د.سالم الشماع
مقال تكبر مع لوحة زيتية تجريدية
معنى تكبر في اللغة : تعظم وامتنع عن قبول الحق معاندة ، ترفع ، ذو كبرياء
في القرآن .. ذكرت في السور التالية :
النحل (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29))
غافر(وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27))
غافر(الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35))
الاعراف(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ(146))
يوجد ايات وسور اخرى تعطي نفس النص او المعنى ...
في علم النفس.. المتكبر: هو الذي عنده نقص في شخصيته فيلجأ الى سد ذلك بسلوك التكبر والغرور تعويضا لما في عقله الباطن دون وعي فيمشي مختالا محبا للظهور والتظاهر بانه افضل من الباقين .
وفي التاريخ .. في اليونانية القديمة هي الغطرسة وهي السلوك المتعالي الذي يتلذذ باهانة الاخرين وجعلهم يشعرون بالخجل والاهانة وقد يكون له دلالة جنسية قوية ويزداد ذلك عند اشتراكه بالحرب فيزداد في القتل ، وخاصة النساء والاطفال.
والتكبر هو اعجاب بالنفس المؤدي الى احتقار الاخرين والترفع عليهم وتبدأ في اول العمر و تزداد بمروره ،وعندما يحصل العلم فيشعر انه يعرف كل شئ وكيفية تداوله وطريقة اكماله ،والاعتقاد بأن له ثقافة لا يملكها اقرانه ،فان كان له مال وفير او انه صاحب منصب رفيع او جاء من نسب شريف فذلك يحفزه على احتقار من ليس له شئ من ذلك ، فان فشل من هو اقل منه مثلا احد موظفيه فيوبخه جاعلا من نفسه عالما ،وكذلك فان المتكبر لا يسمع النصيحة او التوجيه
،فان فاز في اي منافسة تزيده في التباهي والتكبر والغرور ، وكل ذلك يؤدي الى عدم امكانيته في تكوين صداقات وعلاقات جيدة وانما تكون سطحية والذي يؤدي به الى انحراف الشخصية فيزداد انتهاكا للاخلاق الحسنة واسس السلوكات سواء الدينية او المتعارف عليها في المجتمع (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)) الانعام
وحيث ان الانسان قد استمد الاسس والقواعد التي يتعامل بها افراد المجتمع ثم اصبحت تشريعات لهذه القيم النبيلة مثل تلك القيم القديمة (جمهورية افلاطون ) وبعدها من خلال تعاليم الشرائع الالهية المتعاقبة .
وخلال العصر الحالي نجد ان الانسان اصبح سجين غرائزه بالاستمتاع باللذة والمتعة ومنها النزعة العدوانية سواء بين افراد المجتمع البلد الواحد او بلدان مختلفة ..وقد يؤدي ذلك الى حروب .
وعندما تصيب هذه النزعات المضطربة حاضنة الفرد وهي العائلة فتتفكك وتنحسر المرونة وتصاب العائلة بعقدة المادة والتطلع الى خارج نطاقها وتتمكن منها الرذيلة والخداع والانتهازية والفساد على انواعه وعلى حساب الثقافة والمروءة والتوافق العلمي .
في اللوحة :
يبدو في وسطها ثلاث احياء ..الاسفل شخص مصاب بالتكبر والانحراف ويعلو وجهه وجه لوعلٍ جبلي وهو يمتاز بتسلق منحدرات الروابي والجبال والقفز السريع ويعرف كيف يحفظ حياته ،اما الاخر فهو النمر الذي لديه خصائص مختلفة مثل سرعة الجري العالية والمراوغة والقتال مع اعتى الحيوانات بما فيها الاسد وله خاصية القتل بدون رحمة وحتى يتلذذ بالقتل دون ان يكون جائعاً والمفارقة ان هذا الانسان المتكبر له من الجينات تشبه تأثيراتها كما ذكرنا اعلاه (للوعل وللنمر) ،لعل هذا يفيد لفك رموز اللوحة مع الشكر ...
سالم الشماع
1/1/2025
630 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع