علاء کامل شبيب
متابعة الاوساط السياسية و الاعلامية في بلدان العالم للتصريحات الاخيرة التي صدرت عن طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية على أثر زيارته الهامة لبروکسل، إشارة على ان الهاشمي لايزال يشکل جزءا مهما من حل المشکلة العراقية و ليس جزءا من المشکلة کما حاول و يحاول رئيس الوزراء نوري المالکي تصوير ذلك.
التصريحات التي تحدى طارق الهاشمي نوري المالکي بها و طالب جهارا بضمانات اوربية لکي يعود للعراق و يواجه التهم المفبرکة اساسا ضده، کانت رسالة ذات مغزى بعث بها من عاصمة الاتحاد الاوربي الى من يعنيه الامر، خصوصا وانه قام بتطعيم مطالبته تلك بحقائق مروعة عن الاوضاع في العراق خصوصا على أصعدة الامن و حقوق الانسان و المشهد السياسي، والذي لايوجد من شك فيه أن هذه التصريحات قد لاقت تجاوبا من الممکن جدا انها ستفاجئ المالکي و تربکه حيث ان الخصم الذي إعتبروا بأنه قد صار في حکم النسيان قد عاد أقوى من السابق وهو يوجه إنتقاداته للسياسات الفاشلة للمالکي من اوربا نفسها.
إستقبال طارق الهاشمي بصورة رسمية في بروکسل من قبل نائب رئيس البرلمان الاوربي، أعطت مايکفي من الانطباع و القناعة لأکثر من طرف و جهة معنية بالامر، أن هذا الرجل باق کسابق عهده و هو مصمم أکثر من السابق على المضي قدما للنهاية خصوصا من زاوية مواجهته لنفوذ النظام الايراني الذي بات يشکل عبئا على العراق و ينعکس سلبا على أوضاعه على الاصعدة الداخلية و العربية و الدولية.
نوري المالکي الذي إعتقد بأن فرحته ستدوم، جاءت هذه الزيارة غير المتوقعة لتنغص عليه فرحته و تثبت له انها کسراب بقيعة لايمکن الاعتمادعليها، وانه وعلى الرغم من المحاولات و الجهود التي بذلها بالاعتماد على الدعم غير المحدود للنظام الايراني، فإنه وجد نفسه في طريقه للعودة الى المربع الاول وان طارق الهاشمي ليس لم يستسلم وانما مصمم على خوض المواجهة الضروس هذه حتى النهاية وهو"أي الهاشمي"، يحاول أن يؤسس لتيار دولي ـ إقليمي ضاغط على المالکي من أجل دفعه للإذعان لمنطق الحق و الواقع و الکف عن التشبث بالفردية و السعي لترسيخ الدکتاتورية من جديد تحت مبررات و مزاعم أقل مايقال عنها انها واهية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1445 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع