مكارم إبراهيم
كل الكتب الدينية القديمة اعتمدت قصة بداية الحياة على الارض عندما اغرت حواء ادم باكل التفاحة رغم ان الرواية ذكرت انهما كانا لايران اعضائهم الجنسية قبل اكل التفاحة,
بل كشفت اعضائهم الجنسية لبعض عندما اكلوا التفاحة المحرمة والتي سببت غضب الخالق عليهما وطردهما من جنة الخلد ومن هنا فان غالبية الثقافات اعتبرت المراة هي سبب فتنة واثارة الرجل واغرائه وليس الرجل من يغري المراة ليصل لها ولهذا اجبرت المراة على اضطهاد رغبتها الجنسية وعدم الاستمتاع بها باي طريقة وكانت مهمتها اذن تنحصر بان تباعد بين رجليها امام زوجها ولاتفكر باي شئ اخر كالمتعة او الرعشة بدا هذا في الحضارة الغربية في العهد الفكتوري لان كل هذا يعتبر تابو ولايناقش فالجنس كان مجرد عملية تقنية للتكاثر وانجاب الاطفال فقط وتفكير المراة بالمتعة هو سلاح خطير بيد المراة ويجب تحريمه لانها تثير الرجل وتمنعه عن العمل او العقلانية.لذا فاللذة الجنسية لدى المراة كان تابو ومحرم تماما في عهد الملكة فيكتوريا.
اما في الثقافة الاسلامية والشرقية نجد ان جسد المراة محور الحياة والرغبة الجنسية يعتبر حلال ولاغبار عليه اذا كانت العملية الجنسية ضمن ايطار العلاقة الزوجية بالحلال ولكن المتعة الجنسية هذه كانت محرمة في الثقافة الغربية حتى ضمن ايطار العلاقة الزوجية اذا عدنا مع بداية الثورة الصناعية وانتهاء فترة الاقطاعيين في الفترة مابين 1830 وحتى 1920 او عهد الملكة فيكتوريا تغيرت القيم الاخلاقية وبالاخص الثقافة الجنسية بالذات في النصف الثاني للقرن الثامن عشر فان اللذة الجنسية اعتبرت تابو خطير اثر على ثقافة الشعوب الاوروبية في الفن والادب وحتى ترتيب المسكن او الديكورالمنزلي غرفة الرجل تختلف عن ديكور غرفة المراة او الفتاة ومع ظهور الطبقة البرجوازية بعد القضاء على طبقة الاقطاعيين واعتلاء البرجوازيين للسلطة كانوا يؤمنون بان وصولهم للسلطة يعود لمعاييرهم الاخلاقية المختلفة عن معايير طبقة الاقطاعيين الذين كانوا يستمتعون بالحياة والجنس في حين ان طبقة البرجوازيين اهتموا بالعمل وتجميع المال والسلطة والغوا تماما فكرة الاستمتاع بالجنس خاصة عند المراة كان محرم عليها الاستمتاع باللذة الجنسية اما الرجل فقد خلق ليتمتع بالمراة وهذا ليس تابو او حرام عليه اما هي فمحرم عليها اللذة الجنسية وانعكس ذلك على الادب والمسرح كانت ترسم لوحات عالمية لجسد امراة عاري وينحت لجسدها تمثال ولكن لايحق للمراة التلذذ بالجنس
وهذه الثقافة ابتدات في الامبراطورية البريطانية العظمى في عهد الملكة فيكتوريا لتنتشر الى شمال امريكا والولايات المتحدة ومنها الى جميع المستعمرات الشرقية التي تحكمها بريطانيا ومنها انتقلت ايضا تابوات عديدة مثل المثلية الجنسية والتخنيث او تحويل المرء بالعمليات الجراحية لتحويل اعضائه الجنسية كل هذه التابوات انتقلت من عهد الفكتوري البريطاني الى جميع المستعمرات التي تحكمها بريطانيا وانعكس كل الكبت الجنسي للمراة على الادب والفن والمسرح وهنا ظهرت مايسمى Burlesque وهو اوبريت غنائي هزلي فرصة الرجال بتناول موضوع جسد المراة بشكل هزلي نرى الممثل رجل بشارب ولحية يرتدي حذاء امراة بكعب عالي وقبعة كبيرة بريش ونجحت هذه العروض الغنائية بشكل كبيربداية في الامبراطورية البريطانية لتصل الى شمال امريكا والولايات المتحدة وانتقلت للافلام كافلام لمارلين مونرو والعديد للتفريغ عن الكبت الجنسي المخيف والمرعب وتناول المثلية الجنسية الهوموسكسويل المحرم تماما في ذلك الوقت ونعلم الى اليوم فان العديد من دول العالم تحرم زواج المثللين في الكنيسة او تحرم عليهم تبني الاطفال المهم ولهذا كان تمثيل الرجال بملابس نسائية وبالاخص ملابس داخلية نسائية يكشف عنها في نهاية العرض الغنائي يخلع الرجل ملابسه بطريقة مثيرة ليبقى في نهاية العرض في ملابس داخلية نسائية مثيرة تشبه لحد بعيد ملابس بائعات الهوى مع جواريب شفافة سوداء مع حمالاتها مع احتفاظه بشاربه ولحيته كان الاوبريت الغنائي الهزلي تفريغ نفسي لمشاعر جنسية متضاربة في داخل الرجل لانه يحرم اللذة الجنسية على المراة ويحللها لنفسه لانه ذكر!
مع بداية الثورة الصناعية في اوروبا وظهور طبقة البرجوازيين الذين كانوا يعتقدون بان العملية الجنسية لاتمت بصلة للمتعة او اللذة بل هي من اجل تكاثرالعائلة وانتاج جنود في الامبراطوية البريطانية عملية انتاج لازدياد افراد الامبراطورية ولكي يمييز البرجوازييون انفسهم عن الارستقراطيين بانهم يرتكزون في حياتهم على العمل واما الجنس اعتبروه تابو محرم وخاصة عند المراة ليس عليها الاستمتاع بالجنس وممارسة الحب لانهم كانوا يؤمنون بالعمل وعقلانية الاقتصاد والاستقلالية في العمل وبعكس طبقة الاقطاعيين الذي اختفوا وقضي عليهم حسب اعتقادهم لانهم كان همهم الاول والاخير الاستمتاع بالجنس وقيمهم مرتكزة على الجنس والاستمتاع به ميز عهد الملكة فيكتوريا مع بداية الثورة الصناعية وظهور الطبقة البرجوازية وخاصة 1920وحتى1830. (باضطهاد الثقافة الجنسية لدى المراة ولهذا وجد عامة الشعب في المجتمع الاوروبي متننفسا من خلال الابريت الغنائي الذي لاقى نجاحا باهرا في اضحاك الشعب او المثلية الجنسية او التحول الجنسي بين الذكر والانثى تحدي للمجتمع موضوع الثقافة الجنسية وخاصة جسد المراة والاثارة
–الجنسية او السحاقيات الى جانب المثليين او السحاقيات ظهرت امثلة اخرى مثل المخنث وكذلك شخصية رجل يرتدي ملابس نسائية ومنها مثلت مارلين مونرو كبيرة عليها ارياش طويلة ومبالغة في مكياج الوجه بشكل هزلي تقريبا انتشرت افلام عالمية كثيرة لهذه الشخصيات رجل بملابس امراة افلام كثيرة –دراغ كويين هم جزء من الثقافة الغربية للمثليين غالبا رجال فنانون يرتدون ملابس زي نسائيفي البداية يكونون ممثلين في عروض مسرحية او غنائية ومنهم من يعمل في النوادي الليلية يقدم عروض رقص او غناء يقومن بادوار مختلفة في الافلام وهم يختلفون من حيث الطبقة والانتماء بشكل كبير فهناك الدراغ كويين رجل يلبس ملابس نساء ومكياج مبالغ فيه ايضا لغرض الهزل والضحك غالبا في نوادي ليلية وليس من الضروري ان يكون الرجل مخنث او مثلي الجنس.
المتخنثTransvestitter بكعب عالي– رجال يرتدون ملابس نسائية وبارك شعر وحذاء نسائي
Transseksuel – رجال او نساء يجرون عمليات جراحية لتغيير جنسهم لانهم يعتقدون بانهم يملكون جهاز جنسي خاطئ
والان ننتقل الى اوغاندا في افريقيا كغالبية الدول الافريقية كانت مستعمرة للغرب حيث الحياة الاقتصادية وفي فيلم وثائقي بعنوان Sexy Uganda تدرس باحثة اجتماع هولندية علاقة المراة الاوغندية بجسدها لنجد علاقة طبيعية ففي اوغاندا نجد ان العمة اخت الاب هي المسؤولة عن تعليم الفتاة طرق ممارسة الحب وكيف تستمتع هي وتمتع الزوج وهناك مربية اختصاصية تعلم الفتيات المقبلات على الزواج طرق امتاع الزوج وكيف تحرك جسدها ففي مدرسة اسلامية وحصة الثقافة الجنسية تتعلم الفتيات كيف تتعامل مع زوجها وسلوكياتها لاستمتاع بالجنس بشكل صحيح ففي اوغاندا كاي دولة افريقية تحددالمعاييير الاجتماعية وحسب الحالة الاقتصادية هناك الرجل هو السيد الامروالناهي لديه العديد من الزوجات ولكن علينا هنا ان نبين ان علاقة الافريقي بجسده تختلف عن الانسان الاوربي فالافريقي يعتمد على الطبيعة في وجوده فهي اهم شئ عمود حياته ولهذا تجده قريب من الطبيعة وقريب جدا من مشاعره واحاسيسه بعكس الانسان الاوروبي حيث هنا فنحن هنا في الغرب مسؤولون عن تدمير وتلويث البيئة والطبيعة فتجدنا بعيدين عن الطبيعة ولهذا مشاعرنا بعيدة عن الجسد ففي اسكندنافيا حيث الطقس البارد وعلينا تحمل ثماني اشهر من البرد القارص والمعتم بدون شمس تجدنا نبحث عن السفر للدول الحارة للتعلم العلاقات الحميمية من هناك ونسلم على بعض ونبتسم لبعض و تجدنا هنا نعيش منعزليين ومغلقين وانانيين ولهذا تسافر صحفية واعلامية هولندية سوني بريغمان الى اوغاندا للبحث والمعرفة عن نوعية العلاقة بين المراة الاوغندية وجسدها وحياتها الجنسية تقول احدى النساء ان في اوغندا العمة اخت الاب تعطي المراة المقدمة على الزواج دروسا في سلوك المراة لكي تشبع الرجل وماذا تفعل اثناء الممارسة حتى انها تذهب لمدرسة اسلامية لتقي الفتيات هناك دروس في الثقافة الجنسية والعكس ايضا للرجل في الفيلم الوثائقي نجد النساء الاوغنديات بينما يجتمعن لشرب الشاي يتحادثون بكل تلقائية عن تجاربهن الجنسية مع الزوج دون اية حواجز بل على العكس تكون احداهن فخورة بان تعلم الاخريات شيئا عن السلوك الصحيح مع الرجل اثناء ممارسة الحب وهذا لانجده هنا في الغرب بل تعتبر الخبر او موضوع الجنس شخصي للغاية ولااحد يتبادله مع الاخرين حت مع الام او الاب لايحدث اما في اوغاندا فالامر يختلف تماما النساء يجتمعن في حفلة شاي يتبادلون الخبرات حول الحياة الجنسية وسلوكهن اثناء الممارسة بكل تلقائية وتعلم احداهن الاخريات كيف تشبع الرجل والعكس ايضا وتسال الصحفية الهولندية النساء هل من الضروري ان تصلوا للرعشة تجيب احداهن انها الطريقة الوحيدة التي تقرب الزوجين من بعضهما.
في النهاية لانستبعد ان تكون ظاهرة ختان الفتيات ظهرت على خلفية الكبت الجنسي للمراة في العهد الفكتوري؟
مكارم ابراهيم
هوامش:
http://www.denstoredanske.dk/Rejser%2c_geografi_og_historie/Storbritannien_og_Irland/Storbrit2annien_1815-1868/victorianisme
3http://en.wikipedia.org/wiki/Burlesque
2http://en.wikipedia.org/wiki/Drag_queen
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=382392
الفيلم الوثائقي : sexy-uganda
http://www.dr.dk/tv/se/sommer-horisont/sexy-uganda#!/04:58
1307 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع