الحقيقة لباس يرتديها الاعلام ولكنه لايملكها

                                         

                       فلاح ميرزا محمود


في ليلة وضحاها يتحول الموقف الامريكي  بمكر والاعيب الشياطين تحول الموقف من حال الى حال من التهيوء الى الهجوم الصاروخي لضرب سوريا واسقاط نظام بشار الى استخدام الطرق السحرية التي لايمتلكها الا الاعلام الغربي للتلاعب في الالفاظ فتحول الصدق الى الكذب والشدةو القوة الى لين ومرونة

والمجرم  المدان غيابيا الرئيس بشار الى بريئ و رئيس شرعي ويتحول الجيش السوري الحر الذي سيتولى قيادة نظام سوريا الجديد الى جيش مهزوم ومطارد من عناصر القاعدة وجيش النصرة اضافة الى جيش النظام انه فلم حقيقي وليس فلم هندي  , وان تتحول وسائلالاعلام المقروءة والمرئية الى ابواق تعزف الوان من الكلماتة والتحليلات التي تتناغم مع ما وصل اليه الموقف الجديد ومن تلك المفرقات يستعيد المرء بذاكرته القديمة التي لها علاقة بموصوع الشرق الاوسط والاسلام والاسلام هنا تعني ان اغلب دوله نتدين بالدين الاسلامي اولا والاهم من ذلك انها تمتلك اكبر خزين نفطي في العالم  والذي  لايزال لعاب الغرب يسيل عليه ناهيك عن الغاز المكتشف والغير مكتشف والذي يتراكص عليه المستثمرون واصحاب الشركات الاحتكارية في الغرب وروسيا على امل  الاستفادة منه لاهميته في استخداماته لتوفير الطاقة وليس بالشئ المفاجئ والغريب ان نعود بذكرتنا الى الوراء قليلا الى الربع الاخير من القرن الماضي في محاولة لربط الامور التي قدنتفاجئ بها ومن جلال ماجرى من تطورات سريعة اضابةالمنطقة وفي مقدمتها الوضع في سوريا   وهنا تقفز امامنا احداث قد تكون متشابهة بشكل او باخر للحالة التي نعيشها الامة الان  ففي سنة 1979  ونتذكر كيف تحول الامبراطور اريامهرشاه ايران من اسد يخيف انظمة المنطقة الى فار مطارد لا يجد مكان يؤويه وفي يوم وليله يظهر امام العالم رجل خرافي يلبس العمامة الدينية السوداء ويقود ثورة شعبية اشبه بثورة الباستيل في فرنسا في القرون المنصرمة وتكون الامم وشعوب العالم قد ادهشهم هذا التحول وعلى راسهم الولايات المتحدة والى هنا والفلم الامريكي الذي اعد للموضوع غيرواضح وبات على جميع المحللين والخبراءواصحاب النظريات السياسية والايدلوجية ان يتوصلوا ومن خلاله الى الحل  وفعلا يكون التعجب واجب ؟ ولكن الادهى والامر الضربة القاضية التي تلقاها المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفيتي بانهياره وتساقطه كاحجار الدومينو الواحد تلو الاخر  كان ذلك في العقد الاخير من القرن الماضي و في حينه لم تتمكن وسائل الاعلام على قدر امكانيتها في ذلك الوقت الا ان تردد ماتتلقاه من اخبار واقوال الاعلام الغربي وحسب الامكانيات المتوفرة في تلك المرحلةوهي بالتاكيد لاتتشابه قطعا مع الامكانيات المتوفرة للاعلام حاليا , في حين ان وسائل الاعلام المتاحة حاليا واقصد القنوات الفضائية واجهزة الاتصال والتواصل الاجتماعي التي يوفرها الانترنت استطاعت ان تلعب دورا يختلف عن ماكانت عليه سابقا  وتمكنت من تمرير الاكاذيب وترويجها كحقائق معززة بالصورة والصوت ولكنها وفي واقع الحال محض خيال  وكذب كالذي تناقلته وسائل الاعلام عن استخدام النظام السوري للسلاح الكمياوي والذي سبب في قتل مدنيين واطفال ووصل الموقف الدولي ومن خلالها الى التهديد باعلان الحرب بينما لم تتوفر في السابق مثل هذه الوسائل ولا الامكانيات و كانت وسائل التواصل بين المجتمعات سابقا تكاد تكون معدومة ومحاولة ايجاد الصلة مابين الذي وقع في ايران وبين ما  ارادته امريكا ان يكون لمشروعها  الكبير باقامة شرق اوسط جديد بعيدة عن الواقع  لكون ان المنطقة اصبحت تقع تحت سيطرة انظمة ثورية في العراق وسوريا وليبيا واليمن  باستثناء نظام الملالي  الذي تستر   بغطاء الدين والى هنا كان الامر يبدو طبيعيا  للذين يعتقدون بان نشوة الانتصار على امريكا سيقودهم الى ايقاع الهزيمة باسرائيل  ولكنه وفي حقيقة الامر كان ذلك محض خيال او فلم امريكي اعد كما ارادوه   وكان العراق يشكل عقبة ثقيلة امام المشروع الامريكي و يعد بوابة مهمة لتحقيقه من خلال  منحه الوسائل التي تمكنه في اشراكه في صراع   طويل مع ايران مع التلميح الامريكي للعراق بانها غير معنية بالنزاعات الحدودية  وبذلك تم  سحب قدم العراق نحو النظام  الايراني الجديد  بدعوى انه يسعى نحو اقامة امبراطورية اسلامية عن طريق بوابته الشرقية تدين بالمذهب الشيعي على الطريقة الفارسية مما دفع دول الخليج العربي والسعودية الى مساعدته ماليا وسياسيا لاستمراره على هذا النهج  الذي شجعه على استخدام الالة العسكرية في موضوع الصراع بين الدولتين والذي تطور تدريجيا  الى ان يطلق عليها تسمية حرب استمرت ثمانية سنوات  اكلت الاخضر واليابس من الطرفين  وانتهت بادعاء الجانبين النصر فيها في حين ان الحقيقة تقول انها انتهت بشعار لاغالب ولا مغلوب ان الحقائق التي تم الكشف عنها تشير الى ان تلك الحرب  كانتالبذاية المطلوبة للمشروع الامريكي المعد للمنطقة , حيث  كسفت مؤخرا وثيقة سرية  تضمنت  تحميل الوضع الجديد في ايران مسؤلية تصدير الثورة  عن طريق تحرير العراق  وهو مااشار اليه ايضا كتاب  ( رهينة خميني )    الذي توقع ومن خلال المعلومات التي حصل عليها المؤلف الفرنسي من مصادر موثوقة  عن التعاون الوثيق بين النظام الايراني والولايات المتحدة يصل الى ماتسعى اليه ايران من وراء احتلالها العراق , فلا يمكن فهم العلاقة الامريكية الايرانية في الخمسة والعشرين سنة الأخيرة إلا من خلال قراءة كتاب (رهينة الخميني) والذي ألفه (روبرت كارمن درايفوس) وهو باحث فرنسي متخصص في الشؤون الاستخبارية والذي شغل في أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات مدير قسم الشرق الأوسط في مجلة (انتلجنس ريفيو) وهذا الكتاب قد تداول بصورة قليلة جداً وترجم في الثمانينات    ويخلص الكتاب إلى أن الرئيس الأمريكي السابق (كارتر) قد قام بتعميد هادئ وتدبير مسبق خبيث على حد وصف المؤلف م  لمساعدة الحركة الإيرانية الصفوية المسماة بالإسلامية والتي نظمت الإطاحة بشاة إيران.ومن الصفقات التي تمت خلف الكواليس مع الخونة في جيش الشاه إلى الإنذار النهائي الذي أعطي للزعيم المهزوم في يناير عام 1979م لمغادرة إيران. ولقد عرفت إيران أنها لا تستطيع أن تغزو  العراق وأن تفوز به فيتعين أن تقوم بهذا قوة أخرى. واما في غزو العراق الاخير فقد سبقت الحرب عدة جلسات ولقاءات سرية عقدت في عدة عواصم أوروبية بين ضباط إيرانيين ونظرائهم الأمريكيين كذلك عبر الضغط على حلفائها من الشيعة العراقيين للتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.وهناك دواعي مهمة اخري تستوجب قيام ايران بهذا الدور الا وهو العمق الاستراتيجي الطبييعي لايران .  ان موضوع غزو العراق الذي لم تتمكن عليه ايران طلية وجود الرئيسالعراقي صدام على راس السلطة الامر الذي دفعها الى ان تعقد عدد من الاجتماعات السرية بين رجال  مهمين من الجانب الايراني والامريكي في عدد من البلدان الاوروبية استعدادا لغزو العراق , ان القيادة الايرانية تقوم بدور مزدوج في العراق فهي غير راعبة في ان تنجح امريكا في هذا البلد بسهولة ولكنها بذات الوقت ليست راغبة في ان تحقق لامريكا كليا ماتريد لان في اخفاقها سيشكل تهديدا للامن القومي الايراني وهذا مايراه الاوروين انهاشيطنة الملالي ليس فقط بالسياسة وانما في الدين ايضا فكيف الحال اذن في الاعلام ؟   واعود الى البداية واقول كيف انقلب الموقف الاعلامي للفضائيات من التهريج للعدوان على سوريا الى التاييد لسياسة بشار الاسد  كما في ايران من الشيطان الاكبر الى الصديق  وانا ايضا من الذين استغربوا عندما اعود بذاكرتي الى يوم تشييع حافط اسد ابو الرئيس بشار عندما سحبت مادلين اولبرايت وزيرة خارجية امريكا وهي تحضر مناسبة التشيع عن الجانب الامريكي وامام الحاضرين اخذت بشار من يده واجتمعت به منفردا وبعدها اعلن عنه مرشحا للرئاسة الامر الذي اجبرت فيه القيادة والحزب الحاكم الى تعديل فقرات من الدستور ونظام الحزب لشرعنة الترشيح  سبحان مغير الاحوال وايضا اتذكر عندما انشات محطتا الجزيرة والعربية كان الغرض منهما هو الترويج الى تغير الانظمة في المنطقة العربية ابتداءا بالعراق واحداث التقارب بين الشيطان الاكبر وبين جمورية ايران وجاء على لسان احد الكتاب اسمه (سليم البيك) الاتي حول موضوع،الاعلام والقنوات الفضائية ولاهمية ماجاء فيه اورد الاهم مما جاء فيه  باعتبار هذا النظام الإسلامي الثوري هو النقيض تماماً من الشيطان الأكبر، هذا شأنهم. أما شأننا نحن العرب، والإدارة الامريكية أساس معظم مآسينا تاريخياً، من إسرائيل إلى الدكتاتوريات، شأننا أن بعضنا وقد بايع النظام الإيراني على الحق والباطل، هذا البعض الذي ما إن يتفوّه أحد أركان النظام الإيراني الإمبريالي طائفياً ولعابه لا يكاد ينقطع على بلادنافي العراقوسوريا ولبنان والبحرين وغيرها، ما إن يتفوّه بكلمة إلا . شأننا أننا العرب نجد بين ظهرانينا الآن من يهلّل لتقاربٍ بين قطبَي الحياة الدنيا والآخرة: الملاك الخامنئيّ والشيطان الامريكي.
 Hide message history
ومَن أفضل من قناة الميادين في ذلك، وهي الناطقة بالعربية بلهجة أخالها فارسية فبعد أن كانت امريكا التي تهدّد النظام السوري بالضربة التي لم تكن ولن تكون كَون امريكا، للأسف، أذكى وأدهى من ذلك، بعد أن كانت في قمّة شيطنتها، وقد نالت منها ‘الميادين’ شرّ ‘نيلة’ خلال الأسابيع الماضية، فيصدر عن ضيوف القناة بمعظمهم تهديدات لأوباما و’النظام الامريكي’ بالهزيمة الساحقة الماحقة إن تجرأ على ضرب الأسد، هزيمة سيَلعن الحرسُ الثوري الإيراني وجميع أركان النظام الخامنئيّ بمن فيهم بشار حافظ الأسد والنظام التابع (واضح بالنهاية أن أوباما مطلعش زلمة ولم يتجرأ). بعد أن كانتامريكا الشيطان الأكبر باتت مقرّبة من الملاك الأكبر.
الآن، وبقدرة قادر جلّ وتعالى، حصل التقارب الملائكي- الشيطاني، وككرة البينغ بونغ قلبت ‘الميادينُ’ العناوينَ والبرامج والاستراتيجيات، ربّما لإيمانهم العميق بقدرته تعالى وبحنكة من أدام تعالى ظلّه الشريف حسب الميثاق الإعلامي للقناة كما يتّضح لي، (ولإيمانهم بأمور غيرها كجهاد النكاح وزواج المتعة، كليهما دنيا وآخرة). بتنا نشاهد على القناة بالأكسِنت الفارسية ذاتها عناوين ‘التقارب الامريكي الإيراني والتسويات المحتملة’ في برنامج ‘لعبة الأمم’ و’التقارب الامريكي الإيراني والموقف الإسرائيلي منه’ في برنامج ‘حوار الساعة’ وفي حلقة أخرى من هذا الأخير عنوان ‘التسوية بين امريكا وإيران وموقف إسرائيل منها’، وغيرها وغيرها، عدا عن اللقاءات المكثّفة مع ضيوف إيرانيين أو عرب متأيرنين (كأنهم غابوا عن القناة!) مادحين بعبقرية سياسة المصالح الثورية الإسلامية الإيرانية الخامنئية.
ما شأننا كعرب في كل ذلك، شأننا أننا، كما أن الكثير منا تابعٌ للسياسات الخطة القادمة، كما اقتنع الامريكي بمبادئ الثورة الإسلامية في إيران وخنع لها ‘ورجله فوق رقبته’، هي أن يقتنع المشاهد العربي بأن امريكا ‘حلقت ع الناعم’ لإسرائيل وأنها بتقاربها مع النظام الخامنئيّ إنما اقتربت من تحرير القدس وأن هذا التقارب آت على حساب المصالح الإسرائيلية ولصالح القضايا العربية عامة. والآن على قناة ‘الميادين’، والموقف السياسي الخامنئيّ هو المحرّك لطبيعة التهليلة التي تبثّها القناة بكل الأحوال، على هذه القناة أن ‘تشدّ حيلها’ لأن التحدّي أمامها كبير، فليس من السهل إقناع كثير من العرب بأن مصالحهم القومية تصب في التقارب الإيراني الامريكي، وأن امريكا استبدلت إسرائيل كمندوبتها في المنطقة، بإيران، فنرتقب بذلك تحرير فلسطين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1603 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع