دلع المفتي
تخيّل معي لو أن العالم يستمع لإيديث بياف
أو أنه يقرأ آراغون أو رامبو.
هل كان سيجد وقتاً للحرب؟ أو لدفن الموتى؟
هل تراه كان سيسحق بقدمه وردة؟
هذا ما كتبته كاتيا راسم الشاعرة والناشطة السورية بعد الافراج عنها من معتقل سوري. ولسوء حظ معتقليها الذين كسروا يدها اليمنى لمنعها من الكتابة، اتضح أنها تكتب بيدها اليسرى.
كثيرةٌ هي الــ (لو أنّا) فتعالوا نجرّب معا:
لو أنّا استمعنا لفيروز كل صباح، لما استطعنا إيذاء عصفور.
لو أنّا علمنا أولادنا مبادئ الدين وأصوله الحقيقية، لما وجدنا المتطرفين والمتعصبين الذين كرّهوا العالم بديننا وجعلوا الناس تسخر منا.
لو انّا عودنا أولادنا على صحبة الكتاب والإدمان على القراءة لما أدمنوا أموراً أخرى.
لو أنّا ربينا أولادنا على بر الوالدين، لما وجدنا ابنا يذبح أبيه ويتركه جثة هامدة.
لو أنّا زرعنا الحب في قلوب الناس، لما وجدنا كل هذا الحقد الذي أعمى بصرهم وبصيرتهم.
لو أننا ربينا أولادنا على تقبل الآخر واحترامه، لما وجدنا انتحاريين مستعدين أن يفجّروا مدرسة ابتدائية ليقتلوا عشرات الاطفال، معتقدين أنهم في طريقهم إلى الجنة.
لو أنا ركزنا على العلم وحثثنا أولادنا على طلبه، لما وجدنا اولادنا يتسكعون في الشوارع، كل شاهر سكينه.
لو أنا حرمنا الطائفية على أولادنا لما سالت دماء شعوبنا بين أحزاب وملل تتقاتل بين بعضها باسم الدين.
لو أنّا اقتنعنا أن شيوخ الدين ما هم إلا بشر مثلنا وليسوا مقدسين، لما استطاع البعض (المريض) منهم السيطرة على حياتنا وقيادتنا بفتاواهم المريضة.
لو أنّا طبقنا العقاب على الصغير والكبير، الغني والفقير، لما وجدنا هذا الاستخفاف والاستهتار بالقوانين.
لو أنّا اهتممنا بالصحة، لما تسابق مسؤولونا ومواطنونا للعلاج في الخارج هادرين الملايين.
لو أنّ كل واحد فينا أدى عمله بإخلاص وحب لما أصبحنا نحسد جيراننا على نهضتهم.
لو أنّا علمنا أولادنا الرحمة مع الحيوانات أولا، لما وجدنا جثث أبنائنا في المجمعات.
لو أنّا نسينا جوازات سفرنا، ألوان بشرتنا، أدياننا، مذاهبنا، قومياتنا، وتذكرنا إنسانيتنا لأصبحنا بألف خير.
لو أنّا ابتسمنا في وجه عامل البناء، ونادل القهوة وبواب العمارة، لأصبح نهارنا أجمل.
لو أنّا سلمنا قيادة هذا العالم للأمهات.. لأصبح العالم أكثر أمانا.
لو أنّا نعي كم هي جميلة أوطاننا لما سعينا لخرابها.
1466 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع