الفطام النهائي عن الغاز الايراني

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 06 شباط/فبراير 2025 11:11

كتب بواسطة: سحبان فيصل محجوب

سحبان فيصل محجوب

الفطام النهائي عن الغاز الايراني

الآن بعد قلصت ايران من جانبها كميات تجهيز الغاز المتفق عليها مع الجانب العراقي بحجة اجراء صيانة موسمية على منظومات التصدير ، حيث فقدت المنظومة الكهربائية كمية من الانتاج لايستهان بها ، مؤخراً وبعد ان اعلن الرئيس الاميركي الجديد ترامب عن الاجراءات الخاصة بمنع ايران من تصدير نفطها والتي سوف تنسحب نتائجها على العراق نتيجة لتعطيل استيراده للغاز وكذلك كمية من الطاقة الكهربائية وعلى نحو كامل من ايران الواقعة تحت طائلة العقوبات المفروضة عليها ،فهل يمكن تعويض نسبة كبيرة من هذا الفقدان ؟
نعم فبوساطة استخدام الوقود البديل المتوافر وطنياً وان كان ذلك على حساب التشغيل المثالي على الغاز المستورد و المعتمد حاليا حيث ان للبدائل تاثيراتها السلبية المعروفة على حالة المكائن العاملة في محطات الانتاج للمنظومة الكهربائية والى ان يتم انجاز المشاريع المعلن عنها والتي تخص استغلال الموارد الوطنية للغاز المطلوب في تشغيل هذه المحطات .
من جانب آخر وعلى وفق الاحصاءات الخاصة بنسبة الاستهلاك المنزلي في العراق والبالغة ماقيمته ثمانون بالمئة من مجموع الاستهلاك الكلي … هذآ الاستخدام بنسبته العالية حاليا والذي يذهب قسما كبيرا منه لأغراض التدفئة والتسخين شتاء ًوالى التبريد والتهوية صيفا حيث بالامكان تقليصه بوساطة دعوات وطنية عامة مكثفة تهدف إلى الترشيد في الاستهلاك الكهربائي وذلك عن طريق التوجه إلى بدائل الوقود الأخرى على أنّ يوازي ذلك دعماً حكومياً كبيراً يشمل تأمين المتطلبات اللازمة للمواطن لتمكينه من المساهمة الكبيرة و المؤثرة في هذا الاتجاه ، ومن وسائل الدعم هذا تصنيع أو إستيراد أجهزة التدفئة غير الكهربائية وعرضها بأسعار مدعومةللمواطنين .
أرى في هذا محاولة جادة وعملية للخروج والتحرر من قيود الاحتكار المفروض على توريد الغاز والكهرباء من المورد الايراني الوحيد والذي فرضته ظروف استثنائية لمواجهةالطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية ومهدت لتجسيده غايات سياسية واقتصادية معروفة مكنته ليكون قابضا بلا منافس على سوق الطاقة في العراق فعلى الرغم من وجود الجهد الوطني الضامن لكسر هذا الاحتكار وارتفاع نداءات المطالبة للتحرر من مظاهر التبعية المشينة ،فهل هناك من سيصغي لهذا ؟ … لا أعتقد ذلك في أجواء سبات أو غياب الارادة الوطنية المستقلة.