كذلك؟
بركانة : اجل انها رائعة. سابدأ بالرش الآن.
نيلسون : كوني حذرة جداً. ولكن كيف ستوقدين النار؟
بركانة : وجدت ولاعة سجائر من نوع (زپي) بجيب احد المجرمين الذين نفقوا فاستعرتها منه.
نيلسون : اقسم بالله انك بطلة.
بركانة : والآن ابتعدوا قدر المستطاع عن المستودع لان الابخرة التي ستخرج منه سوف تجعلكم تنتشون.
نيلسون : الا نستحق قسطاً من النشوة بعد كل ذلك العناء يا فتاة؟
قالها وهو يضحك فابتسمت ودخلت المستودع وحدها. بقيت بالداخل فترة طويلة فبدأ القلق يدب بقلب نيلسون. سمع الملازم يوسف يقول،
يوسف : لقد تأخرت كثيراً سيدي. ربما وقع لها مكروه. هل تريدني ان افتش عنها بالداخل؟
نيلسون : اجل اذهب يا يوسف.
وقبل ان يأخذ يوسف خطوة واحدة بداخل المستودع شاهدوا بركانة تخرج من باب المستودع وهي تركض نحوهم وتصيح باعلى صوتها. "اركبوا العربة واديروا المحرك بسرعة هيا". ركبا السيارة الملئى بالجرحى وجثة الشهيد وأبقوا باب العربة مفتوحاً. دخلت بركانة العربة معهم وقبل ان تغلق الباب خلفها قالت،
بركانة : انطلق بسرعة يا رجل سوف ينفجر المستودع باي لحظة.
انطلقت السيارة لتبتعد بعيداً وبعد قليل سمعوا انفجاراً كبيراً مزلزلاً هز الارض من تحتهم. واصلوا سيرهم مبتعدين عنه حتى توقفوا بالقرب من الشاحنة الكبيرة التي وضعوا فيها القتلى والجرحى من المجرمين بينما نزلت بركانة من المركبة وركضت نحو سيارتها وقالت لهما وهي تبتعد،
بركانة : سنلتقي بالمقر (چارلي).
نيلسون : اجل في (چارلي) لا تتأخري.
بركانة : بالتأكيد. ساستدعي احمد وروزا كي يكونان معنا.
نيلسون : وانا ساستدعي القاضي (فرانك كابريو) وبعض العناصر الحقوقيين. كي نجري محاكمة للوغد الاسير.
بركانة : هذه هي امتع الاوقات يا نيلسون. اننا نجني حصيلة نجاحنا.
واصلت بركانة سيرها لكنها بدأت تشعر بالعطش فانحازت عن الطريق العام بسيارتها وسارت باحدى الشوارع حتى وجدت حانوتاً صغيراً اوقفت السيارة الى جانبه. نزلت وأشترت قنينة بيبسي باردة راحت تشربها بانتعاشة كبيرة تتذكر احداث القتال الذي جرى قبل قليل وكيف انتقمت من مطلق النار على حبيبها احمد. فجأة تذكرت احمد ففتحت هاتفها الذي كان مغلقاً واتصلت به فوجدته بحالة غضب كبير. صرخ بها وقال، لماذاً اغلقت هاتفك؟ هل انت بخير؟ لقد اصبت بالهلع من شدة الخوف عليك. فاخبرته بانها بخير وانها ستتجه الى مقر (چارلي) وتريده ان يلتقيها هناك. اغلقت الخط معه واكملت شرب البيبسي ثم رجعت الى سيارتها لتواصل السير. بقيت تسير ببطئ شديد فتستمتع بالاوقات السعيدة لنصرها على الاشرار حتى وصلت الى المقر (چارلي). اوقفت سيارتها ودخلت من باب المقر لترى منظراً اثلج صدرها. كان امراً مثيراً للاعجاب. لقد شكل اعضاء (كارما) حلقة كبيرة من الكراسي وجلسوا ينظرون الى رجل واقف بوسط الدائرة غير مكبلٌ يقف بكل صلافة واستحقار للجميع. كان قد لجأ للصمت المطبق لانه لم يملك اي وسيلة يدافع بها عن نفسه. لقد مُسِكَ وهو ملطخ اليدين بدماء الابرياء. اخذت بركانة مجلسها الى جانب احمد لتستمع للمحاكمة فسمعت القاضي (فرانك كابريو) يقول، "فتحت الجلسة". نظر الى المتهم فسمعه يقول، "كم انتم مثيرون للسخرية. تحسبون انفسكم صوتاً للعدالة لانكم تمثلون هيئة محكمة كارتونية؟ انا ابصق عليكم جميعاً".
فرانك كابريو : افتتاحية جيدة من رجل شديد الاستقامة كان بامكانه ان يبيد المنظمة برمتها خلال دقائق.
ابو سيف : ومتى فعلت ذلك ايها القرد اللعين؟
فرانك كابريو : انا اتحدث عن واقعة المتحف الوطني بالصالحية يا متهم.
سكت ابو سيف وانزل رأسه للارض خجلاً فسأله القاضي،
فرانك كابريو : هل فقدت الذاكرة يا سيد عقيل ام انك تستحي مما فعلت؟ او ربما لم تتوقع اننا سنعرف بما اقترفت يداك؟
ابو سيف : بالحقيقة انا كنت انفذ الاوامر.
فرانك كابريو : تنفذ الاوامر، اوامر من؟
ابو سيف : سوف لن تفهم ما ساقول.
فرانك كابريو : قلها يا رجل ولا تخجل. اوامر من؟
ابو سيف : اوامر السيد ادام الله ظله.
فرانك كابريو : وهل لدى السيد رتبة عسكرية؟
ابو سيف : بل هية رتبة دينية الهية مقدسة. فلو امرني السيد بقتل اولادي وجميع افراد عائلتي لفعلتها دون أي اتردد.
فرانك كابريو : كم انت كلب مطيع للسيد. والآن قل لي، هل ترغب ان يكون لديك محامي يدافع عنك؟
ابو سيف : وهل تعتقد انني اثق بمن ستقدم لي ليدافع عني؟ كلا، انا سادافع عن نفسي.
فرانك كابريو : حسناً، دون عندك المتهم رفض محامي الدفاع. والآن الادعاء يسرد القضية.
بدأت المحاكمة بتقديم جميع الادلة للمحكمة ثم قام ابو سيف بالدفاع عن نفسه دائماً بحجة انه ينفذ اوامر السيد. وبعد تداول دام 6 ساعات توصل القاضي الى حكمه عندما قال،
فرانك كابريو : بعد الاستماع لجميع الادلة وشهادات الشهود والدفاع قررت المحكمة ما يلي: اولاً تسليم المتهم الى شرطة بغداد. ثانياً، تسليم جميع الأدلة للقاضي عدنان الجنابي كي يشكل محكمة نظامية تنظر بالجرائم المرتكبة من قبل المدعو عقيل الملقب (ابو سيف). رفعت الجلسة.
تركت بركانة مكانها واقتربت من ابو سيف وقالت له،
بركانة : لماذا امرت باطلاق النار على احمد ايها الوغد الحقير؟
ابو سيف : لانكم لو تزوجتم فسوف تنجبون المزيد من الحشرات التي تشبهكم ايتها العاهر.
اثارت كلماته غضب بركانة فرفعت يدها كي تضربه لكن القاضي صرخ باعلى صوته وقال،
فرانك كابريو : بركانة، توقفي يا بركانة. ما تفعلينه لا يجوز. نحن نطبق القانون بحذافيره لا نخرقه ابداً كما يفعل الاوغاد.
امتنعت بركانة عن ضرب ابو سيف بصعوبة وخرجت من المقر. سارت نحو سيارتها وجلست على كرسي القيادة وهي تستشيط غضباً ثم صارت تضرب باقصى قوتها على مقود السيارة وهي تبكي. تبعها احمد ودخل سيارتها ليجلس الى جانبها وصار يحاول ان يهدئ من روعها ولكن هيهات. ظل يطبطب على ضهرها ويمسد على شعرها لكنها لم تهدأ ابداً صارت تصرخ وتقول،
بركانة : كيف كيف كيف. نقوم باعتقال المجرمين ثم يقدمونهم للقضاء الجائر كي يطلق سراحهم فيقوموا بالمزيد من الجرائم. ان ما نعمله لا نفع له لانهم سوف يطلقون سراح هذا الوغد من جديد فيفلت من العدالة. انا لن ابقى بهذه المنظمة الضعيفة.
احمد : وماذا ستعملين إذاً؟ هل ستقتصين من المجرمين بيدك ليقال عنك قاتلة؟ ولماذا انت مغتاظة. حسب معلوماتي، فالقاضي عدنان الجنابي هو انسان مستقيم لا غبار عليه. سوف يحكم عليه باقصى العقوبات. كوني متأكدة من ذلك يا بركانتي.
وبينما كان احمد يحاول تهدئة بركانة سمعوا صراخاً يأتيهم من داخل المقر. فتح احمد الباب وهَمّ بالخروج ليستقصي الامر فرأى ابو سيف يهرب من المقر راكضاً ويدخل احدى السيارات الواقفة خارج المقر ثم يُدَوّر محركها وينطلق بها هارباً ليمر الى جانب سيارة بركانة. صرخت بركانة على احمد وقالت،
بركانة : اغلق الباب يا احمد. المجرم يهرب. يجب ان أمسك به.
رجع احمد الى السيارة وركب الى جانب بركانة، اغلق الباب ورائه وقال،
احمد : لن ادعك تطارديه وحدك. لا اريدك ان ترتكبي حماقة.
ادارت بركانة المحرك واستدارت بسيارتها لتطارد المجرم الهارب. بقيت ورائه لوقت طويل حتى وصل الى استدارة في الشارع. وبدلاً من ان يخفض من سرعته استدار بسرعة كبيرة فانقلبت به السيارة ثلاث مرات حتى توقفت وقد تحور شكلها الى كتلة حديدة مهشمة. نظرت اليها بركانة وتذكرت حالة سيارة والدها عندما صدموها المراهقين الذين تسببوا بقتل اخوانها الاثنان. اوقفت سيارتها فركض احمد وبركانة ليروا منظراً مروعاً. لقد تحطم رأس ابو سيف وتدلى من خارج الشباك وهو مفتوح العينين. بدأت بركانة تضحك بشكل هستيري وهي تقول. حكم عليه العزيز الجبار. انه القادر على كل شيء. سبحانك يا رب.
اقترب منها احمد وقال،
احمد : دعينا نعود الى البيت فانا اشعر بتعب كبير.
<< بعد مرور 4 أشهر <<
في مقر (اكس راي) لمنظمة (كارما). عقد اجتماع موسع لاغلب الاعضاء فوقف المدير (نيلسون). ورحب بهم ثم اعلن الاعلان التالي: "اخواني اعضاء كارما النجباء. لقد وصلني من مصادر موثوقة تابعة لوزارة الداخلية ووزارة الصحة ان الشباب الذين يستقبلونهم بالمستشفيات بسبب الادمان على المخدرات قد هبط بنسبة 20% وهذا يوعز الى جهودكم الكبيرة في القضاء على عصابة منظمة كبيرة ومتشعبة تستورد تلك الآفة وتوزعها بين صفوف المواطنين. هذا لا يعني اننا قضينا على المشكلة برمتها لكننا ساعدنا على خفض عدد المدمنين. شكراً لكم جميعاً لانكم ساهمتم بتلك العملية المركبة، هل لديكم اي اسئلة؟"
رفعت احدى العضوات يدها وقالت،
اسمي الحركي هو (جان دارك) سيادة الرئيس. بما اننا قضينا على المخبرة (كارمن) والتي كان اسمها الحقيقي عفراء سالم ذنونعلى ما اعتقد. لم يبقى بيننا اي مخبر او خائن. لذا ينتابني الفضول كي اعرف الاسماء الحقيقية لأعضاء منظمتنا. الا اخبرتنا بالاسماء؟
اجابها نيلسون قائلاً، انت على حق. لكننا إن اردنا الاستمرار في عملنا هذا فعلينا ان نحافظ على سرية شخصيات الاعضاء لان الاعداء سوف لن يكفوا عن دس المزيد من المخبرين لتسلل الى وسطنا ليحرقوننا ونحن ما زلنا احياء. انا اعتذر منك يا (جان دارك). ولكن ما استطيع ان اخبرك به هو ان الجميع مدعوون الى حفل زفاف زميلتنا بركانة على الزميل احمد غداً في المقر (روميو).
ضحكت بركانة وهمست باذن احمد قائلة،
حمداً لله ان احداً لم يلاحظ حجم بطني وهو يكبر.
*** تمت ***
558 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع