علاء الدين الأعرجي
نيويورك
أقولُ وقـَلْبِـيْ مفعم ٌ يَتَحَطَمُ
وهلْ خَلَجَات الروحِ تـُخْفَىْ وتـُلجمُ؟
وهذا قَصِيْدِي مثلُ نَبع ٍ مُفَجَّرٍ
يجيش بإحساس ٍ يموجُ ويَعْظـُمُ
تساميت ِ بغدادُ الحبيبة ُ إنني
أذوبُ على لـُـقياك دوما ًوأحْلُمُ
تركت لديك القلبَ، حين هَجَرْتـُه
وذِكراك ِ في الأحشاءِ تـسمو وتؤلمُ
تركتُ لديكِ القلبَ صَبَّا ً متيما ً
وكيف بـِلا قَـــلْب ٍ يعيشُ المُتَيَم ُ ؟
على دجلة الريان ِ طافتْ طفولتي
وما زال بين الطـَـلْع ِ عُمْرِي يبرعمُ
وتحت ظلال النخل ِ مازلتُ هائما ً
وفوقي وفوق الماء ِ تختالُ أنجم ُ
وبغدادُ مازالتْ عروس َ قصائدي
وشِعري لعيْنَيْها سِوارٌ ومِعْصَمُ
تساميتِ يا بغدادُ، أنت ِ حبيبتي
وأنت لجُرحي إن شكا الجُرحُ بَلْسَم ُ
لأَنْتِ مَنَارٌ للدُنى وهِدايـَة ٌ
وأنتِ لنجم ِ المجد ِ صنوٌ وتوءَم ُ
فمجدُك ِ باق ٍ رَغم َ كل ِ مصيبة ٍ
سيحيا على مرّ ِالعصور ِ ويَعـْظـُم
وعِزُّك سار ٍ في النفوسِ مُكرمٌ
سَيَعْلو على كلِ الخطوب ِ ويَسلمُ
أنا طِفـْلـُك الضمآن ُ مازال مبْـسَمي
على صدرك ِ الورديّ ِ يَغـْـفُو ويَحْلُمُ
أحاطت بك الأرزاء ُ من كلِ جانب ٍ
فَصُبْحـُكِ مَجنون ٌ وليلـُك معتـِم ُ
متى يا رحيقَ الروح ِ يصفو شرابُنا
ويَنهلُ طيبَ الوصلِ مِنْ فيْكِ مُغرم
ويأسرني سحرُ العراق ِ فعِنْدهُ
صببتُ حنايا الروح ِ أشقى وأنعُمُ
أعانِقُه شوقا ً فإنَّ مُقامَهُ
بذاتيَّ محْفُورٌ يـُعز ّ ُ ويُكْرَم ُ
أقدره ! بَهرا ً ! كنجم ٍ مُكَرَس ٍ
وأحمِلـُه في خاطري وأُسَلِمُ
ففيه أحباءٌ وباقة ُ روضة ٍ
من النُخبةِ الأحرارِ لابُدَّ تنجـُم
تمرُ عليه بعدَ لأيٍ مواكبٌ
تُعيدُ له مَجْدا ً بَدا يتهدمُ
وتحفرُ في الصخرِ الأصمِّ منابعا ً
لأمتنا العطشى لفكرٍ يـُلهـِمُ
وتفتح للأجيال دربا ً ممهداً
وتبذر في كل الحقولِ وتُسُهم ُ
تَصُوْغُ شذورَ العلم ِ والفكرِ حِلية ً
وتعزفُ ألحاناً من المجد ِ تَبسم ُ
ومن كل أبناء "الفراتين" لامعٌ
ولامعة ،ٌ في كلِ حقلٍ تَنْظِمُ
فمن "بلدِ النهرين" تَعبِقُ نسمة ٌ
تمرُ كآمال ٍ ستحيا وتعظُمُ
خليْليَّ هذي باقةٌ مِنْ مَحبَّة ٍ
معطرةٌ بالندِّ مِنِّيْ تُـقـدَم ُ
فمنكم أحبائي تجيشُ قصائدي
وعنكم معاني الشعرِ تـُحكى وتـُلهَمُ
فلا فخرَ فيما قلته ُ وأقوله
فانتمْ فؤادي خافقا ً وأنا الفم ُ
1860 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع