سالم مجيد الشماع
مقال بعنوان (عجب) مع لوحة زيتية تشكيلية
في اللغة عجب: انكار ما يرى.
وقد عجب منه وتعجب واستعجب.
والاستعجاب شدة العجب وبالمبالغة شيء عجاب.
وردت في القرآن الكريم عجب ومشتقاتها
1- (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ رَجُلٖ مِّنۡهُمۡ أَنۡ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمۡ قَدَمَ صِدۡقٍ عِندَ رَبِّهِمۡۗ قَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٞ مُّبِينٌ) سورة يونس الاية (2).
2- (قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) سورة هود الاية (72).
3- (بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ) سورة ق الاية (2).
بالمختصر الشديد نقول زادت المنازل والقصور وصغرت الاسر، تطورت علوم الطب واساليبه وانواعه وعملياته وساءت الصحة .... استمكنا على الوصول الى القمر والمريخ وصورنا ما في الفضاء .... كثرت الأموال للأغنياء وزاد الفقر في المجتمعات في كل انحاء الأرض، كثرت وسائل التسلية والأفلام والتعامل بالأجهزة الالكترونية وانخفضت راحة البال زاد وعظم مستوى الذكاء والاختراعات وتردت المشاعر والعواطف والحكمة، وكثرت اعداد الأصدقاء في كل مكان ولم يعد لهم وفاء ويأخذ العباد ما يريدون ولا يبالون ان كان حلال ام حراما.... الانسانية تتقدم في وسائل مقدراتها بصورة سريعة ولكن دون حكمة تضبطها.
نعيب زماننا والعيب فينا _ يأخذ ارضك غصبا والذئب يأكل الطفل ويقول ابوك او جدك قد سب ابي.
كل انسان الان يحترق في مكانه او في طوافه في الشتات او الهجرة او التهجير.
لم يعد الامل يخالج نفس من في ارضه قتال قد كان يوما يحترف بيع الامل والان صار يتسول مفردة منه.
قيل لي ان هناك كتابات رصينة فيها حول كيفية الخروج من هذا الذي ادرجته أعلاه فان فيه علم وعالم جديد ان حط على عالمنا فلسوف تكون الدنيا صافية ذكرت وهو منهج عالمي فيه تصحيح لمسارات المجتمعات نحو تجديد الشرعية السياسية والاجتماعية وتحقيق توازن بين القيم الديمقراطية ومتطلبات الواقع المحلي والعالمي.
فالديموقراطية الليبرالية قد استنفذت تعاليمها لان القائمين على ترويج هذه الحركات الشعبوية قد خيبت امال الشعوب وقد أضعفوا استقلال القضاء ولا حرية للصحافة وباتت المعارضة خائفة والخلل واضح فلم يعد البرلمان سوى أداة لأهل الأحزاب السياسية ولا توجد عدالة اقتصادية واجتماعية وحدث انقسام بالمصالح على الأعراق والديانات.
كما حصل فساد كبير لأهل الدرجات العليا في الحكومة والبرلمان والقضاء.
وقد اقترح هذا المبدأ تأسيس منهج لتصحيح المسار بخلق قوانين لإعطاء النقابات والجمعيات الاهلية بكافة أنواعها حق التدخل في اعمال الحكومة ومشاريعها على أسس تخدم مصلحة المجتمع.
ولابد من وضع مراحل تنفيذ هذا المنهج.
اعجبتني مقالة الكاتبة (لينا صياغة) المنشورة على موقع opinedigest انقلها ادناه دون تغيير وحيث انها تدور حول كلمة عجبا فلعلها تساعد على فهم اللوحة:
الكاتبة لينا صياغة (عجبآ)
11 - 9 -2021
استوقفني موقف السيدة ساهرة التي تجلس بين الجمع بهدوء وتردد بين الحين والآخر كلمة عجبا. فقررت محادثتها، لأني شعرت بشيء غريب في شخصيتها المميزة ونظراتها الثاقبة.
ذهبتُ بعد عدة أيامٍ لزيارتها دون موعد مسبق، طرقتُ البابَ وندهتُ باسمها فإذا بها تفتح شباكًا صغيراً وتقول أهلاً بكِ في منزلي، جلسنا معاً في حديقةٍ صغيرة ممتلئة بأزهار جميلة تشدّ كل مرهفِ حسّ ليستمتع بجمالها ويستنشق عبيرها الفوّاح.
سألتني بعفوية من أنتِ؟
وكيف عرفتِ اسمي؟ نظرت إلى ملامحها الجميلة التي لم تختفي رغم تقدمها بالعمر، وعرّفتها بنفسي فرحّبت بي ثانية، صارحتها مباشرةً بهدف زيارتي لها وقلت لها:
بأني أعرف أنها تردد كلمة عجباً وأردتُ أن أعرف ماذا تقصد في هذه الكلمة وماذا تخفي وراءها، خاصةً حين تكون بين جمعٍ غفور، والناس تعرفها بأنها سيدة متزنة ورصينة. حينها أجابتني مبتسمةً: “وبكل وقار، سوف تتعجبين مثلي وترددين نفس الكلمة.! أجبتها كيف ولماذا؟؟
أجابت: عندما أرى أماً أفنت حياتها وذبل جمالها وخسرت صحتها، قاست وكدحت في حياتها في سبيل إسعاد عائلتها تبحث عن الحب والاحترام، فإذا بزوجها يهينها لأسخف الأشياء ويصرخ بوجهها يهددها بطلاقها ورميها خارجاً كأنها سلعة يمكن الحصول عليها ساعة يشاء.
كذلك أرى معظم الاولاد لا يبرون بآبائهم ظناً بأنفسهم أنهم الأفهم والأفضل...
أرى الناس تكفر بنعمه وجودهم ويسألون أين الله؟ وهو من أوجدهم!
وعندما أرى نساء مستهترات برسالتهن ويقضين حياتهن تافهات متصنّعات. أعجب من أناس يعيشون في ضباب الجهل ويرفضون العلم والنور.
أعجب من إنسان لا يعرف بوجوب كونه فناناً، إذ يجب أن ينسج لوحات من التفاعلات الإنسانية والطبيعية وألا يفقد الحماس في استسقاء ومضات الأفكار، المتجددة والمبدعة.
أعجب كيف يرحلون عن الدنيا بترك عمل غير مكتمل وأهمها نضج الحياة وحكمتها؟
وحين سكتت، شعرت بأنني أخضع لاختبار … لم اشعر بذلك منذ مغادرة مقاعد الدراسة. ثُمّ استودعتها وسرت بعيداً ومع كل خطوة كنت أردّد كلمة حقا عجباً!!!
اللوحة
تبدو لوحة بسيطة للغاية: وجه رجل في اندهاش وعجب وجه كبير عيونه النفاذة وانفه الكبير وشواربه الضخمة وهو يجيل النظر حوله وعليه من كل الجهات وهم شخوص بأعداد لا حصر لهم يؤطرون بشر من كل مكان على الأرض بدولها ومجتمعاتها أناس مختلفين بالشكل والفكر من كل صنف ونوع فقسم منهم مسافرون او مهاجرون او مهجرون لا يلون على شيء.
10-08-2025
1025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع