علي الكاش
نواح وعويل الولي الفقيه على غياب هلاله الشيعي
قال تعالى في سورة الاعراف/179((لهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)).
غالبا ما نردد القول بأن الصراخ يكون على قدر الألم، وهذا الأمر ينطبق على السياسة كما ينطبق على البدن، على ضوء ذلك يمكن تفسير صراخ الولي الفقيه على الخامنئي وازلامه في الحرس الثوري وذيوله في المنطقة، بعد نجاح الثورة السورية بالإطاحة بحكم ما قبل آخر الطغاة في العالم الحديث، على اعتبار ان الطاغية الأول هو المرشد الأعلى للثورة الساسانية وليس الإسلامية، ويليه بشار الأسد جزار دمشق، الذي ظهر انه ليس اسدا، بل جرذ سرعان ما فر من ساحة المعركة أمام هدير الثوار، لقد اختفى في انابيب المياه الصحية في موسكو بسرعة خارقة.
جعلت الثورة السورية بنجاحها منقطع النظير الولي الخرف يهذر، وأخذت العصافير تدور حول رأسه المفحم بالدجل والاكاذيب، غير مصدقا ان ما انفقه من مليارات الدولارات على الهلال الشيعي تحول الى نيازك وقعت على رأسه، واتلفت دماغه المتكلس، اكثر من أربعين عاما يبوق هو وازلامه بالمشروع الإيراني بالمنطقة وتصدير الثورة البائسة التي لا يمكن لدولة متحضرة ان تقتدي بها، انها اشبه ما تكون بتغييرات في زمن المشاعية البدائية، فلا هي ثورة، ولا هي إسلامية، بل مشروع باطل يهدف الى احياء الدولة الساسانية، وهذا محال فالتأريخ لا يعيد نفسه، والرجال ليسوا نفس الرجال، والعالم آنذاك ليس هو العالم الحالي، كل شيء تغير الا العقول المتكلسة في ولاية الفقيه، فقد بقيت على حالها ترفض كل ما هو حقيقي.
اول خطاب للعجوز الخرف بعد سقط طاغية دمشق بتأريخ 11/12/2024 أكد فيه " أن سقوط بشار لن يضعف إيران، وما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أمريكي صهيوني مشترك، تصور أنه عندما تضعف المقاومة تضعف إيران الإسلامية أيضا، يعني عدم معرفة معنى المقاومة". لكن ما غر بوصلة التغيير من الشيطان الأكبر وحليفه الكيان الصهيوني التركيا، على الرغم من انه لم يدرأ على تسميتها، فقال" أن دولة جارة لسوريا لعبت ولا تزال تلعب دورا واضحا في الاحداث التي تجري في هذا البلد".
ولإعلان براءة نظامه مما حدث في الدول الخاضعة الى سيطرته، ذكر في 18/11/2024 " من غير المنطقي أن ينهض جيشٌ من إيران ليُقاتل بدلاً من جيش سوريا". وقال عبر تغريدة على منصة (اكس) إن " الحرب الرئيسية ينبغي أن يخوضها جيش ذاك البلد"، مع ان جيشه وحرسه الثوري لا يقاتل بل أوكل المهمة الى النكرات من الأذرع الخاضعين لسيطرته والعائشين في عقلية الماضي!
اشار الفقيه الخرف في حديث له بتأريخ 11/11/2024 في حسينية الخميني بطهران " كلما ازدادت الضغوط أصبحت جبهة المقاومة أقوى وكلما ارتكبتم الجرائم زادت حافزها، أن نطاق المقاومة سيتسع أكثر من الماضي ليشمل جميع المنطقة". وفي تحريض واضح على الإرهاب قال" بعون الله سيتم تحرير المناطق السورية المحتلة بأيدي الشباب السوري الغيور، ولا تشكوا في أن هذا سيحدث وستخرج أمريكا أيضاً من المنطقة على يد جبهة المقاومة". ان هذه المجموعة الحالية ـ يقصد الثوار ـ لن تستمر طويلاً. وقال الامام إن أمريكا تسعى لتحصل على موطئ قدم لها في المنطقة، لكنها لن تحقق أهدافها وجبهة المقاومة ستطرد الأمريكيين من المنطقة، أن عملاء الاستكبار عبروا عن سعادتهم بعد الأحداث التي عصفت بسوريا، ظناً منهم أنه مع سقوط الحكومة السورية التي كانت تساند المقاومة، فإن جبهة المقاومة ستضعف، لكنهم مخطئون جداً".
الحقيقة لا يوجد مخطئ من هذه الناحية الا الدجال الخرف واذرعته الخائبة في المنطقة، فقد تفتت وحدة الساحات وتحولت الى ساحة كرة قدم، وتبين زيف الادعاءات في شعارهم ( لن تسبى زينب مرتين) مع انها لم تسبَ أولا لتسبى ثانية، لقد تخلص المرقد الوهمي من قاذوراتهم، وفك اسر المرقد من قبضة الدجاجيل، تلخص جهادهم المزعوم في سرعة الهرب دون اطلاق رصاصة واحدة ولو في الهواء، وتركوا أسلحتهم مهانة، وسلاح المرء شرفه.
هذا الدجال كما يبدو يهلوس فلا نعرف عن أي انتصار يتحدث عنه في غزة ولبنان وسوريا، بقوله " انظروا إلى غزة، إنها تُقصف منذ عام وبضعة أشهر وهناك شخصيات بارزة في غزة استشهدوا مثل يحيى السنوار، كما ألحق العدو بالناس العديد من الضربات، إلا انه وفي نفس الوقت ما زال الشعب الفلسطيني صامد ويقاوم، ان القوات الإيرانية كانت متواجدة في العراق وسوريا لسببين: الأول هو الحفاظ على أمن العتبات المقدسة، لأن الدواعش عديمي الاخلاق والدين والايمان ارادوا هدم وتدمير الاماكن المقدسة، وقد شهدنا جريمة تفجير قبة الامامين العسكريين (ع) في مدينة سامراء العراقية بدعم الأمريكيين. أما السبب الثاني، فهو لعدم السماح بزعزعة أمن المنطقة، لذلك توجهت قواتنا وجنرالاتنا الى العراق وسوريا، ان خسارة السيد نصرالله كانت ثقيلة، لكن حزب الله ازداد قوة واشتدت قبضته، والعدو الذي رأى هذه الحقيقة، سعى إلى وقف إطلاق النار معه".
يبدو ان الدجال الخرف لديه قصر نظر وربما حول في تفسير الحوادث، فقد تحولت غزة الى خرائب، وأضحى جنوب لبنان أرض بور، وفقد ذراعه السليم ـ غير العضب ـ في سوريا، واليمن التعيس على طريق الخراب، والعراق ينتظر مصيرا اسودا بسببه سياسات نظامه المستبد. بل ان الشعب الإيراني يغلي كالمرجل للتخلص من نظام الملالي الذي اذاقهم الأمرين، وبدد ثروتهم الوطنية لتحقيق الهلال الشيعي وتصدير الثورة البائسة، ويوم بعد آخر يدفع الشعب الإيراني ضريبة السياسة الحمقاء لنظام الملالي بسبب الحصار الاقتصادي وسياسة القمع وتبذير أموال الشعب.
اما عما ذكره عن تفجير العتبات الشيعية في سامراء، فهو والجنرال سليماني اعلم من غيرهما بأن من فجر العتبات هو الحرس الثوري لخلق فتنة طائفية، ونجح في مسعاه في اثارة الحرب الاهلية عامي 2006 ـ 2002 بعد ان دعم تلك الحرب المرجع الشيعي علي السيستاني ورئيس الوزراء المهووس إبراهيم الجعفري لعنه الله دنيا وآخرة علاوة على ازلام ايران كهادي العامري والحكيم ومقتدى الصدر وجلال الصغير وهمام حمودي وحازم الاعرجي وبقية الحثالات، وقبل ان يكشف الحقيقة الجنرال الأمريكي بترايوس عن ضلوع الحرس الثوري الإيراني في العملية الإرهابية، كانت المرحومة (اطوار بهجت) اول من وصلت الى عتبات سامراء وكشفت الحقيقة، لكن مسدس سليماني قتلها وقتل معها الحقيقة، والغريب ان هذا الملف ما زال مسكوتا عنه، ودماء المغدورة ضاع سدى.
يبدو ان عدوى الدجل انتقلت الى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، فقد ذكر في 24/12/2024 ان " من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سورية، عليهم التمهل في الحكم، فالتطورات المستقبلية كثيرة". ورد بعدها بساعات وزير الخارجية السوري الشيباني عبر حسابه على منصة أكس" يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيّادة البلاد وسلامتها، ونُحذرهم من بث الفوضى في سورية، ونُحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة". وربما هذا يفسر المحاولة الفاشلة لتفجير مرقد السيدة زينب في دمشق من قبل عناصر ترتبط بالحرس الثوري لإثارة الفتنة وهذا ما حذر منه الكثير من المحللين السياسيين، ومنهم الكاتبة العراقية بيلسان قيصر، كل اصابع الاتهام تشير الى اضطلاع نظام الملالي في المحاولة البائسة، اما الدواعش فقد زجوا لحرف الأنظار عن الفاعل الحقيقي، مع انهم أي الدواعش صنيعة نظام الملالي. واعتقد انه بعد فشل هذه المحاولة فسوف لا يتوقف نظام الملالي عن حياكة مؤامرات جديدة في سوريا منها اغتيال مراجع سورية شيعية وعلوية ودرزية لأثارة الفتنة الطائفية، او تشجيع قسد على التمرد على النظام الجديد.
كعادة نظام الملالي في تناقض التصريحات من قبل المسؤولين، فكل منهم يغني على ليلاه، ذكر عراقجي في مؤتمر صحافي مع نظیره العماني بدر البوسعيدي في العاصمة طهران في 30/12/2024، " نتفق علي ضرورة وقف النار الفوري بغزة وفتح طرق الإغاثة والمساعدة. بحثنا الأوضاع السورية بشكل مفصل وتم التأكيد علي ضرورة الحفاظ علي وحدة أراضي سوريا وسيادتها، وعدم التدخل بشأنها الداخلي وتشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري لعودة الاستقرار فيها". ويبد ان وزير الخارجية الإيراني لا يعرف مفهوم (عدم التدخل في الشأن الداخلي) والا ماذا نسمي تصريحه السابق وتصريح وليه الخرف؟ صدق حذيفة بقوله" من اقتراب الساعة ان تكون أمراء فجرة، ووزراء كذبه، وأمناء خونة، وعلماء فسقة، وعرفاء ظلمة". (الكنز المدفون/24).
لماذا ينوح الخامنئي نوحا يقطع قلوب ذيوله الولائيين العرب؟
لو عرف الناس مقدار خسارة نظام الملالي المادية وتركنا بقية العوامل الأخرى، ربما أعطيناه بعض الحق في نتف لحيته وجعا، فقد اعلن افلاسه في ثلاث ساحات (غزة، بيروت ودمشق)، استثمر فيها المليارات من الدولارات، فضاعت كهواء في شبك، خذ مثلا خسارته في سوريا الجديدة الحرة، وستعرف السبب.
(30) مليار دولار كاعتمادات في البنوك السورية.
(150) مليار دولار كاستثمارات في سوريا للفترة من 2011 ـ 2014ـ
(76) مليار تكاليف حرب بشار ضد الثوار السوريين المطالبين بالحرية.
(25) مليار دولار استثمارات عسكرية في سوريا.
(8) مليار دولار تكاليف انشاء خط نقل الغاز من ايران عبر سوريا للبحر الأبيض المتوسط.
(2) مليار دولار صرفيات على المراكز الدينية والثقافية والاجتماعية لترويج مشروع ولاية الفقيه، بما فيها نفقات على العتبات الشيعية في سوريا .
(125) مليون دولار استثمارات في مناجم الفوسفات.
(300) مليون دولار مشاريع استخراج النفط السوري.
(250) مليون دولار نفقات انشاء قاعدتين بحريتين لتخزين الصواريخ في دير الزور.
(180) مليون دولار لإنشاء مركز لوجستي لتخزين السلاح والعتاد في اللاذقية.
(400) مليون دولار لبناء قاعدة (تي 4) في حمص.
وما خفي اعظم.
الا يحق للمرشد الأعلى ان يلعن ذلك اليوم الذي جند فيه بشار الأسد لمصلحته؟
الخاتمة
قيل لأعرابيّ: أتريد أن تصلب في مصلحة الأمّة؟ فقال: لا! ولكني أحبّ أن تصلب الأمّة في مصلحتي". (الإمتاع والمؤانسة3/344). اليس هذا حال الولي الفقيه؟
علي الكاش
768 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع