رأي حول المسألة السورية …. فرصة لإختبار النوايا

 محمد حسين الداغستاني -أنقرة

رأي حول المسألة السورية …. فرصة لإختبار النوايا .

ليس من المنطقي الحكم على مجريات الحاضر وفق وقائع حدثت في ماضٍ بعيد وكأن الزمن يتوقف ، وأن الظروف التي خلقت تلك الوقائع تبقى قائمة رغم تقادم السنين وتغيّر الأحوال ، ذلك لأن القائم بالحدث قد يسير الى سلوك مشين او سيء مقارنة بـالمنقضي ، وربما يجعل الزمن والتجربة والخبرة منه عنصرا خيّرا يتعظ من ماضيه ويغير ذاته الى الأفضل ، وهذا الزعم تدعمه الشرائع وقيم السماء في عشرات الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة .
هذا الطرح الواقعي والموضوعي والعقلاني يمكن أن يكون قياساً لما تمر به سوريا بعد إسقاط حكم الأسد في الثامن من كانون الأول من العام الفائت ، فإستلمت السلطة مجموعة من الثوار تدرج بعضهم ومنهم احمد الشرع في كنف العديد من المنظمات المتطرفة وصولاً الى واقع سوريا الحالي ، مما دفع الكثيرين من المناوئين الى إدانتهم واثارة ماضيهم واسقاط تبعاته على الحاضر ، فيما يصر منفذوا الثورة التأكيد على عامل التغيير والإنعتاق من تبعات الماضي وأوزاره ، ومطالبة الشعب السوري والعالم بضرورة اعطائهم فرصة ليبرهنوا على التحول الجذري الذي يمارسونه لتكريسه بوعي وادراك لصياغة واقع جديد يتسم بالحرية والتسامح وخدمة السوريين في ظل القانون .
من هذا المنطلق فان إصرار البعض على رفض هذا التغيير في السلوك والأداء وعدم الإصغاء الى امكانية التغيير الايجابي يجافي المنطق السليم ، بل ويتناقض مع الإرادة الإلهية التي تؤكد على إمكانية بل ضرورة تغيير الانسان الى السلوك السوي لينال الرحمة والغفران ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الفرقان 70) . فلماذا ينصب البعض أنفسهم قضاة ويصرون على ما يمكن أن يتعارض مع هذا الحكم الرباني ؟
إن إعطاء القائمين على إدارة سوريا الآن الفرصة الزمنية الكافية ليبرهنوا على قدرتهم ومن ثم الحكم عليهم نتيجة ممارساتهم الفعلية في ميدان التجربة والحكم حق مشروع بلا شك . وقد ينبري من يوجه الاتهام لهذا الطرح بأنه منحاز لطرف على حساب طرف آخر ، لكن يبقى التساؤل مشروعا لماذا يعطي أي كان الحق لنفسه أن يتجاوز قناعات ورأي المواطن السوري ذاته في حكومته او في التغيير الحاصل في وطنه ؟ وإن كان لابد للرأي الآخر أن يدلو بدلوه فليعطي قبله الفرصة لإختبار حسن النية ثم تقييم التجرية والمسيرة سلباً وإيجاباً على ضوء ذلك .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

787 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع