علي الكاش
خاطرة بعنوان: ابن الرفيقة
تمهيد
غالبا ما يصف العملاء والزبابيك من شراذم العملية السياسية في العراق بعض الوطنيين وثوار تشرين الابطال بأنهم (أبناء الرفيقة) ويلمزون بهم السوء ويعيرونهم بأن امهاتهم كن ٌرفيقات. مع ان الرفيقات اتصفن بمكارم الأخلاق، وكان الإتحاد العام لنساء العراق يضم غالبية من الكوادر المهنية، والدرجات العلمية العالية، والكفاءات. الرفيقات كن اوسمة شرف يعتز بهنٌ العراقيون الشرفاء، في حين يقذف بشرفهن العملاء، في العراق الجديد تسيطر البلوكرات والفاشونستات على عقول السياسيين والنواب والقضاة وتتحكم بهم وتسيرهم حسب مشيئتهن، هل يمكن ان يصل العراق الى برٌ الأمان عندما تكون إدارة الدولة بيد العملاء واللصوص والبلوكرات، أقول: ان كنا (ابناء الرفيقات) فأنتم (أبناء الفاشونستات).
صدق دعبل بن علي الخزاعي بقوله:
له وجهانِ ظاهرهُ ابن عمٍّ ... وباطنُه بن زانيةٍ عتيقِ
يسرُّكَ مُقبلاً ويسؤك غبيا ... كذاكَ تكونُ أولادُ الطريق
(فضل الكلاب/34)
الخاطرة
سمعته يهمس في اذن صديقة: احذر من هذا! انه ابن الرفيقة، لم يكذب بالطبع، بل قال الحقيقة. قلت: صه! يا ارخص من احذية عتيقة، صه: فأبوك قواد وامك لقيطة، فأين انتم من عراقية سليلة أصول عريقة؟ الرفيقة كان يشيد لها الكل بالبنان، لم تكن عاهرة ونائبة في البرلمان، ربتني على قيم ومكارم الاخلاق، لا اتاجر في المباغي، والمخدرات الأسواق، انا عراقي كنت وما زلت أصيل الأعراق.
الرفيقة عاشت وماتت بلا عائب، ولم يشوب سمعتها الطيبة شائب، شرف ابيض صافي كاللبن الرائب
اما انتم فالعار في جسدكم النتن ذائب، عقل سقيم فاجر وضمير تائه سائب. ما كان في زمن الرفيقة بلوكرات وبغاء، يتحكمن بالزعماء والنواب والوزراء، تبا لكم ولكل من أتى بالمنكرات، تبا لمن رمى النساء المحصنات. ما كان في زمن الرفيقة جهل وامية، ولا تجار مخدرات ولا عملاء، ولا ميليشيات ولا تجارة بالأعضاء، ولا إرهاب ولا مافيات يا ادعياء، جلكم لصوص وارهابيين وسفهاء. الرفيقة صبرت على كل المحن، يُشاد بمعاناتها على ممر الزمن، من المحال ان تقارن الرفيقة، بنساء سيرتهن الفجور والعفن.
افتخر بقوة أنني ابن رفيقة، كانت ام حنون وحبيبة وصديقة، لها مني حب جارف وقبلات رقيقة، اما انتم فبوقوا ما شئتم بأبواقكم البالية العتيقة، تبقى حياتكم رثة وحياتنا أنيقة، من المحال إخفاء الحقيقة. لكن العار على من خان رفيقه، وصاحب السفلة والانذال، أحسبك وغيرك من العوام والجهال.
سأجيبك وان لم تسأل السؤال، من المحال بقاء مثل هذا الحال، الزمن دوار وانتم حتما الى زوال، وبئس النهاية والمآل.
....
علي الكاش
583 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع