الطبية المغدورة بان زياد العزاوي تواطؤ القضاء والحكومة والنواب والأسرة

علي الكاش

الطبية المغدورة بان زياد العزاوي تواطؤ القضاء والحكومة والنواب والأسرة

قال محمد الشوكاني:
إذا جار الأميرُ وكاتباه ... وقاضي الأرض داهن في القضاءِ
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ ... لقاضي الأرض من قاضي السماءِ!
(الديوان/440)
ليس اغتيال بان زياد الأول من نوعه، وخصوصًا في مدينة البصرة. فقد سبقته سلسلة اغتيالات لنساء مثل سارة طالب، وريهام يعقوب، وسارة العبودي، وجميعهن من البصرة، وعدد من البلوكرات والفاشونستات مثل ام اللول وام فهد، شوق العنزي، نور بي أم، تارة فارس، طيبة العلي، سمسم، فيروز آزاد، غفران سوادي، والعشرات غيرهن. ناهيك عن المئات من ثائرات تشرين الكبرى.
من نافلة القول، هناك حرب خفية ضد المرأة العراقية تشنها الحكومة وميليشياتها الإرهابية، لأسكات صوتها الوطني ووظيفتها الاجتماعية، وتحويلها من نصف المجتمع الى هامش المجتمع، الحكومة تسير على خطى طلبان في أفغانستان، ولا شك ان إقرار تفخيذ الرضيعة وزواج القاصرات وزواج المتعة من قبل البرلمان (النواب الشيعة) كان المسمار الأخير في نعش كرامة المرأة العراقية، التي حولوها الى النحيب واللطم على الحسين بن علي، وسلبوا منها مكانتها الاجتماعية الرفيعة.
وجميع هذه الضحايا تم اغلاق ملفاتهن دون الوصول الى الجاني، مع ان الحكومة تعرف ان ميليشياتها تقف وراء عمليات الاغتيال، وهذا ما يذكرنا بقضية شهداء ثورة تشرين رغم مقتل واعاقة وجرح ما يقارب (30000) متظاهر سلمي تم اغلاق الملف وقضية هاشم الهاشمي والآلاف غيرهم، ناهيك عن قتلى عبارة الموصل وسبايكر، ومول الكوت ومستشفى الحسين وحفلة عرس الحمدانية وملفات لا حصر لها، لا يوجد جاني لسبب واضح ان الحكومة نفسها هي الجاني، والغريب انه لا يوجد ما يسمى الادعاء العام، لا احد من العراقيين يعرف اسم المدعي العام، لأنه مفقود في ميدان الحق والعدالة، اما مجلس القضاء الأعلى فدوره يتلخص بالتغطية على جرائم الحكومة وميليشياتها الإرهابية، فقد تحول القضاء الى دكتاتورية فهو من يعين رئيس السلطة التنفيذية والتشريعية بأحكام ما انزل الله بها من السلطان، وتحول فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى الى فرعون العصر، فكل ما يحدث من سرقات وقتل وإرهاب وتزوير ورشاوي تتم من خلال لحافه القانوني.
تحولت قضية الطبيبة المغدورة بان زياد طارق العزاوي (من السنة) الى قضية رأي عام بعد ان اقتنع 99% من الشعب العراقي بأن الضحية قتلت من قبل عصابات اسعد العيداني محافظ البصرة، وكلبه الشرس مصطفى الكاظمي، وهو من ازلام النظام الإيراني، يحمل من السفالة والحقارة ما يزيد عن اكثر العالم جرما وكفرا ودناءة، هذا الصبي مسؤول عن الكثير من الجرائم في البصرة، ولا أقول الا لعنة الله على كل من انتخبه من العراقيين، وسيكون مسؤولا أمام الله عن جريمة انتخاب أفسد العراقيين قاطبة، بلغ من السفالة درجة عالية قلما ينافسه أحد.
ما ان اعلن عن مقتل المغدورة بان حتى صدرت تصريحات فورية قبل اعلان النتائج التحقيقية من قبل اللجان الخاصة، فقد صرح المحافظ اسعد العيداني والنائب الولائي مصطفى سند ان الضحية انتحرت، ولا نعرف ان كان ذلك الهام شيطاني او مشاركة في الجرم، وراح شارلوك سند يحلل الانتحار كأنه لم يفارق الضحية لحظة واحدة عند انتحارها المزعوم، فقد جزم ان الضحية كانت تحمل مشارط تشريح مع انها طبيبة نفسانية ولا علاقة لها بأدوات التشريح، وحلل هولمز العراق وجود خصلة من شعر في قبضتها بقوله أن المنتحرة كانت تمشط شعرها، فتساقط وجمعته بيدها الذبيحة، واحتفظت به في يدها الممزقة من اعلى الكف الى المرفق بطول 6 سنتيمتر لليدين وصلت الى العظم، واكد ان الكتابة التي وجدت على الباب الخارجي للحمام تطابق مع خطها، علما اننا لا نعرف كيف خرجت من الحمام وهي تزف دما لتكتب على باب الحمام الخارجي عبارة اريد الله، مع انه من المفروض ان تكتبها داخل جدار الحمام، وما هذه العناية الكبيرة بالخط الجميل والحركات كالهمزة والضمة، وكيف كتبتها ويديها ميتتان؟
ولدينا بعض التساؤلات المشروعة لعلها تصحي ضمير القضاء العراقي:
ـ لماذا تدخل القضاء العراقي ونواب وسياسيين اذا كانت فعلا انتحار، فلم نشهد لهم أي دور لهم في حالات الانتحار السابقة، وهذه نادرة لا سابق لها في عالم الانتحار في العراق.
ـ من المعروف ان عينات الجينيات وغيرهم لا يمكن الحصول على نتائجها بأجهزة طبية متطورة الا بعد اكثر من أسبوع، فكيف تضمنها التقرير خلال أربعة أيام؟
ـ ورد في التقرير الطبي ان المغدورة عندما فحص جسدها لا يوجد اثر لتناولها عقاقير ومهدئات وادوية، وبعدها بصفحة زعم ان الطبية بان اخبرت صديقة لها (طبية أيضا) بأن عقاقير الكآبة لم تعد تؤثر بها لكثرة ما تناولته منها.
ـ لماذا تطلب من صديقتها الطبيبة ان تجلب لها دواء مهدئ من بغداد، والدواء متوفر في صيدليات البصرة، ولأنها طبيبة يمكنها ان تكتب راجيته الدواء لأنها طبية مخولة؟
ـ ما علاقة مجلس القضاء الأعلى بحالة الانتحار، فهو لم يدس انفه مسبقا في اية حالة انتحار، بل ان وجود اسم القاضي فائق زيدان يعني انك هناك أمرا مخفيا، وان القضاء يتستر على جريمة ما. أي دور لفائق زيدان في اية قضية يثير الشكوك والشبهات!
ـ هناك حالات انتحار في العراق مما شكل ظاهرة تستحق الدراسة ووضع العلاج لها، لكن اليس من الغريب ان يتدخل رئيس الوزراء في المسألة (هذه اول مرة) ويقف مع المجرمين؟
ـ لماذا تم مسح مسرح الجريمة من قبل زوجة خال المغدورة قبل ان تباشر الجهات التحقيقية في التحقيق؟ وعلى ماذا اعتمدت اللجان التحقيقية مع عدم وجود مسرح للجريمة؟ لاحظ التقرير يتحدث عن مكالمات ورسائل وعلاقات عامة كأدلة جنائية!
ـ لماذا اخفيت جميع معالم الجريمة (الدماء والمشارط وخصل الشعر، وتغيير ملابس الضحية) ما عدا عبارة (اريد الله)؟ اطمئني يا بان اردت الله، وانت في حضرته الآن، سينصفك ممن تسبب في قتلك ومن تستر عليهم، حتى من اقرب الناس اليك.
ـ اليس من المعقول ان تقوم الطبيبة بقطع الوريدين في اليدين، ويكون الموت اسهل بدلا من تلك الجراح العميقة للعظم، وهي طبيبة نفسانية تعرف ابسط واسهل طرق الانتحار؟
ـ هناك حز حبل في رقبة الضحية يدل على محاولة خنقها، فلماذا تخنق نفسها ومن ثم تشق يديها بجروح عميقة؟ وما هو سبب الكدمات في جسدها وظهرها؟ هل يمكن للمرء المنتحر ان يضرب ظهره ويفعل فيها كدمات كثيرة؟
ـ هل يمكن لمنتحرة ان تصحب معها المشط وتمشط شعرها بكل هدوء قبل ان تنتحر، كأنها تستعرض جمالها لملك الموت؟ اليس وجود خصلة من شعر غريب في يدها تدل على مقاومتها للقتلة؟
ـ لماذا اطفأت كهرباء المنطقة حيث تسكن الضحية، وتوقف الكاميرات عن العمل خلال مقتل الضحية، الا يعني هذا ان الأمر مبيت له وان للحكومة دورا فيها؟
ـ كيف لم تسمع الأسرة صوت الضحية وصراخها في الحمام كردة فعل، وهم بجوارها، ولم يستغربوا تأخرها في الحمام. اللهم الا اذا تمت الجريمة خارج البيت، ونقلت الضحية بعد قتلها الى البيت، وهو الرأي الأرجح، سيما ان الجيران اكدوا قدوم سيارات تاهو مظللة الى بيت المغدورة، وبصحبتهم امرأة (من المرجح زوجة خالها) وهي مشاركة في الجريمة.
ـ لماذا لم يتحدث التقرير الطبي عن جريمة اغتصاب الضحية، وقطع جزء من جهازها التناسلي، وحشوه بالقطن؟
ـ لماذا لم يتم تعيين محامي للمدعية، وتكون المحاكمة علنية بشفافية طالما اصحبت قضيتها قضية رأي عام وهناك شبهات حول وجود جريمة وليس انتحار؟
ـ لماذا منع أطباء التشريح في البصرة من التحدث في الموضوع حسب الاختصاص المهني؟
ـ القول بأنها تعاني من اكتئاب يثير الشبهات، فهي تقدم برامج طبية، وعلاقتها جيدة مع الجميع ولا توجد اية مؤشرات على وجود حالة اكتئاب او ضغوط نفسية.
ـ اذا كانت حالة انتحار لماذا اول من اعلن انها جريمة هو النائب عدي عواد، وسرعان ما اختفى وتوقف عن تصريحاته، وابتعد عن الموضوع بطريقة غريبة؟ وما دخل مجلس النواب بتشكيل لجنة تحقيقية وأين نتائج تحقيق لجنتي الحكومة ومجلس النواب؟
ـ لماذا ترفض الحكومة اعلان أسماء رئيس وأعضاء اللجنة الصحية التي تقيم حالة المجرم ضرغام التميمي (اخو زوجة المحافظ اسعد العيداني) الذي قتل زميلته الدكتورة سارة، واشيع ان الطبية بان هي رئيسة اللجنة، حيث تم الضغط عليها لكتابة تقرير يؤكد ان القاتل التميمي يعاني من حالة عقلية مضطربة، ورفضت الضحية كتابة التقرير، لأن من شأنه اخراج المجرم من السجن وتحويله الى مصحة من ثم اطلاق سراحه وتهريبه الى خارج العراق.
ـ هل يُعقل طبية تعالج حالات الاكتئاب تعاني من الاكتئاب وتعالج نفسها بالانتحار؟ كما يقال طبيب يعالج الناس وهو عليل!
ـ اليس موقف عائلة الطبية يثير الشكوك كأن مشاعرهم في مجمدة، ولم يبدو عليهم الحزن كما يفترض؟ ولا نعرف سبب الإصرار على حالة الانتحار هل بسبب التهديد او شراء الذمم بالمال، ام الحياء من اغتصاب الطبيبة؟ مع هذا فقد انكشفت حالة الاغتصاب للرأي العام، ولم يعد الاحراج له مسوغ، فالقضية أصبحت رأي عام، ومن المعيب على الأسرة واقاربها الشعور بارتياح او تفهم مريب لمقتل الطبيبة، لو كانت العائلة مكونة من حيوانات لتألموا لهذا المصاب الجلل، وأين الضمير والسكوت عن الحق؟ كيف تحمي العائلة المجرمين، وتطعن بابنتهم الطبيبة؟ امر غير مألوف حتى في عالم الحيوان.
ـ من المعروف انه في الشرع الإسلامي يكون الشهيد في الجنة، والمنتحر في النار، الا يكفي عائلتها انهم غدروا بابنتهم في حياة الدنيا وفي الآخرة باعتبارها كافرة تستحق النار؟ الا لعنة الله على الظالمين من اسرتها والأقارب والحكومة والقضاء والأصدقاء، وكل من له يد بشكل مباشر او غير مباشر في قتل الطبيبة. واخص بالذكر، القاضي فائق زيدان، القاضي عادل عبد الزاق (من اقزام فائق زيدان)، محمد شياع السوداني، اسعد العيداني محافظ البصرة، النائب الولائي مصطفى سنيد، اسرة وأصدقاء المغدورة ممن شهدوا بالباطل.

الخاتمة
والله اني لأستغرب كثيرا كيف يدافع العراقيون الشرفاء الغرباء عن الضحية بكل قوة وإصرار وهمة وشرف، في الوقت الذي تتخلى اسرتها وعشيرتها عن الدفاع عنها؟ اما موقف العشيرة فأقول لهم انه لا مصلحة لكم في تحويل الجريمة الى انتحار، فأنتم أصلا مستبعدون من السلطة، وغير مرغوب بكم، محسوبون على النظام السابق، المسؤولون الكبار غيروا أسمائهم من العزاوي الى الغراوي، واولاد واحفاد حبيب الخيزران اصلاء لا يقبلوا بالباطل، ولا اعرف من هذا الشيخ المأزوم الذي ايد الانتحار. اتق الله يا رجل، فان كنت تحابي الحكومة والقضاء، فهناك رب لن يرحمك لا انت ولا كل الظالمين ممن من ايد الباطل، ودافع عنه.
ختاما: هل بقت اية ثقة للشعب العراقي بالقضاء المسيس؟

علي الكاش

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1072 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع